معاذ بن جبل معلومات


بواسطة التلميذ(ة):
معاذ بن جبل معلومات

١ مقدمة

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري، السيِّد الإمام، الخزرجيّ المدنيّ، يُكنّى بأبي عبد الرحمن، أمّه هند بنت سهل من بني رفاعة، كان معاذ شاباً طويلاً أبيضاً وضيء الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، مجموع الحاجبين، جميلاً سمحاً من خير شباب قومه، قيل عنه إنّه من أجمل الرجال، كان له من الولد عبد الرحمن وأمّ عبد الله وولد آخر لم يُذكر اسمه، قال عنه أحد التابعين: (دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلّم كأنّما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل)، وقال فيه الخولانيّ رحمه الله: (أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمّد، وإذا شاب فيهم أكحل العين برّاق الثنايا، كلّما اختلفوا في شيء ردّوه إلى الفتى، فسأل عنه أحد الجلساء فقال هو معاذ بن جبل رضي الله عنه)، أسلم معاذ بن جبل وهو في عمر الثّامنة عشرة، وكان من الرجال السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية مع الأنصار، شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدراً وأًحداً والمشاهد كلّها، وابتعثه رسول الله إلى اليمن ليعلّم النّاس القرآن الكريم وأمور دينهم ويقبض منهم الصّدقات.

٢ مكانة معاذ بن جبل عند النبيّ:

بالرغم من حداثة سنّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلّا أنّه احتلّ مكانةً رفيعةً عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث أهّلته سلامة دينه وصحّة تلاوته للقرآن ليقول عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:/ (خُذوا القرآنَ من أربعةٍ:/ من عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، فبدَأ به، وسالمٍ مولَى أبي حُذَيفَةَ، ومُعاذِ بنِ جبلٍ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ)، فكان معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أحد الأربعة الذين أوصى النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بأخذ القرآن عنهم؛ لعلمه بأحكام القرآن وتلاوته وتوجيهاته، وكان من ذلك أن ابتعثه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى اليمن ليعلّم أهلها القرآن والإيمان بعد أن طلب أهل اليمن مَن يفقّههم في الدّين وأحكامه، وقد كرّم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أكثر من مرّة؛ منها:/ أنّه قال فيه:/ (نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ)، وقال أيضاً:/ (وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ)، فكان ابن جبل -رضي الله عنه- أعلم النّاس بالحلال والحرام بشهادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما ظهر حبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جليّاً لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- وهو يوجّهه ويعلّمه شيئاً من الأدعية ليكرّرها فأمسك بيده وبدأ بتوجيهه فقال له:/ (يا معاذُ واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال معاذ:/ بأبي أنتَ وأُمِّي واللهِ إنِّي لأُحِبُّك، فقال:/ يا معاذُ أوصيك ألَّا تدَعَنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ:/ اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عبادتِك).

 

٣ صفات معاذ بن جبل وأخلاقه:

ورد في سيرة معاذ بن جبل -رضي الله عنه- مواقف تدلّ على حُسن أخلاقه ورفيع صفاته، منها:/ زُهد معاذ:/ أعطى عمر بن الخطّاب يوماً غلاماً له صرّةً فيها أربعمئة دينار، فدفعها إليه وقال له أوصلها إلى معاذ بن جبل، وقل له أنّ يقضي بهذا المال حاجته، ثمّ انظر ماذا يفعل فيها، فدفع الغلام لمعاذ -رضي الله عنه- المال، فبدأ معاذ من فوره بتوزيع المال على المساكين من جيرانه، وامرأته قائمة تنظر إليه، فقالت له ونحن والله مساكين فأبق لنا شيئاً، فلم يُبق معه إلّا ديناران دفعهما إليها، فعاد الغلام فأخبر عمر بما رأى، فسُرّ عمر من ذلك. ورع معاذ:/ كان لمعاذ -رضي الله عنه- زوجتين، فإذا كان يوم إحداهما لم يشرب كأس ماء عند الأخرى بُغيةَ أن يعدل بينهما، وقد توفيت زوجتيه الاثنتين في الطاعون فأقرع بينهما أيّهما يدفن أوّلاً وذلك من تحرّيه للحلال وورعه عن الحرام. عبادة معاذ بن جبل:/ كان معاذ -رضي الله عنه- إذا قام الليل قال:/ (اللهمّ طلبي للجنّة بطيء، وهربي من النّار ضعيف، اللهمّ اجعل لي عندك هدى تردّه إلي يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد). كرم معاذ:/ كان معاذ -رضي الله عنه- لا يُسأل عن شيءٍ إلّا أعطاه، حتى إنّه أدان ديناً فأغلق ماله فيه لِعِظَمه.

 

٤ وفاة معاذ بن جبل:

عاد معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى المدينة بعد أن أنهى تكليفه الذي كلّفه به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في اليمن، فوجد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قد توفّي، فلم يستطع حينها ابن جبل الإقامة في المدينة، فاستأذن أبا بكر -رضي الله عنه- أن يخرج إلى الشّام مُلتحقاً بجيوش المسلمين الفاتحة هناك علّه ينال الشّهادة معها، فوافق أبو بكر رضي الله عنه، فخرج معاذ إلى الشّام، فمكث تحت إمرة أبي عبيدة بن الجرّاح -رضي الله عنه- فترةً من الزّمن، لكنّ أبا عبيدة توفّي على إثر الطاعون الذي أصاب أهل الشّام، وكان قد تولّى خلافة المسلمين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فولّى معاذ بن جبل خلافة جند الشّام، لكنّه لم تدم إمارته للجند طويلاً حتى أُصيب بالطاعون فمات، وكان ذلك سنة ثماني عشرة للهجرة بعد أن بلغ من العمر ثلاثة وثلاثين سنة، وفي رواية أخرى ثمانية وثلاثين.

 

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ mawdoo3