ما هي معركة طوفان الأقصى ؟ و ما هي تداعياتها ؟


بواسطة التلميذ(ة):
ما هي معركة طوفان الأقصى ؟ و ما هي تداعياتها ؟

١ مقدمة

معركة طوفان الأقصى، وفي إسرائيل عملية السيوف الحديدية، كما تشير إليها بعض المصادر بالانتفاضة الثالثة، هي عملية عسكرية ممتدة شنَّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في أول ساعات صباح يوم السبت 22 ربيع الأوَّل 1445 هـ (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 م)، إذ أعلن القائد العام للكتائب محمد الضيف، بدء العملية ردًّا على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل».

٢ ما هي معركة طوفان الأقصى ؟:

بدأت عمليَّة طوفان الأقصى عبر هجومٍ صاروخي واسعِ النطاق شنّته فصائل المقاومة، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف البلدات والمدن الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من المقاومين عبر السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع،  حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خاصة في سديروت، ووصلوا أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاثة وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغزة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليات العسكرية الإسرائيلية.

في 9 أكتوبر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادته السيطرة على جميع البلدات التي استولت عليها فصائل المُقاومة الفلسطينيَّة في غِلاف قطاع غزة مع استمرار بعض المناوشات المُتفرقة ، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء الحصار الشامل على غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والوقود.

٣ ما هي تداعيات معركة طوفان الأقصى ؟:

الخسائر

إسرائيل

ذكرت نجمة داود الحمراء الإسرائيلية في البداية أن امرأة واحدة على الأقل قُتلت بينما أصيب 16 شخصًا آخرين جراء الهجمات الصاروخية، اثنان منهم في حالة خطيرة.  وأُرسِلت فرق الإسعاف إلى المناطق المحيطة بقطاع غزة رداً على الهجوم. وأعلن عن مقتل مدني واحد على الأقل في كفار أبيب، في حين أصيب ثلاثة أشخاص في عسقلان ويفنه.  ووردت أنباء عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في كسيفة.  كما قُتل في تبادل إطلاق النار رئيس المجلس الإقليمي في منطقة شعاري هنيغف، أوفير ليبشتاين. أعلن عن ما لا يقل عن 68 ضحية بين مصاب وقتيل في عسقلان،  بينما أعلن عن 130 آخرين في بئر السبع.

وتقول حماس أنها أسرت 35 إسرائيليا ونقلتهم إلى قطاع غزة. وبحسب ما ورد استولى المسلحون على سيارة إسعاف تابعة لنجمة داود الحمراء.

فلسطين

وفي أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية رداً على ذلك، أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن عدد غير محدد من الإصابات بين "العديد من المواطنين". وقالت في وقت لاحق إن 161 فلسطينيا على الأقل قتلوا.  وذكر يوسف أبو الريش، مسؤول الصحة الفلسطيني الأعلى في غزة، أن معظم الضحايا الفلسطينيين سقطوا نتيجة معارك بالأسلحة النارية من داخل المستوطنات والبقية بسبب الغارات الجوية. وشاهد مراسلو وكالة أسوشيتد برس في قطاع غزة تشييع 15 ضحية وثماني جثث أخرى ما زالت في المستشفيات. وأفادت الأنباء عن مقتل شخص واحد على الأقل في غارة جوية على المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.  وقُتل أربعة فلسطينيين وأصيب خمسة آخرون خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي على طول السياج الحدودي في قطاع غزة.

 

٤ ما هي خلفيات معركة طوفان الأقصى ؟:

اندلعَ الصراع بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبين إسرائيل منذ انسحابِ الأخيرة من القطاع عام 2005، كما ارتفعَ منسوب التوتر بين الطرفين عقبَ سيطرة حماس على قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006 وما تبعها من حربٍ شبه أهليّة مع حركة فتح في العام الموالي.  يُعاني القطاع من 2007 (منذ 16 سنة) من حصارٍ إسرائيلي خانق من كلّ الجوانب تقريبًا بما في ذلك الجانب المصري. علاوةً على ذلك فإنّ غزة مغلقةٌ عن بقية العالم، بل إنّ الوصول إلى الموارد الحيويّة والضرورية بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء يخضعُ لسيطرة إسرائيل تامّة وهو ما يزيدُ من صعوبة حياة الغزيين.

قَتلت إسرائيل خلال عام 2023 ما لا يقلُّ عن 247 فلسطينيًا عددٌ كبيرٌ منهم من المدنيين، بينما قتلَ الفلسطينيون في عمليّاتهم الفردية أو تلك العمليات التي تتبّناها فصائل المقاومة ما لا يقلُّ عن 32 إسرائيليًا ما بين مجنّدين في جيش الاحتلال ومستوطنين،  كما أنّ اتساع رقعة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من قراهم وهدمِ منازلهم والغلوّ في الاعتقال والأسر في ظلِّ حكومة إسرائيلية يقودها عددٌ من الوزراء اليمينيين المتطرفين وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي طالبَ في أكثر من مرة بـ «إبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم» ووزير المالية بتسلإيل سموتريش الذي يدعمُ الاستيطان بكل قوّة ويضغطُ على الحكومة الإسرائيلية للسماح له بالحصول على مزيدٍ من التمويل لبناء عشرات المستوطنات الجديدة على الأراضي الفلسطينية ساهمَ في زيادة الاحتقان الفلسطيني،  فضلًا عن الاقتحام المتكرّر للمسجد الأقصى وبمئات المستوطنين مع حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية التي تمنعُ الفلسطينيين من أداء مناسكهم وتعتقلهم بالعشرات. لقد أكّد محمد الضيف كلّ هذا في المقطع المصوّر الذي كان بمثابة إيذانٍ منه بالانطلاقة الفعليّة للعملية حيث قال إنّ طوفان الأقصى جاء ردًا على «تدنيس الإسرائيليين للمسجد الأقصى»، وذلك بُعيد اقتحام مئات المستوطنين وعلى مدار 3 أيام تزامنًا مع عيد العرش اليهودي للأقصى بحمايةٍ ودعمٍ من الشرطة الإسرائيليّة التي واصلت وأينعت في منعِ الفلسطينيين من دخول باحات المسجد.

الجدير بالذكرِ أنّ عملية طوفان الأقصى حصلت بشكل فجائي وغير متوقّع للأجهزة الاستخباراتيّة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكيّة، حتى أنّ صحيفة هآرتس العبريّة اعترفت بأنّ «الهجوم من غزة شكَّل مفاجأةً كبيرةً للاستخبارات العسكرية»، كما أنّ العمليّة الفلسطينية جاءت بعد يومٍ واحدٍ من الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia