أأغرب الطيور


بواسطة التلميذ(ة):
أأغرب الطيور

١ مقدمة

طائر مجموعةٌ من الفقاريَّات داخليَّة الحرارة، تكتسي بِالريش، وتمتلك منقارًا عديم الأسنان

٢ االتعريف:

تضُمُّ طائفة الطُيُور ورُتبة التمساحيَّات الشقيقة الفصائل الوحيدة الباقية المُمثلة لِفرع الآركوصورات الحيوي (الذي يضم أيضًا الديناصورات والزواحف المُجنَّحة وأشباه التماسيح البائدة)./خِلال أواخر عقد التسعينيَّات من القرن العشرين، كان العُلماء يعدّون الطُيور من الجهة الوراثيَّة العرقيَّة مُتحدرة مُباشرةً من أحدث سلفٍ مُشترك لِلطُيُور المُعاصرة وأحد أنواع الطُيُور الأوَّليَّة (الآركيوپتركس) المعروف باسم «الطائر الأوَّلي المنقوش» (باللاتينية:/ Archaeopterix lithographica). إلَّا أنَّ العُلماء عادوا في بدايات القرن الحادي والعشرين إلى تسليط الضوء على إحدى النظريَّات المُقترحة من قِبل العالم الفرنسي الأمريكي جاك گاوثير، التي لاقت قُبولًا واسعًا في المُجتمع العلمي./وكان گاوثير قد عرَّف طائفة الطُيُور بأنَّها تلك المجموعة من الحيوانات التي تضُمُّ فقط «المجموعة التاجيَّة» أو «الفوقيَّة» من الطُيُور المُعاصرة./والمجموعة التاجيَّة تُعرَّف بِكونها مجموعة الأنواع الباقية التي تُعتبر المُمثلة الرئيسيَّة لِمجموعتها يُضاف إليها أحدثُ سلفٍ مُشتركٍ لها كُلها، مع سائر الأنواع المُتحدرة من هذا السلف والتي تختلف عن الأنواع المُمثلة الرئيسيَّة./وقد طوَّر گاوثير نظريَّته هذه عبر استبعاده أغلب المجموعات الطيريَّة المعروفة فقط من خِلال المُستحاثات والتي لا مُمثل مُعاصر لها، وأعاد إدراجها عوض ذلك في فرعٍ حيويٍ جديد أطلق عليه تسمية «طيريَّات الجناح» (باللاتينية:/ Avialae)، وكان يهدف جزئيًّا من وراء ذلك إلى تفادي الشُكوك العلميَّة بِخُصوص موقع الطُيُور الأوليَّة وعلاقتها بِأنواعٍ أُخرى غالبًا ما تُصنَّف على أنَّها ديناصوراتٌ ثيروپوديَّة. حدَّد گاوثير أربع طُرُقٍ مُتعارضة لِتحديد ما هو «الطَّائر» علميًّا، كون استخدام هذه التسمية يُمثل مُشكلة نظرًا لِأنَّها تُستعمل في أربع طُرقٍ مُختلفة لِأربع مجموعاتٍ من الكائنات./واقترح حلًا يتمثَّل في الرقم الرابع، وهو قصر هذه التسمية على الأنواع المُنتمية إلى المجموعة التاجيَّة، أي الأنواع المُعاصرة مع أحدث سلفٍ مُشتركٍ لها وسائر الطُيُور المُتحدرة منه، واقترح تسمياتٍ أُخرى لِلمجموعات الباقية./أمَّا الطُرق فهي:/

٣ اأشكال الطيور:

لِلطُيُور أجنحة، بعضُها مُتطوِّر ومتين بحيثُ يُمكِّنُ صاحبه من التحليق، وبعضُها الآخر بدائي أو بسيط بحيثُ لا يقوى على رفع صاحبه في الجو على الإطلاق، أو يسمح لهُ بالطيران حتَّى مسافة قصيرة فقط./وحدهما طُيُور المُوة وطُيُور الفيل المُنقرضة هما المجموعتان الطيريتان المعروفتان اللتان لم تتمتع أفرادهما بِأجنحةٍ على الإطلاق./تطوَّرت الأجنحة من القوائم الأماميَّة لِأسلاف الطُيُور، وهي - كما أُسلف - تمنح مُعظم أنواع الطُيُور مقدرةً على الطيران، على أنَّ المزيد من الانتواع في صُفوف الطُيُور خلال آلاف السنوات أدَّى إلى نُشوء فصائل كاملة لا تُحلِّق، من شاكلة:/ الرواكض (النعام والإيمو والشُبانم وأنسباؤها)، والبطاريق، وعدَّة أنواع مقصورة في وُجودها على الجُزر المُحيطيَّة./يُلاحظ أيضًا أنَّ جهازيّ التنفُس والهضم لدى الطُيُور مُتأقلمة بشكلٍ فريد مع الطيران./وعند بعض الفصائل المائيَّة، كالبطاريق سالِفة الذِكر وبعض أنواع البط، فإنَّ الجهازين المذكورين مُتأقلمين كذلك مع الغطس والسباحة./لعبت الطُيُور، وبالأخص شراشير داروين، دورًا كبيرًا في جعل تشارلز داروين يستنبط نظريَّة التطوُّر عبر الاصطفاء الطبيعي، التي يأخذ بها جُمهُور المُجتمع العلمي المُعاصر. بعضُ الطُيُور، وبالأخص الغربان والببغاوات، تُعتبر من بين أذكى الحيوانات على سطح الأرض؛ فالكثير من الطُيُور قادرٌ على استخدام الأدوات البسيطة، والعديد من الأنواع التي تعيش في أسراب تنقل معرفتها هذه من جيلٍ إلى جيل، مما يدفع بعض العُلماء إلى تصنيف هذه المعرفة كثقافة.

٤ دورات الطيور:

تُهاجرُ الكثير من أنواع الطُيُور سنويًّا على مدى مسافاتٍ شاسعة هربًا من الظُروف المُناخيَّة الصعبة وسعيًا وراء قوتها./والطُيُور كائناتٌ اجتماعيَّة، تتواصل مع بعضها بصريًّا عبر العلامات الجسديَّة والإيماءات، وصوتيًّا عبر النداءات والتغريدات، كما تتشارك سويًّا في بضعة شؤون اجتماعيَّة من شاكلة الرعاية المُشتركة لِلفراخ والصيد الجماعي والتجمُّع في أسراب وطرد الضواري./الغالبيَّة العُظمى من الطُيُور أُحاديَّة التزاوج، أي تكتفي بِشريكٍ واحدٍ فقط، وغالبًا ما يكون ذلك لِموسم تفريخٍ واحدٍ فقط، ثُمَّ تنتقل إلى شريكٍ آخر في الموسم التالي، على أنَّ بعض الأنواع يظلُّ على إخلاصه لِشريكه طيلة سنوات، وقلَّةٌ من الأنواع تتزاوج مدى الحياة./بعض الأنواع الأُخرى تتزاوج ذُكورها مع عدَّة إناث، وقلَّة نادرة تتزاوج إناثها مع عدَّة ذُكور./الطُيُور بيوضة، تتكاثر عبر وضع البيض، التي يُخصِّبها الذُكور من خلال التزاوج./وعادةً ما توضع البُيُوض في عُشٍ حيثُ يتناوب الأبوان على رخمها (حضنها)./مُعظم الطُيُور تعتني بِفراخها لِفترةٍ طويلةٍ بعد الفقس، وبعضها الآخر - مثل الدجاج - يضع بيضًا دون أن تكون تلك البُيُوض مُخصَّبة بِالضرورة، على أنها لا تفقس. الكثير من أنواع الطُيُور شديد الأهميَّة لِلإنسان من الناحية الاقتصاديَّة./فالدواجن وطُيُور الطرائد من المصادر الرئيسيَّة لِلحم والبيض والريش./كما أنَّ بعضها، من شاكلة الطُيُور الغرِّيدة والببغاوات، تُشكِّلُ حيواناتٍ منزليَّة لطيفة./كذلك يُشكِّل ذراقها (برازها) سمادًا لِلزرع، وهي تستقطب هُواة مُراقبتها على الدوام مما يجعلها إحدى أسباب انتعاش السياحة البيئيَّة في الكثير من المناطق./لعبت الطُيُور دورًا كبيرًا في مُختلف الحضارات والثقافات البشريَّة، إلَّا أنَّ مُمارسات البشر الضارَّة أدَّت إلى إيذائها بشكلٍ كبير، فانقرض ما بين 120 و130 نوع منها مُنذ القرن السابع عشر، ومنها 1,200 نوع مُهدد بالانقراض حاليًّا، وَتعمل العديد من المُنظمات والهيئات الدُوليَّة والمحليَّة على الدوام لِلحفاظ على الطُيُور وموائلها الطبيعيَّة وانتشالها من القاع.

٥ العلاقة مع البشر:

نظرًا لِأنَّ الطُيُور مألوفة لِلبشر ولطالما كانت من أكثر الكائنات التي احتكَّ بها الإنسان على صعيدٍ يوميّ مُنذ فجر التاريخ، فقد نشأت بينها وبين الناس علاقاتٌ مُتنوِّعة.[219] بعضُ تلك العلاقات يُمكن اعتبارها تقايُضيَّة، أي يستفيدُ منها كلا الطرفين بعد أن يتعاونا بشكلٍ أو بآخر، مثل علاقة أدلَّاء المناحل ببعض الشُعُوب الأفريقيَّة مثل قوم البورانا الأوروميين، الذين يتتبعون تلك الطُيُور لِلوُصول إلى أعشاش النحل.[220] والبعضُ الآخر من تلك العلاقات يُمكن وصفه بِالمُعايشة، كما هو حال علاقة عصافير الدُوري بالبشر، فتلك العصافير استفادت من الأنشطة البشريَّة بما فيها العُمرانيَّة فقامت بِتوسيع نطاق موطنها.[221] العديد من أنواع الطُيُور التي استفادت من الأنشطة البشريَّة غدت بِنظر البشر آفات زراعيَّة خطيرة قادرة على أن تُحدث خللًا في استقرار القطاع الزراعي الوطني بسبب غارات أسرابها على المحاصيل،[222] حتَّى أنَّ بعض الأسراب تُشكِّلُ خطرًا على سلامة الطيران.[223] يُمكنُ لِلأنشطة البشريَّة أن تكون مُضرَّة بِالطُيُور أيضًا، وقد تعرَّضت الكثير من الأنواع - وما زالت - لِخطر الانقراض بسبب بعض المُمارسات، من شاكلة الصيد والتسميم بِالرصاص ومُبيدات الآفات، وحوادث الاصطدام على الطُرقُات، وكذلك بِسبب بعض الأنواع الدخيلة التي استقدمها البشر عمدًا أو عرضيًّا إلى مواطن بعض الطُيُور التي لم تألف مثل تلك الكائنات قبلًا، فأصبحت هي وبُيُوضها عُرضةً لِلافتراس، ومن أبرز الكائنات المُستقدمة والدخيلة التي تسببت بِأضرارٍ لا حصر لها لِطُيُور بعض البُلدان (الجُزريَّة بالأخص):/ القطط والكلاب والجُرذان والفئران.

٦ االنُشوء والتطوُّر والتصنيف:

وَّلُ تصنيفٍ علميٍّ مُعاصر لِلطُيُور وُضع على يد العالمان الإنگليزيان فرنسيس ويلوغباي وجون ري، في مؤلفهما من سنة 1676م بعنوان «علم الطُيُور» (باللاتينية:/ Ornithologiae). وفي سنة 1758م، أكمل عالم الحيوان السُويدي كارلوس لينيوس عمل سلفيه، وعدَّل بعض ما ذكراه من معلومات، مُضيفًا بهذا المزيد من التنوُّع على التصنيف الأصلي، لِيخرج التصنيف المُعاصر لِلطُيُور إلى حيِّز النور. ووفق نظام لينيوس فإنَّ الطُيُور تُشكِّلُ طائفةً من الحيوانات، وهي تُعرف علميًّا بالاسم اللاتيني «Aves»./أمَّا وفق التصنيف النُشوئي، فإنَّ العُلماء يُصنفون الطُيُور ضمن فرع الديناصورات الثيروپوديَّة.

٧ االخصائص الإيكولوجيَّة:

تعيش الطيور في عددٍ كبيرٍ من البيئات الطبيعيَّة.[156] تستطيع بعض أنواع الطيور التكيُّف مع بيئات عديدة، إلا أنَّ بعضها تكون مُجهَّزة ومُتخصِّصة للتعامل مع بيئة مُحدَّدة ومع مُتطلَّبات الحُصول على الغذاء فيها./في كل منطقة طبيعية، مثل إحدى الغابات، تتفاوتُ الأنماط الحياتيَّة التي تتبُّعها الطيور بدرجة كبيرة، فمن المُمكن أن تتخصَّص بعض أنواعها بالتغذي في أعالي الأشجار، بينما تتركَّز أخرى حول الأغصان المُنخفضة، وقد تلجأ بعضُها إلى أرض الغابة للبحث عن الطعام./قد يتمحور غذاء طيور الغابات حول افتراس الحشرات، أو الفاكهة، أو رحيق الأزهار، وأما الطيور المائيَّة فهي في الغالب ما تميلُ إلى التغذي على السمك، أو النباتات، أو قد تحصلُ على مُعظم طعامها بسرقته من حيواناتٍ أخرى، وتعتمد مُعظم الطيور الجارحة على اصطياد الثدييات والطيور الأخرى، مع أنَّ النسور تُصنَّف من القمَّامات. تُؤدِّي بعض أنواع الطيور دوراً مُهمًّا في تلقيح النباتات بفضل تغذِّيها على رحيق الأزهار، كما أنَّ الطيور التي تتغذى على الثمار والفواكه قد تكون ضروريَّة لنشر البُذور في نظامها البيئي.[213] تشكل النباتات والطيور التي تأكل الرَّحيق في بيئتها كائنات تكافليَّة،[214] ففي حالاتٍ مُعيَّنة، يتم (تقريباً) تلقيح الأزهار عبرَ نوعٍ مُعيَّنٍ من الطيور له تكيُّفٌ خاصٌّ يُمكِّنه من الوُصول إلى رحيقها.[215] غالباً ما يكون للطيور دورٌ جوهريٌّ في الأنظمة البيئية على الجُزر المُنعزلة حيث تنجح في الوُصول إلى جُزرٍ بعيدة عن اليابسة لا تستطيع الثدييات والعديد من الحيوانات بُلوغها، ومن هُنا قد يكون لها أثرٌ على البيئة الطبيعيَّة عادةً ما يُترَك للحيوانات الأكبر حجماً./على سبيل المثال، كانت طُيور الموا من الحيوانات المُهمِّة في رعي العُشب على جزيرة نيوزيلندا، وهو دورٌ أصبحت تقوم به الآن طيور أخرى، منها الكيريرو (الحمامة النيوزيلندية) والكوكاكو.[213] في الواقع، لا زالت نباتات جزيرة نيوزيلندا حتى الآن مُحتفظةً بتكيُّفاتٍ مُعيَّنة كانت قد طَوَّرتها للتعامل مع طُيور الموا المُنقرضة.[216] من المُحتمل أيضاً أن تؤثِّر الطيور البحرية على البيئات الطبيعيَّة في الجُزر المجاورة لها، فهي تُخلِّف وراءها كميَّات كبيرةٍ من الروث، الذي يُساعد على تعزيز التُّربة المحليَّة،[217] والبحار القريبة، مثل سمادٍ طبيعيّ.[218] تُستعمل العديد من الطُّرق والأساليب العلميَّة في دراسة كيفيَّة تفاعل الطيور مع بيئتها، ومنها التَّعداد التقديري، ومُراقبة الأعشاش، والإمساك بالطُّيور لوضع علاماتٍ خاصَّة عليها تسمح بتتبعها لاحقاً.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ فرحات، يُوسُف شُكري؛ يعقوب، إميل بديع. مُعجم الطُلَّاب: عربي - عربي (الطبعة الخامسة)، صفحة 371 (1424هـ - 2002م). دار الكُتُب العلميَّة: بيروت - لُبنان. ISBN 274512823X
    ٢ معجم المعاني الجامع: معنى طير نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.