مكة المكرمة


بواسطة التلميذ(ة):
مكة المكرمة

١ مقدمة

مكة المكرمة هي مدينة مقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، والكعبة التي تعد قبلة المسلمين في صلاتهم.
تقع غرب المملكة العربية السعودية، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 120 كيلومترا في الاتجاه الشرقي، وعلى بعد 72 كيلومترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة الإسلامي، وأقرب المطارات الدولية لها هو مطار الملك عبد العزيز الدولي.
تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالا، والطول 49/39 شرقا، ويُعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة.
تبلغ مساحة مدينة مكة المكرمة حوالي 850 كم²، منها 88 كم² مأهولة بالسكان، وتبلغ مساحة المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام حوالي 6 كم²، ويبلغ ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر حوالي 277 مترًا.

٢ التسمية:

يبلغ عدد أسماء مكة المكرمة عبر العصور المختلفة أكثر من خمسين اسماً وكنية، إلا أن أصل تسمية مكة مجهول تقريبا، وقد تعددت الفرضيات حول أصل التسمية، فقيل أنها سميت مكة لأنها تمكّ الجبارين أي تذهب نخوتهم، ويقال أيضا أنها سميت مكة لازدحام الناس فيها. يقال أن مكة عرفت بهذا الاسم لأن العرب في الجاهلية كانت تقول بأنه لا يتم حجهم حتى يأتوا الكعبة فيمكون فيها أي يصفّون صفير المكأو، وهو طائر يسكن الحدائق، ويصفقون بأيديهم إذا طافوا حولها./ويرى آخرون أنها سميت بكة لأنه لا يفجر أحد بها أو يعتدي على حرماتها إلا وبكت عنقه./يقول البعض أنها سُميت مكة لأنها كانت مزاراً مقدساً يؤمه الناس من كل الأنحاء للتعبد فيه. أما كلمة بك فتعني في اللغة السامية الوادي، وقد ورد في بعض الكتابات القديمة مدينة تسمى مكربة، وذهب الباحثون إلى أن هذه هي مكة. اسم مكة مذكور في القرآن مرة واحدة، في سورة الفتح في الآية:/ ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾، ، ولكن سميت بأسماء أو ألقاب أخرى، فسميت بكة في سورة آل عمران في:/ ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾،[21] وسميت أم القرى في سورة الأنعام في:/ ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾،[22] وسميت أيضا البلد الأمين في سورة التين في:/ Ra bracket.png وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ Aya-1.png وَطُورِ سِينِينَ Aya-2.png وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ Aya-3.png La bracket.png،[23] هذا بالإضافة إلى أسمائها الأخرى مثل معاد وتهامة والبيت العتيق والحاطمة وأم زحم والبلدة وغيرها. من الأسماء الأخرى لمكة، أو الجبال والبرية المحيطة بها، حسب أراء بعض الباحثين المسلمين، هي صحراء فاران أو برية فاران، والتي ذكرت في عدد من أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس.[24] تنص التقاليد العربية والإسلامية أن فران المذكورة إنما يُقصد بها مكة وهي المكان حيث نزل النبي إسماعيل بن إبراهيم وامه هاجر.[24] يقول ياقوت الحموي أن "فران" كلمة عبرية عُرّبت مع مرور الوقت بفعل التمازج والتفاعل بين العرب واليهود في بعض مواقع شبه الجزيرة العربية.[25] من الأسماء الأخرى لمكة في التوراة:/ تل فران، وهو اليوم اسم لتل يقع على تخوم المدينة.[25]

٣ تاريخ مكة:

يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم برفع أساسات الكعبة، وكانت مكة في بدايتها عبارة عن بلدة صغيرة سكنها بنو آدم إلى أن دمرت، بحسب المعتقد الإسلامي، أثناء الطوفان الذي ضرب الأرض في عهد النبي نوح،[26] وأصبحت المنطقة بعد ذلك عبارة عن واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب،[27] ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك عندما تفجر بئر زمزم عند قدمي النبي إسماعيل،[28] بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وولده إسماعيل في هذا الوادي الجاف./وبعد ذلك جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وهم أول من عُرف بسكنها،[29] وقامت قبيلة جرهم خلال فترة حكمهم لمكة بدفن بئر زمزم، وأكلوا مال الكعبة الذي يُهدى لها،[30] واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وكان بغي قبيلة جرهم في مكة سببا في قيام بني غبشان من قبيلة خزاعة وبني بكر من قبيلة كنانة بمحاربة جرهم فلما انتصروا على قبيلة جرهم نفوها من مكة فقام سيدها عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بدفن غزالي الكعبة وحجر الركن في زمزم قبل خروجه بقومه إلى اليمن.[30][31] تولت بعد ذلك قبيلة خزاعة حكم مكة واستمرت كذلك ما يقارب ثلاثمئة سنة،[30] وقام سيدها عمرو بن لحي الخزاعي المضري بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم وعبد الأوثان في شبه الجزيرة العربية.[32]

٤ الجغرافيا:

يسود مكة المناخ الصحراوي الحار مثل أغلب مدن شبه الجزيرة العربية،[59] ونظراً لوجود مكة بالمنطقة المدارية، وبُعدها النسبي عن ساحل البحر الأحمر فهي تتميز بمناخ جاف نسبياً، وترتفع درجة حرارتها كثيراً في فصل الصيف فتصل في شهر يونيو إلى ما يقارب 47° مئوية، أما في فصل الشتاء فتختلف مكة عن باقي مدن الجزيرة العربية، فهي تتميز بمناخ دافئ وتترواح درجة الحرارة بين 25° مئوية نهاراً و17° مئوية ليلاً،[59] أما الأمطار فيكثر هطولها في شهور نوفمبر، ديسمبر، ويناير ويبلغ المعدل السنوي لهطول الأمطار في مكة ما بين 25 و80 مليمترا./بالنسبة للرياح فتهب من الاتجاهات الشمالية والشمالية الغربية والجنوبية الغربية، وتبلغ متوسطة سرعتها ما بين 3 و36 عقدة./بالنسبة للرطوبة فهي متوسطة أغلب أوقات السنة ويبلغ متوسط معدلها ما بين 32 و57%.[59]

٥ السكان:

يبلغ عدد سكان مكة بحسب إحصائيات عام 2015، حوالي 1,578,722 نسمة موزعين على أحياء مكة القديمة والجديدة./تنقسم الأسر في مكة إلى نوعين:/ أسر نووية وأسر ممتدة، تبلغ نسبة الأسر الممتدة في مكة حوالي 11% من إجمالي الأسر، في حين تبلغ الأسر النووية نسبة 89% الباقية،[64] وفيما يتعلق بتوزيع السكان حسب الجنسية، فإن حوالي 75% من سكان مكة من السعوديين، وأن نسبة 25% الباقية هم من غير السعوديين.[65] وتُعتبر الجالية البرماوية هي أكبر جالية من بين غير السعوديين في مكة، حيث تمثل 19% من إجمالي غير السعوديون، وتحتل أكبر ثماني جاليات في مكة 75% من الإجمالي، وهم اليمنيون، الباكستانيون، المصريون، البورماويون، البنغاليون، النيجيريون، السودانيون، والماليون.[64] يبلغ متوسط حجم الأسرة في مكة خمسة أفراد تقريباً، وهذا يعني على وجه التحديد أن كل 10 أسر في مكة تضم 52 فرد في المتوسط./وتتراوح أحجام النسبة الأكبر من الأسر بين فردين إلى سبعة أفراد، حيث تمثل هذه الأحجام 73,2% من الإجمالي، أما الأسر ذات الحجم الكبير التي تضم أكثر من عشرة أفراد فنسبتها لا تتجاوز 4% فقط.[64] تسكن النسبة الأكبر من أسر مكة في شقق بعمارات أو منازل، حيث تبلغ هذه النسبة ما يُقارب 64,4%، وتبلغ نسبة من يقيمون في منازل شعبية 13% تقريبا، وهناك نسبة 10% من الأسر تسكن في فلل مستقلة./20% من مساكن مكة تبلغ مساحتها أقل من 100م²، وحوالي 64,6% من المساكن مساحتها أقل من 200م²، أما المساكن التي تبلغ مساحتها 400م² وأكثر فتمثل نسبة 15% تقريباً.[64] تبلغ نسبة السكان الذين يقيمون في مساكن ملك لهم 46% تقريباً من إجمالي عدد السكان، وتبلغ نسبة من يقيمون في مساكن مستأجرة حوالي 51%، وتبلغ نسبة السكان الذين تصل إليهم مياه الشبكة العامة للشرب حوالي 76% من الإجمالي، في حين أن 24% يحصلون على المياه من الآبار وعربات النقل وبعض المصادر الأخرى.[64]

٦ الاقتصاد:

أفاد موقع مكة الاستراتيجي بوصفها محطة للقوافل بين الشمال والجنوب أيام الجاهلية في إمساكها بزمام التجارة بين أطراف شبه الجزيرة العربية وبين الطرفين المتنافسين، أي الفرس والروم،[66] كما أفادت مكة من الأسواق التي أقامتها للتجارة ولاتخاذها منتديات أدبية وأشهر أسواق مكة في الجاهلية ثلاثة هي سوق عكاظ وسوق مجنة وسوق ذي المجاز، وتمتعت مكة بظروف اقتصادية جيدة إلى حد ما من خلال مزاولتها للتجارة الداخلية والخارجية، وتمكن أهلها من تحقيق ثروات كبيرة من هذه التجارة عوضتهم عن فقر البيئة التي تحيط بالمدينة،[66] وقد استطاع تجار مكة إنشاء علاقات تجارية مع كل من الأحباش والمصريين مستفيدين من اقترابها من البحر الأحمر،[66] حيث استخدموا سفناً تجارية تعمل لحسابهم./يعتمد اقتصاد مكة الحديث بشكل رئيسي على محورين أساسيين هما المواسم الدينية والإنفاق الحكومي،[67] يُشكل موسم الحج والعمرة مصدر دخل أساسي لأهل مكة، وتُعد السلع والخدمات التي توفرها مدينة مكة لزوار المسجد الحرام، بمثابة صادرات غير منظورة، إذ أن أغلب زوار مكة يحرصون على شراء بعض الذكريات أو الهدايا لأحبائهم./أما المحور الآخر في الاقتصاد المكي هو الإنفاق الحكومي./تُقدّر الميزانية السنوية التي تخصصها الحكومة السعودية لأمانة العاصمة المقدسة بحوالي 50 مليون دولار أمريكي،[68] يتم صرفها في الخدمات الأساسية من بنية تحتية، تطوير وتنفيذ المخططات التنموية، بناء المساكن، تشييد الطرق، فضلاً عن العناية بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة وما تتضمنه من توسعات وتجديدات وإصلاحات.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia