معلومات حول الثورة الصناعية الرابعة


بواسطة التلميذ(ة):
معلومات حول الثورة الصناعية الرابعة

١ مقدمة

“الثورة الصناعية الرابعة" هي التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، في عام 2016م، على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية، التي هي قيد الانطلاق حالياً.

٢ معلومات حول الثورة الصناعية الرابعة:

تنطلق الثورة الصناعية الرابعة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الثالثة، خاصة شبكة الإنترنت وطاقة المعالجة (Processing) الهائلة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة. فهذه الإنجازات تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لامحدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل (Blockchain)، وغيرها.

٣ مميزات الثورة الصناعية الرابعة:


دمج التقنيات المادية والرقمية والبيولوجية، وطمس الخطوط الفاصلة بينها.

• على الرغم من اعتماد هذه الثورة على البنية التحتية وتقنيات الثورة الصناعية الثالثة، إلا أنها تقترح طرقاً جديدةً تماماً، بحيث تصبح التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وحتى من أجسامنا البشرية كأفرادٍ، مثل:/

المدن الذكية وارتباط حركة الفرد والمجتمع بالشبكة وتكنولوجيا الفضاء الخارجي.

تقنيات التعديل الجيني.

التعلم المتعمق للآلة والأشكال الجديدة للذكاء الاصطناعي.

مقاربات جديدة للحوكمة تعتمد على طرق تشفير مبتكرة مثل سلسلة الكتل (Blockchain).

اندماج أكبر للخيارات الفردية والجماعية للناس، بحيث:/

لن تكون خيارات الباحثين والمصممين والمخترعين هي فقط ما يطوّر التقنيات الجديدة.

يصبح المستثمرون والمستهلكون والمواطنون الذين يتبنون ويستخدمون هذه التقنيات في الحياة اليومية شركاء في صنعها وتطويرها.

٤ تقنيات جديدة متوقعة في الثورة الصناعية الرابعة:

في استطلاعٍ أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي مع 800 من المديرين التقنيين والخبراء في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عام 2016م، حول التكنولوجيات التي ستشكِّل نقطة تحوِّلٍ متوقعٌ حدوثها بحلول سنة 2025م تبيَّن أن:/


مدى استعداد المؤسسات الحالية للتكيف

بما أن التغيير التي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة كبير الحجم والنوعية، يبرز سؤال حيوي حول ما إذا كانت المؤسسات القائمة حالياً وإداراتها هي فعلاً مهيئة للتعامل معه؟
في استطلاع أجرته مؤسسة ديلويت، وسألت فيه 1600 مدير تنفيذي في 19 بلداً حول استعدادهم للتعامل مع الثورة المنطلقة، جاءت النتيجة على الشكل التالي:/

%14 من المستجيبين فقط كانوا على ثقة بأن مؤسساتهم مستعدةٌ للاستفادة من التغييرات المرتبطة بالثورة الرابعة.

%25 فقط كانوا على ثقةٍ بأن لديهم القوى العاملة والمهارات المطلوبة، على الرغم من أن معظمهم يقولون إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتدريب قوى عاملة مناسبة.

يعتقد %87 من المديرين أن قطاع الأعمال سيكون له تأثيرٌ أكبر من الحكومات على المستقبل الذي سيكون أكثر مساواة واستقراراً.

يعتقد %25 فقط من الذين شملهم الاستطلاع أن مؤسساتهم تمتلك نفوذاً كبيراً على العوامل الحاسمة مثل التعليم والاستدامة والحراك الاجتماعي.

٥ المهارات المستقبلية في الثورة الصناعية الرابعة:

في دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التغير في الطلب على عشر مهاراتٍ أساسيةٍ بين واقعها عام2015م وبين المتوقع لعام 2020م، تبين التالي:/

٦ التعليم و الثورة الصناعية الرابعة:

توقَّع الاقتصاديون وعلماء المستقبليات بشكل جيد الوظائف المُهدَّدة بخطر الاختفاء. لكنهم لم يكونوا كذلك بالنسبة إلى الوظائف التي ستظهر، بسب تعلق ذلك بواقع التعليم ومستقبله، الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحقائق التالية:/

إن النظام التعليمي الحالي قائم على الاقتصاد الصناعي الذي هو حالياً آخذٌ بالأتمتة، وعليه أن يلحق بالتطورات الحاصلة والمرتقبة.

"نحن لا نستطيع تعليم أولادنا أن ينافسوا الآلات"، كما يقول جاك ما مؤسس مجموعة "علي بابا".

إن وظائف المستقبل ستكون تلك التي لا تستطيع الآلة القيام بها.

من الممكن أتمتة العمل وأنسنة الوظائف، من خلال ثلاثة مجالات رئيسة سيبقى البشر يتغلبون فيها على الآلة في المدى المنظور، وهي:/

الشؤون الخلاقة، مثل الاكتشاف العلمي والكتابة الإبداعية وريادة الأعمال.

العلاقات الاجتماعية التفاعلية، لأنه لن يكون للروبوتات في المدى المنظور نوع الذكاء العاطفي الذي يتمتع به البشر.

البراعة البدنية والحركة الرياضية، فالإنسان مفطور منذ القدم على تسلق الجبال والمشي الطويل والسباحة والرقص.

قيام النظام القديم على "حقائق تقابلها إجراءات"، أما النظـام الذي هو قيــد التشكّـل حالياً فيقوم على "إبــداع المعرفة المطابقة لاجتراح الحلول".

تستطيع الآلات الذكية الحلول محل أساتـذة النظام التعليمي القديم إذا استمر كما هو، والمطلوب تحوله. ولن يكون الأمر سهلاً. فالكتب المدرسية والجامعية متجذرة منذ أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت عتيقةً لأنها تُعد التدريس مجرد إيصال المعرفة من خلال توجيهات، بدلاً من تصميمها وإبداعها.

يقول ألفين توفلير في كتابه "صدمات المستقبل":/ "إن الأميين في القرن الحادي والعشرين لن يكونوا أولئك الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، ولكن أولئك الذين لا يستطيعون التعلم، أو لا يستطيعون التخلي عما تعلموه، أو لا يستطيعون إعادة التعلم".

٧ تأثير الثورة الصناعية الرابعة:

على الرغم من أننا لا نزال في بداية هذه الثورة ولا نعرف بالتحديد تأثيراتها، إلا أن هناك ثلاثة مجالاتٍ تثير قلق المراقبين، وهي:/

اللامساواة الناتجة خاصة عن:/

فقدان فرص العمل. إذ إن اعتمادنا الأساسي في نشاطنا الاقتصادي على المنصات الرقمية، يزيد من فقدان فرص العمل.

اعتمـاد الوظائـف الباقيــة على مهارات عالية جداً.

الأمن وفقدانه الناتج أساساً عن اللامساواة والبطالة

يشير تقرير المنتدى الاقتصادي لعام 2016م، إلى أن اللامساواة هذه معطوفة على عالم شديد الترابط، سينتــج عنهـا تفتتٌ وفصـلٌ عنصريٌ واضطرابٌ تعزِّز نشاط المنظمات الخارجة عن أطر الحكومات والدول.

إن الجمع بين العالم الرقمي والتقنيات الناشئة، يغيِّر الفضاء الاستراتيجي للصراع، حيث يوسع الوصول إلى التقنيات المؤذية والمضرة ويخلق ساحات صراع جديدة ويجعل مسألة الحوكمة أصعب وأصعب.

إضافة إلى البــر والبحــر والجــو، هناك مسرح استراتيجي جديــد للصراع هو الفضاء الإلكتروني.

سيكون الدماغ في المستقبل مسرحاً جديداً للصراعات حسبما يقول جايمز جيوردانو من كلية الطب في جامعة جورج تاون، ويضيف أن تقنيات السيطرة على الأدمغة لن تقتصر على اللاعبين الدوليين بل على الآخرين أيضاً، والمسألة هي متى؟

صعوبة التوصل إلى اتفاقياتٍ ومعايير للحلول السلمية مع المنظمات غير الحكومية سوف تفاقم الوضع.

الهوية ومسألة الانتماء

بدأت الهوية تتعرَّض لتأثيرات كبيرة في الثورة الثالثة، من خلال الاعتماد الكبير عل منصات رقمية محدودة (مثل فايسبوك، تويتر...إلخ). وتشير الدراسات إلى أن عشراً من هذه المنصات ستواصل استقطابها للناس في الثورة الصناعية الرابعة، وتفرض أعرافاً وسلوكيات مختلفة.

إن التقنيات الناشئة، خاصةً في المجال البيولوجي، ستتوسع أكثر في الثورة الصناعية الرابعة، وستطرح أسئلة جديدة حول معنى أن نكون بشراً، حيث ستصبح الأدوات التكنولوجية جزءاً لا يتجزأ من داخلنا وتغير عمداً من نكون على مستوى تركيبنا الجيني. ومن المتوقع أن تصبح هذه متاحةً خلال جيل واحد فقط.

ستبرز انقسامات جديدة، لأن المهارة ستكون في الثورة الرابعة أهم من الرأسمال المادي. ولذلك سينقسم سوق العمل بشكل حاد بين:/

منخفض المهارة/ منخفض الأجر

عالي المهارة/ مرتفع الأجر
وسيفاقم ذلك الصراعات الاجتماعية.

وتفسر هذه الظاهرة التي بدأت عملياً مع مراحل نضج الثورة الثالثة في الربع الأخير من القرن العشرين، لماذا انخفضت مداخيل غالبية السكان في البلدان المتقدِّمة:/ إنها التكنولوجيا، طلب مرتفع على الذين هم فوق ومنخفض على الذين هم تحت ، والنتيجة فراغ الوسط.
وفي هذا الصدد، يقول رفائيل رايف رئيس جامعة "إم أي تي":/ "إن كل موجة تكنولوجية سابقة أنتجت وظائف أكثر مما دمرت، وحققت مكاسب مهمةً على صعيد المعيشة ومتوسط العمر المتوقع، وإنتاجية عالية ونمواً اقتصادياً كبيراً. أما اليوم فالكل قلق".
ختاماً، في مستهل التعريف بجدول الأعمال العالمي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016م، طرح عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة الابتكار والمجتمع نيكولاس دايفز أسئلة كبيرة نافذة، تختصر بالفعل كل التراث الفلسفي والأدبي والفني الذي رافق مراحل الثورة الصناعية منذ انطلاقها، وهي:/ "هل التقنيات التي تحيط بنا هي مجرد أدوات يمكننا تعريفها، وفهمها واستخدامها بشكل واعٍ لتحسين حياتنا؟ أم إنها أكثر من ذلك؟ هل هذه التقنيات هي أشياء جبارة قادرة على التأثير على إدراكنا للعالم وعلى تغيير سلوكنا، وتغيير معنى أن نكون بشراً؟"

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ mawsou3a