فصل الربيع


بواسطة التلميذ(ة):
فصل الربيع

١ مقدمة

الربيع فصل من فصول السنة الأربعة للمناطق المعتدلة يلي الشتاء ويسبق الصيف.
هناك عدة تعاريف للربيع منها التعريف المناخي ("نصف فصل" يقع بين الفصل البارد والفصل الحار) وتقويمي (يختلف باختلاف التقاويم والرزنامات)، لكن الاستعمال المحلي للفظ يعتمد على نوعية المناخ والثقافة في المنطقة، عندما يكون الربيع في نصف الأرض الشمالي يكون فصل الخريف في نصف الأرض الجنوبي، والعكس صحيح.
وفي الاعتدال الربيعي يكون طول النهار تقريباً 12 ساعة وتزيد كلما تقدمت أيام الفصل.
تعني كلمة الربيع الفصل المناخي، وتلمح أيضاً إلى التجديد، الانبعاث، إعادة الولادة وإعادة النمو.
وهو الوقت حيث تخضر الأرض بلون العشب، وتتفتح الأزهار، وتعتدل درجات حرارة الهواء، وتنشط الحيوانات بعد سباتها.

٢ : فصل الربيع :

إنّه فصل البهجة والسرور وفصل الخضرة والحياة والمياه الجارية، والمناظر الخضراء الجميلة، والأغصان الممتلئة بالزهور التي تذهو على كل من مر بها، إنه فصل الأمل والتجدد المليء بكل ألوان الحياة وأطيافها وعطورها، ففيها تسمع أشجان العصافير، وأصوات الهديل، والجداول البراقة التي تبرق بأشعة الشمس المنعكسة عليها، و تعود الطيور إلى ديارها مستبشرةً بعد هجرة طويلة قضتها لتجد الأرض قد اكتست بحلتها الخضراء، والدفء الذي يتسلل إلى أعماق الأرض مانحاً الحياة لكل من قطنها.

٣ : موعد فصل الربيع:

فصل الرّبيع هو أجمل فصول السنة وأبهجها؛ حيث يبدأ في الواحد والعشرين من شهر آذار، ويوافق هذا الموعد ما يسمى بالاعتدال الربيعي ليبدأ ذلك الموّعد الغراميّ الذي تكتسي به الأرض بالخضرة؛ كأنّه فستان زفافٍ، راحلاً بذلك فصل الشتاء وآخذاً معه أمطاره العذبة الباردة، تاركاً وراءه الشّمس التي تنشر أشعّتها على استحياءٍ لتطلّ من بين غيوم السّماء؛ فسماء الرّبيع تتزيّن ما بين صفاء اللون الأزرق الجميل، وما بين السّحب البيضاء الحنونة التي إن أمطرت أرسلت رذاذها النّاعم الحنون ليزيد الجو بهجةً وألقاً، فشمس الرّبيع ومطره وبرده وجميع تفاصيله ما هي إلا عطايا من الله تعالى لهذا الفصل المُبهج، الذي يُدخل الفرح والتّفاؤل في النُّفوس، ويستمر هذا الفصل بعطائه الجميل ومناظره الخلابة التي تزرع البهجة في القلوب والسرور في النفوس حتى ثلاثة أشهر خضراء يحل بعدها فصل الحر وهو فصل الصيف.

٤ : جمال الربيع:

ظلّ فصل الرّبيع مُحتفظاً ببهائه ومكانته عبر الزّمن؛ فالجميع يُصوّر الجمال ويُشبّهه بالرّبيع، والجميع يتغنّى به وبمنطق الحُسن فيه، فلا يُمكن أن تكون الأرض جميلةً كما هي في الربيع، فهو فصل الخَصب والعَطاء، تتهيأ فيه الأرض لتُوزّع خيراتها على الطّبيعة، وهو بداية الأحلام والآمال، ونهاية العواصف القاسية التي أنهكت الأرض والأشجار والأزهار./ في فصل الربيع يخرج من رحم الأرض كل أنواع الجمال وتغدو الحياة أكثر نظارة وانطلاقا، فتستيقظ الحيوانات من سباتها الطويل، وتتكاثر وتبدأ بالولادة، وترى الجمال الذي يبهر العين بألوانه الرائقة، وحركاته الجميلة الخلاقة، وتجد العصافير في تلك الساحات اليانعة التي تبعث الشجن فيها، فتنطلق في أرجاء الأرض تغرد وتزقزق، وتفرح بما تجده من الجداول والأنهار الناصعة، وأشعة الشمس الناعمة غير المحرقة، وألوان السماء التي تبعث التفاؤول والسرور./إنه فصل تميز عن بقية الفصول على الرغم من قصره بين أقرانه، إلا أنه أكثر الفصول راحةً وتأثيراً، فيه تنطلق الأسر لتقضي أوقاتها الرائقة على البسط الخضراء؛ التي كست الأرض جمالاً ونظارة، فالأجواء تغدو رائعة نقية، وتظهر التظاريس بأصفى الصور، وأوراق الشجر الخضراء اللامعة، والزهور حديثة الولادة بألوانها البراقة، والأرض المشبعة بمياه الأمطار وأعشابها ./لو كان للأشجار لسانٌ لنطقت، وتغنّت بفصل الرّبيع وجماله؛ ففيه تتبدّل الأغصانُ اليابسة بالبَراعم الخضراء وأزهار الورد الصّغيرة، وفيه ينتثر النّدى على بتلات الورد ليغفو في أحضانه، وينشر عطره في كلّ مكان، وكم من قصيدةٍ رائعة الجمال تغنّت بهذا الفصل الرائع، وكم من قصصٍ جميلةٍ روتها الجدّات عن جمال فصل الرّبيع، كيف لا، وهو فصل الفراشات المُلوّنة، وفصل الحُبّ، وبداية الأشياء الجميلة.

٥ : الربيع وصفاء النفس:

فصل الرّبيع الذي تتفتح فيه الأزهارُ، وتكتسي به الأرضُ بحلتها الخضراء، وبطبيعتها الخلّابة، وبجوه النّاعم الذي يداوي العليل، ويأتي على الأجسام كالنسيم؛ الذي يبعث بالراحة النفسية، والأجواء الهادئة؛ التي تُضفي النشاط للجسم، وتُذهب عنه كدر الشتاءِ وما خلفه من شحوبٍ وأوجاعٍ، فيُرجع الجسم بطاقته القديمة، يُسّرح النظر في الأراضي، والأشجار الخضراء؛ بعشبها وثمرها المتناثر، وجداولها الجارية، وأصوات المياه الرقراقة، طارباً أسماعهُ بأصواتِ الموسيقى الطبيعية؛ بطيورها الجميلة العائدة من هجرتها كعودة المسافر إلى وطنه./في فصل الربيع يتحرك الوجدان لينطق بكل ما هو جميل وأنيق، وكل كلام منسق ورقيق؛ ليشدو بكل ما هو جميل، فها هم الشعراء يتنافسون في نظم أبياتهم التي تصف حالهم مع المحبوبة، والجمال الذي يحيط بهم من كل مكان، والأشجار الخضراء، والأزهار الرائعة، وطيورها، وفراشاتها بألوانها المختلفة، وأصوات العصافير في الزقزقة والتغريد، وخرير الماء المتدفق من بين الصخور التي ارتوت يأمطار فصل الشتاء، لذا كان فصل الربيع الوجبة الدسمة للشعراء والكتاب؛ ليُخرج كل واحد منهم ما يجول في قريحته، ويرسم بريشته الإبداع المتقن، الذي يجمع ما بين الطبيعة الخضراء الخلابة وفنون النظم والكتابة

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D9%86_%D9%81%D8%B5%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9