الحرية


بواسطة التلميذ(ة):
الحرية

١ مقدمة

لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

٢ : الحُريّة:

تُعدّ الحُريّة مَطلباً وضَرورةً حياتيّةً لا تستقيم حياة الفرد إلّا بوجودها؛ وهي ليست مجرّد كلمة يتداولها النّاس في أحاديثهم بل إنّها تشغلُ حيّزاً كبيراً من عقل الإنسان وتفكيره؛ فهي ذات قيمة إنسانيّة نفيسة ومُقدَّسة، ومن أجلها قامت الحروب على مرّ الأزمان./وللحُريّة مفاهيم عِدّة تختلف باختلاف الزّاوية التي يُنظَر منها إلى المُصطلح نفسه؛ ففي وجهة نظر الإسلام مثلاً يختلف مفهوم الحريّة عن مفهومها لدى الغَرْب، فماذا تعني الحُريّة، وما الفرق في مفهومها عند الإسلام وعند الغرب، وكيف نشأت، وما هي أنواع الحُريّات بِصفة عامّة؟

٣ : نشأة الحُريّة:

يَرجِع أصل مُصطلح الحريّة إلى الكلمة اللاتينيّة (Liber)، وتعني قُدرة الإنسان على التحرُّك والتصرُّف والقيام بِأيّ عملٍ بوجود أدنى حدٍّ من القيود، وقد ظهر هذا المصطلح لِلمرّة الأولى بِصُدور مرسوم من الحاكم ساردس الذي أقرّ بِمنح الحريّة الدينيّة لِلمسيحيّين، ثمّ ظهر المُصطلح مرّةً أُخرى في قسنطينة مع مرسوم ميلانو عام 313م، وذلك عندما وَرَدَ عن الكنيسة الكاثوليكيّة:/ (إنّ الإنسان خُلِق حُرّاً، لكنّه أساء استخدام الحرّية عندما أكل ثمرةً من ثمار شجرة معرفة الخير والشرّ).

٤ : وجوه الحُريّة :

للحريّة ثلاثة وجوه:/ وجه إيجابيّ يُعبّر عن التصرُّف باستقلاليّة وعفويّة، ووجه سلبيّ يَرفُض المُمارَسات السلبيّة من البعض، مثل:/ العبوديّة، وإكراه الأفراد على القيام بِأعمال لا يرغبون بها، ووجه نسبيّ يَجمع بين الإيجابيّ والسلبيّ، وهو قائِم على أساس أنّ الإنسان قادر على أنْ يَقوم بما يُريد، على ألّا يتعارض ذلك مع الآداب، والقوانين، والأنظمة العامّة وفقَ القانون الدستوريّ، وألّا يُلحِق الضّرر بِالآخرين وفقَ المادّة الرّابعة من الإعلان العالميّ لِحقوق الإنسان.

٥ : الحريّة في الإسلام:

أرست الشّريعة الإسلاميّة مبادئ الحُريّة، وقد عدّتها من الضّروريات التي لا يقوم المُجتمعُ الإسلاميّ إلا بها، فعلى المُسلم أن يتلمّس حُريّته في نفسه وفي مُجتمعه حوله؛ إذ إنّ حُريّته وحُريّة مجتمعه أمران متلازمان لا انفكاك بينهما؛ فالمُجتمعُ الذي يرضخَ لسيطرة أو تدخِّل أجنبيّ مثلاً لن تكون إرادة أفراده خالصةً لهم./ولقد جاءَ الإسلامُ لتطبيقِ الحُريّة في الأرضِ ولتدعيم كرامة الإنسانِ والحضّ عليها. كما أنّ الأصلَ في الإنسانِ الحُريّة كما في الأشياءِ الإباحة، ولهذا قرّرت الشريعة الإسلاميّة أنّ الناس جميعاً أحرارٌ دون أيّ استثناءٍ، فالحُريّة هي التي توافق الطبيعة والرقّ والعبودية هو الطّارئ.

٦ : الحُريّة في زمن الصّحابة:

ظَهر مفهومُ الحُريّة وتطبيقه بشكلٍ لافتٍ في زمن النّبوة ومن بعده زمن الصّحابة والخلفاء الراشدين، وقد حصلتِ الكثيرُ من المواقف الدّالة على أهميّة تطبيق الحريّة وقيمتها، ومنها ذلك الموقف الذي جرى بين الصحابيّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في زمنِ ولايته على مصرَ أيّام خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، فقد شاركَ ابن الوالي عمرو بن العاص في سباقٍ للخيول، وشاركه في ذلك غلامٌ قبطيّ من غلمان مصر، وحينَ فاز القبطيُّ على ابن عمرو بن العاص، قام الثاني بضربه لعلمه أنّه لا قُدرة للقبطي في الانتقام من ابن الوالي مستنداً على سلطانِ أبيه. إلّا أنّ والدَ الغُلام القبطيّ سافر للمدينة المنورة برفقة ابنه، شاكياً لأمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ما حصل، فكتَب عمر بن الخطّاب لعمرو بن العاصِ بأنْ يأتِ هو وابنه للمدينة، ولمّا حضرا أعطى أميرُ المؤمنين الغلام القبطيّ سوطاً ليأخذ حقّه ممن ضربه، فضربه حتّى شفا ما في نفسه واقتصّ منه، وحينها قال عمر بن الخطّاب عبارته الخالدة لعمرو بن العاص:/ (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟).

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9