صحيح البخاري


بواسطة التلميذ(ة):
صحيح البخاري

١ مقدمة

«الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»، الشهير بِاْسم «صحيح البخاري» هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة.
صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق في تحريره ستة عشر عاماً، وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة حيث أنه أحد الكتب الستّة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم.
(1) ويعتبر كتاب صحيح البخاري أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها.

٢ احاديث وردت في صحيح البخاري:

من الأحاديث التي وردت في كتاب صحيح البخاري :/ فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:/ (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:/ {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} قال العلماء:/ (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :/ ( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها:/ أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) عن أبي هريرة قال :/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :/ ( من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر :/ أنا ، قال :/ فمن تبع منكم جنازة ؟ قال أبو بكر :/ أنا ، قال :/ فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر :/ أنا ، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ فقال أبو بكر :/ أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :/ " ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة ./ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :/ ( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت ) عن أنس رضي الله عنه قال:/ "مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها"./ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ "لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "./ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة قالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال:/ الله الواحد الصمد ثلث القرآن "عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده" من سنن السفر التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول عن جابر رضي الله عنه قال :/ كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا الإكثار من الدعاء قبل التسليم عن عبدالله بن عمر قال :/ كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قال :/ ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو التورك في التشهد الثاني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :/ إذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ (خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور )./ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:/ "من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك وأقم الصلاة لذكري" عن أنس رضي الله عنه قال:/ "مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها"./ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان"./ "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ (خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلهن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور )./ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :/( مَن مات وهو يدعو مِن دونِ اللهِ نِدًّا دخَل النارَ ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:/ "من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك وأقم الصلاة لذكري" عن أنس رضي الله عنه قال:/ "مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها"./ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:/ "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه"

٣ نبذة عن المؤلف:

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه(2) الجعفي البخاري./ من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، وأحد كبار الحفّاظ(3) الفقهاء ولد في بخارى ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة 194 هـ، الموافق 20 يوليو 810 م./ وتربّى في بيت علم حيث كان أبوه من العلماء المحدّثين الراحلين في طلب الحديث، وتوفّي والإمام البخاري صغير فنشأ البخاري يتيماً في حجر أمه، وطلب العلم منذ صغره فدخل الكتّاب صبيًا وأخذ في حفظ القرآن الكريم وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس، ثم حفظ كتب عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وهو ابن ست عشرة ./ رحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء الشيوخ وطلب الحديث فزار أكثر البلدان والأمصار الإسلامية في ذلك الزمان للسماع من علمائها فسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث./ اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث./(4) تتلمذ على البخاري كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم وسمع واستفاد منه عدد كبير جداً من طلّاب العلم والرواة والمحدّثين./ له مصنّفات عديدة بالإضافة إلى الجامع الصحيح وأشهرها التاريخ الكبير، والأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام وغيرها./ امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفيّ بها ليلة عيد الفطر السبت غرة شوال 256هـ الموافق 1 سبتمبر 870م./

٤ اسم الكتاب ووصفه ومنهجه:

اسم الكتاب مشاريع شقيقة يوجد في ويكي مصدر كتب أو مستندات أصلية تتعلق بـ:/ صحيح البخاري لم يقع خلاف بين العلماء أن الاسم الكامل للكتاب هو «الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه» وأن هذا الاسم هو ما سمّاه به البخاريّ نفسه./ ذكر ذلك عدد من العلماء ومنهم ابن خير الإشبيلي وابن الصلاح والقاضي عياض والنووي وابن الملقن وغيرهم./ وكان البخاري يذكر الكتاب أحياناً باختصار فيسمّيه:/ «الصحيح» أو «الجامع الصحيح» وسمّاه بذلك عدد من العلماء منهم ابن الأثير وابن نقطة والحاكم النيسابوري والصفدي والذهبي وابن ماكولا وأبو الوليد الباجي وغيرهم./ وقد عُرف الكتاب قديماً وحديثاً على ألسنة الناس والعلماء بِاْسم «صحيح البخاري» وأصبح هذا الاختصار معهوداً معزواً إلى الإمام البخاري للشهرة الواسعة للكتاب ومصنّفه./ نسبته للمصنّف لم يرد شكّ عند العلماء والمؤرخين في نسبة كتاب الجامع الصحيح لمصنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، حيث ثبت ذلك من عدّة وجوه منها أن جمعاً غفيراً من الناس وصل عددهم لعشرات الآلاف سمعوا الكتاب من البخاري نفسه، فروى الخطيب البغدادي عن محمد بن يوسف الفربري أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه قال:/ «سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا./» وروي أن عدد من سمع منه كتابه الصحيح بلغ تسعين ألفاً./ وحدّث تلاميذ البخاري بالكتاب ونقلوه عنه واتصلت رواية الكتاب سماعاً وقراءةً ونَسخاً بالأسانيد المتّصلة منذ زمن البخاري إلى الزمن المعاصر فتواترت نسبة الكتاب لمصنّفه./ بالإضافة إلى عدد من الأمور التي تُثبت صحّة نسبة الكتاب لمصنّفه، منها:/ استفاضة ذكره بين العلماء المختصين بهذا الشأن قديماً وحديثاً./ عزو الكتاب إلى مصنّفه في جميع المخطوطات الموجودة للكتاب./ وجود أسانيد رواة الكتاب إلى المؤلف وإثباتها على النسخ الخطية./ النقل والاستفادة من الكتاب ونسبة الكتاب لمؤلفه عند علماء الإسلام الذين عاصروه وجاؤوا بعده وصنفوا الكتب في هذا العلم سبب تصنيفه ذكر المؤرخون أن الباعث للبخاري لتصنيف الكتاب أنه كان يوماً في مجلس عند إسحاق بن راهويه فقال إسحاق:/ «لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي Mohamed peace be upon him./svg./» فوقع هذا القول في قلب البخاري فأخذ في جمع الكتاب، ورُوي عن البخاري أنه قال:/ «رأيت النبيّ Mohamed peace be upon him./svg، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال:/ إنك تذبّ عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الصحيح»./ فرجّح بعض العلماء أن طلب إسحاق بن راهويه كان أولاً ثم جاءه المنام فأكّد ذلك عزم البخاري على تصنيف الكتاب./ مدّة تصنيفه اشتغل البخاري في تصنيف الكتاب وجمعه وترتيبه وتنقيحه مدةً طويلة، ذكر البخاري أنها بلغت ستة عشر عامًا، وذلك خلال رحلاته العلمية الواسعة إلى الأقاليم الإسلامية، فكان يرحل لطلب الحديث ثم يعود لإكمال ما بدأ من التصنيف ممّا سمعه وصح لديه وتجمع عنده من الحديث الصحيح./ وقد ابتدأ تصنيفه في المسجد الحرام، قال البخاري:/ «صنفت كتابي هذا في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته» وجمع تراجمه في المسجد النبوي، قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني:/ «سمعت عبد القدوس بن همام يقول:/ سمعت عدّة من المشايخ يقولون:/ حوّل محمد ابن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي Mohamed peace be upon him./svg ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين./» وأكمله وبيّضه في بخارى./ وقد حَرِص البخاري على الدقّة والتثبّت في إخراج الكتاب فأعاد النظر فيه عدّة مرات وتعاهده بالتهذيب والتنقيح، ولم يكد يتم تصنيفه حتى عرضه على شيوخه وأساتذته ليعرف رأيهم فيه، ومنهم علي بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة./ قال العقيلي:/ «لما ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث./» قال العقيلي:/ «والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة./» فقه البخاري في صحيحه قصد البخاري في صحيحه إلى إبراز فقه الحديث الصحيح واستنباط الفوائد منه، وجعل الفوائد المستنبطة تراجم للكتاب - أي عناوين له - فيذكر متن الحديث بغير سند وقد يحذف من أول الإسناد واحد فأكثر، وهذان النوعان يعرفان بالتعليق، وقد يكرر الحديث في مواضع كثيرة من كتابه يشير في كل منها إلى فائدة تستنبط من الحديث، وذكر في تراجم الأبواب الكثير من الآيات والأحاديث وفتاوى الصحابة والتابعين، ليبين بها فقه الباب والاستدلال له، حتى اشتهر أن «فقه البخاري في تراجمه»، وروي عن أبي الأزهر قال:/«كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن./»

٥ عدد أحاديث صحيح البخاري:

قول ابن الصلاح والنووي:/ أن عدد أحاديثه (7275) حديثًا، وبدون المكرر أربعة آلاف./ قول ابن حجر:/ إنه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات (7397) حديثًا، والخالص من ذلك بلا تكرار (2602) حديثًا، وإذا أضيف إلى ذلك المتون المعلقة المرفوعة وهي (159) حديثا فمجموع ذلك (2761)، وعدد أحاديثه بالمكرر والتعليقات والمتابعات واختلاف الروايات (9082) حديثًا، وهذا غير ما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين./ عدد الأحاديث المعلقة (1341)، وأكثرها مكرر مخرج في الكتاب أصول متونه، وليس فيه من المتون التي لم تخرج في الكتاب ولو من طريق أخرى إلا (159) حديثًا معلقًا./

٦ رواة الجامع الصحيح عن البخاري:

من الذين رووا كتاب الجامع الصحيح عن البخاري:/ الفربري محمد بن يوسف بن مطر، وهي أهم الروايات، وروى عن الفربري كلًا من:/ إبراهيم بن أحمد المستمليّ./ عبد الله بن احمد بن حمُّويه بن يوسف بن أعين، الحمُّويي./ محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زُراع الكشميهني./ محمد بن عمر بن شَبُّويه الشَّبويُّ، المروزيُّ./ ابن السكن:/ أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ./ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المروزي./ محمد بن محمد بن يوسف بن مكي، الجرجاني إبراهيم بن معقل النسفي./ حماد بن شاكر./ أبو طلحة منصور البزدوي./ الحسين بن إسماعيل المحاملي أما رواية أبو ذر عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي، فرواها عن المستمليّ، والحمُّويي، والكشميهني./ وأما رواية أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي، فرواها عن الفربري، والجرجاني

٧ منهج البخاري في صحيحه:

شرط البخاري لم يصرح البخاري بشرط قبول الحديث في صحيحه، ولكن استنبط المحدثون شرطه من كتابه، فقال أبو بكر الحازمي:/ صحيح البخاري إن شرط البخاري أن يخرج ما اتصل إسناده بالثقات المتقنين الملازمين لمن أخذوا عنه ملازمة طويلة سفرًا وحضرًا، وإنه قد يخرج أحيانا ما يعتمده عن أعيان الطبقة التي تلي هذه في الإتقان والملازمة لمن رووا عنه فلم يلزموه إلا ملازمة يسيرة صحيح البخاري وقال ابن الجوزي:/ صحيح البخاري اشترط البخاري ومسلم الثقة والاشتهار./ قال:/ وقد تركا أشياء تركها قريب وأشياء لا وجه لتركها، فمما تركه البخاري الراوية عن حماد بن سلمة مع علمه بثقته لأنه قيل إنه كان له ربيب يدخل في حديثه ما ليس منه، وترك الراوية عن سهيل بن أبي صالح لأنه قد تكلم في سماعه من أبيه وقيل صحيفة صحيح البخاري منهجه في تكرار الحديث يكرر الأحاديث ويقطعها:/ لفائدة إسنادية أو متنية./ أو يكون الحديث عن صحابي فيعيده عن صحابي آخر./ أو أن يسوقه بالعنعنة ثم يعيده بالتصريح بالسماع، قال ابن حجر قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما رويناه عنه في جزء سماه جواب المتعنت:/ «اعلم أن البخاري رحمه الله كان يذكر الحديث في كتابه في مواضع ويستدل به في كل باب بإسناد آخر ويستخرج طريق واحدة فيتصرف حينئذ فيه، فيورده في موضع موصولا وفي موضع معلقا ويورده تارة تاما وتارة مقتصرا على طرفه الذي يحتاج إليه في ذلك الباب، فإن كان المتن مشتملا على جمل متعددة لا تعلق لإحداها بالأخرى فإنه منه بحسن استنباطه وغزارة فقهه معنى يقتضيه الباب الذي أخرجه فيه وقلما يورد حديثا في موضعين بإسناد واحد ولفظ واحد وإنما يورده من طريق أخرى لمعان نذكرها والله أعلم بمراده منها فمنها أنه يخرج الحديث عن صحابي ثم يورده عن صحابي آخر والمقصود منه أن يخرج الحديث عن حد الغرابة وكذلك يفعل في أهل الطبقة الثانية والثالثة وهلم جرا إلى مشايخه فيعتقد من يرى ذلك من غير أهل الصنعة أنه تكرار وليس كذلك لاشتماله على فائدة زائدة./» منهجه في تراجم الأبواب تراجم البخاري في صحيحه:/ بين ابن حجر في هدي الساري أن تراجم البخاري في صحيحه على نوعين:/ ظاهرة:/ وهي أن تكون دالة بالمطابقة لما يورد في مضمونها، وقد تكون بلفظ المترجم له أو بعضه أو بمعناه./ خفية:/ وهي التي لا تدرك مطابقتها لمضمون الباب إلا بالنظر الفاحص والتفكير الدقيق، وهذا الموضع هو معظم ما يشكل من تراجم هذا الكتاب، ولهذا اشتهر من قول جمع من الفضلاء فقه البخاري في تراجمه وأكثر ما يفعل البخاري ذلك إذا لم يجد حديثا على شرطه في الباب ظاهر المعنى في المقصد الذي ترجم به ويستنبط الفقه منه، وقد يفعل ذلك لغرض شحذ الأذهان في إظهار مضمره واستخراج خبيئه، وكثيرا ما يفعل ذلك أي هذا الأخير حيث يذكر الحديث المفسر لذلك في موضع آخر متقدما أو متأخرا، فكأنه يحيل عليه ويومئ بالرمز والإشارة إليه./ تنوع تراجم البخاري:/ قال صديق حسن خان:/ «وجملة تراجم أبوابه تنقسم أقساماً؛ منها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه ويذكر في الباب حديثاً شاهداً على شرطه، ومنها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه لمسألة استنبطها من الحديث بنحو من الاستنباط من نصه أو إشارته أو عمومه أو إيمائه أو فحواه، ومنها أنه يترجم بمذهب ذهب إليه ذاهبٌ قبله، ويذكر في الباب ما يدل عليه بنحو من الدلالة لو يكون له شاهداً في الجملة من غير قطعٍ بترجيح ذلك المذهب فيقول:/ باب من قال كذا./ ومنها أنه يترجم بمسألة اختلفت فيها الأحاديث، فيأتي بتلك الأحاديث على اختلافها، ليقرب إلى الفقيه من بعده أمرها، مثاله:/ باب خروج النساء إلى البراز./ جمع فيه حديثين مختلفين، ومنها أنه قد تتعارض الأدلة، ويكون عند البخاري وجه تطبيق بينها، يحمل كل واحد على محمل فيترجم بذلك المحمل، إشارة إلى التطبيق، مثاله:/ باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان./ ذكر فيه حديث:/ "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"./ ومنها أنه قد يجع في الباب أحاديث كثيرة كل واحد منها يدل على الترجمة، ثم يظهر له في حديث واحد فائدة أخرى سوى الفائدة المترجم عليها، فيعلم ذلك الحديث بعلامة الباب، وليس غرضه أن الباب الأول قد انقضى بما فيه وجاء الباب الآخر برأسه، ولكن قوله:/ "باب" هنالك بمنزلة ما يكتب أهل العلم على الفائدة المهمة لفظ:/ تنبيه أو لفظ فائدة أو لفظ قف ،ومنها أنه قد يكتب لفظ:/ باب مكان قول المحدثين:/ وبهذا الإسناد، وذلك حيث جاء حديثان بإسناد واحد، كما يكتب حيث جاء حديث واحد بإسنادين، مثاله:/ باب ذكر الملائكة؛ أطال فيها الكلام حتى أخرج حديث:/" الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" برواية شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ثم كتب:/ باب إذا قال أحدكم:/ آمين والملائكة في السماء آمين " ثم أخرج حديث:/" إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة" ، ومنه أنه يذهب في كثير من التراجم إلى طريقة أهل السير في استنباطهم خصوصيات الوقائع والأحوال من إشارات طرق الحديث، وربما يتعجب الفقيه لعدم ممارسة هذا الفن، لكن أهل السير لهم اعتناء شديد بمعرفة تلك الخصوصيات./» مُعلقات البخاري الحديث المعلق هو ما حذف من بداية إسناده راوٍ واحد فأكثر، مثل أن يحذف جميع الإسناد إلا الصحابي، أو التابعي على سبيل الاختصار ليستشهد بالحديث، وقد أورد البخاري المُعلقات في عناوين الأبواب على سبيل الاستشهاد، وهي ليست جزءًا من أحاديث صحيح البخاري لأنها ليست مُسندة وبل إن البخاري قد أورد بعضها بصيغة التمريض، والمُعلقات في البخاري قسمان:/ ما هو موصول في موضع آخر، يعني أنه ورد في صحيح البخاري في موضع آخر بإسناده كاملًا، وإنما يُورده حتى يُكرره مختصرًا في الإسناد خشية التطويل./ ما هو معلق وليس موصولًا في موضع آخر، وإما أن يكون بصيغة الجزم، وإما أن يكون بصيغة التمريض؛ تصل معلقات البخاري إلى 1341 حديثًا معلقًا، وأكثرها مكرر مخرج في الكتاب أصول متونه، وليس فيه من المتون التي لم تخرج في الكتاب ولو من طريق أخرى إلا 159 حديثًا معلقًا، وقد قام ابن حجر العسقلاني بوصل أسانيد معلقات البخاري وإثبات صحتها في كتابه "تغليق التعليق"./ يقول جلال الدين السيوطي:/ «وأكثر ما في البخاري من ذلك موصول في موضع آخر من كتابه، وإنما أورده معلقا اختصارا ومجانبة للتكرار»، وقد رأى فؤاد سزكين أن المعلقات تعتبر بداية انهيار الإسناد في علم الحديث، وأن ذلك يعد نقصُا في الكتاب، بينما رد آخرون بأن المعلقات لم يبدأها البخاري ولكنها كان مُستخدمة من قبل مثل قول الشافعي:/ قال نافع، أو قال ابن عمر، أو قال النبي./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia
    ٢ موضوع