معلومات تاريخ النظام الرأسمالي


بواسطة التلميذ(ة):
معلومات تاريخ النظام الرأسمالي

١ مقدمة

تُعرف الرأسمالية بأنها نظام اقتصادي نابع من فلسفة اجتماعية وسياسية أساسها تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها وتعزيزها، وتقليص الملكية العامة وإضعافها، وتنمية مفهوم الحرية، وتتأتّى أهمية الملكية الفردية من الموارد النادرة، عندما يفتح السوق المنافسة الصرفية بين الأفراد لاستغلالها بكفاءة، ودور الحكومة في الرأسمالية رقابي فقط، إلا أن الاقتصادي جون كينياس صرّح بأن النظام الرأسمالي غير قادر على حلّ مشاكله بنفسه كما جرى وقت أزمة الكساد الكبير الاقتصادي في أمريكا خلال الثلاثينات والحالي، وبالتالي يتحتم على الحكومة التدخل وتحفيز الاقتصاد، مما يجعل الرأسمالية أقرب إلى الاشتراكية.
وهذا ما يدفع المقالة لتناول موضوع تاريخ النظام الرأسمالي، لمعرفة مراحله وتطوره.

٢ تاريخ النظام الرأسمالي:

عرفت البشرية العديد من النظم الاجتماعية، بدأت من "النظام البدائي المشاعي"، مرورًا "بنظام الاستعباد" ثم "النظام الإقطاعي"، تلاه بعد ذلك النظام الاشتراكي الذي لم يصمد طويلا، فالرأسمالي الذي قام على أنقاض الإقطاعية، وقد ساعد النظام الرأسمالي على "تطور تقنيات الإنتاج في الزراعة"، مما ساعد على تحسين تربية المواشي والإنتاج الحيواني، وتخصيص العمل ضمن الحرفة الواحدة. كما تطورت مع النظام الرأسمالي التجارة بين البلدان الأوربية نفسها ومع غيرها شرقًا وغربًا، مما ساعد على نشوء العلاقات الرأسمالية عبر تاريخ النظام الرأسمالي. تعود جذور وتاريخ النظام الرأسمالي إلى الحروب، والاستعمار وتراكم الأموال والثروات والرغبة الجامعة من بعض الأشخاص بالربح، فمع أولى الحروب الصليبية، أو لنقل الحملة الصليبية الأولى، استيقظت أوروبا المفككة والتي عاشت تاريخًا من التخلف والظلام على ثروات المشرق، فتتابعت حملات حكام أوروبّا على المشرق، مستغلين في حملاتهم الفلاحين الفقراء الراغبين بالتحرّر من لهيب الإقطاع والفقر الشديد، وبالتالي جلبت الحروب الصليبية لأوروبا مزايا وثروات من المشرق، ساعدت على إحداث انقلابات جذرية، وهيأت لأسباب ظهور الثورة الصناعية في بيئة مناسبة لها. وبالعودة إلى تاريخ النظام الرأسمالي، كان لتوحّد مقاطعات إنكلترا وفرنسا وهولندا وإسبانيا في القرن الخامس عشر، وما حققته من اكتشافات جغرافية وتأسيس مستعمرات لها، أن يفتح لها أسواقًا تجارية خارجية ومصدرًا للحصول على المواد الأولية وكميات ضخمة من الذهب والفضة الموجودة في مناجم المستعمرات، مما أدّى إلى تراكم رأس المال والتحوّل في أسلوب الإنتاج الرأسمالي. وكانت الثورة الصناعية هي العامل الأساسي لتطور النظام الرأسمالي في تاريخ النظام الرأسمالي، وعملت على إثراء الطبقة البرجوازية وتمركز رؤوس الأموال فيها، وتعزيز أسلوب الإنتاج الرأسمالي بينها. وبالنظر إلى تاريخ النظام الرأسمالي، فقد تطوّر ومرّ الإنتاج فيه بالمراحل الآتية:/ الإنتاج البسيط:/ وكان يحصل في ورشات صغيرة، والعامل هو من يقوم بكل مراحل العملية الإنتاجية. الإنتاج المانيفاكتوري:/ وكان يحصل في مشاغل كبيرة، بشيء من التخصص وتقسيم العمل. الإنتاج الصناعي الآلي:/ وهنا حلت الآلة في المصانع الكبيرة محل أدوات العمل البسيطة. أما مراحل تطور الرأسمالية بوصفها نظامًا اقتصاديًا واجتماعيًا، فقد عرف تاريخ النظام الرأسمالي مرحلتين، وهما:/ الرأسمالية ما قبل الاحتكارية، والرأسمالية الاحتكارية، وبموجز عنهما:/ الرأسمالية ما قبل الاحتكارية:/ وهي المرحلة الأولى من تاريخ النظام الرأسمالي التي ظهرت في القرن التاسع عشر واستمرت خلاله، وتعرف برأسمالية المنافسة وكانت بريطانيا قد هيمنت فيها على الاقتصاد العالمي. كان يغلب على هذه المرحلة المنافسة بين المشاريع والأنشطة منافسة تامة، وحرية الممارسة، وقد أكدت المدرسة التقليدية الكلاسيكية على ضرورة إزالة كل الحواجز أيّا كان نوعها من أمام التطور العفوي للرأسمالية. الرأسمالية الاحتكارية:/ وهي المرحلة الثانية من تاريخ النظام الرأسمالي، وتعرف بالإمبريالية، ظهرت أواخر القرن التاسع عشر، حيث ظهرت الاحتكارات الضخمة كالاحتكارات النفطية والمعدنية في الولايات المتحدة، والشركات متعددة الجنسية، وطارت هذه المرحلة هي شكل النظام الدولي الحديث الذي استقر وثبت بعد الحرب العالمية الثانية، ليعكس مصالح الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، ومع ظهور مصطلح رأس المال المالي دخلت الرأسمالية رسميًا مرحلة الإمبريالية، وتلاحمت مصالح الطغمة والاحتكارات مع سلطة الدولة.

٣ الأسباب المباشرة لظهور الرأسمالية:

يمكن إيجاز الأسباب الرئيسة التي دفعت إلى نشوء الرأسمالية، كما مرّ الحديث عنها في تاريخ النظام الرأسمالي، بأنها:/ أولا:/ معاناة أوروبا في العصور الوسطى من النظام الطبقي الذي كان يفرز الناس وينظر إليهم على أنهم أغنياء وفقراء، وبالتالي سادة وعبيد، ولأن الناس عانوا من هذا الظلم، قامت مجموعة من حركات التمرد الطامعة في إزالة النظام الطبقي. أما السبب الثاني:/ فيعود إلى وجود مفكرين وفلاسفة للرأسمالية، قاموا بحث الناس، وتحفيز أذهانهم للمطالبة بحرياتهم، وأهمها حرية الملكية الفردية في التملك، ومن هنا تدرجت الأنظمة من النظام الإقطاعي والرقيق إلى النظام الرأسمالي، وثالثًا:/ كانت الثورة الصناعية المحرّك الأساس في تطور النظام الرأسمالي، إذ عملت على إثراء الطبقة البرجوازية وإغنائها وتمركز رؤوس الأموال فيها، وبالتالي إلى تدعيم أسلوب الإنتاج الرأسمالي.

٤ أسس النظام الرأسمالي:

عبر تاريخ النظام الرأسماليّ جعلت الرأسمالية الحرِّيَّة والملكيَّة الفرديَّة مبدأ لها، بالإضافة إلى الثَّورة على الإقطاع والكنيسة، وقد قامت أصول المذهب الرَّأسماليِّ على قاعدتين:/ الحرِّيَّة الاقتصاديَّة وما يتبعها من حقِّ الملكيَّة، والربح، والميراث. وقوانين السُّوق القائمة على المنافسة الحرَّة، وموجز أهمِّ أسس النِّظام الاقتصاديِّ الرَّأسماليِّ كما عرفها تاريخ النظام الرأسمالي:/ الملكية الفردية يذكر تاريخ النظام الرأسمالي أنه يقوم على احترام الملكيَّة الخاصَّة بالفرد، وله أي الفرد الحرية المطلقة في تكوين الثَّروة والتَّصرُّف فيها ما دام ذلك لا يتعارض والقوانين السَّائدة، والملكيَّة الفرديَّة تساعد الإنسان على حفظ الثَّروة، وعدم تبذيرها؛ "فأرضه لا يغفل عن تخصيبها حتَّى لا تبور، وآلته لا يَكِلُّ عن صيانتها حتَّى لا تتلف، ومبانيه لا ينتظر عليها الخلل حتَّى لا تهدم، وهذا ينمِّي الثَّروة العامَّة، ويحافظ عليها، ويخفض من التَّكاليف الاجتماعيَّة النَّاشئة عن التَّسيُّب والإهمال الَّذي يظهر في الملكيَّة العامَّة". الحرية الاقتصادية كما يؤكد تاريخ النظام الرأسمالي على الحرِّيَّة الاقتصاديَّة، التي هي نتاج احترام الملكيَّة الخاصَّة، فالأفراد أحرار في تحقيق مصالحهم الشَّخصيَّة، واختيار حرفتهم ونشاطهم الذي يمارسونه، وهم أحرار في التَّملُّك، وفي العمل. وللفرد مطلق الحرية في الإنتاج، والاستهلاك، والتَّعاقد بما يتفق والقوانين السَّائدة، التي يحشر التَّدخُّل الحكوميَّ في أضيق زاوية، ما لم يتعارض مع مصلحة الدولة، كون النَّظرة الرَّأسماليَّة للإنتاج تقوم على أن ينظم الإنتاج نفسه بنفسه، وأنَّ الدَّولة تحكم، ولا تملك. المنافسة المنافسة من أهم خصائص النِّظام الرَّأسماليِّ في تاريخ النظام الرأسمالي، إذ إنها تساعد على زيادة الكفاءة الاقتصاديَّة والإنتاجيَّة، فالمنتجون يخوضون منافسة دائمة لجذب أكبر عدد من المستهلكين، مما يؤدي إلى خفض الأسعار وخروج المنتجين من أصحاب الكفاءة المنخفضة، واستخدام الأفضل للموارد. ومن ناحية ثانية تكون المنافسة على مستوى المستهلكين للحصول على السلع والخدمات الَّتي يريدونها؛ وهذا يدفع باتجاه رفع الأسعار، وخروج المستهلكين الَّذين لا يحتاجون السِّلع حاجةً قصوى، أو لا تتناسب والمنفعة المتحصلة من السِّلعة مع ثمن السِّلعة. حافز الربح كان حافز الربح من أهم الأسس التي قام عليها النظام الرأسمالي خلال تاريخ النظام الرأسمالي، فهو المحرك الأساس لزيادة الإنتاج، وهو لأيِّ قرار يتَّخذه المنتجون، وكل فرد في النِّظام الرأسمالي يتحرك بما يتفق ومصلحته الشَّخصيَّة، وأهدافه الخاصَّة. وتعد نسبة الرِّبح أساس الفرق بين الإيرادات والتَّكاليف؛ مما يدفع المنتجون إلى اختيار النَّشاط الاقتصاديَّ المناسب لاستغلال الموارد بأحسن طريقة ممكنة، مما يعطي أقصى أرباح ممكنة، ويحصل المجتمع على أفضل دخل ممكن من موارده. وهذا الرِّبح فيعرف بعائد المخاطرة؛ فصاحب المشروع يخاطر ويغامربربحه أو خسارته، وبالتالي عليه أن يقوم:/ "بإنتاج السِّلع الَّتي يزداد الطَّلب عليها، وبذلك فهو يلبِّي حاجة المجتمع لهذه السِّلعة، كما أنَّه يحقِّق المزيد من الأرباح".

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia