مدينة بخارى (إيران) معلومات


بواسطة التلميذ(ة):
مدينة بخارى (إيران) معلومات

١ مقدمة

بخارى عاصمة ولاية بخارى وتعد خامس مدن أوزبكستان سكانا، تجاور نهر زرافشان ويبلغ عدد سكانها 263 ألف نسمة حسب إحصاء عام 2009.
تقع بخارى على طريق الحرير، واتسمت بأنها مركز تجاري هام بالإضافة لكونها مركز للدراسة والثقافة وعلوم الدين.
الجزء القديم للمدينة والذي يحتوي على مساجد ومدارس عتيقة تم إعلانه من قبل اليونسكو موقع تراث عالمي.

٢ الاسم:

وَرَدَ أول ذكر لاسم الموقع في مصادر صينية عائدة إلى القرن السابع الميلادي، غير أن دراسة النقوش القديمة تكشف أن الاسم المحلي للمدينة وهو ويهارا أي الدير أو الصومعة، قد ضُرب على مسكوكاتها قبل القرن السابع الميلادي بقرون. وكذلك لا يستبعد أن تكون كلمة «بخارى» محرّفة عن الكلمة السنسكريتية «فيهارا»، وهي البلدة التي اندمجت في بخارى وورد ذكرها عند جغرافيي القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. أطلقت المصادر العربية اسم بخارى خداة على سكان بخارى الأصليين. وقد ضمت المصادر القديمة بإيراد معلومات عن تاريخ بخارى قبل الإسلام. على أن تاريخ هذه المدينة الزاخر الغني بالأحداث الجسام يبدأ بعد الفتح الإسلامي لها.

٣ جغرافيا:

تقع مدينة بخارى في وسط واحة كبيرة على المجرى الأدنى لنهر زرفشان، وعلى ارتفاع نحو 220 متر فوق سطح البحر وعلى خط الطول 64 درجة و38 دقيقة شرق غرينتش وخط العرض 39 درجة و43 دقيقة شمال خط الاستواء. وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر.

٤ التاريخ:

طبقا للملحمة الشعرية الإيرانية شهنامة، تأسست مدينة بخارى على يد الملك سياوش ابن الشاه كيكاوس، أحد الملوك الأسطورية من أسرة بيشداديان. اختار سياوش هذا الموقع نظرا لتعدد أنهاره ومناخه الدافئ ولوقوعه على طريق الحرير.

التاريخ القديم
تأسست مدينة بخارى بشكل رسمي في عام 500 قبل الميلاد في المنطقة المسماة آرك. وعلى الرغم من ذلك فقد سكنت واحة بخارى منذ زمن أقدم بكثير. يربط الأثري الروسي كوزمينا حضارة زمان-بابا التي وجدت في واحة بخارى منذ الألف الثالثة قبل الميلاد بانتشار الهنود الإيرانيين عبر آسيا الوسطى. منذ 3000 قبل الميلاد ازدهرت حضارة العصر البرونزي المتقدم التي عرفت باسم حضارة ساباللى في مواقع مثل فاراخشا وفاردان وبايكند وراميتان. في عام 1500 قبل الميلاد أدت عوامل مجتمعة -الجفاف واستخدام الحديد ووصول بدو آريان- إلى تحرك عمراني من المناطق النائية إلى واحة بخارى. بحلول عام 1000 قبل الميلاد اندمج شعبي ساباللى وآريان في حضارة مميزة. حوالى 700 قبل الميلاد ازدهرت هذه الحضارة الجديدة التي عرفت باسم حضارة سوقديانا في المدن-الدول بطول وادي زيرافشان، التي كانت جزءا من الإمبراطورية الأخمينية الفارسية. بحلول 500 قبل الميلاد توسعت تلك التجمعات العمرانية لتندمج في كيان واحد بُني حوله سور، وبذلك ولدت مدينة بخارى، لكن تاريخ تأسيس بخارى غير معروف بالضبط، فأقدم قطع الفخار التي عثر عليها في المدينة تعود إلى عصر المملكة الإغريقية البخترية، وهي الفترة التالية لحملات الإسكندر الأكبر. في زمن الساسانيون كانت هذه المنطقة مزدهرة بالتجارة الخارجية.

الفتوحات
أغلب الروايات تتفق على أن أول من اجتاز النهر من المسلمين إلى جبال بخارى هو عبيد الله بن زياد والي خراسان سنة 54 هـ / 674م، وكان على عرش بخارى في ذلك الوقت أرملة أميرها التي تجمع أغلب المصادر على تسميتها «خاتون» وهو لفظ تركي معناه «السيدة». وقد أرسلت خاتون إلى الترك تستمدهم فلقيهم المسلمون وهزموهم، فطلبت خاتون الصلح والأمان فصالحها عبيد الله بن زياد على ألف درهم. ثم ولَّى الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41- 60 هـ/687- 706 م) سعيد بن عثمان بن عفان خراسان سنة 56 هـ، فقطع النهر وغزا سمرقند وحملت خاتون إليه الأتاوي وأعانته بأهل بخارى، ويذكر النرشخي (286- 348 هـ/899- 959 م) أن «خاتون» حكمت 15 سنة بوصفها وصية على ابنها القاصر طغشاده.

ولكن الحكم الإسلامي لم يتوطد في تلك المنطقة إلا في خلافة الوليد بن عبد الملك (86- 96 هـ) حينما ولَّى الحجاج بن يوسف الثقفي أمير العراقين (75- 95 هـ) قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان (86- 96 هـ) وأمره بفتح ما وراء النهر.

فتح قتيبة بخارى سنة 90 هـ وكان حاكمها آنذاك «وردان خداه»، الذي استنجد بالسّغد (الصغد) والترك فأنجدوه، لكن قتيبة انتصر عليهم بعد قتال عنيف، وجُرح خاقان الترك وابنه، وملَّك قتيبة طغشاده بخارى بعد أن أجلى خصومه عنها. وقد قُتل طغشاده سنة 121 هـ في معسكر والي خراسان نصر بن سيار الكناني على يد دهقان من دهاقين بخارى. يذكر النرشخي أن أهل بخارى كانوا يُسْلِمون ثم يرتدون حين يغادرهم العرب، فلما فتح قتيبة المدينة رأى أن أفضل وسيلة لنشر الإسلام بين السكان هو أن يُسكِن العرب بينهم، فأمر أهل بخارى أن يعطوا نصف بيوتهم للعرب ليقيموا معهم ويَطَّلعوا على أحوالهم فيظلوا على إسلامهم، ومن الطبيعي أن يجد إجراء قتيبة مقاومة تجلَّت في موقف قوم ذوي قدر ومنزلة رفضوا قسمة بيوتهم ومتاعهم، فتركوها جملة للعرب وبنوا خارج المدينة 700 قصر بقي منها إلى عهد النرشخي قصران أو ثلاثة كانت تسمى قصور المجوس. وبنى قتيبة المسجد الجامع داخل حصن بخارى سنة 94 هـ/712 م وكان ذلك الموضع بيت أصنام، فلما ازداد انتشار الإسلام لم يعد ذلك المسجد يتسع لهم فبُني مسجدٌ آخر بين السور والمدينة في عهد هارون الرشيد (170- 193 هـ).

وقد درج ولاة خراسان في مرو منذ عهد قتيبة على تولية عامل أو أمير إلى جانب الأمير المحلي، وفي القرن الثالث حينما نقل أمراء خراسان مركزهم إلى نيسابور بقيت بخارى تابعة إدارياً للطاهريون ولاة خراسان، حتى سنة 259 هـ/873 م. ثم ولّى نصر بن أحمد الساماني أمير سمرقند أخاه إسماعيل بخارى بناء على طلب أهلها وعلمائها، ولما تُوفي نصر سنة 279 هـ/892 م صار إسماعيل حاكماً لما وراء النهر، واعترف به الخليفة أميراً على خراسان وما وراء النهر. صارت بخارى عاصمة للدولة السامانية ومركز إشعاع للعلوم والصناعة إلا أنها لم تبلغ في العظمة والثروة شأن سمرقند.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia