فاطمة بنت محمد الفهري حقائق


بواسطة التلميذ(ة):
فاطمة بنت محمد الفهري حقائق

١ مقدمة

فاطمة بنت محمد الفِهْرية القُرَشية هي امرأة مسلمة عربية، لُقبت بأم البنين، تعود أصولها إلى ذرية عقبة بن نافع الفهري القرشي فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان.
وهي شخصية تاريخية خالدة في ذاكرة مدينة القيروان وتونس، ومدينة فاس في المغرب، والتاريخ التونسي والمغربي، أسست مع شقيقتها مريم الفهري جامعة القرويين في المغرب عام 859 م، وتُعد أول جامعة في العالم، توفيت فاطمة حوالي سنة 265 ھ (878 م).

٢ التاريخ:

يُعتقد أن فاطمة الفِهرية قد وُلِدَت عام 800 ميلاديًا، وهاجرتْ من القيروان عاصمة إفريقية (تونس حاليًا)، إلى فاس عاصمة الأدارسية  في المغرب الأقصى (المملكة المغربية حالياً). وأسستْ مسجدًا تحول تدريجيًا إلى جامعة تُدَرس العلوم بشتى أنواعِها، وتُخرِّجُ كبارَ  العلماء، ووصل إشعاعها إلى أوروبا في القرون الوسطى. إذا ذُكرت فاس المدينة التاريخية التي أسسها إدريس الثاني في عهد الدولة الإدريسية، وذُكر جامع القرويين وجامعة القرويين نسبة إلى المهاجرين من القيروان، الذين سكنوا أحد أكبر أحياء فاس في أول عهدِها وهو عدوة القرويين. وكان من بين هؤلاء المهاجرين فاطمة بنت محمد الفهرية التي قدِمتْ من تونس إلى عاصمة الدولة الإدريسية مع والدها الفقيه القيرواني محمد بن عبد الله الفهري وأختِها مريم في أيام الأمير يحيي بن محمد بن إدريس.

٣ بناء المسجد:

لم تزل فاطمة تفكر في أمر إنفاق المال الوفير حتى انتهت إلى العزم على بناء مسجد يكون ذكرًا لها بعد موتها، وصلة ببنيها مع أهل الدنيا، وليظل عملها بعد موتها مستمرًا. عمدت فاطمة إلى مسجد القرويين فأعادت بناءه في عهد دولة الأدارسة، وضاعفت مساحته بشراء الحقل المحيط به ضمت أرضه إلى المسجد، وبذلت مالًا كثيرًا برغبة صادقة حتى اكتمل بناؤه في صورة بهية وحلية رصينة. وتذكر المراجع التاريخية أن فاطمة الفهرية هي التي تطوعت ببنائه وظلت صائمة ونذرت ألا تفطر يوما حتى ينتهي العمل فيه.

٤ الجامعة:

ويعتقد الكثير من المؤرخين أن مسجد القرويين أصبح جامعةً بداية من عام 877 م - حسب موسوعة غينيس - وذلك بفضل دروس العلم التي كانت تنتظم في حرَمِه في وقت مُبكر بعد تأسيسه. لكن البعض الآخر يرى أنه تحول إلى جامعة حقيقية بداية من عصر المرابطين (القرن 5 هـ/11م)، وزاد إشعاعُه في عهد الدولة المرينية خلال القرن 14، والتي اتخذت من فاس عاصمة لها بدل مراكش. فبُنيت العديد من المدارس حوله، وعُزّز الجامع بالكراسي في شتى أصناف العلوم كالفقه، والأدب، والرياضيات، والفلك، وغيرها. وقد ذكر الكتاني في كتابه المشار إليه ما يزيد عن عشرين مدرسةً من المدارس التي أسست كفروع للقرويين في فاس. كما اشتهرتْ جامعة القرويين بمكتبتها التي أنشئتْ كذلك في العصر المريني وضُمت إليها فيما بعد مكتبة السلطان الـمُوحدي يوسف بن عبد المؤمن لتضاهي مكتبة قرطبة التي كانت تحوي ما يزيد عن 600 ألف مجلدٍ من الكتب. هذا وقد توفت فاطمة الفهرية حوالي 265هـ /878 م.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)