رواية لويس برايل


بواسطة التلميذ(ة):
رواية لويس برايل

١ مقدمة

يحتمل أن يكون كل شخص قد سمع عن نظام برايل للقراءة للمكفوفين ، بيد أن القليل منهم يعرف لماذا يدعى بنظام برايل أو من كان لويس برايل

٢ موضوعها:

في عام 1812 كان لويس برايل صبياً صغيراً ./فقد عاش في بلدة صغيرة بفرنسا ./وامتلك أبوه دكاناً صغيراً حيث كان يصنع فيه أشياء جلدية ./وفي أحد الأيام كان لويس يلعب في دكان أبيه ، والتقط آلة صغيرة ذات نتوء حاد جداً ./وسقط أرضاً ثم دخل النتوء في عينه ./وفيما بعد أصبح مكفوفاً في كلتي عينيه ./ وبالرغم من كونه في ربيعه السابع أو الثامن ، إلا أنه وجب عليه المشي بعصى لكي يتحسس إلى أين كان ذاهباً ./وشعر سكان البلدة بالأسف حينما رأوا الصبي الصغير مكفوفاً بالكامل أثناء تحسسه الطريق على طول الشوارع بعصاه لكي يجد الأتجاه المطلوب ./ وبعد بضعة سنين ذهب لويس إلى مدرسة خاصة بالمكفوفين في باريس حيث تعلم هناك القراءة ./أي بمعنى آخر تعلم كيفية التمييز بين الستة والعشرين حرفاً من الأبجدية ، بتحسسها بأصابعه ./إلا أن الحروف كانت بضعة بوصات أعلى وأعرض ./ومن الطبيعي فهذه طريقة بدائية للقراءة ./فمقال مقتضب جداً ملأ بضعة كتب ، وكل كتاب كان ذا وزن ثمانية أو تسعة أرطال . وأصبح لويس فيما بعد معلماً بنفس تلك المدرسة ./وأراد كثيراً إيجاد نظام أفضل للقراءة الخاصة بالمكفوفين ، غير أن ذلك لم يكن سهلاً ./ففي أحد الأيام ، وأثناء زيارته للبيت ، قال لأبيه :/ " الناس المكفوفون هم الأكثر عزلة في ألعالم ./وأنا أستطيع تمييز طائر من آخر عن طريق صوته ./كما أستطيع معرفة باب البيت بتحسس يدي ./ولكن هناك أشياء لا حصر لها لا تمكنني من السماع والتحسس ./إن الكتب فقط تستطيع تحرير المكفوفين ./لكنه لا توجد كتب كي نقرأها ./" ثم وأثناء جلوس لويس أحد الأيام في مطعم مع صديقه الذي كان يقرأ جريدة إلى لويس ./لقد كان الصديق يقرأ مقالاً عن ضابط في الجيش الفرنسي برتبة رائد ، والذي تمكن من استعمال نظام للكتابة في الظلام أطلق عليه " الكتابة الليلية " وفي هذه الكتابة أستعمل الرائد نظام النقاط والفواصل حيث رفعت على الورقة لكي يتمكن الشخص من تحسسها بأصابعه ./ وعندما سمع لويس حول هذا النظام ، كان مسروراً جداً حيث شرع يتكلم بصوت عال وهو يذرف الدموع . " أرجوك ، يا لويس , " قال صديقه ./" ما الأمر ؟ كل شخص يتطلع إليك ./" " وأخيراً وجدت الجواب لمعضلة المكفوفين " . قال لويس " الآن بإمكان الناس المكفوفين الأنعتاق " . وفي الصباح التالي ذهب لويس مع صديقه لرؤية رائد الجيش حيث سأله عن نظامه ، فكان الأخير يقول بأنه أستعمل آلة ذات نهاية مدببة لعمل الثقوب ( النقاط ) والفواصل الصغيرة على ورق سميك ./وكان بإمكان الشخص تحسس النقاط والفواصل على الجهة الأخرى من الورقة ./لقد كانت علامات معينة تدل على شيء واحد ./إن الآلة التي استعملها رائد الجيش كانت نفس نوع الآلة التي لعب بها لويس سابقاً ، عندما سقط في أحد الأيام أرضاً ودخل النتوء في عينه . قال لويس " أنا متأكد بأننا نستطيع استعمال هذا النظام لمساعدة المكفوفين في القراءة مع إعطائهم كتباً ./" لقد كان يوماً بديعاً بالنسبة إلى لويس ./وفيما بعد مضى يدرس هذا النظام الجديد لتطبيقه على المكفوفين ./فقد درس طرقاً مختلفة لعمل النقاط والفواصل على الورق ./وأخيراً توصل إلى نظام بسيط استعمل من خلاله ست نقاط خلال فراغ صغير واحد ./وبهذه النقاط الست ، وبأوضاع مختلفة خلال نفس الفراغ ، تمكن من عمل (63) مجموعة مختلفة ، أشارت كل مجموعة إلى حرف من الأبجدية أو إلى كلمة قصيرة ./حتى أن هذه المجاميع أشتملت على علامات التنقيط ./والى أخره مما دعا لويس فوراً إلى تأليف كتاب مستعملاً نظام " برايل " . في البداية لم يصدق الناس بأن نظام لويس برايل كان ممكناً أو عملياً ./وفي أحد المرات تكلم لويس أمام جمع من الناس وبين كيف تمكن من الكتابة باستعمال تلك النقاط على الورقة تقريباً ، بنفس السرعة التي تمكن بها شخص ما من القراءة له ./ثم أعاد قراءة ما سبق وكتبه بسهولة ./لقد قالوا بأن ذلك مستحيل التطبيق ./كما قالوا بأن لويس تعلم عن ظهر قلب ما قرأه لهم ./وفي كل مكان حدث نفس الشيء 0 الناس لم يصدقوا لويس ./وفي بعض الحالات لسبب ما أو لآخر لم يرغبوا في تصديقه ./وحتى أن الحكومة الفرنسية لم ترغب في سماع أي شي يخص نظام لويس ، قائلين إنهم كانوا قبل الآن يفعلون أي شي ممكن لأجل المكفوفين . وأستمر لويس في العمل بنظامه ./والآن أضحى رجلاً جد مريض ./وفي كل عام كان مرضه يزداد ، لكنه استمر يعمل ويعمل بنظامه مطوراً إياه ./وأستنبط الإشارات لموضوع الرياضيات إضافة إلى الموسيقى ./ففي أحد الأيام كانت بنت مكفوفة منذ ولادتها تعزف على البيانو بشكل بديع جداً أمام جمهور غفير حيث استمتع كل واحد منهم ./ثم نهضت الشابة وقالت بأن الجمهور لا يجب عليه شكرها لأدائها البديع ./يجب عليهم شكر لويس برايل الذي سهل لها طريقة تعلمها الموسيقى والعزف على البيانو ./كما أخبرتهم بأن لويس برايل كان رجلا مريضاً على فراش الموت . وفجأة وبعد عدة سنوات أصبح كل شخص مولعاً بلويس برايل ./لقد كتبت الصحف عنه كما أصبحت الحكومة مهتمة بنظامه الخاص بالقراءة للمكفوفين ./لقد ذهب أصدقاء لويس إلى بيته لرؤيته حيث كان راقداً في سريره ./وأخبروه بما حدث حيث شرع يبكي قائلاً :/ " هذه هي المرة الثالثة في حياتي أبكي فيها ./لقد بكيت أولاً عندما أصبحت مكفوفاً كما بكيت ثانياً عندما سمعت عن (( الكتابة الليلية )) ./والآن أبكي لان حياتي لم تكن فاشلة " . وبعد بضعة أيام مات لويس برايل وهو في الثالثة والأربعين من العمر

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ الذاكرة