حياة النبي محمد رسول الله معلومات شاملة


بواسطة التلميذ(ة):
 حياة النبي محمد رسول الله معلومات شاملة

١ مقدمة

محمد رسول الله، ونوره في الأرض، وسراجه المضيء يهدي الناس إلى الحق والخير بعثه الله للناس أجمعين.
وهو الهادي والبشير والنذير، يهدي الناس إلى الصراط المستقيم، وهو المحذر والمنذر، ينذر الكافرين ويحذرهم من عذاب النار إذا لم يرجعوا عن كفرهم ويتوبوا إلى الله.
إنه النبي الكريم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف، أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف من أشراف مكة.
وينتهي نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
مات أبوه عبد الله وهو في بطن امه، ولكن الله آوى محمد وجعله في كفل جده عبد المطلب، المعروف بالكرم الكبير وحب الفضل وخدمة البيت الحرام وسقاية الحجاج، أي خدمة الذين كانوا يأتون إلى بيت الحرام قبل الإسلام.
ولد محمد بن عبد الله يتيما، في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل الموافق لسنة 571م .
إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكم مفاجأة للعرب، فقد كانت تدور على ألسنة الناس أقوال تخبر بظهور نبي في ذلك الزمن الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

٢ تربيته ورعايته عليه الصلاة والسلام:

عندما ولدت آمنة محمد صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب الذي فرح بالبشارة فرحا عظيما، ورأى أن الله عوضه عن ابنه عبد الله بحفيده محمد، فأخذه بين يديه ثم دخل البيت الحرام وصار يدعوا الله ويحمده كثيرا، ثم سماه محمدا. وكان هذا الإسم جديدا على العرب. كان عبد المطلب كريما، صادق القول، حافظا للعهد يعمل في التجارة، شأنه شأن العرب جميعا في ذلك الزمن. ولكنه -لكرمه الشديد- كان لا يملك مالا كثيرا لينفق على المرضعة التي ستتولى إرضاع حفيده. اختار عبد المطلب لحفيده الصغير مرضعة ذات أخلاق طيبة ونفس كريمة، وسيرة نقية، هي حليمة السعدية. أخذت حليمة السعدية محمد الطفل الصغير، وكانت في بداية الأمر مترددة، لأنها من أسرة فقيرة، لكنها لم تستطع مقاومة حنانها تجاه محمد. فأخذته وهي مقتنعة بأن الله سيرزقها ويرزقه وعندما أصبح الصبي محمد في أحضانها شعرت بأن اللبن قد ازداد دره في صدرها، وأن البركة أخذت تحل في كل مكان تحمل إليه محمد. لذا سعدت حليمة السعديةبالمولود الجديد، وقررت عدم مفارقته لحظة واحدة، لأنها منذ أن أخذت محمد تغيرت أحوال عيشها فلم تعرف فقرا منذ ذلك الحين. وعندما بلغ محمد الثانية من عمره صار يذهب مع أبناء مرضعته حليمة السعدية إلى المرعى. ذات يوم رأى أبناء حليمة السعدية ملكين يأخذان محمد الطفل ابن السنتين ويفتحان صدره ثم يستخرجان قلبه، ثم يغسلانه ويعيدانه إلى مكانه. فكانت هذه الحادثة غريبة يعرفها الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المعروفة بحادثة شق الصدر. عندما بلغ محمد السادسة من عمره رغب في زيارة قبر أبيه والتعرف على عمومته وأخواله، وحققت له أمه هذه الأمنية فاصطحبته في زيارة قبر أبيه وذهبت إلى المدينة المنورة حيث عرفته على إبن النجار (أخواله). وأثناء عودتها إلى مكة فاجأها الموت ومحمد لم يتجاوز السادسة من عمره. وهكذا أرادت حكمة الله أن يفقد النبي أبويه وهو طفل صغير، فتولى كفالته عمه أبو طالب، الذي كان صاحب عيال، فرباه تربية عفيفة نظيفة نقية، حيث غرس فيه حب الإعتماد على النفس فكان صلى الله عليه وسلم يرعى غنم عمه وهوفي السابعة من عمره وعلمه حب التجارة، فكان يأخذه معه إلى بلاد اليمن وبلاد الشام. وفي ذات المرات أخذ أبو طالب إبن أخيه محمد معه في رحلة تجارية إلى بلاد الشام، ولم يكد أحد أحبار اليهود يراه حتى قال متسائلا:/ الولد من قريش؟ فقال أبو طالب:/ إنه إبني. فقال له بحيرة اليهودي:/ إما أنك لم تقل الصدق وإما عندنا في كتبنا ليس صحيحا. فقال له أبو طالب:/ ولما قلت ما قلت أيها الحبر؟ فقال له الحبر اليهودي:/ عندنا في التورات أنه سيبعث في الجزيرة نبي له صفات وسمات وكلها تنطبق على هذا الطفل...لكن التورات تقول:/ إن هذا الطفل يتيم الأب والأم وأنا أسمعك أنك تقول أنه إبني. فقال أبو طالب:/ الحق أنه ليس إبني، إنه ابن أخي ولكني أردت أنه بمنزلة ابني بل أكثر من ذلك، فقال له بحيرة اليهودي:/ خذ ابن أخيك وارحل من هنا وإلا فأنا لا أضمن لك شر اليهود الأخرين، وجميعهم يعرفون ما أعرفه عن ابن أخيك. فأسرع وغادر هذا المكان رفقا بالطفل البريء وحرصا عليه وإلا اخذوه وقتلوه.

٣ أمانة محمد:

عندما بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرحلة الشباب الأولى، كان قد أتقن في التجارة وعرف بالأمان وحب الخير، والإصلاح بين الناس. وكان في مكة أثرياء لهم أموال كثيرة وتجارة واسعة. وكانوا يحتاجون إلى من يقوم لهم على تجارتهم بين الشام واليمن، ومن هؤلاء إمرأة عظيمة ذات مال كثير وأخلاق فاضلة، مات زوجها وأصبحت وحيدة وتحتاج إلى من يرعى لها أموالها، كان اسمها خديجة بنت خويلد. سمعت خديجة بنت خويلد عن محمد الأمين وسمعت عن نشاطه في التجارة، وآمنته في حفظ الأموال وخبرته ومقدرته وحسن تصرفه فأرسلت إليه وأرادت أن يقوم على مساعدتها ويعمل في تجارتها، فقبل مسرورا ثم قام بأول رحلاته على بلاد الشام. وجعلت خديجة خادمها ميسرة ليقوم على خدمته. ولما سار الركب إلى الشام كان ميسرة يرى الرسول صلى الله عليه وسلم مضللا بغمامة تظلله وهو يسير بين أفراد االقافلة. وكلما وقفت القافلة وقفت الغمامة على رأس النبي صلى الله عليه وسلم. وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام كان أول الذين باعوا تجارتهم وأول من إشترى تجارة جديدة وبقى معه المال الكثير. وعندما عادت القافلة إلى مكة قص ميسرة على مسمع خديجة بنت خويلد كل ما رأه وسمعه عن محمد الأمين. أرسلت خديجة بنت خويلد في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه أن يشاركها في تجارتها عندما تيقنت من أمانته وحسن تصرفه، وقدرته على إدارة أمور التجارة بأمانة وصدق. كان الرسول قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره وكانت خديجة بنت خويلد في الاربعين من عمرها. ولما أعجبت خديجة بمحمد وأمانته عرضت عليه أن يتزوجها. فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يتمتع بسمعة طيبة بين العرب جميعا وكانواا يثقون به فضلا عن حبهم له وثقتهم بحكمته...لقد كان محمد كبير في قومه، ومهابا وعظيما يقدره أهله ولا يسقطون له رأيا.

٤ حكمة محمد صلى الله عليه وسلم:

عرف محمد قبل النبوة بالأمانة، فكانوا يسمونه محمد الأمين وكان حكيما فوق أنه أمين ومن صور حكمته القصة الآتية:/ عندما عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الخامسة والثلاثين قبل البعثة بخمس سنوات حدث خلاف كبير بين قبائل العربية في مكة. وسبب هذا الخلاف أن العرب أرادوا أن يعيدوا بناء الكعبة من جديد فانتدبت، كل قبيلة من قبائل العربية رجلا من رجالها ليمثلها في هذا العمل، حتى تشترك جميع القبائل في هذا الشرف العظيم. ولما أوشك البناء على النهايةولم يبق إلا وضع الحجر الأسواد الذي كانت تكرمه العرب قديما والمسلمون جميعا.اختلفوا على من يرفع الحجر ويضعه في مكانه فارتفعت اأصواتهم، وكادوا يقتتلون بسبب ذلك. ولما إجتمعوا في البيت الحرام ليتفقوا على حل يرضاه جميع العرب اختلفوا من جديد وكادوا أن يقتلونه...حتى قال قائل منهم:/ إننا نرضى أن يحكم بيننا أول قادم من بيت الله الحرام وبينما هم كذلك دخل محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا:/ هذا الأمين قد أتى ونحن جميبعا قد ارتضينا حكمه. أمر النبي صلى الله عليه وسلم ممثلى القبائل أن يضعوا الحجر الأسود في ثوب ثم يمسك كل واحد منهم بطرف من أطراف الثوب ثم يحملونه جميعا وعندما بلغوا مكانه الموجود فيه الآن. رفعه النبي الحكيم بيديه الطاهرتين ثم وضعه فيه. وهكذا قضى محمد صلى الله عليه وسلم بحكمته على فتنة محققة فصلى الله وسلم عليك يارسول الله.

٥ بعثته:

كان العرب في الجزيرة العربية قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعبدون الأصنام، ويدفنون بناتهم وهن على قيد الحياة. وكان يقتل بعضهم بعضا، وكان الرجل فيهم يقتل قبيلة القاتل رجلا واثنين حتى مائة رجل. كما أنهم كانو يشربون الخمر، ويأتون الفاحشة، ويلعبون القمار...وكانت تسود حياتهم فوضى لا حدود لها. كانت هذه الأخلاق الفاسدة لا تعجب النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك اعتزل قومه ولا يشاركهم في تلك الأخلاق، فكان يذهب إلى غار حراء في أحد جبال مكة يقال له جبل ثور. واعتزل النبي محمد قومه في هذا الغار وكان يلجأ إليه ويفضله على الاشتراك في الحياة الجاهلية الظالمة التي تملىء بالآثام والكفر. كان النبي صلى الله عليه وسلم يشعر أن شيأ غريبا يشده إلى هذه العزلة، إنه يشعر أن الآلهة التي يعبدها قومه باطلة من أساسها وأن هناك إلها واحدا لا شريك له، هو الذي خلق الأرض والسموات. ولما بلغ محمد صلى الله عليه وسلم الأربيعين وبينما كان يتعبد في غار حراء ذات يوم، نزل عليه ملك عظيم يسمى جبريل، كان جبريل عليه السلام من المقربين والملائكة المرسلين، أرسله الله بالقرآن الكريم مبشرا النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة مكلفا إياه بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. كان هذا في شهر رمضان المعظم. نزل القرآن الكريم يدعوا الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، كما قال الله تعالى:/ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)". ودعا أيضا إلى العدالة ونشر الخير والدفاع عن الحق ورفع الظلم عن المظلومين والصدق في القول وحفظ العهد والأمانة وبر الوالدين. ونهى القرآن الكريم عن القتل والتكبر والكذب والإعتداء على حقوق الناس أو شتمهم أو سبهم، ونهى عن الغيبة والنميمة والفتنة وشهادة الزور، وغيرها من الأخلاق السيئة. عندما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بما أوحى إليه، وأخبرهم أنه رسول الله إليهم جاء ليبشرهم بالهدى والحق والنور لم يرضى أصحاب المصالح والأهواء وأصحاب النفوذ عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم أحسوا أن هذه الدعوة مع الحق، وضد الظلم وهم يريدون أن يسود الظلم لكي يعيشوا على حساب الناس. ولكن عدد كبير من الناس (المظلومين) ساندوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلنوا تأيدهم لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وتضامنهم معه وناصروه. ولما كثر عدد المسلمين الذين آمنوا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم أحس كبار المشركين من قريش كأبي جهل وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وغيرهم أن دعوة محمد ستشكل خطرا عليهم فأرادوا أن يردوهم عن دينهم. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يهاجروا إلى الحبشة، لأن فيها ملكا مؤمنا عادلا. فهاجر الصحابة إلى الحبشة فاستقبلهم ملكها النجاشي وأمنّهم ووفر لهم الحماية، وبهذا كانت الحبشة أول بلد بعد الجزيرة يدخلها خبر الدعوة إلى الإسلام. ولما عاد أصحاب الرسول من الحبشة وتكاثر المسلمين صاروا يدعون إلى الله علانية فضيَّق الجاهليون عليهم. ولما اشتدَّ بهم العذاب والابتلاءأمرهم الرسول أن يهاجروا إلى المدينة المنورة وعلى رأس الصحابة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهم أجمعين. ثم أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة فصحب أبا بكر الصديق رضى الله عنه، فهاجرا إلى المدينة.

٦ بعد الهجرة...المسلمون في المدينة:

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة إلى المدينة في العام الثالث عشر بعد البعثة (وهو بداية التأريخ الهجرى)، ولم يتكاسل المسلمون عندما نزلوا المدينة المنورة بل اشتغلوا بكل الأعمال مثل الزراعة والصناعة والتجارة وصاروا يحتلون مواقع العمل بدون اليهود الذين كانوا يسيطرون على كل شيء في المدينة المنورة. وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة كأبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب رضى الله عنهم يعدون الناس ليوم الفتح العظيم، فتح مكة. وبعد ثمان سنوات قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام وتبليغه للناس من كل القبائل، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش عظيم وتوجه إلى مكة، وفي هذا العام دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بفضل الله وعملهم الدائم مكة المكرمة فتحوها ودخل الناس في دسن الله أفواجا. وحطم الرسول الكريم كل أصنام التي تحيط بمكة وأمر بلال رضى الله عنه أن يؤذن فوق الكعبة... وأقيت الصلاة علانية حول الكعبة وحمد المسلمون الله على هذا النصر العظيم.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)