من هو ابوبكر الصديق .. حياته و هجرته و وفاته ؟


بواسطة التلميذ(ة):
من هو ابوبكر الصديق .. حياته و هجرته و وفاته ؟

١ مقدمة

أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ (50 ق هـ - 13هـ / 573م - 634م) هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة، وهو وزيرُ نبيّ الإسلام مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة.
يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصَّحابة إيماناً وزهداً، وأحبَّ الناس إلى النبي مُحمد بعد زوجته عائشة.
عادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكرٍ بلقب الصّدِّيق، وهو لقبٌ لقَّبه إياه النبي مُحمد لكثرةِ تصديقه إياه.

٢ من هو ابوبكر الصديق:

هو:/ «عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي»، يلتقي مع النبي محمد في الجد السادس مرة بن كعب./ أبوه:/ «أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي»، وأم أبي قحافة:/ «قيلة بنت أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب»./ أسلم يوم فتح مكة، وعاش بعد ابنه أبي بكر وورثه، وهو أول من ورث خليفة في الإسلام، إلا أنه رد نصيبه من الميراث على ولد أبي بكر، وتوفي سنة 14هـ وله سبع وتسعون سنة./ أمه:/ «أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمية القرشية»./ أسلمت في مكة قبل الهجرة مع ابنها أبي بكر، وتوفيت قبل أبي قحافة./

٣ حياته قبل الاسلام في مكة:

كان إسلام أبي بكر وليد رحلة طويلة في البحث عن الدين الذي يراه الحق، والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة ويلبي رغباتها، فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار، قطع الفيافي والصحاري، والمدن والقرى في الجزيرة العربية، وتنقل من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، واتصل اتصالاً وثيقاً بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية،[29] وقد حدث أبو بكر عن ذلك فقال:/ كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر أمية بن أبي الصلت، فقال:/ «كيف أصبحت يا باغي الخير؟»، قال:/ «بخير»، قال:/ «وهل وجدت؟»، قال:/ «لا»، فقال:/[30] كل دين يوم القيامة إلا ما مضى في الحنيفية بورُ أما إن هذا النبي الذي يُنتظر منا أو منكم، يقول أبو بكر:/ ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث، فخرجت أريد ورقة بن نوفل، وكان كثير النظر إلى السماء كثير همهمة الصدر، فاستوقفته، ثم قصصت عليه الحديث، فقال:/ «نعم يا ابن أخي، إنا أهلُ الكتب والعلوم، ألا إن هذا النبي الذي يُنتظر من أوسط العرب نسباً -ولي علم بالنسب- وقومك أوسط العرب نسباً»، قلت:/ «يا عم، وما يقول النبي؟»، قال:/ «يقول ما قيل له، إلا أنه لا يظلم ولا يظلم ولا يظالم»، فلما بُعث رسول الله Mohamed peace be upon him./svg آمنت به وصدقته./[30] وقد كان أبو بكر يَعرف النبي محمداً معرفة عميقة في الجاهلية، وكانت الصلة بينهما قوية، وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان صاحب النبي محمد قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الناس./[31] قال ابن إسحاق:/ «ثم إن أبا بكر الصدِّيق لقي رسول الله Mohamed peace be upon him./svg فقال:/ «أحق ما تقول قريش يا محمد؟ مِن تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا؟»، فقال رسول الله Mohamed peace be upon him./svg:/ «بلى، إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته»، وقرأ عليه القرآن، فلم يقر ولم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق»./[31] وقد روي عن النبي محمد أنه قال:/ «ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته، ولا تردد فيه»./[31][32] كما روي عن النبي أنه قال:/ «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» مرتين./[31] فكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال الأحرار، وبذلك قال إبراهيم النخعي وحسان بن ثابت وابن عباس وأسماء بنت أبي بكر ومحمد بن سيرين، وهو المشهور عن جمهور أهل السنة./[33][34] وروى الإمام أحمد ومحمد بن ماجة عن ابن مسعود أنه قال:/ «أول من أظهر الإسلام سبعة:/ رسول الله Mohamed peace be upon him./svg، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله Mohamed peace be upon him./svg فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر منعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس»./[35] وقد جمع الإمام أبو حنيفة بين الأقوال المختلفة في ذِكر أول من أسلم بأن أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب./ ويُقال أن أبا بكر أول من صلى مع النبي محمد، فعن زيد بن أرقم أنه قال:/ «أول من صلى مع النبي Mohamed peace be upon him./svg أبو بكر الصديق»./[36] وعندما أسلم أبو بكر سُرَّ النبيُّ محمدٌ سروراً كبيراً، فعن السيدة عائشة أنها قالت:/ «خرج أبو بكر يريد رسول الله Mohamed peace be upon him./svg، وكان له صديقاً في الجاهلية، فلقيه فقال:/ «يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها»، فقال رسول الله Mohamed peace be upon him./svg:/ «إني رسول الله أدعوك إلى الله»، فلما فرغ كلامه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله Mohamed peace be upon him./svg وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر»./

٤ هجرته و حياته في المدينة:

لما اشتد البلاء على المسلمين بعد بيعة العقبة الثانية، أذن الرسولُ محمد لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، فجعلوا يخرجون ويُخفون ذلك، فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم،[47] وأقام النبي محمد بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يُؤذن له في الهجرة، ولم يتخلف معه بمكة إلا من حُبس أو فُتن، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر، وكان أبو بكر كثيراً ما يستأذن النبي محمداً في الهجرة فيقول النبي له:/ «لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً»، فيطمع أبو بكر أن يكونه./[48] ولما رأت قريش أن النبي محمداً قد صار له أصحاب من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً وأصابوا منهم مَنعة، فحذِروا خروج النبي محمد إليهم، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون في أمره، فاتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شاباً ليعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه، فيتفرَّق دمُه في القبائل جميعها، ولكن النبي محمداً علم بأمرهم وتمكن من الخروج من بيته سالماً./[49] كانت هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من بعثته،[50] وكان أبو بكر حين استأذن النبي في الهجرة فقال له:/ «لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحباً»، قد طمع بأن يكون النبيُّ إنما يعني نفسه، فابتاع راحلتين، فاحتبسهما في دار يعلفهما إعداداً لذلك، قالت السيدة عائشة:/ «كان لا يخطئ رسولُ الله Mohamed peace be upon him./svg أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله Mohamed peace be upon him./svg في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله Mohamed peace be upon him./svg بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال:/ «ما جاء رسولُ الله Mohamed peace be upon him./svg في هذه الساعة إلا لأمر حدث»، فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله Mohamed peace be upon him./svg وليس عند رسول الله Mohamed peace be upon him./svg أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله Mohamed peace be upon him./svg:/ «أخرج عني مَن عندك»، قال:/ «يا رسول الله إنما هما ابنتاي،[51] وما ذاك فداك أبي وأمي؟»، قال:/ «إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة»، فقال أبو بكر:/ «الصحبة يا رسول الله؟»، قال:/ «الصحبة»، قالت:/ فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي./[50]»

٥ وفاته:

في شهر جمادى الآخرة سنة 13هـ، مرض الخليفة أبو بكر واشتد به المرض،[244][245] فلما ثقل واستبان له من نفسه، جمع الناس إليه فقال:/ «إنه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميتاً لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي»،[246] فتشاور الصحابة، ثم رجعوا إلى أبي بكر فقالوا:/ «رأيُنا يا خليفة رسول الله رأيُك»، قال:/ «فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده»، ثم وقع اختيار أبي بكر بعد أن استشار بعض الصحابة على عمر بن الخطاب، ثم كتب عهداً مكتوباً يُقرأ على الناس، وكان نص العهد:/ أبو بكر الصديق بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عَدَلَ فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بَدّلَ فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب:/ «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»[247]./[248] أبو بكر الصديق وقد روت السيدة عائشة خبر وفاة أبيها أبي بكر فقالت:/ «أول ما بُدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل وكان يوماً بارداً، فحم خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه»،[249] وقالت السيدة عائشة:/ قال أبو بكر:/ «انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة بعدي»، فنظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح (البعير الذي يُستقى عليه) كان يسقي بستاناً له، فبعثنا بهما إلى عمر، فبكى عمر، وقال:/ «رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً»./[250]

٦ القابه:

لقَّبه به النبي محمد، وذلك أن النبي محمداً كان قد صعد جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، فرجف بهم الجبل فقال النبي محمد:/ «اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»،[260] وأما سبب تسميته بالصديق فهو لكثرة تصديقه للنبي محمد، قالت السيدة عائشة:/ لما أسري بالنبي Mohamed peace be upon him./svg إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا:/ «هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس»، قال:/ «وقد قال ذلك؟»، قالوا:/ «نعم»، قال:/ «لئن قال ذلك فقد صدق»، قالوا:/ «أوتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟» قال:/ «نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة»، فلذلك سمي أبو بكر الصديق./[261] العتيق لقَّبه به النبي محمد، فقد قال له:/ «أنت عتيق الله من النار»، فسمي عتيقاً،[262] وقالت السيدة عائشة:/ «دخل أبو بكر الصديق على رسول الله Mohamed peace be upon him./svg، فقال له رسول الله Mohamed peace be upon him./svg:/ «أبشر، فأنت عتيق الله من النار»»،[263] وقد ذكر المؤرخون أسباباً كثيرةً لهذا اللقب، فقد قيل:/ «إنما سمي عتيقًا لجمال وجهه»،[264] وقيل:/ «لأنه كان قديمًا في الخير»،[265] وقيل:/ «سمي عتيقًا لعتاقة وجهه»،[265][266] وقيل:/ إن أمَّ أبي بكر كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت:/ «اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي»./[267] الصاحب لُقب به في القرآن الكريم، وذلك في قول الله تعالى:/ Ra bracket./png إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ Aya-40./png La bracket./png،[268] وقد أجمع العلماء على أن الصاحب المقصود في الآية هو أبو بكر،[269] وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في تفسير هذه الآية:/ «فإن المراد بصاحبه هنا أبو بكر بلا منازع»./[270]

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia