تلخيص قصير رواية الحي اللاتيني


بواسطة التلميذ(ة):
تلخيص قصير رواية الحي اللاتيني

١ مقدمة

بداية من الممكن أن يتم ادراج هذه الرواية ضمن الروايات الحضارية والتي تقوم على تصور العلاقة بين الشمال والجنوب أو حتى بين الغرب والشرق بمعنى أنها تقوم على تصور العلاقة بين الآن والآخر أو حتى يمكن أ يكون لقاء حضري بين الشرق بعاداته ومعطياته سواءا أكانت هذه المعطيات حسية أو حتى معطيات روحية وبين الشرق بكل ما يحمل من معطيات سواء أكانت هذه المعطيات أيضا معطيات مادية او حتى معطيات تكنلوجية وعلمية ، وتمثل هذه الرواية كون أن ما سبق يمكن أن يمثل علاقة تحتوي على التواصل والحوار والاحترام والتعايش فيما بين الحضارات وقد يكون أيضا عكس ذلك بمعنى أن تكون العلاقة مبنية على الحسد والكراهية والبغض والعدوان والجدل ونحو ذلك وهذه الرواية تعد من الروايات الحضارية التي تحتوي على مقارنة حضارية بين الشرق والغرب بما يمز كل منهما كما يمكن أيضا اعتبار رواية الحي اللاتيني سيرة ذاتية .
لمؤلفها الكاتب ( سهيل ادريس ) وذلك لتطابق أحداث الرواية مع سيرة الكاتب سهيل ادريس من بعض النواحي الاجتماعية والثقافية والأدبية ونحو ذلك

٢ ملخص القسم الأول:

يختار الشباب وأصدقائه الحي اللاتيني مكانا لإقامتهم وذلك لأنه رخيص وقريب من الجامعة، ويعيش فيه الطلاب بكثرة، وشهرته تجاوزت الحدود لشدة تنوعه وغناه الثقافي.

يقيم الشباب اللبناني في غرفة مشتركة مع صديقه صبحي والأحلام تداعبهما بحياة مليئة بالصحب والسعادة. وكان الخوف الأكبر من المكان الجديد والحياة الجديدة والاستقلالية التي سيخوضها بنفسه، حيث عليه أن يتدبر أموره بشكل جيد لإنهاء دراسته خلال عامين ومن تم العودة إلى بيروت حيث عائلته وخطيبته وحياته العملية المقيدة لوطنه. كان الشباب شغوفا بحياة الحرية في فرنسا ولكن المرأة كانت هاجسا كبيرا، ظل يلاحقه طيلة مكوثه في باريس.

٣ ملخص القسم الثاني:

أحب الشباب اللبناني “جانين” وأحبته وراح تدريجيا يخرج من إطار شرقية ليعيش الحب مع هذه الفتاة المريحة التي كانت تسكن في ذات الفندق وراح يقدمها إلى أصدقائه باعتبارها الفتاة المختارة قلبا وروحا، وليس كصديقاتهم العابرات اللواتي لا يدمن على علاقة واحدة مدة طويلة.

آنذاك تصل رسالة من بيروت تخبره فيها باشتداد المرض أمه التي كان يحبها ومتعلق بها.

فيضطر إلى السفر موضعا جانين على وعد أن يعود قريبا إلى الحياة الحلوة والعذبة بجانبهما.

٤ ملخص القسم الثالث:

في بيروت يلتقي الشاب بأهله وأصدقائه ويجدهم جميعا بخير وكذلك أمه التي راودتها شكوك أن ولدها لم يعد كما في السابق متعلق بوطنه وبأسرته، فتعمل على إقناعه بترك جانين والإلتفات إلى أن هذه الفتاة المغربة من الأسرة والتي تجد فيها أمة خير شريكة له، ولذلك حاولت أن تنتهيه عن جانين، ولما طال الوقت في إجازته أرسلت إليه خلالها جانين عدة رسائل وبطاقات بريدية جميعا خضعت لرقابة أمه.

ولكن تلك الرسالة الأخيرة التي وصلت لعبت دورا قاسيا في حياته، وقد أخبرته جانين أنها حامل وأنه والد الجنين، وتقترح عليه أن يقول رأيه في الاحتفاظ بالجنين أو إجهاده، هنا كانت الوالدة بالمرصاد مؤكدة له أن الوالد قد يكون شخصا آخر، وخاصة أنهما كانت مخطوبة سابقا والأفضل لها أن تنسى هذه القصة وتدعه وشأنه.

فكتب إلى جانين رسالة جافة تحت تأثير والدته عليه يخبرها فيها أنه غير متأثر بنبأ حملها وليس لديه أية نصيحة أو إشارة ولتتصرف كما تشاء.

كانت الرسالة تخليا واضحا عن جانين ومشكلاتها، ولم يشعر أنه ارتكب عملا لا أخلاقيا إلا بعدما ما جاءت رسالة من صديقه السوري فؤاد ولو شخص موثوق به يكن له حبا وتقديرا لجيران يعلنه فيها أن جانين قد أجهضت وأنها اختفت من الحياة العامة بعدما كانت الأمرين في المستشفى وحمله فؤاد لو ما شديدا لإنسحابه من حب جانين وقد كان حبا نقيا عذبا وهي تكن له مشاعر راقية ولكنه خدعها وتركها يائسة .

ليتخذ الشاب قراره ويعود إلى باريس لاستكمال دراسته ولكنه لا يلتقي بجانين .؟؟؟؟ كلياني حياة الدراسة وكأن حياته قد تبدلت ويريد بطريقة سريعة الحصول على إجازة ومن ثم العودة إلى بيروت لبناء حياة مستقلة .

ولم يكن يدور في خلده أن يلتقي بجانين أبدا، غير أن صديقا مشتركا أخبره ذات يوم أن جانين تتردد على مقهى سمعته رديئة، قد هب برفقة ذلك الصديق وظل ينتظم فترة هناك، وكان المقهى رخيصا ومبتدلا جدا ورواه من الركاع وهناك شاهدها، لم تكن جانين التي يعرفها كانت حطام إمرأة فحاولت الهرب منه إلا أنه تبعها إلى أن وصلت إلى شقتها الحقيرة وكانت مجرد غرفة واحدة أثاتها وهوائها فاسد فأعطته جانين دفتر مذكراتها، وأخذ يقرأ فيه كل التفاصيل فوجد نفسه في كل سطر وكل فاصلة، ولم تكن حياة هاته الفتاة سوى البراءة والطهارة ولم يكن سواه والد الجنين الذي أجهضته فشعر بالندم الشديد واتخذ قراره بالعودة إليها ثانية وبالزواج منها طالبا غرض الحائط بكل تقاليد الشرط ونذرة المجتمع، فإنهارت بين ذراعيه فراحت تبكي، وانطلق الشاب ليهئ لها ؟؟؟؟؟السفر للزواج في بلده وراح ينتظرها في الفندق ولكنها لم تأتي، ولما طال انتظاره سأل عنها في المقهى، وكذلك ذهب إلى شقتها فلم يجد أحد. لقد رحلت تاركة له رسالة تحثه فيها على متابعة الدراسة والتفوق، فهو في القمة وهي في القاع، وختمتها بعبارة مؤثرة عد أنت يا حبيبي العادي إلى شرقك البعيد الذي ينتظرك، ويحتاج إلى شبابك ونضالك.

يعود الشاب إلى لبنان ليتخذ موقفا أشارت به عليه جانين أجاب به على سؤال أمه :/ لقد انتهينا الآن يا بني أليس كذلك ؟ فأجابها جلى الآن نبدأ يا أمي .

٥ تعريف الكاتب:

ولد سهيل إدريس في بيروت عام 1925 من أب يقال أنه مغربي الأجداد (شريف إدريس) وأم لبنانية، سافر إلى فرنسا ليستأنف تحصيله العاصي، بعد أن حصل على منحتين دراستين، إلتحق بمعهد الصحافة العالي، وبجامعة باريس حيث حصل على مصادقة لثلاثة ديبلومات نالهما من معهد الآدب الشرقية، واعتبرت مؤلفاته الأولى بمثابة ديبلوم رابع بحيث سمح له بإعداد دكتوراه جامعية في الآداب بالسوريون .

وشارك في المسيرة الأدبية العربية بعدة مؤلفات تشهد على بلاغته وعبقريته الأدبية، ويتميز قلمه بالجرأة والسخرية والهزل أحيانا، ومن مؤلفاته :/

مجموعات قصصية، سيرة حياة، ومقالات صحفية وكتب تقديرية منها (في معشرة قومية والحرية) (مواقف وقضايا أدبية) ولمروايان الخندق العميق (1958) الحي اللاثيني (1956) أصابعه التي تحترق (1963) .

آراء في رواية (الحي اللاثيني)، جاء في رسالة خاصة من ميكائيل نعيمة بعد قراءة الحي اللاثيني بأن الرواية العربية تستنقض نقطة قوية على يد المؤلف وأيدي المتحمسين مثله من أدباء "الحيل الطالع".

وجاء في مجلة الآداب على لسان "يوسف الشاروتي" استطاع سهيل إدريس أن يجعل النفس الإنسانية مسرحا للصراع بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه، وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الإستعمارية أيضا".
 

٦ النقاد:

هناك عدة دراسات قاربت رواية الحي اللاتيني، فهناك من اكتفى بتلخيص الرواية كما فعلت خالدة سعيد في كتابها حركية الإبداع ص13، وهناك من قاربها من الناحية الفنية كالدكتور الأردني إبراهيم السعافين" تطور الرواية العربية الحديثة في بلاد الشام"، وهناك من حاكمها أخلاقيا مثل:/ عيسى الناعوري ورضوان الشهال اللذين أدانا البطل ووصفاه " بأنه سفيه خسيس ارتكب عملا لا أخلاقيا بتخليه عن الفتاة التي أنجبت منه، وخرجا من ذلك بأن المؤلف ، مثل بطله، سفيه خسيس"14. ونجد إلى جانب ذلك دراسات تقريضية أشادت بهذه الرواية وأبانت روعتها الفنية والجمالية مثل:/ نجيب محفوظ وميخائيل نعيمة ويوسف الشاروني وأحمد كمال زكي وشاكر مصطفى وعبد الله عبد الدائم 

٧ النشر:

لقد تم طبع هذه الرواية في دار الآداب البيروتية التي تنشر مجلة الآداب المعروفة التي كانت وإلى الآن منبر للحداثة والتجديد والريادة، وهذه الدار سهرت على طبع الكثير من الأعمال الإبداعية التي سوقتها عربيا وعالميا وحققت نجاحا كبيرا. ومن يتأمل هذه الرواية يجد أنها وصلت إلى أكثر من الطبعة الحادية عشرة، وهذا يعني أن لها رواجا كبيرا حيث طبع منها آلافا وآلافا من النسخ " أكثر من 700,000نسخة"، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى جودة هذه الرواية وشهرتها في العالم العربي، وبسبب ما خصص لها من إشهار إعلامي ودراسي.

٨ عنوان الرواية:

إن عنوان الرواية هو الحي اللاتيني، وهو عنوان كلاسيكي صيغ في تركيب وصفي اسمي، خبره المتن الروائي ككل. ويشير العنوان إلى المكون المكاني الذي تجري فيه الأحداث الرئيسة في الرواية. والحي اللاتيني حي الطلبة الذين يأتون إلى فرنسا من كل أصقاع العالم لطلب العلم ومتابعة الدراسات العليا الجامعية قصد تحضير شهادة الليسانس أو الدكتوراه , ويحاذي هذا الفضاء العلمي جامعة السوربون بباريس. كما أن هذا المكان يأوي الطلبة المغتربين بفنادقه ومطاعمه ويتحول إلى أندية للنقاش السياسي والاجتماعي والفكري أو ملتقى إنساني وحضاري متنوع لتعدد مشارب الطلبة على المستوى اللغوي والعقائدي، وفضاء رومانسي وغرامي يؤثث العلاقات بين الجنسين، كما يشكل صورة واضحة للعلاقة بين الشرق والغرب.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ mawsou3a