فيلنيوس حقائق


بواسطة التلميذ(ة):
فيلنيوس حقائق

١ مقدمة

فيلنيوس (باللتوانية : Vilnius) هي عاصمة ليتوانيا، يبلغ عدد سكانها حوالي 000 500 ساكن، هي المدينة الأكثر اكتظاظا في البلاد.
أسست المدينة من قبل غيديمين.
اختيرت فيلنيوس في سنة 2009 عاصمةً للثقافةِ الأوروبية مع مدينة لينتز النمساوية.
من الناحية المعمارية، المركز التاريخي لفيلنيوس يتم الحفاظ عليه جيدا من قبل السلطات، وهو يصنف كاملا كتراث عالمي من جانب اليونسكو، بما في ذلك حي السفارات المتميز بواجهاته الملونة والمنحوتة.
تطل على المدينة قلعة رائعة مصنوعة من الطوب تقع على تلة بضواحي المدينة، وتقع بجانب هذه القلعة، مقبرة بولونية اسمها نا روسي تحتوي على قلب المارشال يوزف بيوسودسكي (رفاته موجود في كراكوف) الذي حكم بولونيا في فترة ما بين الحربين.
دخلت فيلنيوس منذ عدة سنوات في نطاق الرأسمالية.
ويظهر هذا الجانب من موقع المدينة (التي هي أقل أهمية من وارسو القريبة منها والتي يكنيها البعض هونغ كونغ أوروبا الوسطى) الذي يحتوي على العديد من المباني البلورية والحديدية التي تلقي بظلالها على قدمية الترولي باص الذي لا يزال يخدم المدينة.
بينما ضواحي المدينة لا تعطي نفس الصورة على مركزها المليئ بالصفات المعمارية.
ولكنه يحتفظ بصفات خرسانية رمادية تدل على الحقبة السوفياتية.
ومع كل هذه التغييرات، لا يزال هناك العديد من المنازل التقليدية ذات الطابق الواحد والمصنوعة من الخشب والمسيجة بالحديد.

٢ تاريخ فيلنيوس:

البداية

أسست فيلنيوس تحت حكم غيديمين (الأمير الكبير منذ سنة 1316). وفقا للأسطورة، كان هذا الأمير مستلق وهو نائم فوق تل بجانب ملتقى نهري نيرس وفيلنيا. وهنا بدأ يحلم ورأى ذئبا حديديا، كان صراخه كمائة ذئب، وعند هذه اللحظة رمى رمحه على الذئب الحديدي. لذلك بعد أن استفاق، سأل كاهنته الوثنية عن معنى هذا الحلم، فتتواصل الأسطورة وتقول أن الألهة فسرت حلم غيديمين بأن الذئب الحديدي الصارخ فوق التلة هو القلعة الصلبة التي ستكون مشيدة فوق هذه التلة وستكون نقطة الصفر لبداية إنشاء مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا وصاحبة السيادة فيها، وفسرت أن الرمح الذي ألقاه غيديمين هو الإشعاع الذي سيكون لهذه العاصمة الليتوانية. في هذا العصر كانت السيادة من حصة أصحاب قصر واسربورغ غرب مدينة تراكاي.
مهما كانت الأسطورة، ينظر علماء الآثار إلى تاريخ المدنية من نقطة أقرب:/ وفقا للحفريات التي قاموا بها، منذ القرن الحادي عشر، سكن البشر هذه المنطقة ذات المحيط المناسب (طبيعيا وعمليا). أقدم أثر يحسب ويتحدث عن مدينة فيلنيوس بصفتها عاصمة يرجع لسنة 1323. حيث في هذه السنة كتب الأمير الكبير غيديمين رسالة باللغة اللاتينية من هذه العاصمة القديمة، يجند فيها أناس وتجار وكهنة كبار (يعني شخصيات رفيعة المستوى) في محاولة منه في جذب الناس لإعمار المدينة ويقول أن المدينة تتبنى حرية التدين والدين. وهنا كان يواجه المعتقدات الدينية المختلفة الموجودة في المدينة.

الاتحاد البولوني اللتواني

منظر جانبي لكنيسة حنة مع كنيسة بيرنانردين.

فيلنيوس في القرن 17 ميلادي
منذ سنة 1377، حكم الدوق الأكبر لليتوانيا يوغيلا البلاد. وفي 1385، أسس بالتعاون مع بولندا اتحاد كريفو. والسبب من هذا هو تنصير البلاد. إذن تم إطفاء نيران المعابد فوق تلة فيلنيوس، وتم هدم المعابد الوثنية. بعد سنة من هذه الحملة، في 1386، تزوج الدوق الأكبر على نحو متعارف عليه من يادفيجا ملكة بولندا الأولى. وتحت اسم فلاديسلاف الثاني، توج ملكا على ليتوانيا وبولندا، وبهذا وحد البلدين.
في نفس الوقت، تم إصدار قانون ماغديبورغ في مدينة فيلنيوس. ومن جهة أخرى، شهدت المدينة فترة من الازدهار الاقتصادي في القرن الخامس عشر. وبعد وجود الاتحاد البولندي الليتواني (1385ء1569)، أصبحت المدينة تحت تأثير بولندي كبير، وكذلك أصبح أغلبية السكان بولنديين. واستئنفت الإصلاحات المضادة في المنطقة من قبل معهد اليسوعيون الذي أسس في 1570، والتي استبدلت في 1579 إلى جامعة فيلنيوس، ومع ملك بولندا ستيفن باتوري، والبابا غريغوري الثاني عشر. وكانت جامعة فيلنيوس، الجامعة الوحيدة الموجودة في شرق ووسط أوروبا. وفي نفس الوقت، جلب ملك بولندا، الكثير من السكان اليهود، وبهذا أصبحت فيلنيوس من أهم المناطق التي تتركز فيها المجموعات اليهودية ذوي ثقافة الأشكناز. وكانت تسمى ليتوانيا لأهميتها الروحية لدى اليهود.
من الناحية الاقتصادية، بدأ اقتصاد فيلنيوس ينحدر في القرن السادس عشر للهيمنة البولندية الكبيرة عليها.

وعرف القرن السابع عشر بكثرة الأزمات (من 1655 إلى 1661، احتلت المدينة من قبل الروس) والأوبئة الخطيرة مثل مرض الطاعون.
خلال حرب الشمال العظمى، احتلت المدينة وخربت من قبل قوات عسكرية سويدية من سنة 1702 إلى 1707. وأيضا بعض الأزمات التي وقعت في سنوات 1737 و 1745 و 1747، أخرت في تطور ونمو المدينة وحالت دون مواكبتها للعصر.

الإمبراطورية الروسية

كاتدرائية العذراء الأرثوذكسية في فيلنيوس
من 1765 إلى 1915 (رسميا إلى 1917) كانت ليتوانيا (يعني فيلنيوس والتي كانت تسمى رسميا بالروسية فيلنا) تنتمي إلى الإمبراطورية الروسية، حيث كانت فيلنيوس عاصمة إقليم فيلنا، وكانت مركزا لحاكم عام. والآن تدل مقبرة القديس إفروسين على وجود الجالية الروسية الأرثوذكسية.
بعد ثورة الليتوانيين والبولنديين على الروس سنة 1831، أغلقت جامعة فيلنيوس أبوابها من قبل السلطات القيصرية الروسية بعد أن كانت مقرا للثوار المثقفين، وتركت مغلقة حتى أواخر الحرب العالمية الأولى. وفي هذا الوقت كانت عملية تهيئة مدينة فيلنا (فيلنيوس) قليلة جدا ولكن كانت تتمتع ببعض المساعدات باعتبارها عاصمة لإقليم فيلنا، حيث في القرن التاسع عشر كانت فيلنا مركز الحياة العامة في بيلاروسيا وبهذا أصبح يوجد جنسية ثالثة في المنطقة مع اليهود والبولنديين.
الشعراء والكتاب البيلاروسيين الأكثر أهمية الموجودين في هذه المنطقة، قاموا بنشر أعمالهم باسم مدينة فيلنا (فيلنيوس). وفي نفس هذا الموضوع، تم نشر أول صحيفة بيلاروسية في مدينة فيلنيوس سنة 1906 وإسمها ناتشا نيفا.
في سنة 1896، ترك رجل الأعمال اليهودي ماتيتياهو ستراشن كتبه للجالية اليهودية الموجودة في المدينة، وأسس بهذا أكبر مكتبة يهودية في أوروبا. وأسس اليهود في أواخر القرن التاسع عشر أول مجموعة عرقية روحانية يهودية في المدينة، وأصبحوا يمثلون بهذا قرابة نصف سكان المدينة.
قامت في فيلنيوس أوساط ثورية يهودية، الأولى بقيادة صموئيل آرون ليبرمان في السنوات 1870، وأخرى بقيادة أركادي كريمر، وكذلك ولدت الحركة الثورية اليهودية، مع إنشاء الاتحاد العام للعمال اليهود في 1897.


خارطة ليتوانيا سنة 1923
احتلت المدينة أثناء الحرب العالمية الأولى من قبل ألمانيا من سنة 1915 إلى ديسمبر 1918، حين دخلت في ذمة القائد العام للقوات المسلحة لألمانيا في الشرق وأصبحت تحت عدالته وسيادته. وعندما كانت المدينة تحت الاحتلال الألماني تم توقيع استقلال ليتوانيا الجديدة في 16 فبراير 1918 في مدينة فيلنا (الاسم الروسي المشتق من فيلنيوس).
عند إعلان استقلال ليتوانيا عن ألمانيا، شهدت البلاد اضطرابات كبيرة خاصة في الجلاء الألماني عن المدينة في 31 ديسمبر 1918. ثم مسك الجيش البولندي زمام الأمور في البلاد من 1 يناير إلى 5 يناير 1919 حيث يمثل البولنديون نصف سكان المدينة. وبعد ذلك مباشرة، دخل الجيش الأحمر البلاد في 5 يناير 1919 وكان يملك شعبية لا بأس بها في العاصمة الليتوانية من الشيوعيين واليهود، وتم وضع حكومة ليتوانية شيوعية بترأس الناشط الليتواني فينكاس ميكيفيتشيوس كابسوكاس. وبين 18 فبراير و20 فبراير انضمت الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية إلى جمهورية بيلاروسيا السوفيتية الاشتراكية، ومس هذا الاندماج الطبقات المالكة والبولنديين، وفي 27 فبراير القادم، إتحد البلدين رسميا وكونوا الجمهورية الاشتراكية السوفياتية الليتوانية البيلاروسية، وتم اختيار فيلنيوس لتكون عاصمة للبلاد. ومن سنة 1919، هزت أعمال الشغب المدينة، حيث ضغطت فئة من الشعب على بولندا لتشن حربا ضد رويسا البلشفية التي تحكم في فيلنيوس. لذلك في 19 أبريل أخذت القوات البولندية فيلنيوس من جديد (بالبولندية:/ فيلنو)، وكانت تدور شائعات أن الجالية اليهودية كانت تتعاون مع السلطات الروسية، لهذا تم اتهام الكثير من اليهود بالتواطئ مع المحتل السابق، لكن بعد حدوث عدة عمليات اغتيال للجنود البولنديين في العاصمة فيلنيوس، تم اتهامهه بالضلوع في هذه العمليات بسبب دعمهم لروسيا عند دخولها الأراضي الليتوانية.
رد الجيش الروسي على بولندا بعد سنة وثلاثة أشهر بمساعدة السكان الليتوانيين والبيلاروسيين في 20 يوليو 1920، وبهذا اعترفت بولندا بملكية مدينة فيلنيوس وولايتها للتوانيا في 7 أكتوبر 1920، ولكن من الغد ادعى قائد القوات البولندية لوتسيان جليغوفسكي التمرد على رأي ونصيحة يوزف بيوسودسكي، وهاجم من جديد الحكومة الروسية البلشفية في فيلنيوس بعد تمكنه من اختراق المدينة، التي سقطت من الغد. وأعلن آنذاك جمهورية ليتوانيا الوسطى التي تمتد على مساحة مقاطعة فيلنيوس، في حين أن المثقفين في ليتوانيا غادروا العاصمة الجديدة إلى مدينة كاوناس، والتي أصبحت بدورها عاصمة ليتوانيا للتسعة عشر سنة التالية. في الحقيقة، كانت بولندا تحكم فيما تبقى من جمهورية ليتوانيا الوسطى، بتعلة أن أغلبية السكان بولنديين، حتى أرفقت إليها هذه الجمهورية بعد تصويت موافق في الجمعية العامة لفيلنيوس (البرلمان)، وبهذا القرار إنخفظت رتبة فيلنيوس إلى محافظة. ولم يتبق للأقلية الليتوانية سوى كنيسة واحدة والتي بدورها أصبحت هي الوحيدة التي تستعمل اللغة الليتوانية وهي كنيسة القديس نيكولا في فيلنيوس، ولكن كان بجانب الليتوانيون، أقلية بيلاروسية الذين حافظوا على مدارسهم، وثقافتهم.
في هذا العصر، كانت جامعة فيلنيوس تعتبر من أكبر الجامعات في هذه المنطقة. وهي تهم الحياة الثقافية والعلمية لليهود الأشكناز المستقرين في شرق وسط أوروبا.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)