القرآن الكريم


بواسطة التلميذ(ة):
القرآن الكريم

١ مقدمة

في الإسلام، القرآن أو القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز الرئيسي، يُعَظِّمُه المسلمون ويؤمنون بأنّه كلام الله المنزّل على نبيه محمد للبيان والإعجاز، المنقول عنه بالتواتر حيث يؤمن المسلمون أنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وهو المتعبد بتلاوته، وهو آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.

٢ أهمية القرآن في الإسلام وعند المسلمين:

يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم هو آخر كتاب من كتب الله، الذي أنزله على رسوله محمد./ولهذا يعتبرون أن تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب بها المسلم إلى الله ليطمئن بهِ قلبهُ./يعتقد أكثرهم أنه أساس حضارتهم وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم في كل مجالات الحياة، الدينية والدنيوية./يقول الدكتور وصفي عاشور أبو زيد:/ القرآن فالقرآن الكريم هو الكتاب الخالد لهذه الأمة، ودستورها الشامل، وحاديها الهادي، وقائدها الأمين، كما أنه الكتاب الخالد للدعوة الإسلامية، ودليلها في الحركة في كل حين، وله أهمية كبيرة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والأمة؛ فهو يعالج بناء هذا الإنسان نفسه، بناء شخصيته وضميره وعقله وتفكيره، ويشرع من التشريعات ما يحفظ كيان الأسرة تظللها السكينة وتحفها المودة والرحمة، كما يعالج بناء المجتمع الإنساني الذي يسمح لهذا الإنسان بأن يحسن استخدام الطاقات الكامنة في المجتمع، وينشد الأمة القوية المتماسكة الشاهدة على العالمين.[75] القرآن يرى المسلمون أن الإنسان المسلم لا يستغني عن القرآن؛ فبه حياة قلبه ونور بصره وهداية طريقه./وكل شيء في حياة المسلم مرتبط بهذا الكتاب، فمنه يستمد عقيدته، وبه يعرف عبادته وما يرضي ربه، وفيه ما يحتاج إليه من التوجيهات والإرشادات في الأخلاق والمعاملات، وأن الذي لا يهتدي بهذا الكتاب يضيع عمره ومستقبله ومصيره، ويسير في ظلمات الجهل والضلالة والضياع،[76] وذلك بناءً على ما جاء في عدد من السور والأحاديث النبوية، كما في سورة الإسراء:/ Ra bracket.png إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا Aya-9.png La bracket.png[ae]؛ وسورة طه Ra bracket.png وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى Aya-124.png La bracket.png[af]، وكما ورد في أحد الأحاديث النبوية عن الدارمي عن علي بن أبي طالب قال:/ «سمعت رسول الله يقول:/ "ستكون فتن"./قلت:/ "وما المخرج منها؟" قال:/ "كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله./فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا"./هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم"».[76] فالقرآن ينص على أحكام العقائد، وفيه أحكام العبادات مثل الصوم والزكاة والحج، وفيه أحكام المعاملات من بيع وشراء وزواج وطلاق وميراث، كما أن فيه أحكام الأخلاق والآداب.[77] وقد قام عدد من العلماء الكبار بتأليف كتب كثيرة عبر الزمن تُسمى "أحكام القرآن" جمعوا فيها الآيات القرآنية المتعلقة بالأحكام الفقهية وما استنبطه منها أهل العلم من أحكام العبادات والمعاملات، وذلك تسهيلاً على الناس في الرجوع إليها./ويؤمن المسلمون أن القرآن تضمن كل ما جاء في الكتب السماوية السابقة مما يحتاج إليه الناس لهدايتهم وتنظيم أمور معاشهم، ومن الآيات التي يستدلون بها على ذلك، ما ورد في سورة المائدة:/ Ra bracket.png وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ Aya-48.png La bracket.png[ag]، ويقول أهل التفسير أن القرآن يشتمل على ما اشتملت عليه الكتب السابقة، الزبور والتوراة والإنجيل، ويزيد عليها في المطالب الإلهية والأخلاق النفسية،[78] فهو الكتاب الذي تتبع كل حق جاءت به الكتب فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين من الأمم والأنبياء والرسل، واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، وليس معنى هذا أنه تتبع الجزئيات والأحكام الفرعية، ولكنه تضمن ما جاء فيها في كليات اتفقت عليها الشرائع السماوية، وهي:/ حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، والعرض

٣ أصل الكلمة ومعناها:

تُشتق كلمة " قرآن " من المصدر " قرأ "،" يقرأ "،" قراءة "،و" قرآنا " ٍ وأصله من " القَرء " بمعنى الجمع والضم، يُقال:/ «قرأت الماء في الحوض»، بمعنى جمعته فيه، يُقال:/ «ما قرَأت الناقة جنينًا»، أي لم يضمَّ رحمها ولد./وسمى القرآن قرآنًا لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض.[39][40] وروي عن الشافعي أنه كان يقول:/ «القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله».[41] وقال الفرّاء:/ «هو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا وهي قرائن».[42] و"القرآن" على وزن فعلان كغفران وشكران، وهو مهموز كما في قراءة جمهور القراء، ويُقرأ بالتخفيف "قران" كما في قراءة ابن كثير.[43] ويعادل مصدر الكلمة في السريانية كلمة "قريانا" والتي تعني "قراءة الكتاب المقدس" أو "الدرس"./ورغم أن معظم الباحثين الغربيين يُرجعون أصل الكلمة إلى الكلمة السريانية، إلا أن غالبية علماء المسلمين يرجعون الكلمة إلى المصدر العربي "قرأ".[44] وعلى كل حال، فقد أصبحت الكلمة مصطلحًا عربيًا في زمن النبي محمد. ومن معاني الكلمة المهمة فعل القراءة نفسه.[45] قال العلاّمة الطبرسي:/ «القرآن:/ معناه القراءة في الأصل، وهو مصدرُ قرأتُ، أي تَلَوْتُ، وهو المَرْوِي عن ابن عباس، وقيل هو مصدرُ قرأتُ الشيء، أي جَمَعْتُ بعضهُ إلى بعض».[46] للقرآن أسماء أخرى كثيرة، تمت الإشارة إليها في القرآن نفسه مثل "الفرقان" و"الهدى" و"الذِكر" و"الحكمة" و"كلام الله" و"الكتاب"، وقد أفرد المؤلفون في علوم القرآن فصولاً لذكر أسماء القرآن ومعانيها./وأفرد بعضهم كتبًا مستقلة في بيان أسماء القرآن وصفاته.[47] أما مصطلح "المصحف" فيُستخدم عادةً للإشارة إلى النسخ المكتوبة منه، إذ لم يكن لفظ المصحف بمعنى الكتاب الذي يجمع بين دفتيه القرآن في بادئ الأمر، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه أبو بكر الصديق فأصبح اسمًا له.[48] يُقال للقرآن فرقان، باعتبار أنه كلام فارق بين الحق والباطل،[49] وقيل لفصله بحجّته وأدلته وحدوده وفرائضه وسائر معاني حكمه بين المحق والمبطل، وفرقانه بينهما تبصرة المحق وتخذيله المبطل حكمًا وقضاءً،[50] كما ورد في الآية الأولى من سورة الفرقان:/ Ra bracket.png تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا Aya-1.png La bracket.png، ويُقال له الكتاب إشارة إلى جمعه وكتابته في السطور،[51] وذُكر على أنه "الذِِكر" في الآية 9 من سورة الحجر:/ Ra bracket.png إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ Aya-9.png La bracket.png، والمقصود به أن هذا القرآن الذي أُُنزل على محمد ذكر لمن تذكر به، وموعظة لمن اتعظ به،[52] ويقول بعض المفسرين أيضًا في معنى الذِّكر أنه يحتمل أمرين، أحدهما أن يريد به أنه ذكر من الله لعباده بالفرائض والأحكام، والآخر أنه شرفٌ لمن آمن به وصَدَّقَ بما فيه.[46][51] يقول علماء القرآن والتفسير أن الأسماء والألقاب العديدة للقرآن يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات

٤ فضل القرآن الكريم:

جاء في فضل القرآن الكريم الكثير من الأدلة في القرآن الكريم ذاته، وفي السنة النبوية الشريفة، ومن الأدلة الواردة في القرآن الكريم عن فضله، قول الله تعالى:/ (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، وكذلك قوله:/ (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)، وممّا جاء في السنة النبوية في فضل القرآن الكريم قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:/ (الماهرُ بالقرآن مع السفرةِ الكرامِ البرَرَةِ، والذي يقرأ القرآنَ ويتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجرانِ)، وغير ذلك الكثير من الأدلّة، ويتضّح من ذلك أنّ الله تعالى خصّ القرآن الكريم بفضائلٍ عدّةٍ، يمكن بيان بعض منها فيما يأتي:/ جعل الله تعالى القرآن الكريم هادياً للتي هي أقوم، وجعل اتباع منهجه وسلوك طريقه سبباً للسعادة في الدنيا والآخرة./رفع الله تعالى بالقرآن العظيم أقواماً، ووضع به آخرين./جعل الله تعالى القرآن الكريم سبيلاً للنجاة من العذاب، وطريقاً للفوز بالجنان، فلا يُعذّب من وعاه، ولا يشقى من سلك طريق هُداه./امتدح الله سبحانه أهل القرآن، واصطفاهم، فجعلهم من أهله وخاصته./يرتقي المسلم بالقرآن منازل الجنان، فمنزلته في الجنة بقدر ما قرأ ورتّل في الدنيا من القرآن الكريم./يكون القرآن الكريم سبباً في سعادة قارئه، ووالدَي قارئه يوم القيامة./يكون قارئ القرآن الكريم في الجنة مع السفرة الكرام البررة، كما بشّر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أوصى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بتعاهد القرآن الكريم بشكلٍ مستمرٍ، وذلك للأمة عامّةً، ولحفظة كتابه خاصّةً، وقد جاء أيضاً استحباب ختم القرآن الكريم مرّةً في الشهر، وإن وجد المسلم في نفسه نشاطاً وطاقةً فليختمه في أسبوعٍ واحدٍ، ولا يزيد عن ذلك، وإنّما كان هذا الاستحباب ليبقى المسلم في تواصلٍ مع القرآن الكريم، ويُحقّق معاني التدبّر والتفكّر، وممّا يدلّ على المدة المذكورة في ختم القرآن الكريم؛ قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، فيما رواه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:/ (اقرَأْ القرآنَ في كلِّ شهرٍ، قال:/ قلتُ:/ إنِّي أجدُ قوَّةً، قال:/ فاقرأْهُ في عشرينَ ليلةٍ، قال:/ قلتُ:/ إنِّي أجدُ قوَّةً، قال:/ فاقرأْهُ في سبعٍ، ولا تزِدْ على ذلكَ). أعدّ الله تعالى لقارئ القرآن أجراً عظيماً، إذ تُضاعف حسناته بقراءة القرآن، وتمتلئ صحائف أعماله، ويشفع القرآن الكريم لصاحبه يوم القيامة.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia
    ٢ Wikipedia