تلخيص قصير لزحزحة القارات


بواسطة التلميذ(ة):
تلخيص قصير لزحزحة القارات

١ مقدمة

الانجراف القاري أو تزحزح القارات أو زحف القارات هي نشاط جيولوجي تقوم به الصفائح التكتونية للكرة الأرضية وتتمثل في حركات تكتونية إما التباعد أو التقارب أو الاحتكاك ما بين صفيحتين، لتبدو وكأنها تتزحزح عبر قاع البحر.
كان أبراهام أورتيليوس أول من افترض أن القارات قد تكون «تتزحزح»، وذلك سنة 1596 م.
إلا أن هذه الفرضية تطورت واكتملت بشكل مستقل على يد ألفريد فيغنر سنة 1912 م، لكن نظريته رفضها البعض لعدم شرحها للآلية التي تم بها ذلك، ورفضها البعض الآخر لما تضمنته من افتراضات نظرية.
ثم لاقت قبولاً بعد أن قدمت نظرية الصفائح التكتونية شرحًا لآلية حركة القارات.

٢ دلائل زحزحة القارات:

تعددت الدلائل على حركة القارات على الصفائح التكتونية الآن. فقد تم العثور على أحافير لنباتات وحيوانات على شواطيء قارات مختلفة، مما يدعو للاعتقاد بأنهم كانوا يومًا ما مجتمعين. وقد وجدت أحفوريات لميسوصورات وهو من زواحف المياه العذبة يشبه التمساح الصغير في كل من البرازيل وجنوب أفريقيا. كما اكتشفت أحفوريات لسحلية المجرفة وهي من الزواحف الأرضية في صخور ترجع لنفس الزمن الجيولوجي في مواقع في أفريقيا والهند والقارة القطبية الجنوبية. وهناك أيضا أدلة الحي الحيوانات نفسها التي وجدت على قارتين. تم العثور على بعض العائلات دودة الأرض (على سبيل المثال Ocnerodrilidae، Acanthodrilidae، Octochaetidae) في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، على سبيل المثال.  وهناك أمثلة حية لا زالت بيننا لحيوانات موجودة في قارتين مختلفتين، مثل بعض عائلات دودة الأرض التي تتواجد في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

دعى التشابه الواضح بين شكل جانبي قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وإن كان تطابقًا مؤقتًا حيث ستؤدي القوى الفيزيائية لتكتونيات الصفائح عبر ملايين السنين إلى انفصال ودوران تلك القارات، فيجنر لدراسة ما أطلق عليه الانجراف القاري التي مات دون أن يرى قبول فرضيته. وكان توزيع الرواسب الجليدية التي تعود للعصر البرمي-الكربوني  الإنجليزية  في أمريكا الجنوبية وأفريقيا ومدغشقر والجزيرة العربية والهند والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا أحد الدلائل الرئيسية على نظرية الانجراف القاري. كما دعى اتصال المثلجات المستنتجة من التصدعات والترسيبات الجليدية إلى التفكير في وجود القارة العملاقة غندوانا، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في فهم نظرية الانجراف القاري. وتشير التصدعات الجليدية إلى تحرك المثلجات ابتعادًا عن خط الاستواء نحو القطبين، مما يؤيد فكرة أن القارات الجنوبية كان سابقًا في مواقع مختلفة تمامًا عن مواقعها الحالية، فضلاً عن كونها كانت متجاورة مع بعضها البعض.

٣ معارضة النظرية:

رُفضت نظرية الانجراف القاري لسنوات عديدة. فلم يؤمن الجيولوجيون أن الأدلة التي قدمها فيجنر لإثبات النظرية كافية. ورغم القبول الآن لفكرة أن الصفائح التي تحمل القارات تتحرك، إلا أن تلك الفكرة كانت من أكبر الاعتراضات التي لم يجد لها فيجنر حلاً حين سُأل عن طبيعة القوى التي تدفع وتحرك تلك الصفائح؟  دافع الجيولوجي البريطاني آرثر هولمز بشدة عن نظرية الانجراف القاري في الوقت الذي واجهت فيه النظرية معارضة عنيفة، بل واقترح في سنة 1931 م أن الدثار يحتوي على خلايا حمل حراري تبدد الحرارة إشعاعيًا، وتحرّك القشرة الأرضية.  كما أنهى كتابه «مباديء الجيولوجيا الفيزيائية» الذي نشر سنة 1944 م، بفصل عن الانجراف القاري.  وقد ذكر ديفيد أتينبارا موقفًا حدث أثناء دراسته في الجامعة في أربعينيات القرن العشرين يوضح حالة الرفض لتلك النظرية حينئذ، قائلاً:/ «ذات مرة، سألت أحد المحاضرين لماذا لا يحدثنا عن الانجراف القاري، فسألني باحتقار إن كنت تستطيع إثبات وجود قوة بإمكانها تحريك القارات، وقتها سيُفكّر في الحديث عن تلك النظرية. مُضيفًا أن الفكرة بحد ذاتها هراء. »

أظهرت الخرائط الجيولوجية في تلك الفترة وجود جسور يابسة عملاقة تمتد بين المحيطين الأطلسي والهندي ربطت بين التشابه في الحياة النباتية والحيوانية وانقسام قارة آسيا في العصر البرمي، ولكنها فشلت في الربط بين المثلجات في الهند وأستراليا وجنوب أفريقيا.  في سنة 1953 م، أي قبل خمس سنوات من تقديم صامويل وارين كاري لنظرية الصفائح التكتونية ، رفض الفيزيائي شيدغر نظرية الانجراف القاري لعدة أسباب أولها أن الكتل العائمة في أي مجسم أرضي دائر ستتجمع عند خط الاستواء وتستقر عنده، وهذا يُفسّر تواجد فواصل جبلية بين أي قارتين. ثانيًا، أن الكتل العائمة في الأوساط السائلة كالجبال الجليدية في المحيط، لابد أن تكون خاضعة لتوازن قوى بمعنى أنه يجب أن تكون قوى الجذب وقوى الطفو في حالة تعادل، لكن أظهرت قياسات الجاذبية أن العديد من المناطق لا تخضع لهذا التوازن. ثالثًا، هناك صعوبات في تفسير سبب تجمّد مناطق في القشرة الأرضية، وبقاء مناطق أخرى في حالة سائلة.

يرجع الفضل للجيوفيزيائي جاك أوليفر في تقديم أدلة زلزالية تدعم نظرية الصفائح التكتونية التي شملت وحلّت محل نظرية الانجراف القاري في مقالته «علم الزلازل والتكتونيات العالمية الجديدة» التي نشرت سنة 1968 م، وذلك باستخدام البيانات التي تم جمعها من محطات زلازل، بما في ذلك تلك التي جمعها من جنوب المحيط الهاديء.  ومن المعروف الآن أن هناك نوعان من القشرة:/ قشرة قارية وقشرة محيطية. القشرة القارية أخف وزنًا وتختلف في تكوينها عن القشرة المحيطية، ولكن كلاهما يتجاوران فوق دثار لدن. تنشأ القشرة المحيطية عند مناطق تمدد قاع البحر، التي تشكل مع الاندساس، النظام الذي يدفع الصفائح بطريقة فوضوية، نتج عنها حركة أوروجينية مستمرة، ومناطق ضغط غير متوزانة. قدمت نظرية الصفائح التكتونية تفسيرًا لكل هذا، بما في ذلك حركة القارات، بصورة أفضل من نظرية فيجنر.

٤ فيجنر ومن سبقوه:

في 6 يناير 1912 م، قدّم ألفريد فيجنر أمام الجمعية الجيولوجية الألمانية فرضية أن القارات كانت يومًا ما قارة واحدة عملاقة قبل أن تنقسم وتنجرف إلى مواقعها الحالية.  ورغم أن فيجنر وضع نظريته باستقلالية وبشمولية أكثر مما اقترحه من سبقوه، إلا أنه أرجع فضل ما توصّل له إلى أفكار عدد من المؤلفين الذين سبقوه  أمثال فرانكلين كوكسوورثي (بين سنتي 1848-1890 م)  وروبرتو مانتوفاني (بين سنتي 1889-1909 م) وويليام هنري بيكرينغ (1907 م)  وفرانك بورسيلي تايلور (1908 م). وفي سنة 1858 م، افترض إدوارد سويس وجود قارة عملاقة غندوانا، وكذلك افترض وجود المحيط العملاق بانثالاسا سنة 1893 م. وفي سنة 1895 م، قدّم جون بيري ورقة افترض فيها باطن الأرض كان سائلاً، واعترض على تقدير لورد كلفن لعمر الأرض.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia