تلخيص قصير لقصة اصحاب الكهف


بواسطة التلميذ(ة):
تلخيص قصير لقصة اصحاب الكهف

١ مقدمة

ذكر الله تعالى لنا في القرآن أن قصة أهل الكهف من أعظم القصص، والتي تمتلئ بالآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وكيف أستطاع مجموعة من الشبان التمسك بدينهم وعقيدتهم ضد الكفر والطغيان، تأخذنا القصة لنغوص في بحر أحداثها ونتعلم الكثير منها.

٢ قصة أصحاب الكهف:

أصحاب الكهف هم مجموعة من الفتية تركوا دين قومهم بسبب كفرهم الشديد، فقد كانوا يسجدون للأصنام،
ويقدمون لها الهدايا والقرابين، فاجتمع الفتية وقرروا أن يعتزلوا قومهم في كهف بعيد ليسلموا من شركهم وآذاهم،
وبالفعل ذهب الفتية في الكهف واستقروا فيه، ثم دخلوا بعد ذلك سبات عميق وقد ورد في القرآن الكريم قول المولى عز وجل:/
“وتَرَى الشَّمسَ إذَا طلعَت تزاوَرُ عن كهفِهِمْ ذاتَ اليمِينِ وإذَا غربَت تقرِضُهُمْ ذاتَ الشمَالِ وهُمْ في فجوَةٍ منهُ ذلِكَ منْ آياتِ اللَّه مَن يهدِ اللَّهُ فهُوَ المهْتَدِ ومَن يضلِلْ فلَن تجِدَ لهُ ولِيًّا مرشِدًا”
وقد كان معهم كلبهم الذي رابط على باب الكهف ليحرسهم وقد ورد ذكره في قوله تعالي:/ “وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد”
ثم بعثم الله من نومهم هذا بعد سنين طويلة وقد ورد ذلك في قوله تعالي:/ “وكَذلِكَ بعَثناهُمْ ليتسَاءَلُوا بينَهُمْ قَالَ قائِلٌ منهُمْ كمْ لبِثتُمْ قالُوا لبِثنَا يومًا أوْ بعضَ يومٍ قالُوا ربُّكُم أعلَمُ بمَا لبِثتُمْ فابعَثُوا أحدَكُمْ بورقِكُمْ هذِهِ إلَى المدِينَةِ فليَنظُرْ أيُّهَا أزكَى طعامًا فليَأْتِكُمْ برزْقٍ منْهُ وليتلَطَّفْ ولَا يشْعِرَنَّ بكُمْ أحَدًا”
فأرسلوا أحدهم للمدينة ليحضر لهم الطعام، ويقص عليهم ما شاهده من أشياء جديدة وما سمعه من تطورات،
وعندما ذهب إلى السوق استغرب الجميع من النقود القديمة التي يحملها فذهبوا به إلى حاكم المدينة،
فقص عليه الفتي قصته، ثم ذهب معه الجميع لمكان الفتية، وعندما أخبر الفتي أصحابه بما حدث، علموا أن لنومهم
طوال كل تلك الفترة كان لحكمة يعلمها اله، ثم ماتوا مباشرة بعد ذلك، واختلف الأمر في أمرهم،
فمنهم من أراد أن يبني عليهم مسجدًا ومنهم من أراد أن يسد باب الكهف، قال تعالى:/ “وكَذَلِكَ أعثَرْنَا عليْهِمْ لِيعلَمُوا أنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ لا ريبَ فيهَا إذْ يتنَازَعُونَ بينَهُمْ أمرَهُمْ فقالُوا ابنُوا عَليهِمْ بنيَانًا ربُّهمْ أعلَمُ بهِمْ قالَ الَّذينَ غلبُوا علَى أمرِهِمْ لنتَّخِذَنَّ عليْهمْ مسجِدًا”، وقد اختلفَ الناس في عددهم، فقال تعالى:/ “سيَقولُونَ ثلاثَةٌ رابِعُهُمْ كلبُهُمْ ويقولُونَ خمسَةٌ سادسهُمْ كلبُهُمْ رجمًا بالغيبِ ويقُولُونَ سبعَةٌ وثامنُهُمْ كلبُهُمْ قلْ ربِّي أعلَمُ بعدَّتِهِمْ ما يعلمُهُمْ إلَّا قلِيلٌ فلا تمَارِ فيهِمْ إلَّا مرَاءً ظاهرًا ولا تستَفْتِ فيهِمْ منهُمْ أحَدًا”

٣ قصة الكلب الذي كان مع الفتية في الكهف:

وإذا بكلب أحدهم يسير ورائهم؛ خاف الفتية أن يفضحهم الكلب بنباحه فطردوه، ليعود إلى المدينة، ولكنه أصر أن يسير ورائهم فحينما لم يجدوا فائدة من طرده تركوه خلفهم.

توجه الفتية إلى الله بالدعاء كي يرحمهم، وينجيهم من القوم الكافرين وقالوا “رَبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا “.

وسار الفتية في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا فرأوا أن يستريحوا فيه فجلسوا، وأكلوا بعض الثمار وشربوا الماء، ثم أحسوا بالتعب من السير طوال الليل، فغفلت أعينهم وناموا في سبات عميق.

٤ ملخص قصة أهل الكهف:

تتمحور قصة أهل الكهف حول مجموعة من الفتية (لم يتمّ تحديد عددهم بشكل دقيق) وكلبهم الذي كان يرافقهم، حيث كانوا يعيشون في قرية يحكمها حاكم كافر جائر، وكان أهل هذه القرية ضالون ومشركون، يعبدون الأصنام ويدافعون عنها ويقدمون لها القرابين، ويؤذون كل من يتطاول عليها، فكان هؤلاء الفتية يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويستنكرون أن تكون الأصنام هي من خلقت هذا الكون العظيم، فهم كانوا يؤمنون بإله أكبر من هذه الأصنام العاجزة، فرفضوا السجود لهذه الأصنام، فساعدهم الله و ثبتهم على إيمانهم وهداهم، فحاول هؤلاء الفتية إقناع و ماسك أهل القرية بعدم السجود للأصنام، وعندما سمع الملك بخبرهم أهدر دمهم، وأراد أن يقتلهم جميعهم، فما كان منهم إلّا أن شدّوا رحالهم وخرجوا من هذه القرية الفاسقة، ليتمكّنوا من عبادة الله وطاعته، فهداهم الله إلى كهف ليأمنوا فيه، وخرج أهل القرية للبحث عنهم ولكن الله أضل طريقهم وأعمى أبصارهم عن الكهف، وعندما وصل الفتية إلى الكهف، استلقوا فيه ليناموا، ولكن المعجزة كانت بأن الله أنامهم لأكثر من 300 سنة، وكانت حكمة الله في أن جعلهم يتقلبون خلال نومهم حفاظاً على صحة أجسادهم وحجب عنهم أشعة الشمس الحارقة، بعد هذه القرون الثلاثة وأكثر، أيقظهم الله، فأحسوا كأنهم ناموا يوماً واحداً، وعندما خرج أحد الفتية إلى القرية وجد أنها تغيرت وعندما رآه أهل القرية استعجبوا لشكله ولثيابه وللنقود التي يحملها، وأيقن عندها أهل القرية قدرة الله تعالى بعد أن رأوا المعجزة بأعينهم، فآمن أهل القرية بالله تعالى، ومن بعدها أمات الله الفتية مرة أخرى لتبقى قصتهم الخالدة دليلاً على قدرة الله تعالى.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)