من بين كل الممالك القديمة التي أحاطت بالجزيرة العربية وبلاد الشام، تبرز مملكة سبأ، كأحد أهم هذه الممالك، والتي سيطرت على المشهد السياسي في جنوب شبه الجزيرة العربية -اليمن في الوقت الحالي-، إلا أن أغلب المصادر تتفق على قيام مملكة سبأ في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، وقد استمرّ حكمها حتى القرون الأولى بعد الميلاد.
فأين تقعُ مملكةُ سبأ؟ وما أهمُّ آثارها؟ وما العوامل التي ساعدت على تطوّرها وازدهارها وعُمرانها؟

٢ موقع مملكة سبأ:

يُذكرُ أنّ موقعَ مملكة سبأ كان في جنوب الجزيرة العربيّة، وتبعُد ما مقداره مئتي ميل عن شمال غرب منطقة عدن، إلّا أنّ هُناك بعض الأسفار التوراتية التي تُشير إلى أنّ هُناك موقعين لسبأ، أحدهما كان في الجنوبِ بجوارِ حضرموت، والآخر في الشّمال بالقرب من أراضي تيماء.

٣ بلقيس ملكة سبأ :

تُعتبر بلقيس واحدةً من أشهر ملوك العرب الجنوبيين أو القحطانيين اليمنيين، وبلقيس هي اسم مشتق من المقة، وهي تسمية إله القمر لدى أهل سبأ قديماً، ومنه جاءت تسمية الملكة بلقيس، ويجدر بالذكر أنَّ نقوش المسند أظهرت أسماء مجموعة من المعابد المُخصصة لعبادة آلهة القمر، ومنها:/ حرم بلقيس أو محرم بلقيس، ومعبد آخر في مدينة صرواح، وهو أكثر المعابد قدماً، وتبقّى منه جدران شاهقة مكتوب عليها بالخط المسند، ويُطلق على بقاياه اسم عرش بلقيس

٤ الشكل العالم لقصر الملكة بلقيس :

يأخذُ التصميم المعماريُّ لقصر الملكة بلقيس شكلاً مُربَّعاً، ويتمُّ الدخول إليه من الباب الموجود في الناحية الشماليّة، والذي تتقدُّمه ساحة واسعة مكشوفة يتوسَّطُها البئر المُقدَّس، وحوض مائيّ حجريّ يتغذَّى بالمياه من خلال مَصبٍّ قادم من فَمِ الثّور المُقدَّس، وتُحاطُ هذه الساحة بسُور من الطين، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ القصر يضمُّ عدداً من الأبراج، أمّا القاعة الرئيسيّة للمعبد، فهي مُحاطَة من ثلاث جهات (الشماليّة، والغربيّة، والجنوبيّة) بالجُدران، إذ يُقابلُ الجدارُ الغربيّ للقاعة مجموعةً من المقاعد الحجريّة الثابتة، كما تُوجَد في الداخل ستةُ أعمدة حجريّة كبيرة تعلوها تيجان مُزيَّنة بالمُكعَّبات، ويبلغ طولُ كلٍّ من هذه الأعمدة نحو اثني عشر متراً، وبوزن يبلغ 17,5 طن تقريباً، علماً بأنّه يُمكن الوصول إلى هذه الأعمدة من خلال اثنتي عشرة درجةً حجريّة.