تعرف على تنين الكومودو .. أسرار لاتعرفها !


بواسطة التلميذ(ة):
 تعرف على  تنين الكومودو .. أسرار لاتعرفها !

١ مقدمة

تِنِّينُ كُومُودُو أو تِنِّينُ الكُمُودُو أو العَظَايَةُ التِنِّينُ أو وَرَلُ كُومُودُو هو نوعٌ من السحالي مقصورٌ وُجُودُها على بضعة جُزُرٍ إندونيسيَّة، هي: كومودو، ورنكة، وفلوريس، وگيلي موتانگ، وپدار.
تنتمي هذه العظايا إلى فصيلة الورليَّات، وهي أكبر العظايا الباقية حجمًا، من الزواحف الكِبار ضخمة الجسم قويَّة المخالب وطويلة الذيل، وقد يزيدُ طول البالغة منها عن ثلاثة أمتار (10 أقدام)، وفي بعض الحالات الاستثنائيَّة، يُمكن أن تصل زنتها إلى حوالي 70 كيلوغرامًا (150 رطلًا).
يُعزى حجمها الهائل غير المألوف بين السحالي إلى الظاهرة الأحيائيَّة المعروفة بِـ«العملقة الجُزُريَّة»، حيثُ تتضخَّم إحدى الكائنات الحيَّة قاطنة جزيرة ما عبر عدَّة أجيالٍ مُتعاقبة لِتلعب دورًا بيئيًّا مُعينًا لا يلعبه أي كائنٍ آخر على تلك الجزيرة، وفي حالة هذه التنانين فإنها لعبت دور الضواري الرئيسيَّة عبر موطنها نظرًا لِعدم وُجودٍ أيَّة مُفترساتٍ بريَّةٍ أُخرى، فحلَّت مكانها واستفادت من انعدام المُنافسة على الغذاء، فكبُر حجمها بِمُرور الوقت وتربَّعت على قمَّة السلسلة الغذائيَّة.
تُشيرُ بعض الأبحاث الأُخرى إلى أنَّ تنانين كومودو هي المُمثلة الوحيدة الباقية من جُمهرات سحالٍ ورليَّةٍ بائدةٍ فائقة الضخامة، انتشرت في قديم الزمان عبر أنحاء إندونيسيا وأُستراليا، وانقرضت مع غيرها من الحيوانات الضخمة في أواخر العصر الحديث الأقرب (العصر الپليستوسيني)، نتيجة الأنشطة البشريَّة على الأغلب.
اكتُشفت مُستحاثات عظايا عملاقة شديدة الشبه بِتنانين كومودو في أُستراليا، وقُدِّر عُمرها بِما يزيد عن 3,8 ملايين سنة، كما أظهرت الاكتشافات الأُحفُوريَّة أنَّ حجم التنانين قاطنة جزيرة فلوريس لم يتبدَّل وظلَّ على ما هو عليه مُنذُ حوالي 900,000 سنة، وهي فترة تميَّزت بِتغيُّراتٍ كبيرةٍ على صعيد أوضاع الحيوانات في العالم، فاندثرت الكثير من الكائنات الضخمة قاطنة الجُزر، كما بدأت أشباه البشر من القردة العُليا تُهاجرُ تباعًا إلى مُختلف مناطق العالم بما فيها بعض الجُزر القريبة من البر القارِّي، ومنها مواطن هذه السحالي.
تُهيمنُ تنانين كومودو على الأنظمة البيئيَّة الطبيعيَّة التي تقطنها، كنتيجةٍ حتميَّةٍ لِأحجامها الكبيرة.
تصطادُ هذه التنانين عبر نصب كمائنٍ لِفرائسها، المُشتملة على طائفةٍ واسعةٍ من اللافقاريَّات والطُيُور والثدييات.
ويُقالُ بِأنَّ عضَّتها سامَّة تقتُل فريستها على مدى بضعة أيَّام، واقترح بعض العُلماء أنَّ الغُدَّتان القابعتان في أفكاكها السُفليَّة تفرُزُ عدَّة پروتينات سامَّة، على أنَّهُ لا إجماع على هذا القول، وما زالت أهميَّة هذه الپروتينات ودورها الأحيائي موضع جدال، وما هو مُؤكَّدٌ فقط أنَّ هاتان الغُدَّتان تُفرزان مادَّةً مُضادةً لِلتخثُّر.
سُلُوك تنانين كومودو الجماعي عند الصيد والاقتيات مُميزٌ بين السحالي، وأبرز فرائسها هي أيائلُ الرشأ الجاويَّة، على أنها تصطاد الخنازير البريَّة وجواميس الماء أيضًا، كما تقتات على الجيفة، ويُمكن أن تُهاجم البشر في بعض الأحيان.
يبدأ موسم تزاوج التنانين ما بين شهريّ أيَّار (مايو) وآب (أغسطس)، وتضعُ الإناث بُيُوضها خِلال شهر أيلول (سپتمبر).
يصلُ عدد تلك البُيُوض في العادة إلى نحو 20 بيضة، وغالبًا ما تتخذُ الأُنثى من إحدى الرَّكم المهجورة لِطائرٍ من طُيُورُ الرَّكمة عُشًا لها، وقد تحفرُ لِنفسها جُحرًا تضعُ فيه بيضها.
تُحتضنُ البُيُوض طيلة 7 أو 8 أشهر، وتفقسُ خِلال شهر نيسان (أبريل)، حينما تكونُ الحشرات غزيرة.
تلجأُ صغار التنانين إلى الأشجار لِتحتمي من الضواري الأكبر منها، بما فيها قريباتها التي لا تتوانى عن أكل بني جنسها.
تصلٌ التنانين مرحلة البُلُوغ في سن الثامنة أو التاسعة، وقد يمتد أمد حياتها حتَّى 30 سنة.
عرف العُلماء الغربيُّون هذه العظايا سنة 1910م، وسُرعان ما أصبحت موضع اهتمام الناس في أوروپَّا والولايات المُتحدة بِفضل سُمعتها المهيبة وحجمها الهائل، فعُرضت في مُختلف حدائق الحيوان.
أمَّا في البريَّة، فقد تقلَّص موطنها نتيجة الأنشطة البشريَّة الضارَّة، حتَّى أصبح الاتحاد الدولي لِلحفاظ على الطبيعة يُصنفها ضمن الحيوانات المُهددة بِخطر الانقراض الأدنى.
تحظى تنانين كومودو بحماية القانون الإندونيسي، وقد أسست إندونيسيا مُنتزه كومودو الوطني سنة 1980م لِيكون محميَّةً طبيعيَّةً تأوي هذه التنانين وغيرها من الحيوانات المُتوطنة في البلاد.

٢ التصنيف:

عرف الباحثون الأوروپيُّون تنّين كومودو لأول مرة في عام 1910م، حيث وصلت إلى مسامع الملازم ڤان ستين ڤان هنزبرُويْك (وهو ضابط هولندي استعماري) عن وجود «تماسيح تسكنُ اليابسة» على جزيرةٍ في إندونيسيا./ وقد اشتهرت هذه الحيوانات بصورةٍ خاصة بعد عام 1912م، إذ نشر رئيس متحف علم الحيوان في مدينة بوكور (جاوة) ورقة بحثية عن تنين كومودو بعد تلقّيه لصور وعينة من جلد الحيوان وغير ذلك من أحد الباحثين./ وقد وصل أوَّل تنينا كومودو على قيد الحياة إلى أوروپَّا في عام 1927م، وعُرِضَا في منزل الزواحف بحديقة حيوانات لندن عند افتتاحِه آنذاك./ سجَّلت العالمة جوان بيوتشامب بروكتِر بعضًا من أولى الملاحظات عن هذا الحيوان في الأسر بحديقة حيوانات لندن، وقد تحدَّثت عن سلوكيات الحيوان في لقاءٍ علمي لجمعية علم الحيوان في لندن عام 1928م./ وقد كان الاهتمامُ بهذا التنين دافعًا رئيسيًا وراء إرسال بعثةٍ إلى جزيرة كومودو في عام 1926م بقيادة ص./ دوغلاس بِرْدِن، والذي عادَ من رحلته برفقة اثني عشر تنينًا ميتًا محفوظًا وتنينين على قيدِ الحياة، وألهمت بعثته هذه ظهورَ فلم كينغ كونغ في إصدارته الأولى سنة 1933م./ وقد كان بِرْدِن نفسهُ من ابتدع اسم «تنين كومودو» الدارج الآن على ألسنة الناس./ وقد حُنِّطت ثلاثٌ من جيف التنانين التي جلبها وحُفِظَت إلى الآن في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي./ وعند إدراك الحكومة الهولندية لقلَّة عددِ تنانين كومودو التي تعيشُ في البريَّة، حرَّمت صيدها بغرضِ المتعة والرياضة ووضعت قيودًا قانونية على أسرِها حتى لأغراض البحث العلمي./ وتوقَّف البعثات العلمية مع اشتعال الحرب العالمية الثانية في بداية أربعينيات القرن العشرين الميلادي، ومن ثمَّ عادت خلال الخمسينيات والستينيات، وهي فترةٌ اهتمَّ العلماءُ فيها بدراسة غذاء تنين كومودو وتزاوجه وكيفية تنظيمه لحرارة جسمه./ وفي هذا الوقت نفسه تقريباً خُطِّطَ لبعثة لتتفرَّغ لدراسة تنين كومودو على مرِّ فترة طويلة./ وقد أوْكِلَت هذه المهمة لعائلة أَوْفينبيرغ، وهي عائلةٌ سكنت جزيرة كومودو لمُدَّة أحد عشر شهراً خلال عام 1969، وقد نجحَ وولتر أوفينبيرغ ومساعدته بورتا ساستراوان (في هذه الفترة) بالإمساك بأكثر من خمسين تنيناً وبتثبيت علامات تتبّع عليها./ وقد غيَّر البحث الذي أجراهُ أوفنبيرغ جذرياً من طريقة رعاية تنانين كومودو في الأسر،[21] أمَّا الدراساتُ التي أُجريت من بعده فقد ألقت مزيدًا من الضوء على طبيعة تنين كومودو، ولا زالَ أحيائيّون معروفون (مثل كلاوديو كيوفي) يتفرَّغُون خصيصًا لدراسة هذا

٣ تاريخ النشوء:

بدأ تنين كومودو تطوّره التاريخي من جنس الورل، وهو جنس من العظاءات ظهرَ في قارة آسيا قبل 40 مليون سنة وانتقلَ منها إلى أستراليا، وهناك تطوَّر إلى جنس من العظاءات العملاقة (أكبرُها هي الميگالانيا المنقرضة حديثًا، والتي وصلَ طولها خمسة أمتار)، وهو تحوّل كان سببهُ نقصَ المنافسة من الحيوانات اللاحمة الأخرى، مثل المشيميات./ وقبل 15 مليون عام تقريبًا اصطدمت واتصلت أستراليا بجنوب شرقي آسيا، ممَّا سمحَ لأسلاف تنين كومودو بالعودة إلى الجزر الإندونيسية، وبهذا اتَّسعَ إقليم حياته ليصلَ جزيرة تيمور./ وكان يعتقد سابقًا أن تنين كومودو تطوَّر من عظاءات عاشت في أستراليا قبل أربعة ملايين سنة، ولكن كشوفات المستحاثات الحديثة في كوينزلاند (شرقي أستراليا) توحي بأنَّ التنين تطوَّر في قارة أستراليا نفسها ومن ثمَّ انتقلَ إلى الأرخبيل الإندونيسي./ [25] وكشفَ انخفاض مستوى سطح البحر المتسارع في العصر الجليدي الأخير عن رفوفٍ قارية واسعةٍ استوطنت فيها تنانين كومودو، ولكن عندما عادَ مستوى البحر للارتفاع بعد انتهاء العصر الجليدي انحبست هذه التنانين في الجزر الحالية المنحصرة فيها./ اكتشفت في إقليم أوراسيا مستحاثات أنواعٍ منقرضة من العظاءات (من العصر الحديث القريب - الپليوسيني) شبيهة بتنانين كومودو، مثل Varanus sivalensis، ممَّا يشيرُ إلى أن هذا الحيوان عاشَ بصورةٍ جيدة في بيئاتٍ مزدحمةٍ بمنافسة من لبوناتٍ لاحمة أخرى حتى توقّف ظاهرة تغير المناخ ووقوع انقراض جماعي أحدثَ نهاية العصر الحديث القريب./ [26]

٤ الهجوم على البشر:

قلَّما يتعرَّض البشر لِهجمات هذه العظايا العملاقة، علمًا بِأنها تسببت بِوفاة عدَّة أشخاص في البريَّة وحدائق الحيوان على حدٍ سواء، عندما هاجمتهم./ تُشيرُ بعض البيانات الصادرة عن إدارة مُنتزه كومودو الوطني، أنَّهُ خلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 1974 و2012م (38 سنة)، وُثِّق 24 هُجُومًا من التنانين على البشر، منها 5 هجماتٍ قاتلة، وأنَّ مُعظم الضحايا كانوا من القرويين سكنة مُحيط المُنتزه./ [66] من أبرز الهجمات المُوثقة:/ سنة 2001م، هاجم تنينٌ الصحفي الاستقصائي الأمريكي فيل برونستين، الزوج الأسبق لِلمُمثلة شارون ستون، في حديقة حيوانات لوس أنجلوس./ [67] سنة 2007م، قتل تنينٌ صبيٌّ صغير يبلغ من العُمر 8 سنوات، على جزيرة كومودو./ سنة 2008م، جنح 5 غوَّاصون على شاطئ جزيرة رنكة، فهاجمتهم عدَّة تنانين على مدى يومين، إلى أن أنقذتهم إحدى السُفن الإندونيسيَّة وحملتهم إلى بر الأمان./ [67] سنة 2009م، قُتل أحد سكنة جزيرة كومودو، واسمه مُحمَّد أنور، على يد تنينين./ كان أنور البالغ من العُمر 31 سنة يعمل في قطف السفرجل الهندي من على الأشجار حينما سقط، فهرع إليه التنينان وقتلاه./ [67] سنة 2009م، دخل تنينٌ إلى مكتب أحد المُرشدين السياحيين على جزيرة رنكة، وكمن له تحت طاولته، ثُمَّ انقضَّ عليه لمَّا دخل المكتب، فأصابهُ بِجُرُوحٍ عديدة، لكنَّهُ نجا منها./ [67] في شهر أيَّار (مايو) 2017م، هوجم سائحٌ سنغافوريّ يبلغ من العُمر 50 سنة، على جزيرة كومودو، وعلى الرُغم من نجاته، إلَّا أنَّ ساقه اليُسرى أُصيبت إصابةً بالغة./ [68]

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ موضوع