ما هو مشروع جينوما المغربي ؟


بواسطة التلميذ(ة):
ما هو مشروع جينوما المغربي ؟

١ مقدمة

قبل أيام، تمكن فريق من الباحثين المغاربة، في سابقة دولية، من تحليل أزيد من 3000 جينوم لفيروس "كورونا" المستجد على المستوى العالمي، في وقت تسارع فيه كبريات المختبرات الدولية السباق لإيجاد لقاح فعال يخلص العالم من أزمة كوفيد 19.
ويهدف الباحثون المغاربة إلى تحليل وحل شفرة الفيروس المتواجد بالمغرب لتحديد خاصياته الجينومية.
كما أتاح هذا البحث العلمي تحديد التوزيع الجغرافي لجينومات الفيروس في أكثر من 58 دولة، في انتظار تطوير إستراتيجيات علمية ببصمة مغربية لمواجهة انتشار الفيروس وتحسين إمكانيات العلاج والتداوي، بحسب الخبراء أنفسهم

٢ حوار مع البروفيسور الإبراهيمي:

وفي السياق ذاته، أجرت جريدة هسبريس الإلكترونية حواراً مع البروفيسور عز الدين الإبراهيمي للحديث عن طبيعة المشروع غير المسبوق في المغرب وعلاقته بإمكانية تطوير لقاح مغربي لمواجهة أخطر أزمة صحية يشهدها العالم.

٣ مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بالرباط:

هذا المختبر يهتم كثيرا باستعمال التقنيات الجديدة في مجال ما يسمى بـ"الطب المشخصن"؛ أي هناك مجموعة من التقنيات تعتمد إما على تقنيات الحمض النووي أو استعمال الخلايا في تطوير وتشخيصات معنية. ونحن نهدف أولاً إلى التمكن من هذه التقنيات واستعمالها في البحث العلمي، في إطار تطوير تشخيصات دقيقة للمريض المغربي تمكنه في الأخير من استعمال الأدوية الجديدة المتواجدة بالعالم.

٤ المشروع الوطني جينوما:

بداية، الفريق الذي يعكف على المشروع العلمي يضم طاقات مختلفة من بروفيسورات في الطب والصيدلة والبحث العلمي.. فريق شاب كما شاهدتم في المختبر يمتاز بكفاءات في مجال الكشف المخبري، وكل هذا مكننا من إنجاز مشروع علمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويُمكن القول إن تحليل الجينومات نقوم به اليوم بسهولة بالنظر إلى تراكم معرفي لسنوات متعددة أوصلنا إلى تحليل جينومات البكتيريا والفيروسات، ثم إلى المشروع الوطني الكبير المتعلق بالجينومات الذي سيمكننا من التعرف على خاصية جينوم الإنسان المغربي. ثم ثانيا، يمكن لنا بالمحاكاة الطبية أن نقترح مجموعة من المركبات لاستعمالها ضد أمراض معنية، بالإضافة إلى استثمار الصحة الرقمية والمعلوميات في التشخيص عن بُعد وتحليل الصور.

٥ متى بدأ العمل بالضبط في مشروع جينوم:

تجب الإشارة إلى أن الفكرة راودتنا منذ سنين، وليست وليدة اللحظة. ولتبسيط المعلومة حتى يفهم الجميع، المشروع انطلق من فكرة لماذا يوافق الدواء بعض الأشخاص عكس آخرين؟ وهذا السؤال تطرحه فئات عريضة من المجتمع، خصوصا أننا مغاربة ولدينا نفس الجينوم، لنكتشف أن هناك مفهوما علميا يؤطر هذا الاختلاف يسمى بـ (Pharmaco-genomic)، علم الصيدلة الجيني، والذي يشير إلى قابلية كل شخص للتداوي أو للتعاطي مع المرض والعلاج الذي يتناوله. إذن، نحن حددنا جينوم المغاربة المرجعي بتركيبة دوائية واضحة تمكنهم من مقاومة أمراض معنية وأدوية محددة.

٦ علاقة المشروع بإمكانية اكتشاف لقاح لفيروس كوفيد 19:

في الحقيقة، هذا الوباء عالمي؛ ما يعني أن الحلول ستكون عالمية بطبيعة الحال.. ونحن كان لدينا خياران؛ إما أن نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج أو نشتغل، لكننا قررنا في المختبر استغلال جميع الأدوات المتوفرة لدينا لمواجهة الفيروس، الأمر الذي مكننا من تحليل شفرة "كوفيد 19".. وحاليا، نجحنا في تحديد التوزيع الجغرافي لجينومات الفيروس وتطوره في أكثر من 58 دولة.

اليوم لدينا مشروع وطني تدعمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، للتعرف على طبيعة الفيروس في المغرب. ويمكن لهذا الأمر أن يفتح آفاقاً جديدة للعلاج من الوباء إن شاء الله.

٧ هل يُمكن لهذا المشروع أن يقودنا إلى لقاح مغربي لـكوفيد 19 ؟:

حتى نكون واضحين ورفعاً لأي ليس، صنع اللقاح وتطويره يختلفان. نحن نعتبر أن المغرب في الوضعية الراهنة لا يمكنه أن يستغني على خطة عمل وبروتوكولات واضحة لتطوير أدوية أولا، ثم ثانيا تطوير لقاحات؛ لكن المرحلة الأولى في هذه العملية تتطلب تحليل شفرة الجينوم، وهو العمل الذي نقوم به اليوم في المغرب ونتمنى تقديم النتائج قريباً.

وأشير هنا إلى أنه لا يمكننا أن نعتمد على دول أخرى لتطوير لقاح لسبب بسيط؛ لأن أي دولة في حالة تطويرها للقاح ستستعمله أولا لساكنتها وهذا طبيعي، وما تبقى يمكن النظر فيه لبيعه أو تصديره.

إذن، نحن نرى أنه على المديين القصير والمتوسط وفي حالة حدوث وباء ببلادنا، فهل سننتظر دولا أخرى لتطوير أدوية ولقاحات لنا، وهذا ما دفعنا إلى خوض التجربة تطوير أدوية ولقاح مغربي إبان أزمة "كوفيد 19" أو في أزمات أخرى، ونعتبر التحدي أولوية نشتغل عليه. هناك خطة وطنية وفرقاء بالمغرب وشركة كبيرة واعدة عبرت عن رغبتها لمساعدتنا في المشروع ومختبرنا قادر على تحليل الجينوم، والمهم أن الدولة تدعمنا ولديها رغبة لتطوير هذه اللقاحات.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ hespress