الفقه الإسلامي حقائق


بواسطة التلميذ(ة):
الفقه الإسلامي حقائق

١ مقدمة

الْفِقْهُ في اللغة: الْفَهْمُ للشيء والعلم به، وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة، وهو في الأصل مطلق الفهم، وغلب استعماله في العرف مخصوصا بعلم الشريعة؛ لشرفها على سائر العلوم، وتخصيص اسم الفقه بهذا الاصطلاح حادث، واسم الفقه يعم جميع الشريعة التي من جملتها ما يتوصل به إلى معرفة الله ووحدانيته وتقديسه وسائر صفاته، وإلى معرفة أنبيائه ورسله عليهم السلام، ومنها علم الأحوال والأخلاق والآداب والقيام بحق العبودية وغير ذلك.
وذكر بدر الدين الزركشي قول أبي حامد الغزالي: «أن الناس تصرفوا في اسم الفقه فخصوه بعلم الفتاوى ودلائلها وعللها» واسم الفقه في العصر الأول كان يطلق على: «علم الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستلاب الخوف على القلب».
وعند الفقهاء: حفظ الفروع وأقله ثلاث مسائل.
وعند أهل الحقيقة: الجمع بين العلم والعمل لقول الحسن البصري: «إنما الفقيه المعرض عن الدنيا، الزاهد في الآخرة، البصير بعيوب نفسه».
وعرفه أبو حنيفة بأنه: «معرفة النفس مالها وما عليها» وعموم هذا التعريف كان ملائماً لعصر أبي حنيفة الذي لم يكن الفقه فيه قد استقل عن غيره من العلوم الشرعية.

٢ تعريف الفقه:

الفِقْه بالمعنى اللغوي الْفَهْمُ، وأصله بالكسر والفعل فَقِهَ يَفْقَهُ بكسر القاف في الماضي وفتحها في المضارع، يقال:/ فَقِهَ الرجل أي:/ فهم، والمصدر فِقْهًا، وفلان لا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَه، مادته:/ (فِ قْ هـ)، وهو في الأصل لمعنى:/ مطلق الْفَهْمُ، من فَقِهَ -بكسر الوسط- يقال:/ فَقِهَ الرجل فِقْهًا، وأَفْقَهْتُهُ الشيء، هذا أصله، ثم خص به علم الشريعة. والعالم به فَقِيهٌ. وقد فقه من باب ظرف أي:/ صار فقيها. وفَقَّهه الله تفقيها، وتفَقَّه إذا تعاطى ذلك، وفاقهه باحثه في العلم. قال ابن حجر:/ «يقال:/ فَقُهَ بالضم إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم، وفَقِهَ بالكسر إذا فهم». وكلمة «فِقْه» في اللغة مصدر ماضيه في الأصل فَقِهَ -بكسر القاف- بمعنى:/ فَهْمُ الشي والعلم به مطلقا، أو مخصوصا بفهم الأشياء الغامضة والمسائل الدقيقة، ثم نقل لفظ «فقه» من معناه اللغوي بغلبة الاستعمال في العرف إلى معنى العلم بالدين. قال ابن منظور:/ «وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل». قال ابن الأثير:/ «واشتقاقه من الشق والفتح، وقد جعله العرف خاصا بـعلم الشريعة، -شرفها الله تعالى-، وتخصيصا بـعلم الفروع منها». قال ابن منظور:/ «والفقه في الأصل الفهم، يقال:/ أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه. قال الله عز وجل:/ ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ أي:/ ليكونوا علماء به، وفقهه الله، ودعا النبي Mohamed peace be upon him.svg لابن عباس فقال:/ «اللهم علمه الدين وفقهه في التأويل» أي:/ فهمه تأويله ومعناه، فاستجاب الله دعاءه وكان من أعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى». وقال ابن سيده:/ «وفقه عنه بالكسر:/ فهم، ويقال:/ فقه فلان عني ما بينت له يفقه فقها إذا فهمه». والفقه بمعنى:/ العلم بالشّيء، والفهم له، والفطنة فيه، وغلب على علم الدين لشرفه، وما ذكر في القرآن حكاية ما قاله قوم النبي شعيب، في قول الله تعالى:/ ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ﴾؛ فهو بمعنى:/ عدم الفهم مطلقا. وقيل:/ هو عبارة عن كلّ معلوم تيقّنه العالم عن فكر.

الفقه في اللغة:/ هو العلم، وخصه حملة الشرع بضرب من العلوم، ونقل ابن السمعاني عن ابن فارس:/ أنه إدراك علم الشيء، وقال الجوهري وغيره:/ هو الفهم، وقال الراغب هو التوسل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم. وفسر الفهم بمعرفة الشيء بالقلب، والعلم به، يقال:/ فهمت الشيء عقلته وعرفته، وفهمت الشيء فهما علمته، فلا يقصد فهم المعنى من اللفظ، ولا فهم غرض المتكلم، وقال أبو إسحاق وصاحب اللباب من الحنفية:/ «فهم الأشياء الدقيقة، فلا يقال:/ فقهت أن السماء فوقنا». قال القرافي:/ وهذا أولى؛ ولهذا خصصوا اسم الفقه بالعلوم النظرية، فيشترط كونه في مظنة الخفاء، فلا يحسن أن يقال:/ فهمت أن الإثنين أكثر من الواحد، ومن ثم لم يسم العالم بما هو من ضروريات الأحكام الشرعية فقيها. والفقه اللغوي مكسور القاف في الماضي والاصطلاحي مضمومها فيه. يقال:/ فقه -بالكسر- فهو فاقه إذا فهم، وفقه -بالفتح- فهو فاقه أيضا إذا سبق غيره إلى الفهم، وفقه -بالضم- فهو فقيه إذا صار الفقه له سجية. ونقل الفقه إلى علم الفروع بغلبة الاستعمال كما أشار إليه ابن سيده بقوله:/ «غلب على علم الدين لسيادته وشرفه كالنجم على الثريا، والعود على المندل».

٣ الفقيه:

الفقيه في اصطلاح علماء الشرع الإسلامي هو لقب يطلق على من له علم بالفقه على تفصيل في خصوص التسمية، قال الأزهري:/ «وأما فقه (بضم القاف) فإنما يستعمل في النعوت يقال:/ رجل فقيه، وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها»، وفقه فقها:/ بمعنى علم علما، ورجل فقيه:/ عالم، وكل عالم بشيء فهو فقيه. قال ابن حجر:/ «يقال فقه بالضم إذا صار الفقه له سجية، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم، وفقه بالكسر إذا فهم». والفقيه في علم أصول الفقه:/ لا يطلق إلا على من بلغ رتبة من مراتب الاجتهاد. وعند الفقهاء هو:/ العالم بالفقه وأحكام الشرع، على أن يكون واسع الاطلاع، قوى الفهم والإدراك، متين الحجة، بعيد الغور في التحقيق والغوص في دقائق المعانى، صاحب ذوق فقهي سليم، وإن كان مقلدا. قال أبو إسحاق في كتاب الحدود:/ الفقيه من له الفقه، فكل من له الفقه فقيه، ومن لا فقه له فليس بفقيه. قال:/ والفقيه هو العالم بأحكام أفعال العباد التي يسوغ فيها الاجتهاد. وقال الغزالي:/ «إذا لم يتكلم الفقيه في مسألة لم يسمعها ككلامه في مسألة سمعها:/ فليس بفقيه»، حكاه عنه ابن الهمداني في طبقات الحنفية. وقال ابن سراقة:/ «الفقيه من حصل له الفقه». وذكر الشافعي في الرسالة:/ صفة المفتي وقال:/ وهو الفقيه.

وفي العصور الإسلامية الأولى كان يطلق الفقيه -غالبا- على المتصف بالزهد والورع والصلاح والاستقامة والتقوى والخشية لله، وهذا يتأتى لمن تفقه في الدين، ويؤكد هذا ما نقله العلماء عن الحسن البصري عن الكلبي قال:/ رأيت الحسن بمكة فسألته عن شيء فلم يجبني، فقلت:/ نسألكم يا معشر الفقهاء فلا تجيبونا؟ قال:/ «ويحك وهل رأيت بعينك فقيها قط؟ وهل تدري من الفقيه؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير بدينه». وفي الحديث:/ «عن معاوية رضي الله عنه قال:/ قال رسول الله Mohamed peace be upon him.svg:/ «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي». متفق عليه». ومعنى:/ «من يرد الله به خيرا»:/ بتنكيره كلمة:/ خير؛ للتفخيم أي:/ خيرا كثيرا؛ «يفقهه»:/ بتشديد القاف أي:/ يجعله عالما «في الدين» أي:/ أحكام الشريعة والطريقة والحقيقة، ولا يخص بالفقه المصطلح المختص بالأحكام الشرعية العلمية كما يظن، فعن عمران قال:/ قلت للحسن يوما في شيء قاله، يا أبا سعيد! هكذا يقول الفقهاء. قال:/ «ويحك هل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه». وفي رواية:/ «إنما الفقيه من انفقأت عينا قلبه فنظر إلى ربه». ويؤيده ما في رواية:/ «من يرد الله به خيرا؛ يفقهه في الدين، ويلهمه رشده». رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود. ثم بين في الحديث أن صفة الفقه في الدين إنما هي منحة من الله لمن يشاء من عبادة في قوله:/ «وإنما أنا قاسم» أي:/ للعلم «والله يعطي» أي:/ يعطي الفهم في العلم بمبناه، والتفكر في معناه، والعمل بمقتضاه. قال الطيبي:/ الواو في:/ (وإنما) للحال من فاعل «يفقه» أو مفعوله أي:/ أنا أقسم العلم بينكم، فألقي إليكم جميعا ما يليق بكل أحد، والله يوفق من يشاء منكم لفهمه. قال ابن حجر:/ ومن ثم تفاوتت أفهام الصحابة مع استواء تبليغه عليه الصلاة والسلام، بل فاق بعض من جاء بعد الصحابة بعضهم في الفهم والاستنباط كما أشار لذلك الخبر حديث:/ «رب حامل فقه ليس بفقيه»، و«رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه». قال ملا علي القاري وقيل:/ معناه أنا أقسم المال بينكم والله يعطيه، فلا يكون في قلوبكم سخط وتنكر عن التفاضل في القسمة، فإنه أمر الله، والظاهر أن المعنى أنا أقسم العلم بينكم والله يعطي العلم كذا قاله بعض الشراح، والأظهر أن لا منع من الجمع، وإن كان المقام يقتضي العلم والله أعلم. قيل:/ ولم يقل معط لأن إعطاءه متجدد ساعة فساعة.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia