سيدنا يونس عليه السلام


بواسطة التلميذ(ة):
سيدنا يونس عليه السلام

١ مقدمة

قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}

٢ دعوته لقومه:

يصل يونس -عليه السلام- بنَسَبه إلى نبيّ الله يوسف عليه السلام، وقد ذكر الله -تعالى- قصّة يونس مع قومه أكثر من مرّةٍ في القرآن الكريم، وكان الله -تعالى- قد أرسل نبيّه يونس إلى أهل نينوى في العراق ليدعوهم إلى توحيد الله سبحانه، والعمل بشرائعه القويمة، لكنّ قومه كذّبوه وكفروا بما جاءهم به من علمٍ وبيّناتٍ، وطال أمرهم على هذه الحال، إذ إنّه مكث يدعوهم ثلاثاً وثلاثين سنةً لم يتبعه خلالهم إلّا رجلين اثنين، ولمّا رأى يونس تكذيب قومه له وشدّة ميلهم عن طريق الاستقامة خرج من قريتهم قبل أن يأمره الله -تعالى- بهذا الفعل، ولم يكن يتوقّع نبيّ الله يونس أن يؤاخذه الله بهذا الفعل

٣ رميه في البحر:

ترك يونس -عليه السلام- قومه وركب البحر مع قومٍ في سفينة لهم، ولمّا أن بلغت السفينة وسط البحر هاجت الأمواج وأوشكت السفينة على الانقلاب بمن فيها، ورأى من فيها من الناس الحاجة إلى إلقاء أحدهم حتى يسكن حالهم وينجوا ممّا هم فيه، فاقترعوا فيما بينهم فخرج سهم نبيّ الله ليُرمى في البحر، لكنّ القوم لم يرغبوا بإلقائه في البحر لما رأوا حُسن خلقه، فاقترعوا مجدّداً فخرج سهمه مرّةً ثانيةً وثالثةً، فأدرك يونس -عليه السلام- أنّها رسالةٌ من الله -تعالى- له، فأقبل ينفّذ أمر الله، وألقى بنفسه في البحر، وعلى الفور ألهم الله حوتاً أن يبتلع نبيّ الله، فمكث في بطنه حياً، لم يضره الحوت فلم يكسر له عظماً ولم ينهش له لحماً، ولمّا أحسّ يونس أنّه على قيد الحياة ولم يمت ناجى ربّه بقوله:/ (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

٤ تتمة قصته:

لمّا خرج يونس من بين أظهر القوم، أرسل الله -تعالى- عليهم سُحباً سوداء لتأخذهم بالعذاب، فأدركوا حينها صدق نبيّهم، فبحثوا عنه ليُعلموه باتّباعهم له وليعلّمهم طريق التوبة من ذنوبهم فلم يجدوه، وصيّر الله لهم رجلاً شيخاً أرشدهم إلى كيفية التوبة من ذنوبهم وحسن الإنابة إلى الله، فوقفوا جميعهم في صعيدٍ واحدٍ وأخرجوا معهم أطفالهم ومواشيهم وأقبلوا يتضرّعون إلى الله بسؤال المغفرة والتوبة، وبكوا بين يديه بكاءً شديداً حتى تاب الله -تعالى- عليهم وأبعد عنهم عذابه، وبعد حينٍ من توبتهم كان نبيّ الله يونس قد خرج من بطن الحوت وتماثل بدنه للشفاء من آثار المكوث في بطنه، ووصل إلى قومه فوجدهم مؤمنين عابدين لله سبحانه، فمكث فيهم ما شاء الله له أن يمكث يُعلّمهم دينهم

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ الذاكرة