نظرية العقل التشكل والتطور والاختلافات


بواسطة التلميذ(ة):
نظرية العقل التشكل والتطور والاختلافات

١ مقدمة

في علم النفس، تُعتبر نظرية العقل (بالإنجليزية: Theory of Mind)(وباختصار ToM ) أحد فروع العلوم الإدراكية (الإستغرافية) وتتمثل بالقدرة على تمييز أو توقع ما سيفعله الشخص نفسه أو أشخاص آخرون وفهم أن للناس الآخرين معتقدات، ونوايا، ورغبات، وآراء مختلفة.
بمعنى آخر، نظرية العقل هي المقدرة على تفسير أو توقع أفعال شخص آخر بشكل تلقائي وإدراك أنها تختلف عن أفعال الشخص نفسه، ويمكن أن يتصور الشخص نفسه في "أماكن أشخاص آخرين" للفهم والتنبؤ بأحاسيسهم وأفعالهم.
تعتبر هذه النظرية جوهرية للحياة اليومية الاجتماعية البشرية إذ أنها أساسية لفهم، وإدراك، وتحليل، واستنتاج سلوكيات وتصرفات الآخرين، وتعتبر نظرية العقل مناقضة تماماً للعمى العقلي، حيث أن العمى العقلي هو اضطراب يكمن في عدم المقدرة على فعل ما تضمنه نظرية العقل من أفعال.
من الجدير بالذكر أيضاً أنه يمكن أن يتواجد مشكلة في فهم هذه الأشياء عند الناس المصابين بطيف التوحد، الفصام،اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، اعتماد الكوكائين، وتلف الدماغ.

٢ التسمية:

نظرية العقل سُميت "بالنظرية" لأن العقل لا يمكن إدراكه أو فهمه بشكل مباشر. هذا يعني أننا لا نستطيع بشكل قطعي أن نعرف ماذا يحدث في عقول الآخرين _ بل إننا نستطيع فقط أن نتوقع أو نفترض تصرفات الناس من حولنا بناءً على تجاربنا إلى جانب معتقداتنا، أحاسيسينا، وإدراكنا. تسمى هذه النظرية أحياناً عند الفلاسفة بـ"علم نفس العامة"، وتسمى عند علماء الإدراك بـ"علم النفس البديهي" و"علم النفس الساذج".

على الرغم من أن هذه النظرية تتضمن أفكار ومناهج فلسفية إلا أن نظرية العقل بحد ذاتها تختلف عن فلسفة العقل.

٣ نظرية العقل التشكل والتطور:

تبدأ مهارات نظرية العقل بالتشكل منذ بداية سنين الطفولة الباكرة وتستمر بالتطور عبر الحياة، حيث أنها تبدأ مثلاً عندما يتعلم الطفل الصغير اللغة وقد يكون الطفل الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات بات يفهم ويحسن استخدام نظرية العقل بشكل عفوي وتلقائي مما يساعده بشكل أساسي على التعامل، التعاون، أو حتى الخداع والتلاعب مع الآخرين.

أمثلة مبسطة:/ على سبيل المثال نظرية العقل تشمل أن يكون الطفل الصغير قادر على أن يفهم:/

- أن الأشياء الذي يحبها أو يكرهها قد لا تكون نفس الأشياء عند الآخرين وأنهم قد يفضلون أو يحبون أشياء مختلفة تماماً.

- أنه إذا شهد بأعينه شيئاً ما ولم يشهده الآخرين معه، فإنه يعرف شيء لا يعرفه الآخرين.

- أنه إذا كان يفكر أو يحس بشيء ما في داخله، فإن تلك الفكرة أو الإحساس لن يعرفه الآخرون.    

٤ الاختلافات الثقافية:

اقترح الباحثون أن هناك خمسة جوانب أساسية- تتطور بالتتابع لدى الأطفال الذين تترواح أعمارهم من ثلاث لخمس سنوات- لنظرية العقل، تلك الجوانب تتكون من تطوير الرغبات المتنوعة، والمعتقدات المختلفة، والوصول إلى المعرفة، والمعتقدات الخاطئة، والعواطف الخفية.

يكتسب الأطفال الأستراليين والأمريكيين والأوروبيين نظرية العقل في هذا الترتيب الدقيق، وتشير الدراسات أن الأطفال في كندا، وبيرو، والهند، وسامو، وتايلاند يمرون بهمة الاعتقاد الخاطئ في نفس الوقت تقريبًا؛ ومع ذلك فإن الأطفال من إيران والصين يطورون نظرية العقل في ترتيب مختلف قليلًا. على الرغم من أن الأطفال يبدأون في تطوير نظرية العقل في الوقت نفسه، إلا إن الأطفال في هذه البلدان يفهمون إمكانية الوصول إلى المعرفة قبل الأطفال الغربيين ولكنهم يستغرقون وقتًا أطول لفهم المعتقدات الخاطئة. يعتقد الباحثون أن هذا التبادل في النظام التنموي يرتبط بالثقافة الجماعية في إيران والصين والتي تؤكد على الاعتماد المتبادل والمعرفة المشتركة مقابل ثقافة الفردانية في البلدان الغربية والتي تعزز الفردية والآراء المتضاربة.

كل هذا يشير إلى أن تطوير نظرية العقل لا تحدده عمليات الدماغ الفطرية فحسب، بل يتأثر أيضًا بالعوامل الاجتماعية والثقافية.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia