أكبر مستشفى في افريقيا حقائق وأسرار


بواسطة التلميذ(ة):
أكبر مستشفى في افريقيا حقائق وأسرار

١ مقدمة

يرتفع حفيف الأشجار الباسقة بطرف مدينة بن احمد، ليحكي قصة انتصارات وأفراح وتصافح بالأيدي فرحا بتحقيق إنجازات مهمة، والتغلب على عدو غزا رئتين على حين غفلة من الزمن..
قبل أن تنوح الأشجار ذاتها وهي ترنو بحزن إلى بناية بيضاء كانت ذات يوم قلعة حصينة لمحاربة داء السل

٢ أين يقع مستشفى بن صميم:

على الطريق الثانوية التي تربط المدخل الشمالي لآزرو بمدينة إفران، وسط جبال الأطلس المتوسط تقع قرية ابن صميم، حيث تطالعك بناية من ثمانية طوابق محاطة بغابة تزخر بأشجار متنوعة وببنايات هي مساكن لأطباء وممرضين عمروا المكان./«المساء» زارت مستشفى بن صميم، المعلمة التاريخية التي قيل عنها الكثير من الحكايات، اختلط فيها الواقع بالخيال، بهدف نفض الغبار عن معلمة تاريخية كانت حتى الأمس القريب، تقدم العلاج لمرضى السل الذين كانوا يحجون إليها من كل بقاع العالم طلبا للشفاء./مستشفى ابن صميم معلمة يستعصي على سكانها نسيان أيام العز التي عاشتها قريتهم حينما كانت ذات صيت عالمي، ليصبحوا اليوم عرضة للنسيان والإهمال شأنهم شأن المعلمة التاريخية «مستشفى ابن صميم» رغم ما تداولته الألسن في أكثر من مرة عن مشاريع لتحويلها إلى معلمة سياحية لإنقاذها ومن يعيشون في محيطها من أهالي قرية ابن صميم، الذين طرحوا أسئلة في انتظار جواب:/ من يقف وراء إهمال المعلمة ولمَ؟ ومتى يحن الإفراج عنها وعنهم

٣ اختصاص المستشفى:

هذه المعلمة كانت مستشفى للأمراض التنفسية والصدرية، أغلب أطرها من الأجانب، حيث كان يعالج فيه المرضى المغاربة والأجانب ، مدنيين وعسكريين، المصابين بأمراض الرئة والربو إلى أن يشفوا نهائيا، وكان الاستقبال فيه جيدا حسب البعض ممن عاشوا في سنوات الخمسينات والستينات، بل يتذكر من كانوا أطفالا وتلاميذ بتلك الجماعة ذكريات جميلة ، وفي تلك الحقبة كيف كانوا يحصلون على لعب وحلويات، وكل جمعة يشاهدون أفلاما سينمائية حيث كان المفشى يضم قاعة للعروض. يذكر أن المستشفى السالف الذكر أغلق في السبعينات وبالضبط عام 1973، حيث تقول الحكايات أنه في ليلة ظالمة تم السطو على تجهيزاته ونقلها إلى جهة ما ، كما تروج رائجات بأن مجموعة من أرباب المصحات بالمغرب تضايقوا من تواجدها وتم تلبية رغبتهم .بل يذهب البعض إلى حد توجيه الاتهام إلى صاحب مصحة كان وزيرا للقطاع أنذاك ، وتبقى الحقيقة بين تضارب الأقوال عن أسباب إغلاقه مبهمة، لكن المؤكد أن هذه المعلمة أصبحت منذ سنوات أطلالا مهجورة يتآكل بنيانها سنة بعد أخرى دون استغلالها في حاجيات أخرى

٤ الفرق بين مستشفى بن صميم وبين المستشفيات الحالية:

عاد الحديث من جديد عن معلمة صحية كبرى كانت الأولى إفريقيا، ويتداول في موضوعها نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار :/ "ماضينا أحسن من حاضرنا" مع إجراء مقارنة بين حال مستشفياتنا حاليا وبين السابق من حيث التجهيزات والبناية والعناية وحسن المعاملات للمرضى من قبل الممرضات والأطباء . "المعلمة" العتيقة بنيت في الأربعينات-1948 -من طرف المستعمر على مساحة 40 هكتار بطاقة استيعابية حوالي 400 سرير وتضم 8 طوابق تقريبا وبدأ الاشتغال فيه المستشفى عام 1954

٥ قصة المستشفى المهجور:

تم بناء مستشفى ابن صميم في نهاية أربعينيات القرن الماضي، ويحكى أن نشأته أتت بناء على طلب تقدم به مواطن فرنسي، يدعى «موريس بونجان» وهو أحد أغنياء فرنسا، إلى السلطات الفرنسية مبديا رغبته في تشييد مستشفى ابن صميم في المنطقة التي يوجد فيها لحد اليوم بعدما عولج من مرض السل الذي كاد يفتك به، وبعد أن أكد له الأطباء بأنه لا أمل في شفائه من داء السل، استقر بمنطقة بنصميم، وصار يتردد على منبعها، ويعيش على هوائها، فلاحظ تحسنا في حالته الصحية، ومن ثم قرر المليونير الفرنسي تشييد «سانوطوريوم» لتقديم العلاج لمرضى السل كخدمة إنسانية منه لمن يعانون نفس ألمه مع مرض السل بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، الشيء الذي جعل المستشفى قبلة للعديد من الجنسيات من مختلف الدول طلبا لإنهاء معاناة كانت تفتك بهم عتبر العديد من أبناء المنطقة الذين تحدثوا ل»المساء» بحرقة عن المعلمة التاريخية أن بداية اندحارها كانت سنة 1965، أي بعدما تسلمت وزارة الصحة المغربية مهمة التسيير، بعدما كان المستشفى مستقلا ماديا وماليا./ففي تلك السنة، يقول أحد أبناء قرية ابن صميم تم إسناد مهمة تسييره إلى وزارة الصحة المغربية، وفي السنة ذاتها بدأ الخريف يزحف إليه ببطء، إذ لم تمض سوى ثماني سنوات، وهو في العهدة المغربية، حتى انتهى أمره وصدر قرار بإعدامه./ما السبب؟ لا أحد يدري./هكذا تعدم مئات المشاريع في هذا البلد دون أن يدري أحد سبب ذلك. وتابع حكاية المستشفى المهجور قائلا إنه كان يستقبل أيام «الفرنسيس» مئات المرضى بالسل، الذين كانوا يأتون من أوربا طلبا للعلاج./متسائلا في ختام حديثه ل»المساء» ما السبب؟ ولمَ؟ لا جواب، حيث تم إغلاقه بشكل رسمي سنة 1973. آمال مؤجلة أجمع كل من استفسرناهم عن مستشفى بن صميم على أنه ثروة لامادية وإرث تاريخي وحضاري؛ وأنه من الممكن ترميمه وإعادة استغلاله بالرغم من كونه ظل مغلقا منذ سبعينيات القرن الماضي، لكنه ما يزال شامخا، صامدا، وشاهدا، من جهة، على مناعته وقوته.../ومن جهة أخرى، على خطورة الجريمة المقترفة في حقه من قبل الأيادي التي تسببت في إغلاقه

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ المساء