قصة نوح عليه السلام


بواسطة التلميذ(ة):
قصة نوح عليه السلام

١ مقدمة

ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"

٢ : نوح عليه السلام:

هو النبي نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس عليه السلام، وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم -عليهما السّلام-، نوح عليه السلام هو الأب الثاني للبشرية، وأحد الخمسة أولي العزم الوارد ذكرهم في قوله تعالى:/ "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا " ، وفي قوله -جلّ وعلا-:/ "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ"./[٣

٣ : قصة نوح عليه السلام:

قَصَّ الله -سبحانه وتعالى- على سيّدنا محمّد- صلّى الله عليه وسلّم- بعض قصص الأنبياء السّابقين مع أقوامهم؛ لحكمٍ كثيرةٍ، منها:/ تثبيت فؤاده في مواجهة أعداء الدعوة الإسلامية، ودعوة المشركين للاتعاظ بغيرهم، ومن تلك القصص قصة سيّدنا نوح عليه السلام، وفيما يأتي تعريفٌ موجز بقصة سيّدنا نوح عليه السّلام مع قومه:/

٤ : قوم نوح عليه السلام:

كان قوم نوح عليه السلام يعبدون الأصنام؛ فأرسله الله -سبحانه وتعالى- إليهم؛ ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويحذرهم من عذابه، قال تعالى:/ "لَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ"، فليس هناك إله إلا الله جلّ في علاه؛ لذا فإنه وحده المستحق للعبادة، وليست هذه الأصنام التي يصنعونها بأيديهم؛ فهي جمادات لا تملك نفعًا ولا تدفع ضرًا، وقد استمر نوح عليه السلام في دعوته لهم ألف سنة إلّا خمسين عامًا، لم يؤمن معه خلالها إلّا عدد قليل، وقد ظل يدعوهم ليلًا ونهارًا وسرًا وجهارًا، وفي كل مرة يزدادون صدًا وكفرًا وعنادًا وإعراضًا وإصرارًا على عبادة أصنامهم./وقد سموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وكذبوا نوحًا عليه السّلام، ووصفوه بالجنون والضّلال، قال تعالى:/ " قالَ المَلَأُ مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في ضَلالٍ مُبينٍ " ، فقال لهم:/ "يا قَومِ لَيسَ بي ضَلالَةٌ وَلـكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ، أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنصَحُ لَكُم وَأَعلَمُ مِنَ اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ، أَوَعَجِبتُم أَن جاءَكُم ذِكرٌ مِن رَبِّكُم عَلى رَجُلٍ مِنكُم لِيُنذِرَكُم وَلِتَتَّقوا وَلَعَلَّكُم تُرحَمونَ"، وتواصوا بالإعراض عن نوح عليه السلام، وعدم مجالسته، وكانوا إذا رأوه وضعوا أصابعهم في آذانهم، وغطوا وجوههم بثيابهم، غير مبالين بتحذيره لهم من عذاب الله وعقابه، ولكنّه استمر في دعوته لهم، وكان يغشاهم في مجالسهم؛ ليبلغهم دعوة الله سبحانه وتعالى، إلّا أنّ ذلك لم ينفع معهم ؛ بل زادهم نفورًا حتى بلغ بهم الأمر أن يهددوه بالرجم، قال تعالى:/ " قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ"./

٥ : سفينة نوح:

بعد ذلك أمر الله -سبحانه وتعالى- نوحًا -عليه السلام- بصنع السفينة، قال تعالى:/ "وَأوحِيَ إِلى نوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانوا يَفعَلونَ ،وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ"، ومعنى الفلك السفينة، وهي معجزة وآية من آيات الله جلّ وعلا، قال تعالى :/ "فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ"، فلما انتهى نوح عليه السلام من صنع السفينة، أمره الله -سبحانه وتعالى- بأن يَحْمِل فيها مِنْ كلّ زَوْجَين اثنين، وأَنْ يحمل معه المؤمنين، قال تعالى:/ "حَتّى إِذا جاءَ أَمرُنا وَفارَ التَّنّورُ قُلنَا احمِل فيها مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ وَأَهلَكَ إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ وَمَن آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَليلٌ "، ثمّ تفتحت أبواب السماء، وتفجرت عيون الأرض بالماء، وبدأ الطوفان.

٦ : أبناء سيدنا نوح:

فأسرع نوح عليه السلام إلى السفينة، ومعه أهله ومن آمن به من قومه إلّا زوجته فقد كانت كافرة، وولده يام ويُسمى أيضًا كنعان، وقد كان لنوح عليه السلام أربعة أبناء هم:/ حام، وسام، ويَافِث، ويام، وكلّهم آمنوا به إلّا يام الذي أصر على الكفر، وقد رفض الركوب في السفينة، وقال لأبيه سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، قال تعالى:/ وَنادى نوحٌ ابنَهُ وَكانَ في مَعزِلٍ يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ، قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ قالَ لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّـهِ إِلّا مَن رَحِمَ وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ"، {هود:/ الآية 42-43} وبعد أن تم إغراق الكافرين بالطوفان أمر الله -سبحانه وتعالى- السماء أن تتوقف عن إنزال المطر، وأمر الأرض أن تُغَيب الماء في أعماقها، وقد نجى الله نوحًا -عليه السلام - ومن معه من المؤمنين، قال تعالى:/ "وَقيلَ يا أَرضُ ابلَعي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقلِعي وَغيضَ الماءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجودِيِّ وَقيلَ بُعدًا لِلقَومِ الظّالِمينَ"./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ إقرأ المزيد على وزي وزي.كوم: https://weziwezi.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%AD-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/