Gold الذهب


بواسطة التلميذ(ة):
   Gold الذهب

١ مقدمة

الذهب عنصر كيميائي رمزه Au وعدده الذرّي 79؛ وهو بذلك أحد العناصر القليلة ذات العدد الذرّي المرتفع والمتوفّرة طبيعياً في نفس الوقت.
يوجد في الطبيعة على شكل فلز ذي لون أصفرٍ مائل إلى الحمرة، وكثافته مرتفعة، وهو قابل للسحب وللطرق.
يصنّف الذهب كيميائياً من الفلزّات الانتقالية وضمن عناصر المجموعة الحادية عشرة في الجدول الدوري؛ وهو يصنّف أيضاً ضمن الفلزّات النبيلة، فهو لا يتأثّر بأغلب الأحماض الشائعة، إلّا في الماء الملكي، وهو مزيجٌ من حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك.

٢ معلومات عن الذهب:

يوجد الذهب في مكامنه على شكله العنصري الحرّ، أحياناً على شكل قطع أو حبيبات داخل الصخور، أو على شكل عروق في باطن الأرض، أو في الطمي في قاع الأنهار./ على العموم فالذهب فلزٌّ نادرٌ نسبياً؛ وهو يوجد أحياناً على هيئة محلول جامد مع فلزّ الفضة في سبيكة الإلكتروم؛ كما يشكّل سبائك طبيعية مع النحاس والبالاديوم؛ بالإضافة إلى تشكيله ملغمةً مع الزئبق./ الذهب فلزٌّ نفيس استخدم في سكّ العملات وفي صناعة الحلي، بالإضافة إلى الأعمال الفنّية للعديد من الشعوب والحضارات والدول على مرّ الزمان./ يلعب الذهب دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، لذلك يكون لغطاء واحتياطي الذهب تأثيرٌ على السياسات النقدية في دول العالم./ يوجد إجمالياً حوالي 186,700 طنٍّ من الذهب في العالم وفق بيانات سنة 2015؛ وتتصدّر الصين الإنتاج العالمي بحوالي 450 طنٍّ سنوياً./ يتوزّع الاستهلاك العالمي من الذهب المنتج حديثاً وفق ما يلي:/ حوالي 50% في صناعة الحليّ، و40% في الاستثمارات وحوالي 10% في الصناعة./ نظراً للخواص المميّزة التي يتمتّع بها من حيث قابلية السحب والطرق والناقلية الكهربائية ومقاومة التآكل، فإنّ للذهب أهمّية صناعية تطبيقية، خاصّة في المجالات الإلكترونية./

٣ التاريخ لا الحصر... :

عثر الإنسان القديم على الذهب في الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة في المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت./ يعود استخدام الذهب لأغراض الزينة إلى العصور القديمة الضاربة في التاريخ؛ ففي ثمانينات القرن العشرين عثر في منطقة بلاد الشام على مشغولات ذهبية في مقبرة كهفية تعود إلى العصر النحاسي./ عثر كذلك على حوالي 3000 قطعة أثرية ذهبية على هيئة مرفقات جنائزية تعود إلى ذلك العصر (حوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد) في مقبرة بالقرب من فارنا نيكروبولس في بلغاريا، وهي بذلك أقدم موجودات ذهبية في القارة الأوروبية؛ كما عثر على حوالي 7000 قطعة أثرية ذهبية في المنطقة المحيطة بالبحر الأسود يعود تاريخها إلى فترة حضارة مايكوب في العصر النحاسي أيضاً./ أمّا المشغولات الذهبية القديمة الأخرى التي عثر عليها في أوروبا الوسطى مثل القبّعات الذهبية أو قرص نيبرا السماوي، وكذلك الموجودات العائدة إلى فترة حضارة القدور الجرسية مثل الأقراط الذهبية في قبر نبّال أيمزبوري فتعود إلى العصر البرونزي (حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد)./

٤ النظائر:

للذهب نظير واحد مستقر وهو 197Au، ولا توجد له نظائر مشعّة طبيعية، بالتالي يصنّف الذهب على أنّه عنصر أحادي النظير وعنصر أحادي النويدة في نفس الوقت./ جرى اصطناع 36 نظيراً مشعّاً للذهب تتراوح كتلها الذرّية بين 169 و 205؛ أكثرها استقراراً هو النظير 195Au بعمر نصف مقداره 186./ 1 يوم، أمّا أقلّها من حيث الاستقرار فهو النظير 171Au والذي يتفكّك بعملية إصدار بروتون ويبلغ عمر النصف في حالته 30 ميكروثانية فقط./ تضمحّل نظائر الذهب المشعّة ذات الكتل الذرّية الأقلّ من 197 عن طريق عدّة آليّات تتضمّن إصدار بروتون واضمحلال ألفا واضمحلال بيتا +β، ما عدا النظير 195Au الذي يضمحّل بعملية التقاط إلكترون؛ والنظير 196Au الذي يضمحّل بعملية التقاط إلكترون أيضاً ولكن بنسبة 93%، أمّا النسبة المتبقية (7%) فتكون عن طريق اضمحلال بيتا −β./ [83] بالمقابل، فإنّ جميع نظائر الذهب ذات الكتل الذرّية الأعلى من 197 فتتضمحّل على النمط −β./ [84] جرى التعرّف على ما يقلّ عن 32 مصاوغ نووي للذهب تتراوح كتلها الذرّية بين 170 و 200؛ كان أكثرها استقراراً 198m2Au وله عمر نصف يبلغ 2./ 27 يوم، أمّا أقلّها استقراراً فهو 177m2Au بعمر نصف 7 نانوثانية فقط./ لوحظ أنّ للمصاوغ 184m1Au ثلاثة طرق للاضمحلال، وهي اضمحلال +β والتصاوغ النووي البيني واضمحلال ألفا، وهو بذلك الوحيد من بين نظائر الذهب المشعّة ومصاوغاته النووية الذي يضمحّل بثلاثة طرق./ [84]

٥ الدور الحيوي :

لا يعدّ الذهب الخالص سامّاً أو مهيّجاً عند ابتلاعه،[115] لذلك يستخدم أحياناً ضمن الإضافات الغذائية على هيئة رقائق للزينة على الأطباق،[116] أو في بعض المشروبات./ بالمقابل، فإنّ أملاح الذهب المنحلّة سامّة، وتؤذي بشكل خاصّ الكبد والكليتين./ من جهة أخرى تعدّ أملاح سيانيدات الذهب المستخدمة في إنتاج الذهب وفي عمليات الطلي الكهربائي أكثر خطورة، إذ أنّ السمّية آتية من الطرفين، ومن أمثلتها مركّب ثنائي سيانوذهبات البوتاسيوم K[Au(CN)]2./ [117][118] يمكن التخفيف من آثار سمّية الذهب بأسلوب العلاج بالاستخلاب مثل عقار ديمركابرول./ يمكن أن يسبّب الذهب أو سبائكه حساسية لدى البعض، وخاصّة النساء./ [119] إلّا أنّ هذا الموضوع لم يغطّى بعد بالأبحاث بشكلٍ كامل، ويمكن أن يكون سبب الحساسية العناصر الأخرى في السبيكة، كما هو الحال مع وجود عنصر الزنك في سبيكة تلبيس الأسنان الذهبية./

٦ الدور الإقتصادي:

استخدم الذهب منذ القدم في التعاملات المالية؛[121] وذلك لشراء البضائع اعتماداً على مبدأ نظام المقايضة أو لاكتناز الثروات كما هو الحال في الدفائن مثلاً./ كانت دور سكّ العملة هي المسؤولة عن إصدار قطع النقد والسبائك الذهبية ذات وزن وعيار محدد./ تشير بعض المراجع أنّ أوّل قطعة نقدٍ ذهبية سكّت في ليديا في آسيا الصغرى حوالي 600 سنة قبل الميلاد./ كان المسلمون يتداولون نقوداً يسكّها الروم البيزنطيون في صدر الدولة الإسلامية، أمّا أوّل دينار إسلامي ذهبي سُكّ في دولة الخلافة فكان بأمرٍ من عبد الملك بن مروان في عصر الدولة الاموية،[ْ 8] واستمرّ يُسك من قبل كلّ خليفة حتى انتهى مع سقوط الخلافة العثمانية./ كان سكّ الفضّة على شكل نقودٍ مفضّلاً في أوروبّا في القرون الأولى للميلاد، ثم أعيد استخدام الذهب في سكّ النقود في فترة القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد./ [122] اعتمد تداول النقد في الدول الصناعية في أوروبا في القرن التاسع عشر على الغطاء الذهبي، وفي أوائل القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى انتقلت الأمم المتحاربة إلى غطاء "كسري أو جزئي" للذهب، ممّا أدّى إلى تضخّم العملات وذلك من أجل تمويل المجهودات الحربية./ في فترة ما بين الحربين العالميتين قامت الدول المنتصرة بمحاولة استرداد قيمة الذهب، إلّا أنّها لم تفلح في ذلك، إذ سرعان ما تكرّر الأمر للتحضير للحرب العالمية الثانية، وبعدها بدأ الاعتماد على نظام مالي للعملات قابل للتحويل اعتماداً على سعر صرف وفقاً لنظام بريتون وودز./ إلّا أنّه في سنة 1971 استغنت الحكومات العالمية عن نظامي الغطاء الذهبي وقابلية تحويل العملات إلى ذهب، إبّان رفض الولايات المتحدة ربط الدولار الأمريكي بالذهب،[ْ 9] وبذلك نشأ مبدأ النقد الإلزامي وترسّخ في الاقتصادات العالمية./ كانت سويسرا آخر دولة عملتها مربوطة بالذهب؛ وقامت بدعم 40٪ من قيمة الفرنك السويسري، إلى أنّ انضمّت سويسرا إلى صندوق النقد الدولي في سنة 1999./ [123] لا تزال بعض البنوك المركزية مستمرّة في الاحتفاظ بجزء من الاحتياطات المسيّلة على شكل ذهب بإحدى أشكاله؛ ففي الولايات المتحدة يخزّن احتياطي الذهب بشكل رئيسي في البنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك،[124] وكذلك في مبنى خزانة سبائك الإيداع الأمريكية في فورت نوكس./ يقاس وزن الذهب كما هو الحال مع باقي الفلزّات النفيسة بالأونصة (أونصة تروي) أو بالغرام، أمّا درجة نقاوة الذهب في السبائك فتقاس بالقيراط، بحيث أنّ الذهب الخالص له عيار 24 قيراط./ [125] كانت النقود الذهبية البريطانية المتداولة منذ سنة 1526 إلى ثلاثينيات القرن العشرين من عيار 22 قيراط، وكانت تسمّى "الذهب التاجي"،[126] أمّا في الولايات المتّحدة فكانت النقود الذهبية منذ سنة 1837 من عيار 21./ 6 قيراط لجعل النقود أكثر صلابة./ [127] على الرغم من أسعار بعض الفلزّات في مجموعة البلاتين قد تكون أغلى ثمناً، إلّا أنّ الذهب يعتبر مرغوباً أكثر من باقي الفلزّات النفيسة./ يحتفظ بالذهب على هيئة نقود أو سبائك كمدّخرات ذات قيمة في أوقات التضخّم الاقتصادي أو أيّة اضطرابات اقتصادية أخرى./ تسكّ بعض الدول لعملاتها قطعاً نقدية من السبائك النفيسة، من بينها النقود الذهبية، وهي إمّا أن تكون من عيار 22 قيراط كما هو الحال في الإيغل الأمريكي الذهبي أو السوفرن البريطاني وكذلك كروغرراند الجنوب أفريقي؛[128] أو أن تكون من الذهب الخالص (24 قيراط) كما هو الحال مع عملة مابل ليف الكندية الذهبية، وهي ذات درجة نقاوة (99./ 99%) في الإصدار العام، وهناك إصدار خاصّ تصل النقاوة فيه إلى 99./ 999 %، وهو الأعلى بين السبائك النقدية المتداولة./ من السبائك النقدية المصنوعة من الذهب الخالص أيضاً كل من نقود البوفالو الأمريكي والباندا الصيني الذهبي، بالإضافة إلى الناغيت الذهبي الأسترالي./ الأسعار عدل Crystal Clear app kdict./ png مقالة مفصلة:/ الاستثمار في الذهب يتفاوت سعر الذهب مثله مثل أيّ سلعة حسب العرض والطلب، ويتمّ تحديد سعره من خلال التجارة به في الأسواق الاشتقاقية، كما يضبط التفاوت في سعر الذهب بعملية تسمّى تثبيت سعر الذهب، والتي طبّقت أوّل مرّة في لندن سنة 1919، وهي تزوّد الأسواق بسعر ثابت للذهب؛ ولكي تتوافق العملية مع الأسواق الأمريكية بسبب فرق التوقيت جرى طرح تثبيت مسائي منذ سنة 1968./ [129] في سنة 2005 قدّر مجلس الذهب العالمي العرض العالمي للذهب بحوالي 3,859 طن، أمّا الطلب العالمي له فكان 3,754 مع وجود فائض بحوالي 105 أطنان./ [130] أعطي الذهب الرمز XAU وفق معيار أيزو 4217 العالمي./ [131] بدايةً من سبعينات القرن العشرين ظهرت نزعة الازدياد في سعر الذهب،[132] حيث بلغ أعلى قيمة له في القرن العشرين سنة 1980، إذ كانت سعر أونصة تروي 850 دولار أمريكي (27./ 33 $/غ)؛ لكنه انخفض مع الاقتراب من نهاية القرن حتى وصل سعر أونصة تروي إلى 252./ 90 دولار أمريكي (8./ 13 $/غ) في يونيو 1999./ [133] بعد ذلك ازداد سعر الذهب بشكل متسارع من سنة 2001 إلى أن بلغ أعلى قيمة قياسية له سنة 2008، إذ تعدّى حاجز ال850 في شهر يناير من تلك السنة وبلغ سعره 865./ 35 دولار أمريكي للأونصة الواحدة،[134] ثمّ وصل إلى القيمة القياسية الجديدة له في شهر مارس 2008 وهي 1023./ 50 دولار أمريكي للأونصة الواحدة (32./ 91 $/غ)./ [134] في أواخر سنة 2009 شهدت أسواق الذهب ارتفاعاً جديداً إلى أن وصل سعر الذهب قيمة قياسية جديدة في ديسمبر 2009 وهي 1,217./ 23 دولار أمريكي للأونصة؛[135] ثمّ ما لبث أن ارتفع السعر مجدّداً في مايو 2010 كنتيجة لتبعات أزمة الديون الأوروبية التي جعلت المستثمرين يلجأون للذهب كملاذ آمن./ [136] واصل سعر الذهب بعد ذلك في الارتفاع خاصّة في سنة 2011 بعد أحداث الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغ سعراً قياسياً جديداً وهو 1432./ 57 دولار أمريكي للأونصة في شهر مارس؛[137] ثمّ قفز سعره بشكل كبير في تلك السنة إلى أن وصل إلى 1,913./ 50 دولار أمريكي للأونصة في شهر أغسطس 2011، وهي أعلى قيمة قياسية يصل إليها الذهب،[138] انخفض سعر الذهب بعد ذلك في السنوات اللاحقة (2012 - 2018) ليعود إلى قيمة تتأرجح بين 1200 - 1300 دولار أمريكي للأونصة./ [139] الاستهلاك عدل ينقسم استهلاك الذهب المنتج في العالم بين المصاغ الذهبية بنسبة 50%، والاستثمارات المالية بنسبة 40%؛ في حين أنّ 10% المتبقيّة يدخل فيها الذهب في مجال الصناعة./ [140] كانت الهند لفترة قبل 2003 أكبر بلد في العالم من حيث استهلاك الذهب، إلى أن تجاوزتها الصين بزيادة بلغت 32% في تلك السنة؛ مع العلم أنّ منافذ الاستهلاك في الهند هي بشكل رئيسي للمصاغ الذهبي، في حين أنّ منافذ الاستهلاك في الصين هي للاستثمارات والصناعة./ [141] كانت الهند في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (2009 و2010) تتصدّر قائمة الدول من حيث استهلاك الذهب على شكل مصاغ ذهبي، تليها الصين ثم الولايات المتّحدة ثم تركيا ثم السعودية./ [142]

٧ في الحياة و في الثقافة العامة :

ورد ذكر الذهب في العهد القديم في أكثر من موضع، من بينها قصّة عجل الذهب ومينوراه (الشمعدان الذهبي) والتابوت الذهبي؛ أمّا في العهد الجديد فورد ذكره ضمن هدايا المجوس في إنجيل متّى، وفي سفر رؤيا يوحنّا ورد في وصف مدينة "أورشليم الجديدة" كيف أنّ "شوارعها مصنوعة من الذهب الخالص"./ وفي القرآن، ورد ذكر الذهب ثمان مرّات، للإشارة إلى اكتناز الثروة في الحياة الدنيا أو في وصف مقتنيات أهل الجنّة في الحياة الآخرة./ [ْ 10] استخدم الذهب على مرّ التاريخ في الزخرفة المعمارية لأماكن العبادة./ فنجد قبّة الصخرة مكسوّةً بألواح رقيقة من الذهب وخيوط ذهبية لتزيين كسوة الكعبة المشرّفة، وكذلك في معبد هارمندير صاحب السيخي المعروف باسم المعبد الذهبي، وأيضاً في معبد وات برا كايو ذي الأهمّية عند البوذيين في تايلند، حيث تكثر التماثيل الذهبية، واستخدام الذهب في كسوة البناء./ وعادةً ما ترسم هالات الأيقونات في كنائس المسيحية الشرقية باللون الذهبي./ في عقيدة المسلمين، يحرّم على الرجال ارتداء الذهب ويباح للنساء؛ كما أنّ نصاب زكاة الذهب يقدّر بحوالي عشرين مثقالاً، وهو ما يعادل 85 غراماً./ [ْ 11] في الثقافة عدل عادةً ما تكرّم الإنجازات بالذهب، وذاك إن كان على شكل ميدالية أو كأس أو مصوغات أخرى./ ينال الفائزون بالمركز الأول في بطولات الألعاب الأولمبية المختلفة مثلاً على الميداليات الذهبية، ثم تليها بالترتيب الميداليات الفضية ثمّ البرونزية./ لا يقتصر منح الجوائز الذهبية للفائزين في مجال الرياضة فحسب، بل يتعدّى الأمر إلى مختلف جوانب الحياة مثل جائزة نوبل في مجال العلوم، أو جائزة الأوسكار وجائزة الغولدن غلوب وجائزة إيمي والسعفة الذهبية وغيرها في مجال الفنّ على سبيل المثال./ عمد أرسطو أثناء صياغته لفلسفته الأخلاقية على استخدام ترميز الذهب لوصف أفضل السبل فيما يعرف باسم المتوسّط الذهبي للفضائل، وهو اعتماد النهج الوسطي بلا إفراط أو تفريط./ كما يترافق استخدام ترميز الذهب لوصف الكمال وغاية الإتقان، ومن ذلك أتى استخدام وصف القاعدة الذهبية أو النسبة الذهبية؛ كما يستخدم وصف الذهبي للتعبير عن النجاح والتفوق والازدهار، فيقال السنوات الذهبية أو العصر الذهبي./ يستخدم أيضاً تعبير اليوبيل الذهبي عند مرور خمسين سنة على احتفالية معيّنة، مثل ذكرى الزفاف./ يرتبط الذهب بشكل عام بمظاهر الزواج والحياة الزوجية، ففي مرحلة الخطوبة وقبول المرأة بالزواج فعادةً ما تقدّم أطقم الذهب ضمن المهر في المجتمعات العربية، [ْ 12] ويطلق على الحليّ الذهبية أسماء مختلفة حسب البلد والثقافة وحسب مكان استخدامها على جسد المرأة./ [ْ 13] وفي الكثير من الثقافات عادةً ما يكون خاتم الزواج مصنوعاً من الذهب؛[170] ولذلك دلالة على علاقة الزواج المنعقدة، إذ أنّه يدوم طويلاً دون أن يطرأ عليه تغيّر مع مرور الوقت./ في اللغة عدل في اللغة العربية ورد في التراث العربي عن أصل تسمية الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى، وهو قول ينسب إلى نفطويه./ [ْ 14] من أسماء الذهب في اللغة العربية:/ العَسْجَد والخالِص والزُّخْرُف؛ [ْ 15] وكذلك التِّبْر والإبْريز والعِيقان؛ وقد جمع أحدهم بعضها في أبيات من الشعر./ [ْ 16] وقد كثر ورود الذهب في التراث العربي والإسلامي من الشعر والأمثال وغيرها./ [ْ 17] فعلى سبيل المثال، يقال عن الحديث عند رصانته أنّه «كلام من ذهب» أو «يكتب بماء الذهب»، ومن الأمثال المشهورة «ليس كلُّ ما يلمع ذهبا»، و«إذا كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب»./ في اللغات الأجنبية كلمة Gold ذات لفظ متقارب في اللغات الجرمانية مثل اللغة الإنجليزية واللغة الألمانية، وهي مشتقّة من الجرمانية البدائية gulþą، والمشتقّة بدورها من اللغة الهندية الأوروبية البدائية ǵʰelh₃ بمعنى يلمع أو يَبرُق أو اللون الأصفر./ [171][172] أمّا في اللغات الرومنسية فتعود أصول ألفاظ الذهب في اللغات الموافقة إلى الكلمة اللاتينية aurum، والتي منها اشتق الرمز الكيميائي للذهب Au./ [173] تجدر الإشارة إلى أن كلمة aurum ذات أصل وجذر مشترك مع كلمة Aurora (شفق قطبي)، وهو h₂éu̯sōs بمعنى الفجر؛[174] ولذلك فإنّ بعض المنشورات العلمية تذكر أنّ معنى كلمة aurum هو "الفجر الساطع"./ [175] في الأدب عدل تضمّنت عناوين مؤلّفات الكتب في الثراث العربي الذهب وأسماءه، مثل كتاب «شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب» وهو كتاب في النحو مؤلّفه ابن هشام الأنصاري في القرن الثامن للهجرة، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب»، وهو كتاب من كتب التاريخ، ألّفه الفقيه والمؤرّخ ابن العماد الحنبلي في القرن الحادي عشر للهجرة./ وكتاب «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» للكاتب رفاعة الطهطاوي./ يكثر ورود الذهب في الأساطير الغربية والحكايا الرمزية، وغالباً كدافع للجشع، مثلما هو الحال في قصّة رامبيل ستيلتسكين، الذي كان يحوّل القشّ إلى ذهب مقابل الحصول على طفل ابنة الفلاح، أو في قصّة جاك وشجرة الفاصولياء حيث محاولة سرقة الدجاجة التي تضع بيضاً من ذهب./ من منظور آخر سخر الكاتب توماس مور في قصّته يوتوبيا من استخدام الذهب كرمز للثروة والمكانة الاجتماعية، إذ صوّر في كتابه مدينة خيالية يكون فيها الذهب فائضاً لدرجة أصبح فيها غير ذي قيمة، فكانت تصنع منه قيود العبيد ومستلزمات المائدة حتى المراحيض؛ وعندما أتى سفراء الدول الأخرى متحلّين بالأوسمة والزينة الذهبية إلى الجزيرة لم يدرك السكّان أنهم من الطبقة الرفيعة بل ظنّوهم من طبقة الخدم./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ الثعلبي. "الكشف والبيان عن تفسير القرآن". الموسوعة الشاملة. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 2018