الاسرار المخفية للقرٱن الكريم


بواسطة التلميذ(ة):
الاسرار المخفية للقرٱن الكريم

١ مقدمة

أكدت دراسة جديدة أنه كلما ارتفع مقدار حفظ القرآن الكريم ارتفع مستوى الصحة النفسية. وتكونت عينة الدراسة التي أجراها الأستاذ الدكتور صالح بن إبراهيم الصنيع أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

٢ اسرار القران الكريم:

من مجموعتين:/ مجموعة طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز في جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً./ومجموعة طلاب وطالبات معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جدة وعددهم 170 طالباً وطالبةً. وقد حدد الباحث تعريف الصحة النفسية بأنها:/ الحالة التي يتم فيها التوافق النفسي للفرد من خلال أربعة أبعاد رئيسة هي:/ البعد الديني أو الروحي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي والبعد الجسمي./ولقياسها استخدم الباحث مقياس الصحة النفسية من إعداد سليمان الدويرعات، وهو مكون من 60 عبارة وحصل على معامل ثبات جيد. وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة موجبة بين ارتفاع مقدار الحفظ وارتفاع مستوى الصحة النفسية لدى عينتي الدراسة./وأن الطلاب الذين يفوقون نظراءهم في مقدار الحفظ كانوا أعلى منهم في مستوى الصحة النفسية بفروق واضحة./ هناك أكثر من 70 دراسة أجنبية وإسلامية جميعها تؤكد أهمية الدين في رفع المستوى النفسي للإنسان واستقراره وضمان الطمأنينة له./كما توصلت دراسات أجريت في السعودية إلى نتيجة تؤكد دور القرآن الكريم في تنمية المهارات الأساسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، والأثر الإيجابي لحفظ القرآن الكريم على التحصيل الدراسي لطلاب الجامعة. وبينت الدراسة صورة واضحة للعلاقة بين التدين بمظاهره المختلفة، ومن أهمها حفظ القرآن الكريم، وآثاره في الصحة النفسية للأفراد وعلى شخصياتهم، وتمتعهم بمستوى عال من الصحة النفسية، وبعدهم عن مظاهر الاختلال النفسي قياساً مع الأفراد الذين لا يلتزمون بتعاليم الدين أو لا يحفظون شيئاً من آيات القرآن الكريم أو يكون حفظهم لعدد يسير من الآيات والسور القصيرة.

٣ تانيا الاسرار الخفية:

بعد مرور أربعة عشر قرنا على نزول الوحي على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، ما زال هنالك العديد من الأسرار الخفية في القرآن الكريم التي لم يستطع علماء اليوم والأمس، من سبر أغوارها وتفسيرها بالشكل الذي يقنع القارئ والمهتم بعلوم القرآن الكريم. مئات السنين انقضت وما زال القرآن يجود بسحره الرباني ويضفي على حياتنا الجمال والروعة ويزيدنا تمسكا فيه وحباً لقراءته وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.../كتاب خالد خلود الحياة على الأرض، ودستور ينظم حياتنا اليومية وعلاقتنا بخالق الكون والوجود سبحانه وتعالى. ولعل أحد جوانب الإعجاز في القرآن الكريم أنه دائم العطاء يبوح ما بداخله كلما حان الوقت ومر الزمان، والشواهد على ذلك كثيرة وقد يكون أهمها خلق الكون ونشأة الإنسان في رحم أمه، وهنالك نزول الحديد من الفضاء على الأرض في أول مراحل تكوينها وغيرها الكثير ما يصعب ذكره هنا، ولكن رغم التطور المشهود في علوم القرآن والشريعة الإسلامية وتوفر كل وسائل الحصول على المعلومات بكل سهولة ويسر، إلا أن المتابع لهذا العلم يكتشف وجود الكثير من الآيات التي تحمل في متنها أسراراً كثيرة لم يكتشفها العلماء أو ما زال فيها بعض الغموض، وهذا ما دعاني لكتابة هذا المقال الذي أحاول أن أوجز فيه بعض هذه الجوانب والتي بقيت من أسرار القرآن وإعجازه الذي لا يقهر. الحروف المقطعة:/ وهي فواتح بعض السور مثل «ألر، ألم، كهيعص، ص، ق، طه، يس».../وغيرها، والتي جاءت في 29 سورة وبعد البحث والتقصي، وجدت أن أغلب ما هو موجود عبارة عن تفسيرات لا ترقى لمستوى الإقناع ولكني أذكر أحد تلك التفسيرات الأكثر شيوعاً وهي أن هذه الحروف وجدت للتنبيه فهي لم تكن مألوفة عند العرب ولذلك أسموها «فواتح للتنبيه» والتي تقرع السمع عند سماعها./ولكن السؤال المطروح هنا ويستحق التوقف عنده، هل من المعقول أن الصحابة لم يسألوا رسول الله عن ماهية الحروف المقطعة وإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يصلنا خبر عنها بشكل يزيل الغموض؟ ولكن الوارد ذكره عن الصحابة عمر وعثمان وابن مسعود أن الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر وهذا ما قد يتفق عليه الكثيرون والله أعلم. وهنالك نقطة تحتاج للتوضيح للمهتمين وهو أن هذه الحروف إن تم إزالة المكرر منها ستكون نصا يسهل حفظه (نص حكيم قاطع له سر)./والاستنتاج الحالي الذي خرج به معظم الفقهاء أن هذه الأحرف من المتشابه الذي لا يعرفه إلا الله جل وعلا لقوله تعالى:/ «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ»، وعليه ستبقى هذه الحروف من أسرار القرآن الكريم وإعجازه إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى؟ التكرار والتشابه في قصص القرآن:/ وهذه واحدة من نقاط عدة يستعملها المغرضون للتشكيك بالقرآن وصحته، ذلك أن القصة الواحدة على سبيل المثال قصة سيدنا موسى عليه السلام، والتي وردت كاملة تقريباً عشر مرات بينما ورد ذكر النبي موسى 136 مرة وبعدة أشكال مما أثار اللبس لدى الكثيرين، ولكن الباحث المحايد سيكتشف أن القصص الواردة فيها تشابه بشكل عام ولكنها مختلفة في الوقت نفسه وتفسيرها أو تحليلها يعتمد على السياق، الذي يسبق تلك الآيات أو يتبعها، والأمر يحتاج فعلا للدراسة المتعمقة وربط الآيات ببعضها حتى يتبين الفارق بعيداً عن القراءة السطحية، هذا ناهيك أيضا عن السر الحقيقي وراء ذكر سيدنا موسى تلك المرات العديدة حيث يعتبر أكثر الأنبياء ذكرا في القرآن الكريم. تكرار بعض الآيات مثل ما هو حاصل في سورتي المرسلات والرحمن، ففي سورة المرسلات مثلا تتكرر الآية التالية عشر مرات «ويل يومئذ للمكذبين»، في حين في سورة الرحمن تتكرر آية «فبأي آلاء ربكما تكذبان» 31 مرة./هذا التكرار في نفس الآية في كل سورة أثار الكثير من التساؤلات ولا يزال وبالرغم من التفسيرات المطروحة فهي حقيقة لم تعط إجابة شافية لكل ذي لب؟ هل البسملة «بسم الله الرحمن الرحيم» جزء من سورة الفاتحة؟ والإجابة عن هذا السؤال ما زالت محل شد وجذب بين العلماء./إذا فتحت القرآن الكريم ستجد أن الآية الأولى من الفاتحة هي البسملة في حين أن الكثير من رجال الدين والمتخصصين في الفقه الإسلامي يؤكدون أنها ليست جزءاً من الفاتحة، وإذا كان الأمر كذلك فسيصبح عدد آيات السورة ست آيات عوضاً عن سبعة، وهذا يخالف ما يعتقده بعض العلماء وفقا لما ورد في سورة الحجر «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن الكريم»، حيث يعتقد البعض أن السبع المثاني هي سورة الفاتحة المكونة من سبع آيات، ولكن على الجانب الآخر يعتقد الكثير من الفقهاء أن المقصود بالسبع المثاني؛ السور الطوال في القرآن وهي السور السبعة بعد الفاتحة./هذا البون الشاسع في الطرح يؤكد الحاجة لمزيد من البحث من أجل تأكيد تبعية البسملة للفاتحة من عدمه خصوصاً أن الأمر يرتبط بقضية فقهية لها علاقة بالصلاة، حيث إن قراءة الفاتحة دون البسملة قد يبطل الصلاة لدى البعض فيما البعض الآخر يتخذ منحى مغايراً تماماً.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ موضوع