ما هو اليأس .. تعريفه و طرق التخلّص منه ؟


بواسطة التلميذ(ة):
ما هو اليأس .. تعريفه و طرق التخلّص منه ؟

١ مقدمة

اليأس في اللغة، يعني القنوط والاستسلام وانقطاع الرّجاء وانقطاع الأمل، أمّا في علم النفس، فاليأس يعبّر عن حالةٍ نفسيّةٍ غير طبيعيّةٍ يمر بها البعض على شكل اضطراباتٍ داخليّة، تتمثل في فقدان الرّغبة في الأشياء، وعدم الشعور بالأمل من أي شيءٍ أبداً، وهي حالة خطيرة، تسبب الكثير من التراجع في جميع مجالات الحياة، وهبوط العزيمة، وفتور الإرادة، وضعف الهمة.
وردت كلمة اليأس في القرآن الكريم في وصف الكثير من الأمور الّتي لا رجاء منها، مثل حال الكافرين يوم القيامة، ويأسهم من دخول الجنة، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء في إشارةٍ لليأس : ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ) { الإسراء: 83 }

٢ طرق التخلّص من اليأس :

اليأس من الحالات الّتي لا يتم السكوت عنها أبداً، لأنّه يعتبر معطلاً للحياة الشخصية والاجتماعية والعلمية والعملية، فالإنسان اليائس لا يرغب في القيام بأي نشاطٍ أبداً، ويستسلم لهذه الحالة الّتي يمر بها دون أن يفكر في عواقبها عليه، كما أنّه سببٌ رئيسي في الفشل، والتراجع، ومن أهم طرق التخلّص من اليأس ما يلي :/ التوكّل على الله سبحانه وتعالى، وترك الأمر له، والثقة بفرجه ورحمته، وأنه وحده القادر على كل شيء، وباستطاعته أن يغيّر الحال لأفضل حال بكلمةٍ منه سبحانه وتعالى./ التفكير في إيجاد حل للمشكلات، وعدم التفكير في المشكلة نفسها، والاستفادة من خبرات الآخرين وقدرتهم وأخذ مشورتهم./ تنظيم أمور الحياة وتجنّب الفوضى والعشوائيّة، ووضع هدف والسعي في تحقيقه، بشرط أن يكون هذا الهدف مفيداً وممكناً وضمن الإمكانات، وعدم التخلّي عنه أبداً./ شحذ الهمّة والعزيمة، وتقوية الإرادة، من خلال التحلّي بالأمل وروح الإيجابيّة، ومجالسة الأشخاص الإيجابييّن المتفائلين، والبعد عن الأشخاص السلبييّن الّذين يسببون الإحباط لمن حولهم./ الانشغال في الأعمال المفيدة، مثل العلم والعمل، وتجنّب العزلة والانفراد اللذان يسببان الشعور باليأس./ الخروج في الهواء الطلق، ومراقبة الطبيعة مثل الأشجار الخضراء والغابات والبحار والحيوانات، لأن الطبيعة من أكثر الأشياء التي تمد الشخص بالأمل وتمنع الشعور باليأس./ ملازمة الاستغفار والذكر وأداء الصلوات الخمس في وقتها، وتقوية الوازع الديني، لأنّ في هذه الأمور سرٌ عظيمٌ يزيل الشعور باليأس والإحباط، كما أنّ الاستغفار يجعل لكل همٍ فرجاً، ولكل ضيقٍ مخرجاً ويجلب الرزق، والذكر أيضاً يزيل الهم والغم، ومن المعروف أنّ أحد أسباب اليأس هو التفكير في الهموم./ ممارسة الرّياضات الّتي تخلّص الجسم من الطاقة السلبيّة، مثل رياضة المشي، ورياضة التأمل، وممارسة الهوايات المحببة إلى النفس./

٣ تعريف اليأس :

يُعرّف اليأس بأنّه الحالة التي يفقد فيها الشّخص الثّقة بإيجابيّة الأحداث الراهنة أو المُستقبليّة، ومن ناحية طبيّة، فإن اليأس يُعرّف بأنه الحالة الشخصيّة التي تُسيطر على الفرد فتجعله يرى بأنه مُقيّد، وأنّ الخيارات المُتاحة محدودة أو غير مشتملة على بدائل، وبالتّالي فإنّ هذه الحالة قد تمنع الشّخص من شحن الطّاقة الذّاتيّة، ويُشار إلى أنّ اليأس قد لا يكون مرتبطاً بمشاكل صحيّة خطيرة، ومن الممكن علاجه عند بعض الأشخاص من خلال توفير بيئة مُحيطة مفعمة بالإيجابيّة، والتركيز على زيادة الاستقلاليّة والثقّة بالنفس./

٤ التغلّب على اليأس :

من الممكن اتّباع بعض الخطوات لمحاولة التغلّب على اليأس، منها:/ الشّك في اليأس:/ ويعني ذلك التشكيك بالأفكار اليائسة، واستبدالها من خلال التفكير بكونها خاطئة، والتدرّب على محاولة التحوّل لشخص متفائل، والنظر للحياة بمنظور إيجابيّ أكثر./ تجربة شيء جديد:/ على الرّغم من الاعتقاد المسيطر على الشّخص بأنّه قد حاول كلّ الطرق ولكنه لم ينجح، إلّا أنّ ذلك غير صحيح؛ فلا يوجد شخص أكمل المحاولات حتّى النهاية، لذا من الضروريّ محاولة خوض تجارب جديدة للابتعاد عن اليأس، كالبدء بتغيير الأفكار والتصرّفات، واللّجوء للمساعدة الخارجيّة./ رؤية الأمور من زاوية أخرى:/ ويتمثّل ذلك بمحاولة الشّخص لتغيير واقع ميؤوس منه إلى واقع جديد من خلال محاولة تغيير أمور حياته القابلة للتغيير، دون التركيز على الأمور صعبة التغيير./ تقدير الحاضر:/ إنّ عيش اللحظات الراهنة وتقديرها يعمل على تقليل مستوى اليأس، ويمكن اكتساب مهارة تطبيق ذلك من خلال التدرّب على التركيز على المشاعر والتفاصيل التي يعيشها الفرد مثل التنفّس العميق، والاستماع للموسيقا بحيث يشعر بأنّها تخرج من الذّات./

٥ العثور على الأمل :

على الرّغم من صعوبة المواقف التي تؤدّي إلى اليأس، إلّا أنّ الأمل موجود دائماً، ومن الطّرق التي قد تساعد على العثور على الأمل محاولة الانغماس في شيء يُعطي دفعة منه، ومن ذلك التحدّث إلى النفس بعبارات إيجابيّة تترك أثراً في النفس، كقول (كل شيء سيكون بخير)، وتكرار تلك العبارة مراراً للحصول على دفعة الأمل المطلوبة، كما أنّ التأكيد المُستمر على الذّات بمثل هذه العبارات الإيجابيّة يُخلّصها من أن تُحاصر نفسها من الأفكار السلبيّة، فذلك لا يُعدّ نكراناً للواقع وإنّما محاولة لبثّ الأمل والعيش بسعادة

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Mawdoo3.com