جامعة القرويين معلومات


بواسطة التلميذ(ة):
جامعة القرويين معلومات

١ مقدمة

جامعة القرويين هي جامعة تقع في مدينة فاس، بالمغرب، وتعتبر وفقًا لليونسكو وبناءً على تصنيفات كتاب غينيس للأرقام القياسية أقدم مؤسسة في تعليم عالي وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم وهي ما زالت تُدرَّس حتى الآن دون انقطاعٍ.
ويُشِير إليها المؤرخون بأنها أقدم جامعة في العالم.
تُعد الجامعة مؤسسةً تعليمية تابعة لجامع القرويين الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام 245 هجريًا المُوافق 859 ملاديًا، والذي أصبح فيما بعد واحدًا من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم الإسلامي.
وقد بدأت الجامعة التدريس بعد بناء الجامع مباشرةً على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيها، في مدينة فاس المغربية غير أن بعض المؤرخين يعتقدون أنها لم تُصبح جامعة إلا في العهد المرابطي أو المريني.
تُعدّ جامعة القرويين أيضًا أول مؤسسة علمية اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة، والدرجات العلمية في العالم.
وقد أُدمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث في المغرب في عام 1382 هـ/1963 م.
كما أن تصميم وطراز المسجد يمثل العمارة المغربية والإسلامية التاريخية التي تضم زخارف متنوعة عديد لفترات مُختلفة من التاريخ المغربي.
يُركّز التعليم في جامعة القرويين على العلوم الدينية والفقهية الإسلامية مع التركيز الشديد على القواعد اللغوية (اللغويات) للعربية الفصحى والفقه المالكي، كما تقدم أيضًا للطلاب بعض الدروس حول مواضيع أخرى غير إسلامية مثل الفرنسية والإنجليزية.
تُدرِّيس الجامعة بطريقةٍ تقليديّةٍ، حيث يجلس الطلاب في نصف دائرة (حلقة) حول شيخ، الذي يدفعهم لقراءة أقسام من نص معين، ويطرح عليهم أسئلة حول نقاط معينة من القواعد أو الفقه أو التفسير، ويشرح النقاط الصعبة.
يحضر جامعة القرويين طلاب من جميع أنحاء المغرب وأفريقيا الغربية الإسلامية، على الرغم من أن عددًا قليلاً منهم قد يأتون من أماكن بعيدة مثل آسيا الوسطى الإسلامية.
وحتى المسلمين الإسبان الذين اعتنقوا المذهب المالكي يحضرون إلى المؤسسة في كثير من الأحيان، ويجذبهم إلى حد كبير حقيقة أن شيوخ جامعة القرويين، والعلم الإسلامي في المغرب بشكل عام، هم ورثة للتراث الديني الغني والعلمي لمسلميّ الأندلس.
تتراوح أعمار معظم الطلاب في جامعة القرويين ما بين 13 و 30 سنةً، ويدرسون إلى شهادة الثانوية والشهادات الجامعية، على الرغم من أن المسلمين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ في اللُغة العربِيِّة يستطيعون أيضًا حضور حلقات المحاضرات على أساس غير رسمي، نظرًا للفئة التقليدية للزوار الباحثين عن المعرفة الدينية والفقهية (طلاب العلم).
بالإضافة إلى كونهم مسلمين، يُطلب من الطلاب المرشحين للدراسة في جامعة القرويين حفظ القرآن كاملاً، فضلاً عن العديد من النصوص الإسلامية الأخرى في العصور الوسطى حول القواعد النحوية والفقه المالكي، وبصفةً عامةً أن يكونوا متمكنين من اللغة العربية الفصحى.
ومن المفاهيم الخاطئة والشائعة أن الجامعة مفتوحة للرجال فقط؛ إلا أن الجامعة مفتوحة للرجال والنساء على حدٍ سواء.
قُبلت النساء لأول مرة في الجامعة في الأربعينيات.
قديمًا، تخرج من الجامعة العديد من العلماء بما في ذلك علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزًا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة.
درس فيها سلفستر الثاني (غربير دورياك)، الذي شغل منصب البابا في الفترة 999 – 1003 م، ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية.
كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين.
كما درّس فيها الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البناء المراكشي وأبو بكر بن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري، زارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودَوَّنَ النحوِيّ ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها.
ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل العلم ونسبوا إليها منهم أبو عمران بن موسى الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهو أشهر رياضي في عصره، وأبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من الأندلس وتُوفي بفاس.
ومن العلماء الذين أقاموا بفاس ودَرَّسوا بجامعاتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، (1a) ولسان الدين بن الخطيب، وابن عربي، وابن مرزوق.

٢ التسمية:

الاسم العربي للجامعة، جَامِعَةُ الْقَرَوِيِّينَ تلفظ ‎[ʒaːmiʕtu lqarawijiːn]‏ وسيلة "جامعة الشعب من القيروان القَيْرَوَان ‎[alqajrawaːn]‏، "أصل عائلة فاطمة الفهرية من إفريقية وذكر المؤرخ المغربي علي الجزنائي أن اسم القرويين يعود إلى عهد إدريس الثاني (177 – 213 هـ، 793 – 828 م) مؤسس عُدْوة القرويين التي شُرع في بناءها في 1 ربيع الأول 193 المُوافق لـ22 يناير 809 م بالمنطقة الغربية من مدينة فاس، لاستقبال المهاجرة الإفريقية من مدينة القيروان
 

٣ التاريخ:

تأسيس المسجد
تأسس جامع القرويين على يد السيدة فاطمة الفهرية، (1b) وهي ابنة تاجر ثري اسمه محمد الفهري، عام 245 هـ الموافق 859 م. هاجرت عائلة الفهري من القيروان(1c) بإفريقية،تونس حاليا، إلى فاس في أوائل القرن التاسع، وانضمت إلى مجتمع من المهاجرين الآخرين من القيروان الذين استقروا في عدوة القرويين(2). ورثت فاطمة وشقيقتها مريم، اللتان كانتا على جانب من العلم والفضل معًا،  مبلغًا كبيرًا من المال من والدهما، ويقال أن فاطمة الفهرية أتت إلى مدينة فاس مع أختها وزوجها، وليس مع والدها، وورثت منهما بعد أن توفيا، وتعهدت فاطمة بإنفاق كامل ميراثها على بناء مسجد مناسب لمجتمعها، أي في فاس عاصمة الدولة الإدريسية. بينما تعهدت أختها ببناء مسجد الأندلسيين. اشترت فاطمة الفهرية بستانًا وحصلت على تصريح الأمير الإدريسي يحيى بن إدريس لبناء النواة الأولى لجامع القرويين. ولضمان صيانة المسجد وضمان سيرورته، قامت بوقف جميع ممتلكاتها. في البداية، كان المسجد مجرد مكان صغير للخطبة، حتى أن صلاة الجمعة كانت ما تزال تقام في جامع الشرفاء.

عند أعمال الترميم في البلاط الأوسط فوق قوس المحراب القديم، عُثر على لوحة مدفونة تحت الجبس منقوش عليها جملة بالخط الكوفي الأفريقي العتيق:/ «بني هذا المسجد في شهر ذي القعدة من سنة ثلاثة وستين ومائتي سنة مما أمر به الإمام أعزه الله داود بن إدريس أبقاه الله ونصره نصرًا عزيزًا». مِمَا يُضرب في رواية المنسوبة لفاطمة الفهرية. ويشكك فيها خصوصًا أنها لم تذكر في كُتب التاريخ إلى حين القرن 13 ميلادي من طرف المؤرخ ابن أبي زرع، أي أربع قرون بعد بناء المسجد، فصارت فاطمة الفهرية محل جدل بين المؤرخين. لكن «التقاليد القديمة لا تلح في ذكر أسماء النساء على المباني سيما مع ما أثر من أن الشعوب قد تقوم بالمشاريع وترجو إلى الملوك تبنيها تقديرا لهم وتكريما لمقامهم». في القرن الرابع هجري المُوافق للقرن العاشر ميلادي، سقطت الدولة الأدارسة وأصبحت فاس موضع نزاع بين الدولة الفاطمية والدولة الأموية في الأندلس وحلفائهم. خلال هذه الفترة، زادت مكانة جامعة القرويين تدريجيًا، حيث نُقلت خطبة الجمعة من جامع الشرفاء لإدريس الثاني(3) إلى مسجد القرويين، ممَّا منحه صفة المسجد الجامع، فصار المسجد الرئيسي في تلك العدوة كلها. وقد حدث هذا النقل إما في سنة 307 هـ/919 – 920 م أو في 321 هـ/933 م، وهما تاريخان يتوافقان مع الفترة الوجيزة للسيطرة الفاطِمِيَّة على المدينة،  مِمَّا قد يَدُّل على أنَّ هذا النقل رُبما يكون حدث بمبادرةٍ فاطمية. كما صُنع للمسجد منبرًا من خشب الصنوبر. في عام 307 هـ الموافق ل919 – 920 م . وبشكلٍ عام، استمر المسجد ومؤسسته التعليمية في التمتع بالاحترام من النخب السياسية، وقد وسع المرابطون المسجد توسعًا كبيرًا، وقامت السلالات اللاحقة بتزيينه عدة مرات. وقد ثبت عُرفًا بأن تقوم جميع مساجد فاس الأخرى بالأذان حسب توقيت القرويين.

٤ التاريخ المعماري:

أسست فاطمة الفهرية المسجد عام 859 ملاديًا المُوافق 244 هجريًا، ولكن شكله الحالي هو نتيجة لتطور تاريخي طويل على مدى أكثر من 1000 عام. للمبنى الأصلي، الذي ما زالت هناك بعض من آثاره في تصميم المسجد الحالي، والذي يمثل حاليًا المنطقة المركزية لقاعة الصلاة الواقعة جنوب الفناء. بين القرن التاسع والعاشر كان له تصميم أرضي مستطيل يبلغ طوله 36 × 32 مترًا، ويغطي مساحة 1520 مترًا مربعًا، وكان يتألف من قاعة للصلاة مع أربعة ممرات (10) عرضية (11). يُعتقد أنه كان بها أيضًا فناء صغير الحجم نسبيًا، كما ورد أنَّ المئذنة الأولى، كانت قليلة الارتفاع أيضًا أو متطامنة الإشراف كما يقول الجزنائي، وقد كانت تقع حيث العنزة الحالية والمدخل المركزي لقاعة الصلاة من الصحن. كما كان هناك بئر شماليَّ المسجد في منطقة قريبة من الصحن القديم لتوفير المياه، ومازال موقع البئر معروفًا إلى الآن لدى قيّمي المسجد ينعتونه بالبئر المغمور.

مع نمو مدينة فاس ومع زيادة حظوة المسجد أيضاً، لم يكن المبنى الأصلي كافياً لاحتياجات المدينة الدينية والمؤسسية. لذا فخلال القرن العاشر، تنافست الخلافة الأموية في الأندلس والخلافة الفاطمية في إفريقية باستمرار للسيطرة على فاس والمغرب، التي كانت بمثابة منطقة عازلة بين الاثنين. على الرغم من هذه الفترة غير المستقرة، تلقى المسجد رعاية كبيرة ووُسِّع بشكل ملحوظ. كتب أمير قبيلة زناتة البربرية الأمير أحمد بن أبي سعيد، أو أحمد بن أبي بكر الزناتي حسب الجزنائي، أحد حكام فاس خلال هذه الفترة والذي كان متحالفًا مع الأمويين، إلى الخليفة عبد الرحمن الثالث في قرطبة للحصول على إذن وتمويل لتوسيع المسجد. وافق الخليفة، فهدم الصومعة متطامنة الإشراف وابتدأ العمل في هذه الصومعة الجديدة في 03 رجب 344هـ/27 أكتوبر 955م وأنهيت الأشغال في الربيع الثاني 345 هـ/يوليو 956م. وَسّع هذا العمل المسجد من ثلاث جهات، ليشمل مساحة الفناء الحالي في الشمال وحتى الحدود الشرقية والغربية الحالية للمبنى. كما استبدلت المئذنة الأصلية بمئذنة جديدة أكبر والتي لا تزال قائمة حتى اليوم. يلاحظ أيضًا أن شكلها العام، بعمود مربع، كان مؤشرا على التطور المآذن المغاربية والأندلسية. للإشارة فقد نُفذت أعمال مماثلة أيضًا في عهد عبد الرحمن الثالث وفي نفس الوقت على مسجد الأندلسيين، وهو مسجد كبير الآخر في فاس. زُيّن المسجد مرةً أخرى بالزخارف وذلك عندما قاد الحاكم الأميري المظفر(13) حملة عسكرية إلى فاس في 998م/389هـ. وبني منبرًا جديدًا وقبة جديدةً مزخرفةً بتعويذات على شكل فأر وثعبان وعقرب، ولكن لم تنج أي من هذه الأعمال.
 

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia