موضوع حول الذهب


بواسطة التلميذ(ة):
موضوع حول الذهب

١ مقدمة

الذهب عنصر كيميائي رمزه Au وعدده الذرّي 79؛ وهو بذلك أحد العناصر القليلة ذات العدد الذرّي المرتفع والمتوفّرة طبيعياً في نفس الوقت.
يوجد في الطبيعة على شكل فلز ذي لون أصفرٍ مائل إلى الحمرة، وكثافته مرتفعة، وهو قابل للسحب وللطرق.
يصنّف الذهب كيميائياً من الفلزّات الانتقالية وضمن عناصر المجموعة الحادية عشرة في الجدول الدوري؛ وهو يصنّف أيضاً ضمن الفلزّات النبيلة، فهو لا يتأثّر بأغلب الأحماض الشائعة، إلّا في الماء الملكي، وهو مزيجٌ من حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك.

٢ التاريخ:

عثر الإنسان القديم على الذهب في الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة في المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت. يعود استخدام الذهب لأغراض الزينة إلى العصور القديمة الضاربة في التاريخ؛ ففي ثمانينات القرن العشرين عثر في منطقة بلاد الشام على مشغولات ذهبية في مقبرة كهفية تعود إلى العصر النحاسي. عثر كذلك على حوالي 3000 قطعة أثرية ذهبية على هيئة مرفقات جنائزية تعود إلى ذلك العصر (حوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد) في مقبرة بالقرب من فارنا نيكروبولس في بلغاريا، وهي بذلك أقدم موجودات ذهبية في القارة الأوروبية؛ كما عثر على حوالي 7000 قطعة أثرية ذهبية في المنطقة المحيطة بالبحر الأسود يعود تاريخها إلى فترة حضارة مايكوب في العصر النحاسي أيضاً. أمّا المشغولات الذهبية القديمة الأخرى التي عثر عليها في أوروبا الوسطى مثل القبّعات الذهبية أو قرص نيبرا السماوي، وكذلك الموجودات العائدة إلى فترة حضارة القدور الجرسية مثل الأقراط الذهبية في قبر نبّال أيمزبوري فتعود إلى العصر البرونزي (حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد). رسمت أقدم خارطة معروفة لمناجم الذهب في مصر القديمة في عهد الأسرة المصرية التاسعة عشرة (بين 1320 - 1200 قبل الميلاد)؛ في حين أنّ أقدم مرجع مكتوب يشير إلى مكامن الذهب فكان قد سجّل في عهد الأسرة المصرية الثانية عشرة (حوالي 1900 قبل الميلاد). كان الذهب متوفّراً في مصر القديمة، إذ دوِّنَ بالهيروغليفية المصرية في منحوتات تعود إلى سنة 2600 قبل الميلاد وصْفَ الملك توشراتا، ملك ميتاني، والذي ادّعى فيه أنّ "الذهب في مصر أكثر من الغبار". انتشرت مناجم الذهب في مصر القديمة،[ْ 1] وخاصّة في النوبة، ففي خريطة مرسومة في بردية تورين يوجد رسم لمخطّط منجم ذهب في النوبة مع وصف لطبيعة الأرض الجيولوجية المحلّية هناك./ورد ذكر الذهب أيضاً في رسائل تل العمارنة، وخاصّة في الرسالتين 19 (الحبّ والذهب)؛ و26 (إلى الملكة الأمّ:/ بعض التماثيل الذهبية المفقودة). والتي تعود إلى حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد. أطلق على الذهب في مصر القديمة اسم "نبو"؛[ْ 2] وكان الاسم الذهبي (أو اسم حورس الذهبي) هو أحد الألقاب الخمسة التي كان يتقلّدها فرعون مصر ابتداءً من الأسرة الثالثة./عُثر على كمّيات كبيرة من الذهب أثناء التنقيب عن الآثار المصرية، وخاصّة مجموعة آثار الملك «توت عنخ آمون» وحليّ مقابر «تانيس» ومقبرة «سبتاح» وغيرها.[ْ 3] عبر التاريخ كانت تيجان الملوك أكثر ما تصنع من الذهب، كما استخدم بشكل كبير في صنع الحليّ مثل القلائد والأطواق وغيرها./وصف إسطرابون وديودور الصقلّي الأساليب البدائية التي استخدمت قديماً في تعدين الذهب، ومن بينها إشعال النيران./كما كان الناس في العالم القديم يستخدمون وسائل مختلفة للحصول على الذهب في المكائث، ومن بينها استخدام جدائل الصوف، وربّما لذلك انتشرت أسطورة بحارة الأرجو والصوف الذهبي./يعود استغلال الذهب كوحدة نقد إلى منطقة جنوب شرق البحر الأسود، وذلك وفق الروايات بشكل مرتبط مع زمن ميداس، وكان الذهب مهمّاً جدّاً في سكّ النقد لأوّل مرّة في ليديا حوالي سنة 610 قبل الميلاد. وفي نفس الفترة التاريخية أطلقت دويلة تشو عملة ينغ يوان Ying Yuan، وهي نقود ذهبية مربّعة الشكل. جرى تطوير طرق جديدة لتعدين الذهب على نطاق واسع في روما القديمة اعتماداً على التعدين الهيدرولي في عدّة مناطق مثل ترانسيلفانيا وداقية وبريطانيا الرومانية بالإضافة إلى هسبانيا وخاصّة في منجم لاس مدولاس، الذي يعدّ من أشهر مناجم الذهب في عهد الإمبراطورية الرومانية./وصف بلينيوس الأكبر الكثير من الطرق المستخدمة آنذاك في موسوعته المعروفة باسم التاريخ الطبيعي، والتي كتبها حوالي نهاية القرن الأوّل الميلادي. كان أحد الأهداف الأساسية للخيميائيين في العصور الوسطى هو تحويل المعادن والفلزّات رخيصة الثمن مثل الرصاص إلى ذهب، وذلك من خلال التآثر مع مادّة حجر الفلاسفة الأسطورية./على الرغم من عدم نجاحهم في محاولاتهم، إلّا أنّ تراكم تلك الجهود أدّى إلى ازدياد المعارف بعلم المواد وإلى تطوير علم الكيمياء بشكله الحالي./ويعود الفضل إلى العالم جابر بن حيان في اكتشاف تركيبة الماء الملكي (أو التيزاب) والذي بمقدوره أن يحلّ الذهب، وعُرف المحلول الناتج باسم ماء الذهب.[ْ 4] كانت النفطة المطوّقة (نقطة محاطة بدائرة ☉) رمز الذهب عند الخيميائيين؛ والتي استعملت لاحقاً كرمز للشمس./أثناء قيامه برحلة الحج إلى مكّة سنة 1324 أقدم منسا موسى ملك مالي على زيارة القاهرة برفقة قافلة من الإبل محمّلة بآلاف الأرطال من الذهب.[ْ 5][ْ 6] أدّى منح الهدايا والعطايا إلى تخفيض سعر الذهب في مصر بشكل ملحوظ حتى بعد مضيّ فترةٍ من الزمن؛ وهذا ما وصفه شهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري، والذي زار مصر بعد ذلك بسنوات.[21] اعتبر شعب الآزتك أنّ الذهب ذا منشأٍ إلهي، (حتى أنّهم أسموه حرفياً "براز الآلهة" teocuitlatl في لغة ناواتل./وكان لصيت انتشار الذهب في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية من أحد العوامل الذي دفع الأوروبيين لاكتشاف العالم الجديد، وخاصّة مع الشائعات والأساطير التي وصفت ظهور الأمريكيين الأصليين بحليّ ذهبية وفيرة، ووجود مدنٍ كاملةٍ من الذهب ("إل دورادو")./ينسب إلى كريستوفر كولومبوس القول أنّ الذين يمتلكون بعضاً من الذهب فلديهم شيئاً ذا قيمةٍ عظيمةٍ على الأرض، كما أنّ لديهم وسيلةً تساعد الأرواح في الوصول إلى الجنّة.[22] بعد مقتل مونتيزوما، حاكم تينوتشتيتلان، نقل الغزاة الإسبان أغلب الذهب على متن سفن الغليون إلى إسبانيا.[23] في أواخر القرن التاسع عشر تسببت حمّى الكشف عن الذهب في منطقة ويتووترسراند في استيطان المنطقة، ممّا أدّى في النهاية إلى تأسيس مدينة جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا الحالية./ارتبط اندلاع حرب البوير الثانية بين الإمبراطورية البريطانية والبويريين الأفريقان ولو بشكلٍ جزئيٍّ بالذهب، وذلك بسبب النزاع حول حقوق عمال المناجم وتقاسم حصص ثروة الذهب في جنوب أفريقيا./ظهرت حمى الكشف عن الذهب أيضاً في أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتّحدة الأمريكية، ومن أشهرها حمّى ذهب كاليفورنيا وحمّى ذهب كلوندايك./كان أوّل اكتشاف موثّق للذهب في الولايات المتّحدة في منجم Reed Gold Mine في ولاية كارولاينا الشمالية سنة 1803؛[24] أمّا أوّل اكتشاف لكمّيات كبيرة للذهب في الولايات المتحدة فكان في منطقة داهلونغا في ولاية جورجيا.[25] عادةً ما تنتشر الشائعات بخصوص العثور على الكنوز الذهبية بعد حدوث المعارك أو الكوارث، كما هو الحال في قصة الذهب المخبّأ الذي غرق مع سفينة التيتانيك؛ أو قوافل تهريب ذهب النازية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.

٣ الأصل والوفرة:

المنشأ الكوني عدل هناك نظريات تعزو نشوء الذهب إلى عمليات التخليق النووي في المستعرات العظمى، ومن عمليات التصادم بين النجوم النيوترونية؛[26] وأنه كان موجوداً على هيئة غبار أثناء تشكل وتطور المجموعة الشمسية.[27] بما أنّ الأرض كانت منصهرة عند تشكّلها، فأغلب الذهب المتشكّل في الفترات الأولى من تاريخ الأرض ربّما يكون موجوداً في النواة؛ لذلك يعتقد أنّ أغلب الذهب الموجود في القشرة الأرضية وووشاحها أتى إلى الأرض عن طريق اصطدام الكويكبات في فترات لاحقة أثناء مرحلة القصف الشديد المتأخّر حوالي 4 مليار سنة خلت.[28][29] اعتُقد أولاً أنّ الذهب تشكّل من خلال عملية التقاط النيوترون السريعة في التخليق النووي في المستعرات العظمى،[30] إلّا أنّه اقترح مؤخراً إمكانية حدوث عملية تشكّل الذهب والعناصر الأخرى الأثقل من الحديد نتيجة تصادم النجوم النيوترونية.[31] في كلتا الحالتين، لم يكن بوسع أجهزة المطيافية الفضائية الكشف عن الذهب إلّا بطرق غير مباشرة؛[32] إلّا أنّه في صيف 2017 جرى التمكّن من التقاط إشارة العناصر الثقيلة، بما فيها الذهب، بواسطة مكاشيف الموجة الثقالية وغيرها من الوسائل الكهرومغناطيسية أثناء اندماج النجوم النيوترونية وصدور الموجة الثقالية GW170817.[33] يعتقد أنّ الكويكب الذي باصطدامه بالأرض سبّب فوهة فريديفورت قبل حوالي 2 مليار سنة هو المسؤول عن إغناء حوض ويتووترسراند في جنوب أفريقيا بمكائث الذهب،[34][35][36][37] على الرغم من أنّ آراءً أخرى تقول أنً الصخور الحاملة للذهب في ويتووترسراند موجودة في فترة تعود ما بين 700 إلى 950 مليون سنة قبل وقوع حادثة الاصطدام.[38][39] يعدّ موقع ويتووترسراند في جنوب أفريقيا من أكثر المناطق غنىً بتوضّعات الذهب على سطح الأرض، حيث أنّ حوالي خُمس كمّية الذهب المتداولة حالياً تعود أصولها إلى صخور ويتووترسراند؛[39] مع العلم أنّ اكتشاف الموقع في سنة 1886 أدّى إلى اندلاع موجة من حمّى الذهب آنذاك./هناك نظريات أخرى منفردة تعزو أصل تشكّل الذهب في طبقة وشاح الأرض، وتفترض أنّ التحوّلات الجيولوجية هي التي تدفعه إلى القشرة، وذلك بناءً على موجودات عثر عليها في نجد ديسيادو في منطقة باتاغونيا في الأرجنتين.[40] الوفرة الطبيعية يبلغ متوسّط نسبة الذهب في القشرة الأرضية حوالي 0,004 جزء في المليون (ppm)،[41] أي حوالي 4 غرامات لكلّ ألف طنّ من الخامات الصخرية، وتتفاوت هذه القيمة من مكانٍ لآخر حسب المنطقة./يوجد هناك حوالي 2700 موقع جغرافي موثّق لخامات الذهب في العالم.[42]

٤ الاستخدامات:

بشكلٍ تقريبي فإنّ جلّ الاستخدامات الرئيسية للذهب هي في صناعة الحليّ والاستثمارات المالية، ومجموعهما حوالي 90% من استهلاك الذهب؛ في حين أنّ 10% المتبقية يدخل فيها الذهب في المجالات المختلفة مثل الصناعات الإلكترونية والتطبيقات الطبية. الحلي والزينة عدل قلادة ذهبية تعود إلى زمن حضارة موتشي معروضة في متحف لاركو. بسبب طراوة الذهب الخالص (24 قيراط) فإنّه غالباً ما يسبك مع فلزّات أخرى للاستخدام في صناعة الحليّ، ممّا يغيّر من الخواص بشكلٍ عام مثل ميّزات القساوة والقدرة على السحب ونقطة الانصهار واللون وغيرها./غالباً ما يسبك الذهب مع النحاس أو الفضّة أو البالاديوم وذلك بنسبٍ مختلفة من درجة النقاوة، نمطياً إمّا 22 أو 18 أو 14 أو 10 قيراط./لا يستخدم النيكل إلّا نادراً في صنع السبائك بسبب السمّية، ويستخدم البالاديوم بدلاً من ذلك في صنع سبائك الذهب الأبيض، إلّا أنّه أغلى سعراً.[143] تتميّز سبائك الذهب الأبيض مرتفعة العيار بأنّها مقاومة للتآكل بشكلٍ أكبر من الفضّة الخالصة أو الفضّة الإسترلينية. يعمل صائغو الذهب على تشكيل الذهب وسبائكه مع الأحجار الكريمة على هيئة مصاغٍ ذهبي من الخواتم والأساور والأطواق والأقراط وغيرها، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الأوسمة، كما هو الحال مثلاً في وسام كوتوزوف./يمكن أن يصاغ الذهب أيضاً على شكل خيوط، والتي تستخدم عادةً في التطريز بالذهب؛ أو على شكل صفائح لتزيين إطارات الصور أو تذهيب الكتب أو المفروشات وغير ذلك من النواحي التزيينية والتجميلية./كانت عملية التذهيب تتمّ في السابق بتحضير ملغمة الذهب، إلّا أنّ تلك العملية تتم ّفي الوقت الراهن وفق عمليّات الطلي الكهربائي، وتسمّى بشكل خاص الطلي بالذهب. يستخدم عادةً أسلوب اللحام بالمونة (أو التنحيس) من أجل صياغة الذهب ووصل القطع عند درجات حرارة مرتفعة؛ ولكنْ إن تطلّب الأمر صنع مشغولات ذهبية ذات دمغة للعيار فينبغي مراعاة الكمّية المستخدمة في السبيكة، وكذلك نوعية المادّة المستخدمة من أجل مطابقة اللون./يصنّف لحام الذهب إلى ثلاثة مجالات من نقطة الانصهار، والتي يشار إليها سهل ومتوسّط وصعب؛ وعادةً ما يجرى المجال الصعب مرتفع نقطة الانصهار أولاًَ ثم يتبع باللحام عند النقاط الأخفض من نقطة الانصهار، ممّا يتيح لصائغي الذهب تجميع المكوّنات المعقّدة بواسطة وصلات لحام متعدّدة ومنفصلة.

٥ في الحياة والثقافة العامّة:

في الأديان عدل قبة الصخرة مكسوّة بألواح الذهب. ورد ذكر الذهب في العهد القديم في أكثر من موضع، من بينها قصّة عجل الذهب ومينوراه (الشمعدان الذهبي) والتابوت الذهبي؛ أمّا في العهد الجديد فورد ذكره ضمن هدايا المجوس في إنجيل متّى، وفي سفر رؤيا يوحنّا ورد في وصف مدينة "أورشليم الجديدة" كيف أنّ "شوارعها مصنوعة من الذهب الخالص"./وفي القرآن، ورد ذكر الذهب ثمان مرّات، للإشارة إلى اكتناز الثروة في الحياة الدنيا أو في وصف مقتنيات أهل الجنّة في الحياة الآخرة.[ْ 10] استخدم الذهب على مرّ التاريخ في الزخرفة المعمارية لأماكن العبادة./فنجد قبّة الصخرة مكسوّةً بألواح رقيقة من الذهب وخيوط ذهبية لتزيين كسوة الكعبة المشرّفة، وكذلك في معبد هارمندير صاحب السيخي المعروف باسم المعبد الذهبي، وأيضاً في معبد وات برا كايو ذي الأهمّية عند البوذيين في تايلند، حيث تكثر التماثيل الذهبية، واستخدام الذهب في كسوة البناء./وعادةً ما ترسم هالات الأيقونات في كنائس المسيحية الشرقية باللون الذهبي. في عقيدة المسلمين، يحرّم على الرجال ارتداء الذهب ويباح للنساء؛ كما أنّ نصاب زكاة الذهب يقدّر بحوالي عشرين مثقالاً، وهو ما يعادل 85 غراماً.[ْ 11] في الثقافة عدل عادةً ما تكرّم الإنجازات بالذهب، وذاك إن كان على شكل ميدالية أو كأس أو مصوغات أخرى./ينال الفائزون بالمركز الأول في بطولات الألعاب الأولمبية المختلفة مثلاً على الميداليات الذهبية، ثم تليها بالترتيب الميداليات الفضية ثمّ البرونزية./لا يقتصر منح الجوائز الذهبية للفائزين في مجال الرياضة فحسب، بل يتعدّى الأمر إلى مختلف جوانب الحياة مثل جائزة نوبل في مجال العلوم، أو جائزة الأوسكار وجائزة الغولدن غلوب وجائزة إيمي والسعفة الذهبية وغيرها في مجال الفنّ على سبيل المثال. عمد أرسطو أثناء صياغته لفلسفته الأخلاقية على استخدام ترميز الذهب لوصف أفضل السبل فيما يعرف باسم المتوسّط الذهبي للفضائل، وهو اعتماد النهج الوسطي بلا إفراط أو تفريط./كما يترافق استخدام ترميز الذهب لوصف الكمال وغاية الإتقان، ومن ذلك أتى استخدام وصف القاعدة الذهبية أو النسبة الذهبية؛ كما يستخدم وصف الذهبي للتعبير عن النجاح والتفوق والازدهار، فيقال السنوات الذهبية أو العصر الذهبي./يستخدم أيضاً تعبير اليوبيل الذهبي عند مرور خمسين سنة على احتفالية معيّنة، مثل ذكرى الزفاف. يرتبط الذهب بشكل عام بمظاهر الزواج والحياة الزوجية، ففي مرحلة الخطوبة وقبول المرأة بالزواج فعادةً ما تقدّم أطقم الذهب ضمن المهر في المجتمعات العربية، [ْ 12] ويطلق على الحليّ الذهبية أسماء مختلفة حسب البلد والثقافة وحسب مكان استخدامها على جسد المرأة.[ْ 13] وفي الكثير من الثقافات عادةً ما يكون خاتم الزواج مصنوعاً من الذهب؛[170] ولذلك دلالة على علاقة الزواج المنعقدة، إذ أنّه يدوم طويلاً دون أن يطرأ عليه تغيّر مع مرور الوقت. في اللغة عدل في اللغة العربية ورد في التراث العربي عن أصل تسمية الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى، وهو قول ينسب إلى نفطويه.[ْ 14] من أسماء الذهب في اللغة العربية:/ العَسْجَد والخالِص والزُّخْرُف؛ [ْ 15] وكذلك التِّبْر والإبْريز والعِيقان؛ وقد جمع أحدهم بعضها في أبيات من الشعر.[ْ 16] وقد كثر ورود الذهب في التراث العربي والإسلامي من الشعر والأمثال وغيرها.[ْ 17] فعلى سبيل المثال، يقال عن الحديث عند رصانته أنّه «كلام من ذهب» أو «يكتب بماء الذهب»، ومن الأمثال المشهورة «ليس كلُّ ما يلمع ذهبا»، و«إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب». في اللغات الأجنبية كلمة Gold ذات لفظ متقارب في اللغات الجرمانية مثل اللغة الإنجليزية واللغة الألمانية، وهي مشتقّة من الجرمانية البدائية gulþą، والمشتقّة بدورها من اللغة الهندية الأوروبية البدائية ǵʰelh₃ بمعنى يلمع أو يَبرُق أو اللون الأصفر.[171][172] أمّا في اللغات الرومنسية فتعود أصول ألفاظ الذهب في اللغات الموافقة إلى الكلمة اللاتينية aurum، والتي منها اشتق الرمز الكيميائي للذهب Au.[173] تجدر الإشارة إلى أن كلمة aurum ذات أصل وجذر مشترك مع كلمة Aurora (شفق قطبي)، وهو h₂éu̯sōs بمعنى الفجر؛[174] ولذلك فإنّ بعض المنشورات العلمية تذكر أنّ معنى كلمة aurum هو "الفجر الساطع".[175] في الأدب عدل تضمّنت عناوين مؤلّفات الكتب في الثراث العربي الذهب وأسماءه، مثل كتاب «شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب» وهو كتاب في النحو مؤلّفه ابن هشام الأنصاري في القرن الثامن للهجرة، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب»، وهو كتاب من كتب التاريخ، ألّفه الفقيه والمؤرّخ ابن العماد الحنبلي في القرن الحادي عشر للهجرة./وكتاب «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» للكاتب رفاعة الطهطاوي. يكثر ورود الذهب في الأساطير الغربية والحكايا الرمزية، وغالباً كدافع للجشع، مثلما هو الحال في قصّة رامبيل ستيلتسكين، الذي كان يحوّل القشّ إلى ذهب مقابل الحصول على طفل ابنة الفلاح، أو في قصّة جاك وشجرة الفاصولياء حيث محاولة سرقة الدجاجة التي تضع بيضاً من ذهب./من منظور آخر سخر الكاتب توماس مور في قصّته يوتوبيا من استخدام الذهب كرمز للثروة والمكانة الاجتماعية، إذ صوّر في كتابه مدينة خيالية يكون فيها الذهب فائضاً لدرجة أصبح فيها غير ذي قيمة، فكانت تصنع منه قيود العبيد ومستلزمات المائدة حتى المراحيض؛ وعندما أتى سفراء الدول الأخرى متحلّين بالأوسمة والزينة الذهبية إلى الجزيرة لم يدرك السكّان أنهم من الطبقة الرفيعة بل ظنّوهم من طبقة الخدم

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)