إبن تيمية


بواسطة التلميذ(ة):
إبن تيمية

١ مقدمة

تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيمية.
هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة.
وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري.
نشأ ابن تيمية حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

٢ إبن تيمية :

وُلد ابن تيمية سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحرانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران./بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ./وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السكرية"./أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية./وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة./بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السكرية"، بالإضافة أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق. واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد./وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول./وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج./وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم./وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر./وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها"./وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها. عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن./ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم./إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام./وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان./وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام./وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار. ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين./وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر./وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي./وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية./ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد./ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.

٣ ... بدايته لا الحصر:

حفظ ابن تيمية القرآن في صغره، واتجه بعد حفظ القرآن بدراسة الفقه والأصول وعلوم اللغة العربية وتفسير القرآن، وأصول الفقه والفرائض والخط والحساب والجبر والمقابلة، والحديث، وكان أول كتاب حفظه في الحديث "الجمع بين الصحيحين" للحميدي؛ يقول الحافظ ابن رجب:/ «عُني بالحديث، وسمع "المسند" مرات، والكتب الستة، و"معجم الطبراني الكبير".» وتلقى الفقه الحنبلي على يد والده. :/50-51 سمع ابن تيمية من أزيد من مئتي شيخ كما يذكر جل المؤرخين، ومنهم:/ ابن عبد الدائم المقدسي، وابن أبي اليسر، والكمال بن عبد، وشمس الدين ابن أبي عمر الحنبلي، وشمس الدين بن عطاء الحنفي، وجمال الدين يحيى ابن الصيرفي، ومجد الدين ابن عساكر، والنجيب المقداد، وأحمد بن أبي الخير الحداد، والمسلم بن علان، وأبو بكر الهروي، والكمال عبد الرحيم، وفخر الدين بن البخاري، وابن شيبان، والشرف بن القواس، وزينب بنت مكي، وست العرب الكندية، وأبو محمد بن عبد القوي في اللغة العربية، وتاج الدين الفزاري، وزين الدين بن المنجى، والقاضي الخويي، وابن دقيق العيد، وابن النحَّاس، والقاسم الإربلي، وعبد الحليم بن عبد السلام (والده)، وشرف الدين أبو العباس أحمد بن أحمد المقدسي، وجمال الدين البغدادي، وإبراهيم بن الدرجي، وعلي بن بلبان، ويوسف بن أبي نصر الشقاوي، وعبد الرحمن بن أحمد العاقوسي، ورشيد الدين محمد بن أبي بكر العامري، وبدر الدين بن عبد اللطيف خطيب حماة، وتقي الدين مُزيز، وتاج الدين أحمد بن مزيز، وجمال الدين أحمد بن أبي بكر الحموي.

٤ ... سيرته لا الحصر:

شرع ابن تيمية في التدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة، بالإضافة إلى أنه قد بدأ في هذا السن بالتأليف أيضاً./وكان العالم كمال الدين أحمد بن نعمة المقدسي ممن أذن لابن تيمية بالإفتاء؛ وذكر المؤرخون أنه كان يفتخر بذلك ويقول:/ أنا أذنت لابن تيمية بالإفتاء. :/91-92 وما إن بلغ ابن تيمية من عمره 22 سنة حتى توفي والده عبد الحليم ابن تيمية في سنة 682 هـ، وحدث فراغ كبير في مشيخة التدريس بدار الحديث السكرية./فخلفه ابنه أحمد ابن تيمية فيها وكان ذلك في 2 محرم 683 هـ. :/53 يذكر المؤرخون بأن علماء كثر قاموا بحضور الدرس الأول لابن تيمية وأنه نال إعجابهم، وكان من هؤلاء العلماء بهاء الدين بن الزكي الشافعي، وتاج الدين الفزاري، وزين الدين بن المرحل، وزين الدين بن المنجا الحنبلي، وبعض علماء الحنفية./وفي العاشر من صفر جلس ابن تيمية بالجامع الأموي بعد صلاة الجمعة للتفسير. :/95 وأما طريقته في إلقاء دروسه، فقد وصف بأنه كان يجلس بعد أن يصلي ركعتين، ويحمد الله ويصلي على النبي، فيبدأ بدرسه من حفظه، وكان يغمض عينيه عند الحديث./وكان يتكلم على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث، ويورد أيضاً في حديثه من القرآن والسنة واللغة والنظر. :/95-99 بالإضافة إلى تدريسه في دار الحديث السكرية وتفسيره القرآن الكريم في الجامع الأموي، فقد تولى التدريس بالمدرسة الحنبلية خلفاً للعالم زين الدين بن المنجا الحنبلي، ثم تنازل عن التدريس فيها بعد فترة طويلة لعدم تفرغه وكثرة أسفاره بين الشام ومصر، وانشغاله بمحاربة التتار، وإعداد الناس لمجابهتهم، وكان أول يوم في تدريسه بالمدرسة الحنبلية في 17 شعبان سنة 695 هـ، وقد تركها بعد تنازله عنها لشمس الدين بن الفخر البعلبكي. :/103-104 وبعد قدومه إلى دمشق سنة 712 هـ بعد أن غاب عنها فوق سبع سنين، أكمل تدريسه بمدرسة السكرية والحنبلية.

٥ ... منهجه لا الحصر:

منهجه العام عدل الاعتماد على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف./وفهم النصوص على مراد الله وعلى مراد الرسول مستيعناً بفهم السلف لذلك، فقد كان يرى أن الشريعة أصلها القرآن وقد فسره النبي، والذين تلقوا ذلك التفسير من النبي هم الصحابة ثم ألقوها إلى التابعين./وقد اتصف منهجه بالاهتمام بأقوال ومفهومات السلف وعلى الأخص القرون الثلاثة الأولى. :/183-185[31][32] عدم التعصب لمذهب معين، والدعوة إلى فقه في الدين ونبذ الجمود، حيث كان لا يتبع غيره في رأي له بغير دليل من القرآن والسنة النبوية وما صح عن الصحابة من الآثار وآثار السلف./وسعى ابن تيمية إلى ترك التعصب المذهبي، بسبب أن عصره كان يموج بالتعصب لدى بعض متبعي المذاهب، وما أدى إليه هذا من ركود فكري في تلك الفترة. :/185[31]:/68-69[33] موافقة المعقول للمنقول وشمولية النصوص للأحكام، فلم يكن يهمل العقل والفكر في دراساته، ولم يكن يجاوز به مجاله، ولا يجعله حاكماً على نص قرآني أو حديث صحيح.[31]:/70[34] تحقيق مقاصد الشارع بجلب المصالح ودرء المفاسد، وقد أولى ابن تيمية هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث يتتبع ويبرز مقاصد الشارع من النصوص الشرعية، ويبين الأسباب التي رتبت عليها الأحكام، واهتم أيضاً بدرء المفاسد المتمثل بأصل سد الذرائع.[31]:/67-68[35] مراعاة الأصول والقواعد العامة بربط منهجه بالأصول والقواعد العامة، وسبب ذلك ملاحظته تفكك الأفكار واختلاف المفهومات والخطأ في المسائل الشرعية، بسبب النظرة الجزئية في الأدلة الشرعية لدى بعض الفقهاء.[31]:/70 التسهيل والتيسير ما لم يكن مانع شرعي بحدود ما يدركه على ضوء الأدلة الشرعية، ولا يتجه إلى هذا الجانب عند وجود دليل منع في المسألة.[31]:/72

٦ الآراء الفقهية والعقدية:

التوحيد وأقسامه عدل Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة:/ التوحيد في الإسلام يعرف ابن تيمية التوحيد بأنه إفراد الله بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات،[43] أي الإقرار بأن الله هو المدبر لجميع الأمور، وأن تُصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، وإثبات ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال، ونفي عنه ما نفاه عن نفسه من صفات النقص./وبين ابن تيمية أن أعلى أصول الإيمان وأفضلها هو التوحيد وهو شهادة أن لا إله إلا الله حيث أمر الله بها جميع خلقه وأرسل به رسله./فيقول ابن تيمية:/ «فإنَّ التوحيد الواجب أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، فلا نجعل له نداً في ألوهيته، ولا شريكاً، ولا شفيعاً.» ويقول:/ «فلا بد للعبد أن يثبت لله، ما يجب إثباته له، من صفات الكمال، وينفي عنه ما يجب نفيه مما يضاد هذه الحال، ولا بد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره، فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته، وعموم مشيئته ويثبت أمره، المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل، ويؤمن بشرعه وقدره، إيماناً خالياً من الزلل، وهذا يتضمن توحيده في عبادته وحده.»[44]:/50 إلى 54 ويبين أن ذكر الله لصفاته في القرآن ليس مقصوراً على وجوب إفراده بصفات الكمال فحسب بل دلت أيضاً على وجوب إفراده بالعبادة ويقول في ذلك:/ «والله سبحانه لم يذكر هذه النصوص لمجرد تقرير صفات الكمال له؛ بل ذكرها لبيان أنه المستحق للعبادة دون ما سواه، فأفاد الأصلين اللذين بهما يتم التوحيد:/ وهما إثبات صفات الكمال رداً على أهل التعطيل وبيان أنه المستحق للعبادة لا إله إلا هو رداً على المشركين./والشرك في العالم أكثر من التعطيل; ولا يلزم من إثبات "التوحيد" المنافي للإشراك إبطال قول أهل التعطيل، ولا يلزم من مجرد الإثبات المبطل لقول المعطلة الرد على المشركين إلا ببيان آخر.»[45] ويدخل في التوحيد جميع أعمال العبادة المطلوبة شرعاً، سواء كانت أعمال قلوب أو جوارح، مثل عبادة الله ومحبته، والتوكل عليه، وخشيته، ودعائه، فيعرف ابن تيمية العبادة:/ «العبادة:/ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة والظاهرة.»[44]:/55-56 أقسام التوحيد عدل لابن تيمية في تقسيم التوحيد طريقتان:/ طريقة إجمالية، وطريقة تفصيلية:/ الطريقة الإجمالية:/ ينقسم التوحيد إجمالاً إلى قسمين:/ التوحيد القولي العلمي:/ ويسميه تلميذه ابن القيم "توحيد المعرفة والإثبات"، وهذا التوحيد يشمل توحيد الله بربوبيته وتوحيده بإثبات أسمائه وصفاته.[44]:/173[46] وقد سمي بالقولي لأنه مقابل لتوحيد الألوهية الذي يشكل الجانب العملي من التوحيد.[47] التوحيد القصدي العملي:/ أو "الإرادي العملي" أو "توحيد القصد والعمل" أو "توحيد القصد والطلب"، وهو ما يقابل توحيد الألوهية./وسمي بالعملي لأنه يشمل كلاً من عمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح التي تشكل جانب العمل من التوحيد.[47] الطريقة التفصيلية:/ ويقسم ابن تيمية التوحيد تفصيلياً إلى ثلاثة أقسام:/ توحيد الألوهية:/ ومعناه إفراد الله وحده بالعبادة، ويقول ابن تيمية:/ «فهذا التوحيد الذي في كتاب الله:/ هو توحيد الألوهية، وهو أن لا تجعل معه ولا تدعو إلهاً غيره.»[44]:/517 توحيد الربوبية:/ عرف ابن تيمية توحيد الربوبية بقوله :/«فهو سبحانه خالق كل شيء، وربه، ومليكه، لا خالق غيره، ولا رب سواه، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فكل ما في الوجود، من حركة وسكون فبقضائه وقدره ومشيئته وقدرته وخلقه.»[44]:/425 توحيد الأسماء والصفات:/ ومعناه:/ إفراد الله والإيمان بأسمائه وصفاته كما ورد في الكتاب والسنة، والنقول الصحيحة عن السلف./وإثباتها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل.[48] ويعترض البعض على ابن تيمية بأنه ابتدع بتقسيم التوحيد، وأنه تقسيمه هذا يقضي على الوحدة الموضوعية المفهومة من كلمة توحيد،[44]:/176 وأنه لم يرد في الكتاب والسنة ولا في عصر السلف./وأن الهدف من هذا التقسيم هو تشبيه المسلمين بالكفار الذين لا يمشون على منهج السلف، وتكفيرهم بدعوى أنهم وحدوا توحيد الربوبية ولم يوحدوا توحيد الألوهية.[49] إلا أنه في المقابل يذكر آخرون أن هذا التقسيم قديم، وقد عمل عليه بعض علماء السلف، إلا أن عباراتهم تختلف من شخص إلى آخر، مثل أبو يوسف صاحب أبي حنيفة وكما صرح بهذا التقسيم أبو جعفر الطحاوي وابن بطة وابن جرير الطبري وقرره ابن القيم وغيرهم من العلماء.[50]

٧ ... مواقفه لا الحصر:

موقفه من علم الكلام عدل عني ابن تيمية بدراسة علم الكلام، وكان على اطلاع واسع على جميع ما ألفه علماء الكلام المتقدمين والمتأخرين./وكان هدفه من هذه الدراسة أن يتمكن من نقدها./فهو يعتقد أنهم أدخلوا في أصول الدين ما يخالف القرآن الكريم، ومالم يأذن به الله، وأنهم أوقعوا الناس في إشكالات وضلالات جعلتم يضلون عن الطريق الصحيح./ويذكر أن الرسول قد بين أصول الدين، وأنه دل الناس إلى الأدلة العقلية والبراهين التي يعلمون بها إثبات ربوبية الله ووحدانيته وصفاته، وينتقد هؤلاء بصفتهم معرضين عن الكتاب والسنة، فيقول:/ «وهؤلاء الغالطون -يقصد رجال علم الكلام- الذين أعرضوا عما في القرآن من الدلائل العقلية، والبراهين اليقينية، صاروا -إذا صنفوا في أصول الدين- أحزاباً يتكلمون في جنس النظر وجنس الدليل وجنس العلم بكلام اختلط فيه الحق بالباطل.»[110] وقد أكثر ابن تيمية في كتبه نقد المتكلمين والفلاسفة والتجريح بهم ونقدهم وتحذير الناس منهم، ويبين لماذا يذم علماء الكلام فيقول:/ «أنه من تأمل كلام فحول النظر، علم أن النفاة ليست معهم حجة عقلية بينة على المثبتين، فهم يقابلون فاسداً بفاسد، وأكثر كلامهم في إبداء مناقضات الخصوم.»[111] فهو يرى أنهم لا يدافعون عن الدين، بل أن جد جدلهم يدور حول مناقضة ما يجيء به الطرف الآخر، ويقول أيضاً:/ «الردود على المعتزلة والقدرية، وبيان تناقضهم فيها قهر المخالف، وإظهار فساد قوله، هي من جنس المجاهد المنتصر، فالراد على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول:/ "الذب عن السنة أفضل من الجهاد".»[37]:/273-275[112] ويستمر في نقدهم بقوله أنهم أهملوا في مقالاتهم ذكر الأصول الصحيحة المأثورة عن السلف، وأنهم تكلموا في أصل من أصول الدين معتمدين بذلك على ما يعرفونه، وأنهم لا يبحثون عن القول الصحيح ولا عن قائله./ويقول:/ «فالشهرستاني صنف الملل والنحل، وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه ولم يذكره، والقاضي أبو بكر وأبو المعالي والقاضي أبو يعلى وابن الزاغوني وأبو الحسين البصري ومحمد بن الهيثم ونحو هؤلاء من أعيان الفضلاء المصنفين، تجد أحدهم يذكر في مسألة القرآن أو نحوها عدة أقوال للأمة، ويختار واحداً منها والقول الثابت عن السلف والأئمة كالإمام أحمد ونحوه من الأئمة لا يذكره الواحد منهم.»[113] ويذهب ابن تيمية مذهباً أكثر تصلباً في دعوته إلى التمسك بالأصول، وحصر العلم الصحيح بأحمد بن حنبل فيدعو إلى موافقته، ويعتبره مقياساً يقاس عليه مدى تعلق الناس بالسنة، فيقول عنه:/ «وقوله هو قول سائر الأئمة فعامة المنتسبين إلى السنة يدعون متابعته والاقتداء به سواء كانوا موافقين له في الفروع أو لا فإن أقوال الأئمة في أوصول الدين متفقة ولهذا كلما اشتهر الرجل بالانتساب إلى السنة كانت موافقته لأحمد أشد.» ويعتبر أن أبا الحسن الأشعري أقرب المتكلمين إلى السنة من غيره، ويقول أن انتسابه إلى أحمد أكثر من غيره كما هو معروف في كتبه.[37]:/276-277[114]

٨ ... أثره في عصره لا الحصر :

كان لابن تيمية في عصره شعبية كَبِيرَة كانت تحرك الجماهير ضد معارضيه وضد الاتجاهات التي يدينها./ويذكر الكيلاني أن المصادر تروي أن الفقيه الذي كان يعترض ابن تيمية كان لا يمر ببعض الطرقات خوفاً من أنصار ابن تيمية./واعتاد ابن تيمية أن يقوم بدور المحتسب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر./وقد كان يخرج مع أصحابه على الخمارات ويعاقب شاربي الخمر، وأيضاً الذين يتعاطون الحشيش./وقد كانت تصل لابن تيمية استفسارات كثيرة من أماكن مختلفة، مثل العقيدة الواسطية التي كانت جواباً "لرضي الدين الواسطي الشافعي" الذي طلب من ابن تيمية كتابة هذه العقيدة، و"الرسالة الحموية" التي كانت لأهل مدينة حماة، و"الرسالة التدمرية".[155][156] تلاميذه عدل كان ابن تيمية من أكثر علماء عصره تلاميذاً بسبب تنقله بين القاهرة والإسكندرية ودمشق./ويقسم محمد أبو زهرة تلاميذ ابن تيمية إلى نوعين، لأن دروسه كانت نوعان؛ فالنوع الأول من دروسه هو دروس عامة يلقيها على العامة في المساجد والجوامع أو حيثما ذهب، كما فعل حين مر بغزة وألقى فيها درساً، وقد كان له تلاميذ يلازمون هذه الدروس./والنوع الثاني من دروسه، دروس خاصة كان يلقيها على تلاميذه الذين قاموا بعد ذلك على تركته العلمية، وهذا القسم من التلاميذ كان أكثرهم من الحنابلة، وكثير من الشافعية./وكان عدد تلاميذه كثيراً لطول المدة التي ألقى دروسه فيها، وهي نحو ستة وأربعين عاماً. :/437-438 ومن أشهر تلاميذه

٩ ... إمتداد تأثيره لا الحصر:

في العالم العربي عدل يقسم ماجد عرسان الكيلاني (1351 هـ - 1436 هـ) المناطق التي تأثرت بابن تيمية إلى ثلاثة أقسام:/ الأولى الجزيرة العربية والثانية مصر وسوريا والثالثة المغرب العربي./عدا الامتدادات خارج العالم العربي إلى كل من باكستان وأفريقيا والهند./وقد ظهر تأثير ابن تيمية في الجزيرة العريبة في حركة محمد بن عبد الوهاب./وفي مصر والشام فقد كان أول من عكس هذا التأثير محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كانت تنشرها مجلة المنار./وبالنسبة للمغرب العربي فقد بدأت أفكار ابن تيمية تدخل في الربع الثاني من القرن العشرين عن طريق الحركة السلفية في مصر حيث وجدت صداها عن عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء في الجزائر./وفي مراكش بدأت نفس التأثيرات، فيقول المستشرق كليفورد جيرتس أن أفكار ابن تيمية انتقلت في ثمانينيات القرن التاسع عشر على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر وعادوا ليبشروا بالأفكار السلفية في جامعة القرويين./ويرى آخر أن تأثير ابن تيمية في مراكش يعود إلى أقدم من ذلك عندما حاول السلطانين العلويين محمد بن عبد الله ثم سليمان نشر أفكار محمد بن عبد الوهاب./ثم جاءت هذه الأفكار في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي./وقد تأثر الوطنيون في تونس أيضاً بالاتجاه السلفي.[159] ومنذ أوائل النصف الثاني من القرن العشرين أخذ تأثير ابن تيمية يتجاوب صداه في مختلف البلدان الإسلامية، ويذكر الكيلاني أن أبرز من عكس هذا التأثير، مدرستان:/ مدرسة أبي الأعلى المودودي ومدرسة مدرسة مالك بن نبي./وبالنسبة للمدرسة الأولى مدرسة أبي الأعلى المودودي، يقول أن أثر ابن تيمية يبدو واضحاً في التفكير السياسي لهذه المدرسة، وخاصة في تفكير أشهر مفكريها وهما المودودي وسيد قطب، فالمكانة التي أعطاها ابن تيمية للدولة الإسلامية استطرد المودودي وقطب في تفاصيلها، واستعملا نفس المصطلحات التي استخدمها ابن تيمية./وبالنسبة للمدرسة الثانية "مدرسة مالك بن نبي" يذكر الكيلاني أنها نشأت كمزيج من التأثر بالاتجاه السلفي الذي بدأه عبد الحميد بن باديس، والتأثر بالخبرات الذاتية لمالك بن نبي في التراث الإسلامي والتراث الأوروبي./واتجهت هذه المدرسة في منهج التحويل النفسي والفكري، ويكمل الكيلاني قوله بأن مالك بن نبي عكس في كتبه:/ "شروط النهضة" و"مشكلة الثقافة" و"ميلاد مجتمع" الاتجاهات التي وردت في كتاب ابن تيمية "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم".[160]

٪ مؤلفاته :

لابن تيمية موروث كبير من المؤلفات كما قال الذهبي:/ «لعل فتاويه في الفنون تبلغ ثلاث مائة مجلد، لا بل أكثر»،[191] وكان يكتب من حفظه وليس عنده ما يحتاج إليه ويراجعه من الكتب، وكان سريع الاستحضار للآيات كما قال تلميذه ابن عبد الهادي:/ «أملى شيخنا المسألة المعروفة بالحموية بين الظهر والعصر»./وكان يكتب بخط سريع في غاية التعليق والإغلاق.[192] ذكر ابن قيم الجوزية في نونيته طائفة من أسماء مؤلفات ابن تيمية ومدحها.[193] وبلغت عدد المؤلفات المذكورة في كتاب "أسماء مؤلفات ابن تيمية:/ حوالي 330 مؤلفًا.[194][195][196] وجمعت كثير منها في مجموع الفتاوى وطبعت في 37 مجلدًا، ومن أشهر مؤلفاته:/[189] كتاب الْإِيمَان فِي مُجَلد كتاب الاستقامة فِي مجلدين كتاب تلبيس الْجَهْمِية فِي تأسيس بدعهم الكلامية فِي سِتّ مجلدات كتاب دَرْء تعَارض الْعقل وَالنَّقْل، أَربع مجلدات كتاب العُبُودِيَّة، مجلد واحد كتاب الْجَواب عَمَّا أوردهُ كَمَال الدّين الشريشي على كِتَابه تعَارض الْعقل وَالنَّقْل منهاج السّنة النَّبَوِيَّة فِي نقض كَلَام الشِّيعَة والقدرية، أَربع مجلدات الرسالة التدمرية، بحث فِيهَا فِي حَقِيقَة الْجمع بَين الْقدر وَالشَّرْع الفتوى الحموية، سِتُّونَ ورقة كتبهَا بَين الظّهْر وَالْعصر كتاب جَوَاب الاعتراضات المصرية على الْفتيا الحموية فِي أَربع مجلدات كتاب الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح فِي مجلدين الْفرْقَان بَيَان أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان نَحْو سِتِّينَ ورقة الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول اقْتِضَاء الصِّرَاط الْمُسْتَقيم فِي الرَّد على أَصْحَاب الْجَحِيم دفع الملام عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام، مُجَلد السياسة الشَّرْعِيَّة في إصْلَاح الرَّاعِي والرعية كتاب فِي الْوَسِيلَة فِي مُجَلد التحفة العراقية في الأعمال القلبية، نَحْو سِتِّينَ ورقة العقيدة الواسطية، وَهِي فتيا فِي عقيدة الْفرْقَة النَّاجِية نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة كتاب شرح أول المحصل فِي مُجَلد كتاب الرَّد على أهل كسروان الرافضة فِي مجلدين الهولاكونية وَهُوَ جَوَاب سُؤال ورد على لِسَان هولاكو ملك التتار فِي مُجَلد كتاب فِي الرَّد على الْبكْرِيّ فِي الاستغاثة فِي مُجَلد شرح على أول كتاب الغزنوي فِي أصُول الدّين فِي مُجَلد كتاب فِي الرَّد على الْمنطق فِي مُجَلد كَبِير شرح عقيدة الْأَصْفَهَانِي شرح مسَائِل من الْأَرْبَعين للرازي فِي مجلدين الْمسَائِل الإسكندرانية رد فِيهِ على ابْن سبعين وَغَيره فِي مُجَلد كتاب فِي محنته فِي مصر فِي مجلدين وَتكلم فِيهِ على الْكَلَام النَّفْسِيّ وأبطله من نَحْو ثَمَانِينَ وَجها كتاب الْكَلَام على إِرَادَة الرب وَقدرته نَحْو مائَة ورقة الكيلانية وَهُوَ جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن فِي مُجَلد لطيف قَوَاعِد فِي إِثْبَات الْمعَاد وَالرَّدّ على ابْن سينا فِي رسَالَته الأضحوية نَحْو مُجَلد تَحْقِيق الْإِثْبَات فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات المراكشية وَهِي فتيا فِي الصِّفَات خَمْسُونَ ورقة فتيا فِي مَسْأَلَة الْعُلُوّ نَحْو خمسين ورقة فتيا تَتَضَمَّن صِفَات الْكَمَال مِمَّا يسْتَحقّهُ الرب سُبْحَانَهُ نَحْو سِتِّينَ ورقة جَوَاب فِي تَعْلِيل مَسْأَلَة الْأَفْعَال نَحْو سِتِّينَ ورقة جَوَاب فِي مَسْأَلَة الْقُرْآن وَردت من مصر نَحْو سبعين ورقة البعلبكية تكلم فِيهَا على اخْتِلَاف النَّاس فِي الْكَلَام نَحْو عشْرين ورقة القادرية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن نَحْو عشر وَرَقَات جَوَاب مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن هَل هُوَ حرف وَصَوت أم لَا نَحْو ثَلَاثِينَ ورقة الأزهرية بضع وَعِشْرُونَ ورقة البغدادية وَهِي مَسْأَلَة فِي الْقُرْآن مسَائِل فِي الشكل والنقط كتاب إبِْطَال قَول الفلافسة بِإِثْبَات الْجَوَاهِر الْعَقْلِيَّة كتاب إبِْطَال قَول الفلاسفة بقدم الْعَالم فِي مُجَلد كَبِير الصعيدية الحوفية وَهِي عقيدة أَيْضا شرح رِسَالَة ابْن عَبدُوس فِي أصُول الدّين كتاب فِي تَوْحِيد الفلاسفة على نظم ابْن سينا مُجَلد لطيف شرح الْعُمْدَة فِي أَربع مجلدات شرح الْمُحَرر التَّحْرِير فِي مَسْأَلَة الْخضر مُجَلد تَحْرِيم السماع فِي مُجَلد تعليقة على فتوح الْغَيْب لسيدي عبد القادر الجيلاني شرح دُعَاء أبي بكر رَضِي الله عَنهُ الدّرّ المنثور فِي زِيَارَة الْقُبُور الْفرْقَان بَين الْحق وَالْبَاطِل نَحْو سِتِّينَ ورقة الواسطة بين الحق والخلق الرد على من قال بفناء الجنة والنار شرح حديث النزول شرح العقيدة الأصفهانية نقد مراتب الإجماع الصفدية الكلم الطيب بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والباطنية والقرامطة سجود التلاوة معانيه وأحكامه القواعد النورانية الرسالة العرشية مقدمة في أصول التفسير

٫ وفاته:

توفي ابن تيمية في 20 ذو القعدة/22 ذو القعدة سنة 728 هـ في حبسه في قلعة دمشق وقد بلغ من العمر 67 سنة بعدما استمر به مرضه قرابة الثلاثة أسابيع./وما أن وصل الخبر إلى أهالي دمشق، حتى اجتمع حشد كبير منهم حول القلعة، وفُتح باب القلعة لمن يدخل من الخاصة والعامة./وصلى عليه صلاة الجنازة بالقلعة "الشيخ محمد بن تمام" وأخرجت الجنازة بعد الصلاة، وامتلأت الطرقات بين القلعة والمسجد بالناس، وحضرت الجنازة قبل الظهر للجامع، وصُلي عليه عقب صلاة الظهر في الجامع الأموي، وقد صلى عليه "الشيخ علاء الدين الخراط"./ووضعت الجنازة وهي في طريقها إلى المقبرة بسوق الخيل بسبب كثرة الناس فصُلي عليه هُناك، وتقدم للصلاة عليه أخوه "زين الدين عبد الرحمن"، ثم حُملت الجنازة إلى "مقبرة الصوفية" ودُفن بجانب أخيه "شرف الدين عبد الله"، وكان دفنه قبل العصر بقليل بسبب كثرة من يأتي ويصلي عليه. :/315-319 يُقدر عدد من حضر إلى جنازة ابن تيمية (حسب علم الدين البرزالي) من الرجال من بين ستين ألفاً إلى مائة ألف وإلى أكثر من ذلك إلى مائتي ألف، وقُدرت أعداد النساء بخمسة عشر ألف امرأة عدا من كن على الأسطح. :/136 ويذكر أبو الحسن الندوي أنه قد زار القبر في سنة 1370 هـ/1956م وأن آثار مقبرة الصوفية قد زالت وقامت عليها الجامعة السورية، إلا أن قبر ابن تيمية لا يزال باقياً أمام قاعة الجامعة السورية وعمارة مستشفى الولادة

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ بكر أبو زيد (1420هـ/2000م). الجامع لسيرة شيخ الإسلام بن تيمية. الرياض-السعودية: دار عالم الفوائد. صفحة ف.