أول صناعة آلة الطباعة


بواسطة التلميذ(ة):
أول صناعة آلة الطباعة

١ مقدمة

آلة الطباعة هي جهاز يقوم بالضغط على سطح مطلي بالحبر حتى يلامس خامة يراد الطباعة عليها (ورق أو قماش)، لينقل هذا الحبر لها.
وتستخدم آلة الطباعة عادة لطباعة النصوص ويعد اختراع وانتشار آلة الطباعة واحد من أكثر الأحداث المهمة في الألفية الثانية بعد الميلاد، حيث تعدّ آلة الطباعة نقلة ثورية في طريقة البشر في إدراك ووصف العالم الذي يعيشون فيه، وبذلك قادتهم إلى مرحلة الحداثة.
.

٢ لمحة تاريخية:

وقد عرف الإنسان فكرة الطباعة منذ فجر التاريخ، فلقد تأمل ما تحدثه قدماه أثناء مشيه على الصلصال الطري من صورة مطابقة للقدم./ ويُعتقد أن الصينيين هم أول من عرف الطباعة بشكلها الحديث؛ حيث استخدموا قوالب الخشب المحفور عليها أشكال مختلفة، فكانت تبلل بالأصباغ ثم تضغط على الورق ./ ويعد الصيني بي تشينج (Bi-Sheng) أول من قام باختراع حرف مستقل لكل رمز من رموز اللغة عام 1045، إلا أن تلك الفكرة لم تلاق قبولاً لدى الصينيين نظراً إلى كثرة الرموز المستخدمة في اللغة الصينية./ بينما لم تعرف أوروبا الطباعة حتى وقت قريب، ففي الوقت الذي كانت فيه أمم المشرق تستخدم القوالب الخشبية، كان الأوربيون ما يزالون ينسخون الكتب والرسائل بأيديهم./ وظل الوضع على هذا الحال حتى استطاع الأوروبيون طبع أول منتج باستخدام طريقة القوالب وهي صورة القديس كريستوفر عام 1423م، وبعد ذلك انتشرت طباعة الكتب في أوروبا باستخدام تلك الطريقة./ وبدخول أوروبا عصر النهضة ازدادت الحاجة إلى أسلوب جديد في الطباعة أكثر سهولة وفعالية، فتوالت الاختراعات في مجال الطباعة واحداً تلو الآخر على النحو التالي:/ ففي عام 1800، تمكن نبيل إنجليزي من اختراع آلة طباعة كاملة من الحديد في عام 1811، قام الألماني فريدريك كويننج (Friedrich Koening) باختراع آلة طباعة أسطوانية تعمل بالبخار، الأمر الذي زاد من كفاءة الطباعة وسرعتها في عام 1826، قام عالم الطبيعة الفرنسي جوزيف نيبس (Joseph Niepce) باختراع أول آلة تصوير ضوئي في العالم، الأمر الذي فتح المجال واسعاً أمام العديد من الاختراعات الأخرى في مجال الطباعة في عام 1825 اخترع فوكس تابلوت (Fox Talbot) الأكليشيهات عام 1855 اخترع ألفونس بوافا (Alphonse Poitevin) طباعة الصفائح الضوئية (Photolithography)./ وقد أدت هذه الاختراعات إلى ظهور طباعة الأوفست في أوروبا بنهاية القرن التاسع عشر./ وعلى الجانب الآخر من الأطلنطي أمريكا، فقد دخلت مضمار الطباعة متأخرة بعض الشيء./ وسارت الأمور بسرعة على النحو التالي:/ ففي عام 1846، اخترع الأمريكي ريتشارد هيو (Richard Hoe) آلة الطباعة الدوارة التي تم فيها توصيل حروف الطباعة بأسطوانة دوارة، ثم استخدمت أسطوانة أخرى لتثبيت الطباعة./ ووصلت سرعة تلك الآلة إلى8000 صفحة في الساعة./ اخترع وليام بلوك (William Bullock) عام 1863م آلة لطباعة الصحف ذات تغذية ذاتية من الورق الملفوف على بكرات، الأمر الذي زاد من كفاءتها وسرعتها./ وفي عام 1871، طور ريتشارد مارش (Richard Marsh) هذه الآلة لتنتج 18 ألف صفحة في الساعة./ في عام 1884، قام أوتمر مارجنثالار (Ottmar Mergenthalar) بصناعة قطعة معدنية تحتوى على قوالب معدنية تمثل كل الحروف المستعملة منضدة بجوار بعضها بعضاً، وقد أطلق عليها اسم "خط الحروف الطباعية" (Linotype)./ وقد استخدمت هذه الآلة في طباعة جريدة النيويورك تريبيون عام 1886./ وبعد عدة سنوات استطاع تولبرت لانستون (Tolbert Lanston) اختراع آلة لجمع الحروف المستقلة، تتألف من وحدتين رئيسيتين؛ هما:/ وحدة لوحة المفاتيح، ووحدة صب الحروف./ ثم قام الأمريكيان ماكس ولويس ليفي (Max & Louis Levy) باختراع شاشة التلوين النصفي (Halftone Screen)، الأمر الذي مهد الطريق أمام ازدهار طباعة الصور في مختلف المواد./ ومع بداية القرن العشرين تمكن الأمريكي آيرا روبل (Ira Ruble) من استخدام طباعة الأوفست التي انتشرت على نطاق واسع./ ثم قفز فن الطباعة قفزات واسعة ليساير النهضة العلمية، والتقدم التقني في نهاية القرن العشرين./ فمع اختراع أجهزة الحاسوب أصبح صف الحروف وتنسيقها يتم باستخدام تلك الأجهزة، ثم تعدى ذلك إلى استخدام أشعة الليزر في تنسيق الحروف، والتقاط الصور، وفصل الألوان، وتنسيق الصفحات./ أول من استخدم آلة الطباعة هو الألماني يوهان غوتنبرغ في عصر الإمبراطورية الرومانية حوالي العام 1440، معتمداً على آلات الكبس الموجودة آنذاك./ كان غوتنبرغ يعمل بمهنة صياغة الذهب، لذا فقد طور نظام طباعة كامل أدى إلى تحسن عملية الطباعة خلال جميع مراحلها وذلك بتحويل التقنيات القائمة لأغراض الطباعة، بالإضافة إلى قيامه بنفسه باختراعات مبتكرة./ فهناك آلة القوالب اليدوية التي اخترعها مؤخراً جعلت تصنيع حروف الطباعة ممكنة بشكل سريع ودقيق لأول مرة وبكميات كبيرة، وكعنصر أساسي يفيد في مشروع الطباعة برمته./ طريقة خط التجميع في طباعة الكتب أدت إلى الإنتاج الضخم للكتب لأول مرة في التاريخ./ فقد كانت تنتج آلة الطباعة الواحدة في عصر النهضة خلال يوم عمل 3,600 صفحة مقارنةً بــ 40 صفحة بالطباعة اليدوية، وأقل من ذلك بالنسخ اليدوي./ كتب المؤلفين مثل لوثر وإيراسماس حققت أعلى مبيعاً حيث تم بيعها بمئات الآلاف في زمنهم./ مدينة ماينتس، في ألمانيا، كانت المصدر الأول حيث بدأت الطباعة هناك ثم انتشرت في غضون عدة عقود إلى مايزيد عن 200 مدينة في عشرات البلدان الأوروبية./ أنتجت آلات الطباعة التي تعمل في أنحاء أوروبا الغربية في العام 1500 أكثر من عشرين مليون مجلد./ وفي القرن السادس عشر، وبانتشار آلأت الطباعة خارج أوروبا الغربية، إزداد إنتاجها عشرات الأضعاف بما يقدر بــ 150 إلى 200 مليون نسخة./ عملية الطباعة بالضغط أصبحت مرادفة لمشروع الطباعة الذي أدى إلى تسمية فرع جديد وكامل من وسائل الإعلام وهو الصحافة./ فقد كتب رجل الدولة والفيلسوف فرانسيس باكون في وقت مبكر من العام 1620 أن الطباعة بالأحرف المطبعية " غيرت وجه وحال الأشياء في أنحاء العالم"./ تُمارس الطباعة من بداية ظهورها كأحد أشكال الفن الحقيقي، ووضع لها معايير جمالية وفنية عالية، كما هو الحال في الكتاب المقدس الشهير ذو الـ 42 سطر بيبل غوتنبرغ./ كما أننا نجدها اليوم من أعظم الممتلكات النفيسة في المكتبات الحديثة مثل كتاب الـ " إنكنيوبلز" أو كتب تم طباعتها قبل عام 1501./ إن التأثير الغير مسبوق لطباعة غوتنبرغ في تطور التاريخ الأوروبي الحديث ثم العالم على المدى الطويل بات من الصعب ذكره بكامله./ هناك محاولات لتحليل التاثيرات المتشعبة والتي تشمل مفهوم ثورة الطباعة الصحيحة، وإنشاء غوتنبرغ غالكسي./ توفر الكلمة المطبوعة وسعرها المعقول للعامة عزز ديمقراطية المعرفة ووضع الأسس المادية للاقتصاد الحديث المبني على المعرفة./ أدى وصول الطباعة الميكانيكية بالأحرف المتحركة في عصر النهضة الأوربي إلى عصر الإعلام الجماهيري الذي غير تركيب المجتمع بشكلٍ دائم:/ الانتشار المطلق نسبياً للمعلومة، والأفكار الثورية التي تخطت الحدود ألهمت الجماهير بالإصلاح وهددت قوة السلطات الدينية والسياسية./ الزيادة الحادة في محو الأمية كسرت حاجز احتكار النخبة المثقفة للتعليم والتعلم وعززت صعود الطبقة الوسطى./ في أنحاء أوروبا، زيادة الوعي الثقافي عند الناس أدى إلى النهوض بالقومية البدائية التي عجل بها ازدهار اللغات العامية الأوربية على حساب وضع اللغة اللاتينية باعتبارها لغة مشتركة (لغة تواصل مشترك)./ في القرن التاسع عشر أدى استبدال تشغيل الآت غوتنبرغ للطباعة اليديوية بآلات الطباعة البخارية إلى دخول الطباعة إلى النطاق الصناعي، وتم الاعتماد حول العالم على الطباعة بالطريقة الغربية، وأصبحت عملياً الوسيلة الوحيدة للطباعة الضخمة والحديثة./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ ويكيبيديا