ما المقصود بمقولة كوجيتو الديكارتي


بواسطة التلميذ(ة):
   ما المقصود بمقولة كوجيتو الديكارتي

١ مقدمة

عاشَ ديكارت (René Descartes) في مرحلة، حيث كانت تفتقر الفلسفة – نوعًا ما – إلى صياغةِ منهجٍ دقيقٍ ومُثمرٍ في عمليّة البحث في المفاهيم والأفكار، أقصد القرن السّابع عشر، وقد اقتنع ديكارت بهذا في مرحلة مُبكّرة من حياته، كما فعل فرانسيس بيكون من قبل، حيث حدا هذا ببيكون إلى تطويرِ وإكمال منهج جديدٍ في البحث الفلسفيّ تقريبًا، فكان أوّل إنجازٍ عظيمٍ له، ومنهجًا استقرائيًّا (Inductive) إلى حدٍّ كبير.
إذ إنّ بيكون تصوَّر هذا المنهج الجديد، منطقًا استقرائيًّا جديدًا، يحلّ محلّ منطق أرسطو الصّوريّ (Formal) القديم؛ أيْ الّذي يهتمّ بصورة الفكر، وليس مادّته، ويعتمد على مناهجَ استنباطيّة (Deductive) قياسيّة، وقَدّم بيكون منهجه في كتابه «الأورجانون الجديد-The new Organon»

٢ شرح المقولة:

، وصل ديكارت إلى ما لا يُمكن الشّكّ فيه، وهو واقعة وجوده الخاصّ؛ أيْ الكوچيتّو الدّيكارتيّ:/ «أنا أُفكّر، إذن، أنا موجود-Cogito Ergo Sum»، فمُحاولة ديكارت في أن يشكّ بأنّه موجود، تفترض – أوّلًا – أن يُسلّم تسليمًا، بأنّه يشكّ بالفعل، فهكذا، يضمن أنّه موجود بالفعل، من خلال كونه يشكّ. لكن، يجب ألاّ نفهم أنّ كوچيتّو ديكارت، مُجرّد قياس أُضمِرت مُقدّمته الكُبرى، على غرار المنطق الأرسطيّ، كالتّالي:/ كُلّ مُفكّر موجود، وأنا أُفكّر، إذن، أنا موجود. إذ يُوضّح ديكارت أنّ الكوچيتّو قائِمٌ على حركة بسيطةٍ للتّفكير، تُعرف بالحدس المُباشر؛ إذ إنّ القول «أنا أفكّر» أو «أنا أشكّ»، يتضمّن مُباشرةً بشكلٍ حدسيّ «أنا موجود»؛ إذ مَنْ هو هذا الّذي يُفكّر ويشكّ، إنْ أزلنا «أنا موجود

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ موقع مقال