أين ستعيش في 2050 !


بواسطة التلميذ(ة):
أين ستعيش في 2050 !

١ مقدمة

أعادت الأنشطة البشرية تشكيل كوكبنا بعمق، ويعتبر العلماء أن الأرض دخلت في حقبة جيولوجية جديدة، أسموها «الأنثروبوسين» أو عصر التأثير البشري.
ولا تكتفي التغيرات البيئية بإعادة رسم خريطة العالم الطبيعية بفعل التصحر وإزالة الغابات وتدهور الأراضي والتغير المناخي وشحّ المياه، بل إنها تدفع الناس في كثير من المناطق إلى تغيير أماكن سكناهم.

٢ العالم سنة 2050:

من المتوقع أن يقترب تعداد سكان الأرض في سنة 2050 من 10 مليارات إنسان، بالتوازي مع نمو الاقتصاد العالمي 4 أضعاف./وسيؤدي ذلك إلى تغير في أنماط الاستهلاك، يترك أثراً واسعاً على الموارد الطبيعية والنظم البيئية. وفيما يعيش نصف البشر في المدن حالياً، فإن نسبة ساكني المدن سترتفع إلى 60 في المائة سنة 2030./وإلى 66,4 في المائة سنة 2050./وهذا يعني ارتفاع تحديات الصحة العامة في المناطق الحضرية، تحت ضغط تلوث الهواء واكتظاظ النقل وإدارة النفايات والمياه. ستتوسع رقعة الأراضي الزراعية لإطعام الأعداد المتزايدة من الناس على مستوى العالم، لكن معدلات الاتساع ستكون متضائلة بمرور السنين./ومن المتوقع أن تبلغ مساحة الأراضي الزراعية ذروتها بحلول 2030، ثم تنخفض مع تباطؤ نمو السكان العالمي وتحسّن المردود الزراعي، ولا سيما في دول «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

٣ المنطقة العربية سنة 2050:

عربياً، تبدو خيارات البقاء حرجة للغاية./فأغلب البلدان العربية (13 بلداً) هي حالياً ضمن البلدان العشرين ذات الموارد المائية العذبة الأكثر ندرة في العالم./ومن المتوقع أن تكون جميع الدول العربية، باستثناء جزر القمر، دون خط الفقر المائي بحلول سنة 2050، خاصة إذا ما علمنا بوجود تقديرات حول تصاعد النزاعات المستقبلية على المياه في أحواض أنهار النيل والفرات ودجلة والأردن. وإذ يدرك كثير من الدول العربية هذه الحقيقة القاسية، يفكر بعضها جدياً في السير على خطى الدول الخليجية بإقامة محطات تحلية لمياه البحر، مع ما يعنيه هذا التحول من تأثير على أمن الطاقة والغذاء./ولئن كانت جزر القمر أوفر حظاً من ناحية المياه، فهي ستعاني من مشكلات تغير المناخ، باعتبارها من الدول الجزرية المعرضة لارتفاع منسوب مياه البحر والأحوال الجوية المتطرفة. وسيكون لتغير المناخ أثره الكبير على جميع الدول العربية./فإلى جانب الجفاف، ستشهد بعض الدول مثل عُمان عواصف موسمية أكثر شدة وتكراراً./كما ستخسر السواحل العربية بعضاً من أهم مناطقها الزراعية بفعل ارتفاع منسوب مياه البحر، ولا سيما دلتا النيل./ومن المتوقع أن تواجه مصر مصاعب اقتصادية اجتماعية كبيرة ناتجة عن تراجع الوارد المائي وفقدان الأراضي المتاحة للزراعة، إلى جانب تراجع أهمية قناة السويس، نتيجة ظهور ممرات ملاحية جديدة في القطب الشمالي بفعل ذوبان الجليد.

٤ الدول الغربية سنة 2050:

ما لم يشهد العالم ابتكارات تقنية ثورية كتوليد الطاقة من الاندماج النووي النظيف أو إنبات القمح بكميات مياه قليلة، وما لم تحصل كوارث بشرية مأساوية بفعل حرب عالمية ثالثة أو تفشي وباء خطير، وإذا استمرت الحكومات والشعوب في تبني السياسات الاقتصادية والبيئية ذاتها من دون مراجعة حقيقية وعمل مؤثر، فإن مناطق كثيرة من العالم لن تكون أماكن صالحة للعيش سنة 2050. في كتابه «العالم في سنة 2050.../أربع قوى تصوغ مستقبل الحضارة الشمالية»، يدعو أستاذ الجغرافيا في جامعة كاليفورنيا، لورانس سميث، الشباب إلى الاتجاه شمالاً./وتتوافق دعوة سميث مع تقديرات علماء المناخ حول إمكانية ظهور مستوطنات بشرية جديدة في أماكن باردة غير جذابة حالياً، بسبب اعتدال حرارتها في المستقبل. ويتوقع الدكتور سميث أن يشهد القرن الحادي والعشرون تراجع الولايات الأميركية الغربية والجنوبية والدول الأوروبية المتوسطية، في مقابل صعود نجم الولايات الأميركية الشمالية وكندا والدول الإسكندنافية وروسيا./ويطلق سميث على هذه الدول، التي تحتل ربع الكرة الأرضية إلى الشمال من خط العرض 45 درجة، تسمية «الشمال الجديد»، وهي تضم أيضاً غرينلاند وسيبيريا والدائرة القطبية الشمالية، التي تعد من أغنى مناطق العالم بالمياه العذبة والثروات الطبيعية.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia
    ٢ wikipedia