عملة بتكوين كاش حقائق و أسرار

لن نتعمق في التفاصيل الفنية لـ blockchain هنا لأنه أولاً، فقط أولئك الذين لديهم خلفية تقنية محددة يفهمونه بالفعل التعقيدات هذه، و ثانياً، لا يتعلق الأمر بسياقنا في Bitcoin Cash كأداة قابلة للتداول. و مع ذلك، من الضروري تقديم نظرة عامة لتوضيح سبب اكتساب العملات المشفرة المستندة إلى blockchain بالنجاح و الشهرة، و لماذا من المتوقع أن تصبح بديلاً/منافساً ثابتاً للعملات الورقية.

كما ذكرنا سابقاً، تعتبر blockchain تقنية لتخزين و نقل البيانات من نظير إلى نظير. و مع ذلك، فإنه أكثر تحديداً من حيث أن "البيانات" ضخمة و تسجل في دفتر سجل رقمي ضخم الذي يتم تخزينه و تحديثه على أجهزة كمبيوتر متعددة في وقت واحد. دفتر السجلات التقليدي هو كتاب فعلي (أصبح حديثاً ينسق إلكترونياً) يحتوي على سجل كامل لجميع المعاملات المالية داخل الشركة و خارجها، على الرغم من أنه يمكن أن يكون نظرياً تاريخاً لأي نوع من المعاملات.

هناك تعريف جيد لـ blockchain هو تعريف كريستيان كاتاليني من Sloan MIT، والذي صرح بأنه على مستوى عالٍ "يسمح لشبكة من أجهزة الكمبيوتر بالاتفاق على فترات منتظمة على الحالة الحقيقية لدفتر السجلات الموزع". يُطلق على كل موقع تخزين اسم "عقدة" ، و لا يتعين على كل عقدة تخزين دفتر السجلات بالكامل، بل فقط أجزاء منه. العقد الرئيسية مع ذلك، تخزن دفتر السجلات بأكمله.

ميزة إضافية و حاسمة من blockchain هي أن دفتر السجلات يتم تأمينها باستخدام التشفير. كيف يعمل هذا الأمر معقداً للغاية، و لكن النقطة الأساسية هي أن المعاملات يتم تأكيدها و التحقق منها بسرعة من خلال استخدام التشفير القائم على الرياضيات. بمجرد الانتهاء من ذلك، يتم تأمين المعاملة في دفتر السجلات، و يتم توزيع التحديث على جميع العقد التي تخزن الجزء نفسه من دفتر السجلات الكامل.

ما يعنيه هذا كله هو أنه على عكس نظام دفتر السجلات التقليدي، حيث يمكن لشخص أو عدد قليل من الأفراد المخولين إجراء المعاملات و تسجيلها، فإن دفتر سجلات blockchain يعني أنه يمكن لأي شخص إجراء معاملة، و يقوم النظام بالتحقق منها. لا يوجد اعتماد على أي سلطة مركزية.

من أجل شرح أفضل ما في بيتكوين كاش، فإن نقطة البداية المنطقية هي تاريخ موجز و شرح للعملات الرقمية على نطاق أوسع، بما في ذلك بيتكوين الأصلي.

بدأ النظام النقدي فيات - و هو النظام النقدي العالمي الحالي - اسمياً في عام 1931، عندما ألغت المملكة المتحدة المعيار الذهبي، تليها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1933. تم تفكيك آخر بقايا المعيار الذهبي من قبل الرئيس نيكسون في عام 1971. المعيار الذهبي، كان لعملة البلد قيمة مرتبطة مباشرة بالذهب، و كان من الضروري دعم العملات الورقية بما يعادل الذهب الفعلي الذي يحتفظ به البنك المركزي. خوّل نظام العملات الورقية (فيات) الجديد أن البنوك المركزية يمكنها أن تطبع القدر الذي تريده من العملات.

يجادل الكثيرون بأن هذا يسمح للحكومات، و خاصة حكومات البلدان التي تسيطر عملاتها على الصعيد الدولي، بالقدرة الخطيرة على التلاعب بالاقتصاد العالمي من خلال قدرتها على زيادة و تقليص المعروض النقدي حسب الرغبة. تحتوي العملات المشفرة مثل بيتكوين كاش على عدد محدود من الوحدات التي تم إنشاؤها، مع إطلاقها في النظام بواسطة عملية تعرف باسم "التعدين".

يتم التحكم في سرعة التعدين من خلال عملية من أجهزة الكمبيوتر المطلوبة لحل الصيغ الرياضية المعقدة، و التي تزداد تعقيداً مع زيادة قوة الكمبيوتر التي تم تسخيرها لحل هذه الصيغ. ينتج عن حل هذه الصيغ إصدار "كتل" جديدة من العملات المشفرة مثل بيتكوين أو بيتكوين كاش الناشئ عنها.

من الناحية النظرية، يمكن لأي شخص "استخراج" العملات المشفرة مثل بيتكوين و بيتكوين كاش إذا كانوا يعرفون كيفية الحصول على مورد الأجهزة لدعمها. الطبيعة المحدودة للعرض تمنع تخفيض قيمة وحدات العملة، و الذي يحدث عندما تقوم البنوك المركزية بطباعة المزيد من النقود. مع زيادة الطلب على عدد محدود من وحدات العملة، تزداد قيمتها أيضاً، و يتم تقسيمها ببساطة إلى وحدات فرعية أصغر.

ثانياً، يمنح نظام العملات الورقية المؤسسات المالية مستوى من القوة يعتبره مؤيدو العملات المشفرة خطيراً أيضاً. في نظام العملات الورقية، تقوم المؤسسات المالية بدور قلة عدد الأفراد المصرح لهم بالدخول في معاملات في دفتر السجلات التقليدي. عندما يتم تحويل النقود الورقية إلكترونياً بين كيانين، يتعين على طرف ثالث مصرح له أن يؤكد حدوث المعاملة، ثم يتعين عليه طرح القيمة من سجل ملكية الكيان الأول، ثم إضافتها إلى الكيان الثاني.

بدون هذه الأطراف الثالثة، يمكن إنشاء نسخ رقمية من العملات بشكل غير محدود. إن النظام الذي يعتمد على التحقق من طرف ثالث، مع عدد محدود من الأطراف الثالثة المصرح لها، هو (ربما لمؤيدي العملات المشفرة)، غير فعال و معرض بشكل كبير لإمكانية الفساد. تعمل تقنية Blockchain على إزالة الحاجة إلى التحقق من جهة خارجية، و إنشاء سجل موضوعي غير قابل للتلف أو قابل للتغيير.