تطور الفكر التربوي


بواسطة التلميذ(ة):
تطور الفكر التربوي

١ مقدمة

يُعرّف مفهوم الفكر التربوي بأنه عملية تفكير واستنتاج وتأمل وملاحظة وتدقيق يقوم فيها الفرد لدراسة آراء التربويين والمفكرين والأشخاص المهتمين بكل ما هو متعلق في التربية سواء في مؤلفاتهم أو بالوسائل التعليمية والعملية التربوية وما يتعلق بفلسفتها وأهدافها ومعايير البحث الخاصة فيها، ومصطلح الفِكر التربوي مشتق من تعريف الفكر ...

٢ تطور الفكر التربوي:

ان التربية السليمة لا تفيد الفرد فقط بل تفيد المجتمع بأكمله والتربية تكون بمعرفة الفرد ما هو الخير وتقديره إياه وهو ايضآ المنطق الأساسي لتكريس قيم الأصالة في المجتمع في ايطار مشروع حضاري متكامل ./وسنشرح هنا الفكر بالكامل :/ وإذا كان الهدف الأساسي للفكر التربوي، هو ذلك المشروع الحضاري، فإنه يستند بالضرورة إلى عملية التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل من جهة، والتفاعل مع معطيات المجتمعات البشرية، على اختلاف نماذجها، زمنياً ومكانياً، من جهة أخرى./من هنا يبدو البحث في موضوع الفكر التربوي العربي، مرتبطاً بالبحث في مضامين الفكر التربوي العالمي، في ماضيه وحاضره، وفي اهتماماته وتطلعاته، وفي أساليبه وأغراضه، على أن ذلك الارتباط لا يعني بأي شكل، الالتزام بتوجهات تربوية تخالف طبيعة المجتمع العربي، أو تعد غريبة بالنسبة لأبنائه، وإنما تعني التفاعل مع ما أنتجته البشرية من نظريات تخدم التوجهات العامة للشعوب، وتقع في إطار الأنسنة، بحيث يتحول هذا التفاعل باتجاه تطوير النظريات المحلية، وتعميق علاقتها مع طموحات أبناء المجتمع.

٣ تطور الأفكار التربوية:

يرى عمر محمد الشيباني في كتابه (تطور النظريات والأفكار التربوية) في المجتمعات البدائية، عمليتين رئيسيتين للتربية، هما:/ • الإعداد للحصول على ضرورات العيش وللتكيف مع علاقات القبيلة • تدريب الفرد على عبادة الطواطم والأرواح، وهاتان العمليتان تتكاملان بما هما تلبية لحاجتي الجسد والروح./ويرى الشيباني أن مفهوم التربية في الثقافات التاريخية الأولى لم يكن واحداً، ويستند في ذلك مفهوم التربية في الصين، كنموذج من الشرق ويرى فيه سلبياً محافظاً على ما هو كائن، ومتحفظاً تجاه أي اختراق يقوم به الفرد :/ «وتعتبر التربية الصينية عملية تلخيص للماضي، ترمي إلى أن تركز في الفرد حياة الماضي كي لا يتخلف عنه أو يتخطاه، وهي تعمل في كل مرحلة من مراحلها على أن تحدد للفرد ما يعمل وما يشعر به وما يفكر فيه، وهي ترسم له الطريقة المثلى التي يتم بها العمل وكيفية التعبير عن انفعالاته»./أما المفهوم التربوي في الثقافة اليونانية القديمة فهو أكثر حيوية، ذلك أن هذه الثقافة «تعتبر بحث الأصل للثقافات الغربية والثقافات المعاصرة بصورة عامة»، أما اسبرطة فقد تأثرت بظروف ولاية اسبرطة الجغرافية في ذلك العصر، فهي منطقة سهلية داخلية تحيط بها الجبال من كل جانب، وانعزالها هذا دفعها لإعداد جيش قوي ونقلها من مجتمع بدائي إلى ديكتاتورية عسكرية تعمم سلطة الدولة، ولذا فقد كان المثل الأعلى التربوي هو إعداد المحاربين والتركيز على التربية البدنية، وأما الشعر والموسيقى والأناشيد فهي وسائل لتقوية الإعداد العسكري وتعزيز الروح المعنوية، وينقد أرسطو في سياساته دولة اسبرطة ومثيلاتها فيقول:/ «إن معظم هذه الدول العسكرية تكون في مأمن مادامت في زمن الحرب، ولكنها تفشل حينما تحصل على إمبراطوريتها، فهي في هذه الحال تصبح مثل النصل غير المستعمل الذي يفقد حدته في زمن السلم، واللوم في هذا يقع على مشرِّعيهم الذين لم يعلموهم مطلقاً كيف يعيشون في زمن الحرب»./وعند الرومان، ورثة الحضارة اليونانية القديمة، أصبحت التربية «عملية مقصودة منظمة» ولعل من أهم أعلامها :/ كاتو (224 ـ 149 ق، م) وشيشرون (106 ـ 43 ق، م) وكوينتليان (35 ـ 95 م) وكان هدف هؤلاء هو إعداد المواطن الروماني ليكون أهلاً لهذه المواطنية في حياته العملية./أما التربية المسيحية فتميزت في البدء بنظام رهباني صارم يشتمل على قدر من العلم والعمل اليدوي «وكانت تتبع كل دير تقريباً مدرسة تقبل الأطفال في سن العاشرة وتستمر الدراسة فيها لمدة ثماني سنوات، يتعلم التلاميذ أثناءها القراءة والكتابة وبعض المبادئ في النحو والمنطق والبلاغة والحساب والهندسة والفلك والموسيقى»./وما لبثت التربية المسيحية أن واجهت خطوتين تطوريتين:/ الأولى حركة لإحياء العلوم الأولى قام بها شارلمان وملوك جاءوا من بعده، واعتبرت الحركة «أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لتوحيد الشعب وتحسين أحواله، ومن أجل ذلك عقدت صلة قوية بين المعرفة الدينية الروحية والتعليم الحر»، والخطوة التطورية الثانية هي الحركة الكلامية المدرسية Scholasticism التي أعلت من شأن المنطق الأرسطي واعترفت بإمكانية التوفيق بين الدين والعلم، وإن جرى الخلاف في تقديم أحدهما على الآخر.

٤ معلومات عن الفكر التربوي:

يتضمن الفرك التربوي عدة مستويات، أولها مستوى ينفصل عن الواقع التربوي، وتحدث عن الفِكر التربوي من ناحية نظرية وبشرح للمعاني المجردة فيه. المستوى الآخر من مستويات الفكر التربوي يتضمن تصورات الأشخاص العاملين في قطاع التربية والتعليم، وكل ما يتعلق بالعملية التربوية من ناحيةٍ عملية. تتم دراسة الفكر التربوي بعدة طرق أولها طريقة طولية تقتصر على موضوع معين ويتم دراسته عبر عدة عصور، وطريقة عرضية تتم فيها دراسة الفكر التربوي من جميع النواحي كفكرةٍ متكاملة. يوجد للفكر التربوي اتجاهات نظرية واتجاهات عملية تطبيقية، والمطلوب من التربويين هو تنفيذ الأفكار النظرية وجعلها واقعاً عملياً مدروساً بحيث ترى النور وتظهر على الواقع ليستفيد منها جميع من يعملون في الميدان التربوي. تتوقف حيوية الفكر التربوي على مدى تأثير النظريات الخاصة فيه على المجال التطبيقي العملي، وعلى مستوى متطلباته وتعبيره، وعلى مدى توافقه مع الظروف المجتمعية المتغيرة. يوجد عدة ضروريات لا بدّ من توفرها لدراسة الفكر التربوي أهمها أن يكون قادراً على حل الأزمات التربوية المعاصرة، وأن تتوفر العديد من الجهود التربوية التي تعمل على مواجهة هذه الأزمات، والابتعاد عن الأفكار السطحية أو المتناقضة. يعود السبب في ضعف الفكر والإنتاج التربوي إلى أنه لا يتعرض للنقد والتحليل بالطريقة المطلوبة، حيث لا بُدّ من دراسة ما وصل إليه من نتائج ومساهمات لتقييمه بالشكل الصحيح، والعمل على مجاراة التطورات التربوية العاصرة. يجب إدخال الطرق التربوية الجديدة والتقنيات المتطورة وتطبيقها على الفكر التربوي بشكلٍ سليم وصحيح لمعرفة التراث التربوي، مع مراعاة الحفاظ على التراث الإنساني فيه، بالإضافة إلى النشاطات الفكرية المكتسبة التي تحل المشكلات الخاصة فيه.

٥ أهمية دراسة الفكر التربوي:

يوجد بعض النقاط التي توضح أهمية دراسة الفكر التربوي ومنها ما يلي:/ زيادة فهم المعلم لمسؤولياته المختلفة ومساعدته على القيام بها بدراسة ووعي حقيقي./تعلم المبادىء والقيم التي نتجت عن المفكرين المختلفين والتدبر فيها./التشجيع على التحليل والتخطيط لبناء المستقبل./إثراء مهارات وقدرات المعلم المختلفة./نشر الفكر في كل البقاع في العالم، إذ إنّه لا فكر له ولا وطن./تطوير الرّؤية النقدية لدى المعلم لتطوير العمل التربوي./تفسير مسائل التعليم في العصر الحديث في ضوء التطورات والتحديثات المختلفة./مساعدة المعلم على فهم وتكوين مفاهيم سليمة للتقدم في الفكر التربوي./الكشف عن العلاقة بين الّتربية والجوانب الحضارية المختلفة.

٦ الفكر التربوي في الاسلام:

يعبّر الفكر التربوي الإسلامي عن مجموعة من النّظريات والسملمات التي نتجت عن الفكر والتي توحّد وتؤلف القواعد المتقاربة، وذلك بهدف جعلها مرجعيةً وأساسًا لوضع الاستراتيجيات الأساسية في ميدان التعليم، ولذا فهي تمثّل جهود في الجوانب النظرية يتوقع أن يكون لها تاثير فعالي في الجانب العملي للعملية التعليمية، ويتركز الجانب الإسلامي فيه على الإسهامات التي قدّمها العلماء والمفكرين المسلمين في عصر النهضة، والتي ظهرت بأشكال مختلفة وما دخل من الثّقافة والعلوم الغربية وما أدى لبذل الجهود المختلفة لصدها والرّد عليها من الثقاقات الإسلامية، ممّا خلص للتحديث والتجديد

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia