مفهوم الإمبراطورية البيزنطية


بواسطة التلميذ(ة):
مفهوم الإمبراطورية البيزنطية

١ مقدمة

الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو بيزنطة دولة مسيحية امتدّت من العصور القديمة المتأخرة وحتى نهاية العصور الوسطى وتمركزت في العاصمة القسطنطينية.
عرفها سكانها وجيرانها باسم الإمبراطورية الرومانية (باليونانية: Βασιλεία Ῥωμαίων)‏ أو رومانيا (باليونانية: Ῥωμανία)‏، وأُطلقَ على شعبها اسم الروم، وكانت استمرارًا مباشرًا للإمبراطورية الرومانية في الشرق وحافظت على تقاليد الحضارة الرومانية القديمة.
نشأت الإمبراطورية البيزنطية نتيجة انقسام الإمبراطورية الرومانية، وفي حين سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، استمرّت الدولة البيزنطية لأكثر من ألف سنة أخرى حتى سقطت بيد الدولة العثمانية عام 1453.
خلال معظم وجودها كانت الإمبراطورية البيزنطية أكبر قوة اقتصادية وثقافية وعسكرية في أوروبا وأسست ثقافة وحضارة مزدهرة، وكانت القسطنطينية -حاضرة الإمبراطورية وعاصمتها- دُرَّة المدن المسيحية وعلى جانبٍ كبيرٍ من التنظيم والتنسيق والتطوُّر بمقاييس زمانها، كما كانت أكبر مدن العالم، ومخزنًا للتماثيل ومخطوطات العصر الكلاسيكي، ومركزًا رئيسيًا للمسيحية الشرقية، وحاضرةً للعلوم والفنون البيزنطية.
لعبت العلوم البيزنطية دورًا هامًا في نقل المعارف الكلاسيكية للعالم الإسلامي، وأيضًا في نقل العلوم اليونانية الكلاسيكية والعربيَّة إلى عصر النهضة في إيطاليا.
ظهر مصطلح «الإمبراطورية البيزنطية» بعد اختفائها عن مسرح التاريخ العالمي، لقد أشار مواطنوها إلى دولتهم ببساطة على أنها «الإمبراطورية الرومانية» (باليونانية: Βασιλεία Ῥωμαίων)‏ أو «رومانيا» (باليونانية: Ῥωμανία)‏، وأطلقوا على أنفسهم مصطلح «الرومان» (باليونانية البيزنطيَّة:Ῥωμαῖοι)، وهو مصطلح استمر اليونانيون في استخدامه عن أنفسهم في العصر العثماني، بينما أُطلقَ على سكان بيزنطة في العالم الإسلامي اسم «الروم»، وهي تسمية اتّخذتها طوائف مسيحية شرقية فيما بعد.
ومع أن الدولة الرومانية استمرّت مع تقاليدها في القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، إلا أن المؤرخين المعاصرين يُميزون بيزنطة عن سابقتها روما القديمة لأنها تأسست في القسطنطينية، وتوجهت نحو الثقافة اليونانية بدلاً من الثقافة اللاتينية، وكان سكانها في الغالب يتحدثون اللغة اليونانية بدلًا من اللاتينية، وتميزت بالمسيحية الأرثوذكسية الشرقية.

٢ أصل التسمية:

ظهرت تسمية الإمبراطورية بالبيزنطية في أوروبا الغربية في عام 1557 عندما نشر المؤرخ الألماني هيرونيموس فولف كتابه كوربوس هستوريا بيزنتيا وهو مجموعة من المصادر التاريخية. يأتي المصطلح من بيزنطة وهو اسم القسطنطينية قبل أن تصبح عاصمة قسطنطين العظيم. نادرًا ما استخدم هذا الاسم من تلك الفترة فصاعدًا إلا في السياقات التاريخية أو الشعرية. أشاع نشر بيزنتين دو لوفر (كوربوس سكريبتوروم هستوريا بيزنتيا) عام 1648 ونشر شارل دو كانج كتابه هستوريا بيزنتينا استخدام مفردة بيزنطي بين المؤلفين الفرنسيين مثل مونتسكيو.  اختفى المصطلح حتى القرن التاسع عشر عندما استخدم على نطاق واسع في العالم الغربي.  قبل هذا الوقت كانت تستخدم تسمية اليونانية للدلالة على الإمبراطورية وأحفادها في إطار الدولة العثمانية.

عُرفت الإمبراطورية البيزنطية لسكانها باسم الإمبراطورية الرومانية أو إمبراطورية الرومان (باللاتينية:/ Imperium Romanum أو Imperium Romanorum) (باليونانية:/ Βασιλεία τῶν Ῥωμαίων أو Ἀρχὴ τῶν Ῥωμαίων)‏ أو رومانيا(2) (باللاتينية:/ Romania) (باليونانية:/ Ῥωμανία)‏ أو الجمهورية الرومانية (باللاتينية:/ Res Publica Romana) (باليونانية:/ Πολιτεία τῶν Ῥωμαίων)‏  أو غريكيا (باليونانية:/ Γραικία)‏  وأيضًا رومايس (باليونانية:/ Ῥωμαΐς)‏.  ومع أن سكان الإمبراطورية البيزنطية كانوا متعددي الأعراق خلال معظم تاريخها،  إلا أنها حافظت على التقاليد الرومانية الهيلينستية،  وعرفها معاصروها الغربيون والشماليون بعنصرها اليوناني السائد.  استُخدم أحيانًا لقب إمبراطورية اليونان (باللاتينية:/ Imperium Graecorum) في الغرب للإشارة إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وسُمِّيَ الإمبراطور البيزنطي إمبراطور اليونان (باللاتينية:/ Imperator Graecorum)  وذلك لتمييزها عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة في الغرب، والتي ادعت أنها استمرار للإمبراطورية الرومانية القديمة.  خضعت سلطة الإمبراطور البيزنطي كوريث شرعي للإمبراطور الروماني للتحدي عندما توّج البابا ليون الثالث شارلمان إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا في العام 800. إذ احتاج البابا ليون الثالث لدعم شارلمان في نزاعه ضد أعدائه في روما، فاستغل ليون غياب وريث ذكر لعرش روما حينها ليعلن شغوره وذلك مكنه من تتويج إمبراطور جديد بنفسه.  عندما كان الباباوات أو حكام الغرب يشيرون للأباطرة الرومان الشرقيين فإنهم يستخدمون إمبراطور رومانيا (باللاتينية:/ Imperator Romaniæ) بدلًا من إمبراطور الرومان (باللاتينية:/ Imperator Romanorum) وهو اللقب الذي احتفظ به شارلمان وخلفاؤه.

لم يوجد مثل هذا التمييز في العوالم الإسلامية والفارسية والسلافية، فقد اعتُبرت الإمبراطورية استمرارًا للإمبراطورية الرومانية. في العالم الإسلامي أطلق عليهم اسم الروم.  وقد اتّخذت تسمية «الروم» أيضًا الطوائف المسيحية الشرقية التي تتبع الطقس البيزنطي.

٣ التاريخ:

التاريخ المبكر للإمبراطورية الرومانية

نجح الجيش الروماني في احتلال العديد من المناطق التي تغطي منطقة البحر الأبيض المتوسط والمناطق الساحلية في جنوب غرب أوروبا وشمال إفريقيا. كانت هذه الأراضي موطنًا للعديد من المجموعات الثقافية المختلفة، سواءً سكان الحضر أو سكان الريف. بوجهٍ عام كانت مقاطعات شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر تحضرًا من المقاطعات الغربية، بعد أن وُحّدت في السابق تحت حكم الإمبراطورية المقدونية وتَهلْيَنت بتأثير الثقافة اليونانية.

عانى الغرب أيضًا بدرجة أكبر من عدم الاستقرار في القرن الثالث. استمر هذا التمييز بين الشرق الهليني الراسخ والغرب اللاتيني الأصغر، وأصبح ذا أهمية متزايدة في القرون اللاحقة، مما أدى إلى اغتراب تدريجي للعالمين.

حدث مثال مبكر لتقسيم الإمبراطورية إلى الشرق والغرب في عام 293 عندما أنشأ الإمبراطور ديوكلتيانوس نظامًا إداريًا جديدًا (الحكم الرباعي) لضمان الأمن في جميع المناطق المهددة بالزوال في إمبراطوريته. لقد ارتبط بإمبراطور مشارك (أغسطس)، ثم تبنى كل إمبراطور مشارك زميلًا شابًا يحمل لقب قيصر ليشاركه في حكمه وفي النهاية يخلف الشريك الأكبر. كان كل حاكم رباعي مسؤولًا عن جزء من الإمبراطورية. انهار النظام الرباعي، ومع ذلك في عام 313 -بعد بضع سنوات- أعاد قسطنطين الأول توحيد التقسيمين الإداريين للإمبراطورية باسم أغسطس الوحيد.

تنصير الإمبراطورية وتقسيمها

في عام 330 نقل قسطنطين مقر الإمبراطورية إلى القسطنطينية التي أسسها باعتبارها روما الثانية في موقع مدينة بيزنطة الاستراتيجي على طرق التجارة بين أوروبا وآسيا وبين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. أدخل قسطنطين تغييرات مهمة على المؤسسات العسكرية والنقدية والمدنية والدينية للإمبراطورية. وفيما يتعلق بسياساته الاقتصادية اتهمه بعض العلماء بـ"الضلال الطائش"، لكن الصوليدوس الذهبي الذي أدخله غدا عملة مستقرة غيّرت الاقتصاد وعززت التنمية.

في عهد قسطنطين لم تصبح المسيحية الدين الحصري للدولة، ولكنها تمتعت بتفضيل إمبراطوري لأنه دعمها بامتيازات سخية. أسس قسطنطين المبدأ القائل بأن الأباطرة لايستطيعون تسوية مسائل العقيدة بأنفسهم ولكن عليهم بدلًا من ذلك استدعاء المجامع المسكونية لهذا الغرض، ويشير عقده لكل من مجمع آرل المسكوني ومجمع نيقية الأول إلى اهتمامه بوحدة الكنيسة وإظهار ادعائه بأنه رأسها.  توقف صعود المسيحية لفترة وجيزة عند تولي الإمبراطور يوليان عام 361، والذي بذل جهدًا دؤوبًا لاستعادة تعدد الآلهة في جميع أنحاء الإمبراطورية، لذا أطلقت عليه الكنيسة اسم «يوليان المرتد».  ولكنْ انقلب الأمر عندما قُتل يوليان في معركة عام 363.

خسارة الإمبراطورية الرومانية الغربية

بعد موت أتيلا تمتعت الإمبراطورية الشرقية بفترة من السلام، بينما استمرت الإمبراطورية الغربية في التدهور بسبب توسع هجرة وغزوات البرابرة، وعلى الأخص الأمم الجرمانية. عادةً ما يرجع تاريخ نهاية الغرب إلى عام 476 عندما أطاح القائد الفيوديراتي الجرماني الشرقي الروماني أودواكر بالإمبراطور الغربي رومولوس أوغستولوس بعد عام من اغتصاب الأخير المنصب من يوليوس نيبوس.

في عام 480 مع وفاة يوليوس نيبوس أصبح الإمبراطور الشرقي زينون المطالب الوحيد بعرش الإمبراطورية. كان أودواكر حينها حاكم إيطاليا، وكان اسميًا يتبع لزينون ولكنه تصرف باستقلالية كاملة، وفي النهاية قدم الدعم للتمرد ضد الإمبراطور.

تفاوض زينون مع القوط الشرقيين الغزاة الذين استقروا في مويسيا، وأقنع الملك القوطي ثيودوريك بالرحيل إلى إيطاليا بصفته قائدًا عسكريًا في إيطاليا («القائد العام لإيطاليا») لإزاحة أودواكر. كانت نتيجة حث ثيودوريك على غزو إيطاليا أنْ خلّص زينون الإمبراطوريةَ الشرقيةَ من مرؤوسٍ عنيدٍ (أودواكر) ونقل غازياً آخر (ثيودوريك) بعيدًا عن قلب الإمبراطورية. بعد هزيمة أودواكر عام 493 حكم ثيودوريك إيطاليا بحكم الأمر الواقع، مع أن الأباطرة الشرقيين لم يعترفوا به على أنه ملك روما.

في عام 491 أصبح أناستاسيوس الأول -وهو ضابط مدني كبير السن من أصل روماني- إمبراطورًا، ولكن لم يأتِ عام 497 حتى اتخذت قوات الإمبراطور الجديد بدرجة فعالة مقياس المقاومة الإيساورية.  أظهر أناستاسيوس نفسه مصلحًا نشيطًا ومسؤولًا قديرًا، وقدم نظامًا جديدًا لعملة الفلس النحاسية، العملة المستخدمة في معظم المعاملات اليومية.  كما أصلح النظام الضريبي وألغى ضريبة الكريسارجيرون بصفة دائمة. واحتوت خزينة الدولة على مبلغ هائل قدره 320,000 رطل (150,000 كجم) من الذهب عندما توفي عام 518.

السلالة الجستينية

أسّس جستين الأول السلالة الجستينية مع أنه كان أمّيًا، وارتقى بواسطة الجيش ليصبح إمبراطورًا في عام 518.  وخلفه ابن أخيه جستينيان الأول عام 527، والذي ربما يكون مارس بالفعل سيطرةً فعالةً خلال فترة حكم جستين.  وباعتباره من أهم الشخصيات في العصور القديمة المتأخرة وربما آخر إمبراطور روماني يتحدث اللاتينية لغةً أولى،  يشكل حكم جستينيان حقبةً مميزةً تميزت بالطموح -ولكن جزئيًا فقط- لتجديد الإمبراطورية، أو «استعادة الإمبراطورية».  وكانت زوجته ثيودورا مؤثرة بوجهٍ خاص.

السلالة الهرقلية المبكرة

استخدم كسرى مقتل موريكيوس على يد فوقاس ذريعةً لاستعادة مقاطعة ميزوبوتاميا الرومانية (بلاد ما بين النهرين).  كان فوقاس حاكمًا لا يحظى بشعبية ووصفته المصادر البيزنطية بأنه «طاغية»، وكان هدفًا لعدد من المؤامرات التي قادها مجلس الشيوخ البيزنطي. في النهاية في عام 610 خلعه هرقل الذي أبحر إلى القسطنطينية من قرطاج بأيقونة مثبتة على مقدمة سفينته.

بعد تتويج هرقل توغّل الساسانيون في عمق بلاد الشام، واحتلّوا دمشق والقدس ونقلوا الصليب الحقيقي إلى طيسفون.  اتخذ الهجوم المضاد الذي شنه هرقل طابع الجهاد المقدس، وحُملت أيقونة غير مصنوعة باليد للمسيح رايةً عسكرية.  (وبالمثل عندما أُنقذَت القسطنطينية من حصار آفاري-ساساني-سلافي عام 626، نُسب النصر إلى أيقونات العذراء التي رفعها البطريرك سرجيوس في موكب حول أسوار المدينة).  أثناء حصار القسطنطينية عام 626 في خضم الحرب الساسانية البيزنطية 602-628 حاصرت القوات الآفارية والساسانية والسلافية العاصمة البيزنطية دون جدوى بين يونيو ويوليو. بعد ذلك اضطر الجيش الساساني إلى الانسحاب إلى الأناضول. وجاءت الخسارة بعد أن وصلت الأخبار عن انتصار بيزنطي آخر، حيث حقق تذارق شقيق هرقل انتصارات جيدة ضد القائد الفارسي شاهين.  بعد ذلك قاد هرقل مرة أخرى غزوًا إلى بلاد ما بين النهرين الخاضعة للحكم الساساني.

الحصار الإسلامي الأول للقسطنطينية (674-678) ونظام البند

أرسل العرب المسلمون الذين سيطروا حينها بقوة على الشام غارات متكررة في عمق الأناضول، وفي 674-678 فرضوا حصارًا على القسطنطينية نفسها. صُدَّ الأسطولُ العربي أخيرًا نتيجة استخدام النار الإغريقية، ووُقّعت هدنة لمدة ثلاثين عامًا بين الإمبراطورية والدولة الأموية.  ومع ذلك استمرت الغارات على الأناضول بلا هوادة، وسرعت من زوال الثقافة الحضرية الكلاسيكية، حيث أعاد سكان العديد من المدن تحصين مناطق أصغر بكثير داخل أسوار المدينة القديمة أو انتقلوا بالكامل إلى الحصون المجاورة.  انخفض عدد سكان القسطنطينية نفسها بدرجة كبيرة من نحو نصف مليون ساكن إلى ما بين 40,000 و70,000 فقط، ومثل المراكز الحضرية الأخرى كانت ريفية جزئيًا. كما فقدت المدينة شحنات الحبوب المجانية عام 618، بعد أن سقطت مصر أولاً في أيدي الفرس ثم العرب، وتوقف التوزيع العام للقمح.  مُلئَ الفراغ الذي خلفه اختفاء المؤسسات المدنية شبه المستقلة القديمة بالنظام المسمى بالبند، مما استلزم تقسيم الأناضول إلى مقاطعاتٍ تحتلها جيوش متميزة تولت السلطة المدنية وكانت تخضع مباشرة للإدارة الإمبراطورية. قد يكون لهذا النظام جذوره في بعض التدابير المخصصة التي اتخذها هرقل، ولكن على مدار القرن السابع تطور إلى نظام جديد تمامًا للحكم الإمبراطوري.  قيل إن إعادة الهيكلة الثقافية والمؤسسية الضخمة للإمبراطورية التي نتجت عن فقدان الأراضي في القرن السابع تسببت بحدوث انقطاع حاسم في رومانيّة شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن من الأفضل فهم الدولة البيزنطية لاحقًا على أنها دولة وريثة أخرى بدلًا من كونها استمرارًا حقيقيًا للإمبراطورية الرومانية.

٤ الروم البيزنطيون:

كانت بيزنطة إمبراطورية متعددة الأعراق مع أنَّ العنصر الهيليني كان سائدًا خاصةً في الفترة اللاحقة. وكان الروم البيزنطيون هم الرومان الشرقيون الناطقون باليونانية والمسيحيون الأرثوذكس في أواخر العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى، وكانوا السكان الرئيسيين لأراضي الإمبراطورية البيزنطية، والقسطنطينية وآسيا الصغرى (تركيا الحديثة)، والجزر اليونانية، وقبرص، وأجزاء من جنوب البلقان، وشكلوا أقلياتٍ كبيرةً، أو تعدديَّةً، في المراكز الحضرية الساحلية في بلاد الشام وشمال مصر. طوال تاريخهم عرّف «الإغريق البيزنطيون» أنفسهم بالرومان (باليونانية:/ Ῥωμαῖοι، بالحروف اللاتينية:/ Rhōmaîoi)، ولكن يُشار إليهم باسم «الروم البيزنطيين» في التأريخ الحديث. وعرفهم المتحدثون اللاتين ببساطة بأنهم يونانيون.

دُعمت البنية الاجتماعية للروم البيزنطيين بصفة أساسية من قبل قاعدة زراعية ريفيَّة تتكون من الفلاحين ونسبة صغيرة من الفقراء.  عاش هؤلاء الفلاحون في ثلاثة أنواع من المستوطنات؛ القرية، الضاحية أو النجع، والملكية أو الحوزة. نُسبت العديد من الاضطرابات المدنية التي حدثت في عهد الإمبراطورية البيزنطية إلى الفصائل السياسية داخل الإمبراطورية وليس إلى هذه القاعدة الشعبيَّة الكبيرة. في البداية جُنّدَ الفلاحون الريفيون البيزنطيون ودُرّبوا على أساس سنوي. مع دخول الإمبراطورية البيزنطية القرنَ الحادي عشر كان عدد كبير من الجنود داخل الجيش إما رجالًا محترفين أو مرتزقة.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia