بيرنجيا حقائق و أسرار


بواسطة التلميذ(ة):
بيرنجيا حقائق و أسرار

١ مقدمة

جسر يابسة بيرنجيا كان عبارة عن جسر يابسة ربط بين ما يُسمى اليوم ألاسكا وشرق سيبيريا خلال أوقات مختلفة من عصر البلستوسين الجليدي، وقد بلغ عرضه 1,600 كيلومتر تقريباً من الشمال إلى الجنوب عند أقصى اتساع له.
لم يَتثلج هذا الجسر خلال فترة وُجوده لأن هطول الثلج كان خفيفاً جداً آنذاك، وذلك نتيجة لفقدان الرياح الشمالية الغربية القادمة من المحيط الهادئ لرطوبتها بعد تثلج سلسلة جبال ألاسكا بالكامل.
سُميت جميع أراضي السهوب التي تمتد لمسافة عدة مئات من الكيلومترات داخل كلا القارتين (آسيا وأمريكا الشمالية) وبما في ذلك جسر اليابسة هذا بـ"بيرنجيا".
يُعتقد اليوم أن عدداً ضئيلاً من القاطنين البشر لهذه المنطقة (بضعة آلاف على الأكثر) نجوا من آخر أقصى تجلد لبيرنجيا، الذين انعزلوا عن أسلافهم من البشر في آسيا لمدة 5,000 عام على الأقل قبل أن يُهاجروا للاستقرار في الأمريكيتين في وقت ما قبل 16,500 عام خلال أقصى تجلد متأخر، حيث انصهرت المثالج الأمريكية التي كانت تسد الطريق إلى القارتين.

٢ الجغرافيا:

إن كلاً من مضيق بيرنغ وبحر تشوكشي في الشمال وبحر بيرنغ في الجنوب هي بحار ضحلة (Index pointing left.jpg الخرائط). وبسبب هذا، فخلال دورات الابرداد المناخيّ - مثل العصر الجليدي الأخير - يَتجمد ويَتكدس ماء كاف في القطبين الجليديين لكي يُولد انخفاضاً ضخماً في مستوى البحر قادراً على كشف قاع هذه البحار الضحلة (التي غمرت مُجدداً الآن إلى حد كبير). ولذا فإن برنجيا ليس وحيداً، بل إن العديد من جسور اليابسة الأخرى تكونت حول العالم ثم غمرت مُجدداً بنفس الطريقة قبل 14,000 عام تقريباً، فقد تكون في تلك الفترة جسر يَربط بين برّ أستراليا وجزيرتي غينيا الجديدة وتسمانيا، وأصبحت الجزر البريطانية امتداداً للبرّ الأوروبي يَصل بينها وبينه أرض جافة عبر القناة الإنكليزية، وربط بحر الصين الجنوبي بعد جفافه جزر سومطرة وجاوة وبورنيو بالبر الآسيوي.

٣ الاستيطان البشري:

جسر يابسة بيرنجيا هام لأسباب عديدة، من أهمها أنه أتاح هجرة البشر من آسيا إلى الأمريكيتين قبل حوالي 25,000 عام. تشير إخدى الدراسات التي أعدت حول تاريخ هذه الهجرة إلى أنه من بين جميع الأشخاص الذين هاجروا عبر جسر اليابسة آنذاك، لم يَترك سوى 70 منهم آثاراً جينية عند سليلهم الحديثين، وذلك نتيجة لتأثير التأسيس السكاني - مما يُفهم خطأ في الكثير من الأحيان على أنه يَعني أن 70 شخصاً فقط هاجروا إلى أمريكا الشمالية. وربما كان المُستوطنون الساحليون الذين هاجروا عبر البحر قد عبروا قبل ذلك بكثير، لكن الرأي العلمي يَختلف حول هذه النقطة، والمواقع الساحلية التي يُمكنها توفير المزيد من المعلومات مغمورة الآن بالمياه على بُعد مئات الأمتار من الشاطئ. كانت حيوانات اليابسة قادرة هي الأخرى على الهجرة عبر بيرنجيا، وتتضمن الثدييات التي تطورت وهاجرت بين قارتيّ آسيا وأمريكا الشمالية الفيليات والأسود، وقد تطورت هذه الحيوانات لاحقاً إلى أنواع متوطنة شمال أمريكية أصبحت منقرضة الآن. وعلاوة على هذا فقد أتاح الجسر أيضاً حدوث العكس وهو عبور حيوانات من أمريكا الشمالية إلى آسيا، فقد أتاحت بيرنجيا للخيليات والجمليات التي تطورت في قارة أمريكا الشمالية (وانقرضت هناك لاحقاً) أن تهاجر إلى آسيا.
 

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)