من هو الله في الإسلام


بواسطة التلميذ(ة):
 من هو الله في الإسلام

١ مقدمة

الله في الإسلام هو عَلم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد، وهو اسم الذَّات العليَّة، خالق الأكوان والوجود، وهو الإله الحق لجميع المخلوقات ولا معبود بحق إلا هو.
ويؤمن المسلمون بأن الله واحد، أحد، صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد ولا والد ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد ولا قسيم ولا شريك له

٢ من هو الله وما صفاته:

يُؤمن المُسلمون بأن الله هو خالق الحياة والكون والمخلوقات  وكُل ما هو موجود، ومُدبر جميع الأمور ومُقدر كُل ما يسري ويجري بقدرِه، وله جميع صفات الكمال المُطلق المُنزه عن النقصان فليس كمثله شيء، فلا تُشبّه صفاته بصفات المخلوقات، فهو أول بلا ابتداء ودائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يُريد، لا تبلغه الأوهام ولا تُدركه الأفهام وهو حيٌ قيّوم لا ينام ولا يغفل عن نظره شيء. لا مادي ولا تنطبق عليّه قوانين المادة، غني عن الزمان والمكان، ولا تتغير صفته ولا تنقسم ولا تتجزئ ولا تزيد ولا تنقص.  فهو الذي يُنّعم ويُعذّب ويُسعد ويشقي، وكُل المخلوقات تُرد إليه وتقف بيّن يديه وتُحشر له، وهو صاحب الحساب وهو الحكم الفصّل فلا جنةّ َإلا برحمته ولا عذاب إلا بعدله.

يؤمن المسلمون أن الله مستوٍ على عرشه فوق السماوات فلا شيء يعلوه وهو فوق كُل شيء وتحته كُل شيء.  فهو الغنيّ بذاته عن جميع المخلوقات، فلم يسبق وجوده وجود، والمخلوقات كُلها بقبضته لا تنفك عن محض علمه وتقديره وتدبيره، يُميت ويُحييّ ويمنع ويعطي، يعلم الغيّب الكبير المُتعال، فيعلم مثاقيل الجبال وعدد حبات الرمال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وما تساقط من ورق الأشجار، يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فهو سبب وجود كُل عدم وسبب عدم كُلِ ما كان موجود، الغنى والفقر، والشفاء والمرض، والنجاة والهلاك، والحياة والممات والبلاء والنِعم كُلها بأمره، فلا نافع ولا ضار سواه، ولا مانع ولا مُعطى إلا هو، له الاسم الأعظم الذي تُكشف به الكُربات وتستنزل به البركات وتُجاب به الدعوات.

كما يؤمن المسلمون بأن الله حيٌ لا يموت، فلم يسبق وجوده عدم ولا يلحق بقاءه فناء، وله وحده البقاء والدوام، فلا أول قبلَه ولا آخر بعده، وهو الظاهر الذي لا شيء فوقه والباطن الذي لا شيء دونه، الباقي في أزل الأزل إلى أبد الأبد، وكل شيء فانٍ ومُنتهٍ ومآله إلى العدم إلا ذاته. تفرّد بالأَحَدِيّة بلا انتهاء، وتسربل بالصمديّة بلا فناء، مُتصف بالجود والكرم قبل وجود الوجود، مُنزه في وحدانيّته عن الآباء والأبناء والجدود والأحفاد، مُقدَّس في ذاته عن الصاحبة والمصحوب والوالد والمولود.

وهو الذات الذي اصطَفَى مِن عبادِهِ ليُتمم رسالة توحيده وعبادته، فهو الوحيد المُستحق للعبادة والذلة والخضوع والانفراد بالكمال والتنزيه عن كًل لَغْطٍ وسوء، فلا شريك له في العبادة والمُلك، فله النفس وإليه المرجع والمآب والمآل والمُنتهى والمُشتكى والتحاكم والتخاصم، فهو الذي لا غنى لشيءٍ عنه، ولا بُد لكل شيءٍ منه، وهو الذي رِزْقُ كُل شيء عليه، ومصير كُل شيءٍ إليه، وملُكيّة كل شيء له، وحُبِ كُل شيءٍ فيه.

يُقر المسلمون بإن لله صفاتاً قد وصفها نفسه ولا تتشابه ولا تُقارن بتلك الصفات الموجودة في الخلائق، ومثال ذلك الرحمة والعدل والعظمة، فهو الرحيم التي تتسع رحمته السماوات والأرض وما بينهما، وهو أرحم بالعباد من الأم بولدها، فيغفر الزلات ويعفو عن الخطيئات ويمحو السيئات ولا يملُ من تكرار التوبة ويغفر ذنوباً كالجبال ولا يُبالي. وهو شديد العقاب لا يظلم ولا يأكل حق مخلوقٍ ولا كائن، فُكل حقوق العباد تُرفع إليه ولا تُرد إلا به، وهو العظيم الذي ليس كعظمته شيء، فلا تُدرك عظمته العقول والأبصار، وهو العدل الذي حرّم الظلم على نفسه وعباده، فلا يُعذب أحداً إلا بذنب ولا ينقص أحدا من حسناته ولا يعطي أحداً من سيئات غيره ولا يكلف نفساً إلا ما تقدر عليه ولا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه.

٣ خواص اسم الله:

من خواص اسم الله أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يُضاف إليه فلا يصح أن يُقال من أسماء الجبار الله أو من أسماء الرحيم الله بل يقال من أسماء الله الرحيم العزيز الجبار وهكذا. فاسم الله هو الاسم الأول الأصل وغيره من الأسماء الحُسنى تُضاف إليه وتُنسب إليه.
من خواص اسم الجلالة (الله) التي يتميز بها عن بقية الأسماء في النداء والدعاء، حيث أننا إذا أردنا أن ندعو باسم الرحمن أو الرحيم أوالسميع يجب أن نحذف الألف واللام فنقول يارحمن يارحيم ياسميع ولا يصح أبدا في اللغة أن نقول يا الرحمن ويا الرحيم ويا السميع ويٌنكر ذلك قواعد اللغة حيث يجب حذف الألف واللام عند وجود النداء إلا في لفظ الجلالة (الله) فنقول يا الله فتبقى الألف واللام لأنها من أصل الاسم كما ورد سابقاً حيث أن كلمة الله هي عَلَم.
من خواص اسم الجلالة (الله) أنه لا يُذكر منفرداً بل يُذكر في جملة تامّة المعنى. كما أن أعظم جملة ذُكر فيها اسم الله هي " لا إله إلا الله ".
من خواص اسم الجلالة (الله) تغير القلوب عند سماعها بحسب حال الأشخاص وأحوالهم مع ربهم وخالقهم وبيّن الله هذا في كتابه الكريم حيث قال الله تعالى :/  وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ     (سورة الزمر، الآية 45). وقال الله:/  اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ     (سورة الزمر، الآية 23)

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ ويكيبيديا