كم اشتقنا الى الوفاء في هذا الزمن؟؟


بواسطة التلميذ(ة):
كم اشتقنا الى الوفاء في هذا الزمن؟؟

١ مقدمة

الوفاء هو خصلة اجتماعية خلقية تتمثل في التفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق خالص والوفاء أصل الصدق.
وقيل في الفرق بين الوفاء والصدق: هما أعم وأخص، فكل وفاء صدق، وليس كل صدق وفاء.
فإنَّ الوفاء قد يكون بالفعل دون القول، ولا يكون الصدق إلا في القول؛ لأنَّه نوع من أنواع الخبر، والخبر قول[

٢ الوفاء لغة واصطلاحا:

يقول ابن منظور في معنى الوفاء لغة:/ هو "الخلق الشريف العالي الرفيع جاء في المعجم الوسيط عن الوفاء:/ وفى الشيء يفي وفاء ، ووفياً :/ تم ./يقال :/ وفي ريش الجناح والشيء وفياً :/ كثر ./وفلان نذره وفاء :/ أداه وعمل به ./وأوفى بالوعد والعهد :/ وفي ./ووافى :/ فاجأه ./ووفى فلاناً حقه :/ أوفاه إياه ./والوفي :/ التام والكثير الوفاء ، وجمعها أوفياء. الوفاء اصطلاحاً عدل قال الجرجاني أن الوفاء هو :/ " ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء" - قال الغزالي إن الوفاء هو :/ " الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه ، وبعد المـوت مـع أولاده وأصدقائه " أو هو :/ أداء الحق. وفي المجمل الوفاء في المعنى اللغوي :/ يعني الخلق العظـيم الـدال علـى التمـام والإكمال . والوفاء أنواع، فالوفاء بالعهد إتمامه، وعدم نقض حفظه، والوفاء بالعقد إما أن يكون العقد كالعهد، فهو الأول، أو العقد ما اتفق عليه المسلمون، المسلمون عند شروطهم، وهناك الوفاء بالوعد والعهد والعقد، الوفاء بالوعد إتمامه، وبذله من تلقاء النفس ولو كلف النفس ثمناً باهظاً، الآيات التي تتحدث عن الوفاء تزيد عن عشرين آية:/ {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) هذا الوفاء بالعهد على أنه أمر، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب./{وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} (سورة الأنعام) الوفاء بالعهد من سمات الإيمان، قال تعالى:/ {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}(سورة البقرة) من صفة المسلم المؤمن، أنه يفي بعهده، والوفاء من صفة الله عز وجل، والوفاء من صفة الأنبياء./﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) ﴾ (سورة النجم) والوفاء سبيل الوصول إلى أعلى درجات القرب من الله عز وجل، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (10) (سورة الفتح) والوفاء بالعقود:/ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} "سورة المائدة" والوفاء بالوعود:/ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} "سورة مريم" هذه بعض الآيات التي وردت في الوفاء بالعهد وبالعقد وبالوعد. أكبر عهد وميثاق بين إنسانين هو ميثاق الزواج./عَنْ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:/ {أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ} "صحيح البخاري" {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} (21) ﴾ "سورة النساء" الوفاء في الدين عدل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ دَيْنٌ فَيَسْأَلُ هَلْ تَرَكَ لِذَلِكَ مِنْ قَضَاءٍ فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ إِنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ وَإِلَّا قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ قَامَ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِه)).مسند الإمام أحمد الإنسان أحياناً يقترض، لكن عنده ما يغطي هذا القرض، لعله يقترض مالاً سائلاً، لكنه يملك مالاً مجمداً يغطي هذا الدين، فالذي يموت وعليه قرض أو دين، وقد ترك ما يغطيه كان يصلي عليه، أما الذي يقترض، وليس عنده ما يغطي هذا الدين كان عليه الصلاة والسلام يقول صلوا على صاحبكم

٣ حالات اختلاف العهد او الغدر:

من يخلف الوعد له أربع أحوال في إخلافه بذلك:/ -الحال الأولى:/ التعبير العملي عن الكذب منذ إعطاء الوعد أو العهد، وهو في هذا يحمل رذيلة الإخلاف المستند إلى رذيلة الكذب. -الحالة الثانية:/ النكث والنقض لما أبرمه والتزم به من وعد وعهد، وهذا يعبر عن ضعف الإرادة وعدم الثبات، وعدم احترام شرف الكلمة وثقة الآخرين بها، وهذا الخلق يفضي بصاحبه إلى النبذ من الفضلاء الذين يوثق بهم وبأقوالهم. -الحالة الثالثة:/ التحول إلى ما هو أفضل وخير عند الله، والانتقال إلى ما هو أكثر طاعة لله، وذلك كالعهد مع الله في التزام أمر من الأمور، فقد تجري المفاضلة بينه وبين غيره، لاختيار ما هو أقرب إلى طاعة الله وتحقيق مرضاته./-الحالة الرابعة:/ العجز عن الوفاء لسبب من الأسباب، ومن عجز عن الوفاء مع صدق رغبته به، وحرصه عليه، فهو معذور لعدم استطاعته. -وأما حالة النسيان فهي من الأمور العامة التي تشمل كل واجب أو مستحب، وتنطبق عليها أحكام النسيان العامة./وصادق الوعد والعهد هو الذي يكون عازمًا على الوفاء منذ إعطائه الوعد أو العهد، ويظل حريصًا على ذلك ما لم يمنعه مانع من التنفيذ يعذر به، أو كان ترك الوفاء استجابة لرغبة من كان الوعد أو العهد من أجله وابتغاء مرضاته أو مسرته) .

٤ اقوال عن الوفاء :

عن الأصمعي قال:/ (إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه) . وقال ابن حزم:/ (إنَّ من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق.../الوفاء؛ وإنَّه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على طيب الأصل وشرف العنصر، وهو يتفاضل بالتفاضل اللازم للمخلوقات.../وأول مراتب الوفاء أن يفي الإنسان لمن يفي له، وهذا فرض لازم وحق واجب.../لا يحول عنه إلا خبيث المحتد، لا خلاق له ولا خير عنده) . وعن عوف بن النعمان الشيباني أنه قال في الجاهلية الجهلاء:/ (لأن أموت عطشًا، أحبُّ إليَّ من أكون مخلاف الموعدة) . وقال الحريري:/ (تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زمانًا طويلًا حتى رقَّ الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة) .

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ ويكيبيديا