ما هو الأدب الجاهلي ؟ معلومات وحقائق


بواسطة التلميذ(ة):
ما هو الأدب الجاهلي ؟ معلومات وحقائق

١ مقدمة

الأدب الجاهلي هو فن الشعر والنثر في العصر الجاهلي -أي قبل ظهور الإسلام؛ حيث كانت طرق إيجاده عن طريق الذين حفظوا الشعر من الشعراء ثم نشروها بين الناس، وهكذا إلى أن جاء عصر التدوين، حيث ظهرت جماعة سُمّوا (الرواة)، ومن أشهرهم: حماد بن سلمة، خلف الأحمر، أبو عمرو بن العلاء، الأصمعي، المفضل الضبي.
وعُرِف عن حمّاد وخلف الأحمر الكذب فاشتهرا بالانتحال، حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة لهما.
ومن أشهر الكتب التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي الأصمعيّات للأصمعي، ومفضليات المفضل الضبي، وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجُمَحي.

٢ أقسام الأدب الجاهلي:

ينقسم الأدب في العصر الجاهلي على نوعين رئيسيين هما:/

  • الشعر:/ هو حسب -التعريف القديم- الكلام الموزون المقفي وقد عُرف حديثاً بأنه "الأسلوب الذي يصور به الشاعر أحاسيسه وعواطفه معتمداً على موسيقى الكلمات ووزنها والخيال والعاطفة".
  • النثر:/ هو الأسلوب الذي يصور به الأديب أفكاره ومعانيه غير معتمد على وزن أو قافية، ويميل إلى التقرير والمباشرة.

٣ سمات النثر الجاهلي الفنية:

  1. رقي الأفكار والمعاني.
  2. جزالة الألفاظ وخشونتها، وصحة التراكيب.
  3. الاهتمام بالمحسنات البديعية وخاصة السجع.
  4. التنوع في الأسلوب بين الخبري والإنشائي.
  5. صدق العاطفة.
  6. جودة الصورة.
  7. الإغراق في الخيال أحياناً.
  8. تصوير البيئة الجاهلية تصويراً دقيقاً.

٤ صحة الشعر الجاهلي:

وبعد هذا كله يتبادر إلى الذهن سؤال شغل النقاد والعلماء، وهو ما مدى صحة الشعر الجاهلي؟ إنّه لسؤال يصعب الجواب عليه بدقّة وجزم. وإنّه لمن العبث أن نشكّ في صحة الشعر الجاهلي جملةً لمجرّد بعض النحل الذي أدخله الرّواة، كما أنه من السذاجة أن نولي الروايات الشعرية كامل ثقتنا. وقد اتفق المستشرقون وعلماء العربية على معالجة هذه القضية معالجة علمية بحتة وراحوا يتتبعون النصوص والروايات، ويقارنون فيما بين الأقوال والآراء، ويقفون صفين متناقضين في المذهب منهم يرفض الشعر الجاهلي جملةً على أنّه منحول، وكان أول من وقف هذا الموقف بطريقة علمية مسهبة المستشرق مرجليوث الذي ذهب إلى أنّ ذلك الشعر نُظم في في العصور الإسلامية، ثم نُسب إلى الجاهليين، ومنهم من يقف موقفاً معتدلاً فيعترف بالنّحل الجزئي دون الكليّ كالمستشرق شارل جيمس ليال والمستشرق جوجيو ليفي دلا فيدا. وسلك مسلك مرجليوث من أدباء العرب الدكتور طه حسين الذي فصّل آراءه في كتاب كامل (في الشعر الجاهلي) وشكّ في صحّة الشعر الجاهلي لأنّه يمثل في نظره الحياة الدينية والعقلية والسياسية والاقتصادية للعرب الجاهليين،  ولأنّه بعيد كل البعد عن أن يمثل اللغة العربية في العصر الذي يزعم الرّواة أنّه قيل فيه،  وبعيد عن أن يمثّل اختلاف اللغات وتباين اللهجات فيما بين القبائل الجاهلية قبل أن يفرض القرآن على العرب لغةً واحدة ولهجاتٍ متقاربة،  وأخيراً لأنّ الشعر الجاهلي الذي اتّخذه العلماء مادة للاستشهاد على ألفاظ القرآن والحديث ونحوهما ومذاهبهما الكلامية تحسّ كأنّه إنما قُدّ على قدر القرآن والحديث كما يُقدّ الثوب على قدّ لابسه لا يزيد ولا ينقص عمّا أراد طولاً وسعةً وهذا ليس من طبيعة الأشياء بل أنّ هذه الدقّة في الموازنة تحمل على الشك والحيرة.  ويضيف طه حسين إلى ذلك كلّه أنّ الشعر الجاهلي لم يصل إلينا إلا عن طريق الرواية الشفهية وهذا أمر لا يدعو إلى الاطمئنان.

ويرى طه حسين أنّ الأسباب التي حملت المسلمين على هذا النّحل هي العصبية، والدين، والقصص، والشعوبية، والرّواة. فراحوا ينحلون تأييداً لفريق على فريق، أو إثباتاً لصحّة النبوّة وصدق النّبي، أو تعظيماً لشأن النّبي من ناحية أسرته ونسبه في قريش.. أو تزييناً للقصص، أو حطّاً لشأن العرب من قبل الشّعوبيّة، أو ما إلى ذلك مما تضيق هذه الصفحات بذكره وذكر الشّواهد عليه.

وقد أثارت آراء طه حسين عاصفة شديدة في البلاد العربية وراح العلماء ينقضونها ويفندوها رأياً رأياً، ويبينون مواطن الضعف في منهج الدكتور طه حسين، وفي أدلته وشواهده. وكان من أعمق من درس الموضوع بطريقة علميّة الدكتور ناصر الدين الأسد الذي قرّ رأيه، بعد النقاش الطويل، على أنّ "الشعر المنسوب إلى الجاهلية على ثلاث ضروب:/ فضرب موضوع منحول ... وأكثر شعر هذا الضرب ما وضعه القصّاص ليحلّوا به قصصهم، أو يكسبوه في نفوس السّامعين والقارئين شيئاً من الثّقة، وما وضعه هؤلاء على لسان آدم وغيره من الأنبياء، أو على لسان بعض العرب البائدة، وما وضعه بعض الرّواة ليُثبتوا به نسباً أو يدلّوا به على أنّ لبعض العرب قدمة وسابقة .. وضرب صحيح لا سبيل إلى الشّكّ فيه أو الطّعن عليه. وذلك هو الذي أجمع العلماء الرّواة على إثباته بعد أن تدارسوا هذا الشّعر وفحّصوه ومحّصوه ... وأما الضرب الثالث من ضروب الشعر الجاهلي فهو المختلف عليه الذي قال عنه ابن سلام "وقد اختلف العلماء في بعض الشّعر، كما اختلفت في بعض الأشياء" ...  فمنذ مطلع القرن الثاني الهجريّ، وبعده بقليل، قامت طائفةٌ من العلماء الرّواة، من أمثال أبي عمرو بن العلاء، وحمّاد الراوية، ثم المفضّل وخلف الأحمر وهم الطبقة الأولى من العلماء الذين عرفتهم العربية في تاريخها الحافل فتلقوا تراث الجاهلية، شعرها وأخبارها وأنسابها، وصل إليهم بعضه مدوناً في دواوين كاملة ضمّت تراث القبيلة كلّه أو شعر شاعر فرد من شعرائها، ووصل إليهم بعضه مكتوباً في صحف متفرّقة. ثم وصل إليهم بعضه عن طريق الرّواية الشفهيّة التي كان يتناقلها الخلف عن السلف. فحملوا الأمانة، ومضوا يجمعون ما تفرّق من هذا التراث، وينظمون منه ما تجمع، يضيفون إليه ما لم يكن فيه مما تثبت لهم صحته، وينفون عنه ما ثبت لهم زيفه وفساده، ولم يألوا جهداً في التثبت والتحقيق والتمحيص والمدارسة، حتى استقام لكل منهم ما تيقن صحته، فمضى يذيعه على تلامذته في حلقات دروسه، ويشيعه في رواد مجالس علمه، فخلف من بعدهم خلف هم الطبقة الثانية من العلماء الرواة تأسوا بشيوخهم واقتفوا سبيلهم:/ يجمعون ويدرسون ويمحصون ويفحصون، ثم يستقيم لكل منهم ما يتيقن صحته فيذيعه على تلاميذه من علماء الطبقة الثالثة.

ومع ذلك كان لابدّ لبعض هؤلاء العلماء من أن يختلفوا:/ فقد وقع لبعضهم من الصّحف المكتوبة، أو الدّواوين المدوّنة، أو الرّواة من الشيوخ العلماء ومن الأعراب الفصحاء ما لم يقع كله لغيره. ثمّ كان لكلّ طائفة من هؤلاء العلماء منهج في الأخذ والتلقي ... ولكن هذا الخلاف في المصادر أولاً وفي المنهج ثانياً، لم يمنع العلماء من أن يأخذ بعضهم عن بعض، ومن أن يرحل علماء المصر إلى المصر المجاور، ليأخذوا منهم ويرووا عنهم، ثم ينقلوا ما تيقنوا صحته إلى تلاميذهم، ويكتبوه فيما يجمعون من دواوين. فهذه الدواوين المنسوبة التي يرتفع إسنادها إلى الطبقة الأولى أو إلى تلاميذهم من علماء الطبقة الثانية، هي التي تحوي بين دفتيها الشعر الجاهلي الذي تيقنوا صحته بعد تحرّ واستقصاء وجمع وتمحيص ونقد."

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia