جول فيري اهم اعمال حقائق و معلومات


بواسطة التلميذ(ة):
	جول فيري اهم اعمال حقائق  و معلومات

١ مقدمة

جول فاري (بالفرنسية Jules François Camille Ferry) سياسي فرنسي وهو وزير فرنسي ولد في 5 أبريل 1832 وتوفي سنة 1893 في 17 مارس.
ولد جول فيري في 5 أفريل 1832 وتوفي يوم 17 مارس 1893، وبرغم عديد إنجازاته خاصة منها التربوية في عهد الجمهورية الثالثة إلا أنه كان من أشد أنصار الحركة التوسعية الفرنسية ويتبنى مقولة أن الأجناس أو الشعوب السامية تتمتع بواجب الوصاية والرعاية للشعوب البدائية المستعمرة، وبأن الشعوب الأولى تضطلع بدور تحضير وتأهيل الشعوب الثانية، فمقولة «حرية، مساواة، أخوة»لم تنشأ ولا تصلح للشعوب المولى عليه.
تقلد منصب عمدة باريس لمدة 6 أشهر ونصف.

٢ جول فيري المؤيد للاستعمار والعرق المتفوّق:

خُصّصت الدورة البرلمانية الفرنسية يوم 28 جويلية 1885 لمناقشة مشروع الاعتمادات الاستثنائية لتمويل بعثة استكشافية إلى مدغشقر قصد غزوها. كان النقاش حادا بين المعارضين لتمويل البعثة وبين جول فيري الذي كان يدافع باستماتة على التوسّع الاستعماري إذ يراه “نظاما ضروريا يخدم اقتصاد بلاده” فضلا عن “دوره الحضاري”.

ويبرر جول فيري موقفه المؤيد للاستعمار بالقول:/ “هل يمكنك أن تنكر، هل يمكن لأي شخص أن ينكر وجود المزيد من العدالة، والمزيد من النظام المادي والمعنوي، والمزيد من المساواة، والمزيد من الفضائل الاجتماعية في إفريقيا الشمالية منذ أن قامت فرنسا بغزوها؟ عندما ذهبنا إلى الجزائر للقضاء على القرصنة، وضمان التجارة الحرة في البحر الأبيض المتوسط​​، هل كنا نقوم بعمل القراصنة والغزاة والمدمرين؟”

يرى جول فيري أن عظمة فرنسا ستزداد شأنًا وعلوًّا بتوسعها الاستعماري إذ يقول:/ “لا يمكن لفرنسا أن تكون دولة حرة فحسب..
بل يجب أن تكون أيضًا دولة عظيمة، تمارس كل تأثيرها الذي يخوّله لها حقّها على مصير أوروبا..
وعليها أن تحمل حيثما أمكنها لغتها وعاداتها وعلمها وأسلحتها وعبقريتها”..
. ويواصل موضّحًا:/ “يجب أن نقول صراحة إن الأجناس المتفوّقة لها، في الواقع، الحقّ في مواجهة الأجناس الدنيا. هناك حقّ للأعراق المتفوّقة لأن هناك واجباً:/ واجبهم في نقل الحضارة إلى الأعراق الدنيا”!

وقد كتب الزعيم الاشتراكي جون جوريس (1859-1914) في مؤَلَّفه “الاشتراكية والراديكالية” أنه سأل  جول فيري عام 1885 بعدما سُنّت القوانين الجديدة للمدرسة الفرنسية العلمانية:/ “ما هو مَثَلُك الأعلى؟” فتفادى جول فيري الإجابة الصريحة. وعندما عاود جوريس طرح سؤاله، أجابه:/  “هدفي هو تنظيم إنسانية بدون إِلَه وبدون مَـلَـك”. ومن المعلوم أن جول فيري انضم إلى الماسونية قبل ذلك التاريخ بعشر سنوات، وأقامت هذه المنظمة آنذاك حفلا كبيرا بمناسبة قبول عضويته.

٣ جول فيري و تأثيره على المدرسة الفرنسية:

تولّى جول فيري منصب رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العام والفنون الجميلة. وكان قد أشرف على وزارة التربية عدة مرات خلال الفترة 1879-1883. وقبل مغادرته التربية، وجّه يوم 27 نوفمبر 1883 رسالة مطوّلة إلى المعلمين في خضم الجدل الحادّ وسط دوائر رجال الدين ضد علمنة المدرسة إثر التصويت على هذا القانون يوم 28 مارس 1882.

يقول صاحب الرسالة في المستهل، مخاطبًا المعلم:/ “ستكون السنة الدراسية التي افتتحت للتوّ هي السنة الثانية لتطبيق قانون 28 مارس 1882..
ومن بين الالتزامات المختلفة المفروضة عليك هناك تلقين تلاميذك الأخلاق والتربية المدنية..
أرجو أن تسمح لي أن أضع نفسي في مكانك خلال لحظات لأوضّح لك..
كيف يمكنك الوفاء بكلّ واجباتك في هذا الصدد ولا شيء غير واجبك..
إن التربية الدينية من اختصاص الأُسر والكنيسة، أما التربية الأخلاقية فمن اختصاص المدرسة”.

من الطبيعي، في رأي جول فيري، أن يلقّن المعلم تلاميذه القواعد الأساسية للحياة الأخلاقية التي يتقبّلها الناس كما يتقبلون الدروس الخاصة باللغة والحساب. ولمزيد من التوضيح يخاطب المعلم بالعبارات التالية:/ “قلتُ إن دورك في التربية الأخلاقية محدودٌ للغاية. ليس عليك تعليم أي شيء جديد، بالمعنى الدقيق للكلمة..
فأنت لست رسول إنجيل جديد. إن المُشرّع لا يريد أن يجعل منك فيلسوفًا أو لاهوتيًا مرتجلًا.”

ثمّ يصرّح جول فيري أنه من المستحيل بالنسبة للمعلم أن يشاهد يوميًا كل هؤلاء التلاميذ يتجمّعون حوله، ويستمعون إلى دروسه، ويراقبون سلوكه، ويستلهمون من أمثلته، وهذا في مرحلة يستيقظ فيه عقل الطفل، وينفتح فيها قلبه، وتُثرى فيه ذاكرته، دون أن يميل ذلك المعلم إلى انتهاز هذا التقبّل والطواعية لدى الطفل، لينقل إليه، عبر المعارف المدرسية، المبادئ الأساسية للأخلاق. والأخلاق التي يعنيها جول فيري هي “الأخلاق الفاضلة والعتيقة التي تلقيناها عن آبائنا والتي نتشرف كلنا بتبنّيها في علاقات الحياة..
وذلك دون تحمّل عناء مناقشة أسسها الفلسفية.”

٤ جول فيري و المعلّم :

 وبعد ذلك يخاطب المعلّم ويضعه في مكانة وليّ أمر التلميذ:/ “أنت تؤدي دور المُساعد، وفي بعض النواحي، تنوب عن وليّ الأسرة، لذلك خاطب ابنه كما تريد منا أن نخاطب ابنك بالقوة والسلطة اللازمتين، كلما تعلّق الأمر بحقيقة لا جدال فيها، أو بمبدأ من مبادئ الأخلاق المشتركة؛ وبأكبر قدر من التحفظ كلما لامست مشاعر دينية لست أنت حكمًا فيها.”

ويضيف جول فيري ناصحا المعلّم عندما يتردّد في رسم حدود حريته في مخاطبة التلاميذ:/ “إذا شعرت في بعض الأحيان بالحرج في معرفة المدى المسموح به في تلقينك للتربية الأخلاقية، فإليك قاعدة عامة يمكنك الالتزام بها:/ قبل أن تعرض على تلاميذك أي مبدأ، أو قاعدة، اسأل نفسك:/ هل هناك، على حدّ علمك، إنسانٌ نزيه واحد قد يسيء إليه ما ستدلي به؟ اسأل نفسك:/ ماذا لو كان هناك أبٌ واحد، (أقول أب واحد)، موجود في قسمك ويستمع إليك، ورفض بحسن نية ما قد يسمعه من أقوالك؟ إذا كان الأمر كذلك، امتنع عن تلك الأقوال. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فتحدث بجرأة، لأن ما ستنقله للطفل ليس من حكمتك الخاصة، بل سيكون من حكمة الجنس البشري.”

ويمضي جول فيري في نصحه للمعلّم:/ “مهما كانت دائرة العمل التي قد تبدو لك ضيّقة..
فلا تخرج منها أبدًا، وابق ضمن هذا الحد بدلاً من تعريض نفسك لتجاوزها..
لذلك لا يكفي أن يفهم تلاميذك دروسك ويتذكرونها..
إذ سيتمّ تقييم فعالية تعليمك، ليس في المدرسة بل خارجها”.

وهكذا، فرغم الموقف المشين لجول فيري في تمجيده للاستعمار والمطالبة بتوسعه، فإن نصحه الموجّه للمعلم الفرنسي يبدو وجيهًا، ولو تمّ العمل بفحوى رسالته التربوية في المدرسة الفرنسية لما وصل التوتّر فيها إلى ما وصل إليه اليوم.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia