تلخيص قصير لحضارة مصر القديمة


بواسطة التلميذ(ة):
تلخيص قصير لحضارة مصر القديمة

١ مقدمة

مصر القديمة هي حضارة قديمة في الشمال الشرقي لأفريقيا وقد تركزت الحضارة المصرية القديمة (1) على ضفاف نهر النيل فيما يعرف الآن بجمهورية مصر العربية.
اتبعت الحضارة المصرية القديمة عصر ما قبل التاريخ واندمجت حوالي عام 3100 قبل الميلاد (وفقًا للتسلسل الزمني المصري التقليدي) مع التوحيد السياسي لمصر العليا والسفلى تحت حكم مينا (يدعى أيضا نعرمر) .
حدث تاريخ مصر القديمة كسلسلة من الممالك المستقرة، مفصولة بفترات من عدم الاستقرار النسبي المعروفة باسم الفترات الوسيطة: المملكة القديمة من العصر البرونزي المبكر، المملكة الوسطى من العصر البرونزي الوسيط والمملكة الحديثة في العصر البرونزي المتأخر وصلت مصر إلى ذروة قوتها في المملكة الحديثة، حيث حكمت الكثير من النوبة وجزءًا كبيرًا من الشرق الأدنى، وبعد ذلك دخلت فترة من التدهور البطيء.
خلال تاريخها، تعرضت مصر لغزو أو احتلال من قبل عدد من القوى الأجنبية، بما في ذلك الهكسوس والنوبيون والآشوريون والفرس الأخمينيون والمقدونيون تحت قيادة الإسكندر الأكبر.
حكمت المملكة البطلمية اليونانية، التي تشكلت في أعقاب وفاة الإسكندر، مصر حتى 30 قبل الميلاد، عندما سقطت تحت حكم كليوباترا في أيدي الإمبراطورية الرومانية وأصبحت مقاطعة رومانية.

٢ الحضارة المصرية القديمة:

يعود نجاح الحضارة المصرية القديمة جزئيًا إلى قدرتها على التكيف مع ظروف الزراعة في وادي النيل. أدى الفيضان المتوقع والري المتحكم به في الوادي الخصب إلى إنتاج فائض من المحاصيل، مما ساعد على زيادة كثافة السكان، و التنمية الاجتماعية والثقافة. وبتوفير الموارد، رعت الإدارة استغلال المعادن في الوادي والمناطق الصحراوية المحيطة بها، والتطوير المبكر لـ نظام كتابة مستقل، وتنظيم البناء الجماعي والمشاريع الزراعية، والتجارة مع المناطق المحيطة وجيش يهدف إلى تأكيد الهيمنة المصرية. كان تحفيز وتنظيم هذه الأنشطة عبارة عن بيروقراطية من نخبة الكتبة والزعماء الدينيين والإداريين تحت سيطرة الملك، الذين كفلوا تعاون ووحدة الشعب المصري في سياق نظام متطور من المعتقدات الدينية.

تشمل الإنجازات العديدة التي حققها المصريون القدماء تقنيات استغلال المحاجر، المسح والبناء التي دعمت بناء الأهرامات والمعابد والمسلات الضخمة. نظام للرياضيات، ونظام عملي وفعال للطب، وأنظمة الري وتقنيات الإنتاج الزراعي، وأول القوارب الخشبية المعروفة،   والخزف المصري وتكنولوجيا الزجاج، واختراع الأبجدية، وأشكال جديدة من الأدب، وأقدم معاهدة سلام معروفة، أبرمت مع الحثيين.   تركت مصر القديمة إرثاً دائماً للبشرية جمعاء وأخذ منها اليونانيون القدماء الكثير وتلاهم الرومان. ونُسخت وقُلدت الحضارة والفن والعمارة المصرية على نطاق واسع في العالم، ونقلت آثارها إلى بقاع بعيدة من العالم. أثرت آثارها الضخمة وألهمت مخيلة الرحالة والكتاب لآلاف السنين. وأدت اكتشافات للآثار والحفريات المصرية في مطلع العصر الحديث من قبل الأوروبيين والمصريين إلى البحث العلمي في الحضارة المصرية تجلت في علم أطلق عليه علم المصريات ومزيداً من التقدير لتراثها الثقافي في مصر والعالم.     

٣ تاريخ الحضارة المصرية القديمة:

في أواخر العصر الحجري القديم، تحول المناخ في شمال أفريقيا تدريجياً إلى الحرارة والجفاف، مجبراً سكان المنطقة على التركيز على طول وادي النيل. ومنذ أن بدأ الإنسان البدائي العيش في المنطقة في أواخر العصر الجليدي منذ 120 الف سنة، أصبح نهر النيل شريان الحياة في مصر.  الخصوبة المصحوبة مع فيضان النيل أعطت السكان الفرصة لتطوير الاقتصاد الزراعي، وتدعيم استقرار مجتمع مركزي، أصبح كما يرى البعض حجر الزاوية في تاريخ الحضارة الإنسانية.  فبعض المؤرخين يرون أن بناء الأهرامات في مصر كان من أغراضه إتمام التحام الشعب ببعضه البعض، حيث جمع العمال من جميع أنحاء مصر للمشاركة في بناء الأهرامات. كانت تلك بمثابة مشاريع قومية يشترك فيها مختلف السكان فيتعاونون في العمل ويعيشون مع بعضهم البعض، علاوة على توحيد رؤيتهم العقائدية، بأن فرعون يرعى أمورهم في الدنيا، وبعد موته يذهب إلى الآلهة ويرجوهم لمساعدة السكان على معيشتهم ويصونهم.

٤ اللغة:

تصنف اللغة المصرية كلغة شمال أفرو آسيوية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبربرية واللغات السامية.  ولها تاريخ أطول من أي لغة على وجهه الأرض، حيث كُتبت من 3200 ق.م إلى العصور الوسطى والمتبقية، وظلت تنطق لفترة أطول بعد توقف كتابتها. وقد تطورت اللغة المصرية ومرت بمراحل عدة، فبدايةً كانت اللغة المصرية القديمة، ثم أصبحت المصرية الوسطى، وبعد ذلك ظهرت اللغة المصرية المتأخرة، ثم الديموطيقية والقبطية.  ولا تظهر الكتابات المصرية أي اختلافات قبل القبطية، ولكنها كانت على الأرجح منطوقة في جميع أنحاء ممفيس وطيبة.

وكانت تعتبر المصرية القديمة لغة اصطناعية، إلا أنها تحولت لاحقاً وأصبحت أكثر تحليلية. ثم طور المصريون القدماء المواد السابقة المحددة وغير المحددة التي تحل محل تصريف اللواحق القديمة. وقد حدث بالإضافة لما سبق تغير في ترتيب الجمل فمن "فعل فاعل مفعول به" إلى "فاعل فعل مفعول به".  وتحولت واستبدلت في نهاية المطاف الهيروغليفية المصرية والهيراطيقية والكتابات المحلية إلى أبجدية أكثر صوتية هي الأبجدية القبطية. ولا يزال يستخدم القبط هذه الأبجدية في قداسات الكنسية القبطية الأرثوذكسية، بل وتركت أثراً في اللهجة العربية المصرية.

٥ الموارد الطبيعية:

مصر هي منطقة غنية بأحجار البناء والديكور مثل خام النحاس والرصاص والذهب، والأحجار شبه الكريمة. أتاحت هذه الموارد الطبيعية لقدماء المصريين بناء النصب التذكارية، ونحت التماثيل، وصناعة الأدوات وأنماط المجوهرات.  وفي التحنيط، استخدم المحنطون الملح من واد النطرون لصنع المومياء، والجبس لصنع الجص.  وتم العثور على تكوينات صخرية تحمل معادن خام في بعض الأماكن، حيث وجدت في صحراء سيناء، والوديان البعيدة في الصحراء الشرقية، مما تطلب بعثات استكشافية كبيرة الحجم تحت سيطرة الدولة لجلب والحصول على الموارد الموجودة هناك. كما كان هناك مناجم ذهب كثيفة في النوبة، وتعد واحدة من أولى الخرائط المعروفة في العالم هي لمنجم ذهب في هذه المنطقة. كما كانت منطقة وادي الحمامات أبرز مصادر الجرانيت والأحجار الرملية والذهب. وكان حجر الصوان أول معدن جمع واستخدم في صنع الأدوات، وتعتبر الفأس اليدوية المصنوعة من الصوان هي أقرب شواهد السكن في وادي النيل. وقد قشرت العقيدات من المعادن بعناية لجعل الشفرات والنصال معتدلة الصلابة والمتانة حتى بعد استخدام النحاس لهذا الغرض.

واستخرج المصريون الرصاص من منطقة جبل الرصاص، وعمدوا على إدخال صناعته إلى التماثيل الصغيرة وأثقال شبكة الصيد. وكان النحاس هو أكثر المعادن الهامة لصنع الأدوات في مصر القديمة، وكانت تصهر في أفران من المرمر الخام المستخرج من سيناء.  وجمع العمال الذهب بغسل كتل الذهب لتصفيته من الشوائب وأخذ الرواسب، أو -في بعض الأحيان- عن طريق تكرير عملية طحن كتل الذهب وغسلها لتفريقها عن الكوارتز. أما رواسب الحديد فتم العثور عليها في مصر العليا، ولم تستخدم إلا في العصر المتأخر.  وكانت أحجار البناء عالية الجودة توجد بوفرة في مصر؛ حيث وجد وبحث المصريون القدماء عن الحجر الجيري على طول وادي النيل، والجرانيت من أسوان، والبازلت والحجر الرملي من أودية الصحراء الشرقية. انتشرت رواسب أحجار الزينة مثل الرخام السماقي والأحجار الرملية، والمرمر والكارملين في أنحاء الصحراء الشرقية، وجمعت حتى قبل نشأة الأسرة الأولى. وفي الفترتين البطلمية والرمانية، استخرج عمال المناجم الزمرد في منطقة وادي سيكات، وحجر الجمشت الكريم من وادي الهدي.

التجارة

تعامل المصريون القدماء بالتجارة مع الدول الخارجية المجاورة للحصول على السلع الغريبة النادرة التي لا توجد في مصر. وبدأت التجارة مع النوبة في عصر ما قبل الأسر، لجلب على الذهب والبخور. أقاموا أيضا نشاطاً تجارياً مع فلسطين، حيث اتضح من نمط أباريق الزيت الفلسطينية التي وجدت في قبور فراعنة الأسرة الأولى.  واستمرت مستعمرة مصرية في جنوب كنعان حتى قبل الاسرة الأولى بقليل.  وقام الملك نارمر بتصدير الفخار المصري المنتج في كنعان إلى مصر.

و مع بداية حكم الأسرة الثانية، تاجر المصريين جبيل وأصبحت مصدراً حيوياً لنوعية الأخشاب غير الموجودة في مصر. وبعد تولي الأسرة الخامسة الحكم، وفرت بلاد بنط للمصرين الذهب، والراتنجات المعطرة وخشب الأينوس والعاج، وبعض الحيوانات البرية مثل القردة والرباح.  واعتمدت مصر في القصدير على الأناضول، حيث وردت لهم كميات كبيرة من القصدير وامدادات ضرورية من النحاس، اللذان يعتبران ضرورياً لصنع البرونز. وقد اهتم المصريون بحجر اللازورد الأزرق وقدروا قيمته، غير انه تطلب الحصول عليه جلبه من أفغانستان البعيدة. وشملت قائمة شركاء المصريين في البحر الأبيض المتوسط اليونان وكريت، اللذان قدما سلع وإمدادات كان أهمها زيت الزيتون.  وفي مقابل الواردات الفاخرة والمواد الخام التي استوردتها مصر، صدرت مصر بشكل رئيسي الحبوب، والذهب، والكتان، وورق البردى، إضافة إلى السلع تامة الصنع، متضمنتاً المواد المصنوعة من الحجارة والزجاج.

٦ العلاقات الخارجية:

تتميز العلاقة بين مصر واليمن بالقدم وترجع جذورها لأيام ما قبل التاريخ، وقد تنوعت هذه العلاقات لتشمل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.

• العلاقات السياسية والاقتصادية:/ أحدث محمد علي تغيرات جذرية في الانظمة التي كانت سائدة قبل وصوله إلى الحكم في كل من مصر واليمن والتي شملت الزراعة والصناعة والتجارة، وأهم متعلقات التجارة من السلع المتبادلة بين مصر واليمن، وكذلك الدور الذي قامت به الموانئ المصرية واليمنية في ازدهار العملية التجارية بين البلدين والعملة المستخدمة في التبادل التجاري، إضافة إلى الموازين والمكاييل وأهم ما طرأ عليهما من متغيرات في ظل وقوع كل من البلدين تحت سيادة حاكم واحد.

• العلاقات الثقافية:/ تُشكل رُكناً أساسياً من أركان العلاقات بين البلدين لعاملين أساسيين:/ الأول وقوع البلدين تحت حُكم دولة كبرى واحدة بداية بالدولة العربية الإسلامية والأموية والعباسية والفاطمية ومروراً بالدولة الأيوبية والمملوكية والعثمانية ووصولاً إلى الدولة المصرية، والعامل الثاني تبادل الزيارات العلمية من طريق الطلاب والعلماء من خلال الجامع الأزهر والذي كان ولا يزال مؤسسة عربية إسلامية كبرى توثق فيها وشائج المحبة والتفاهم بين أبناء مختلف الشعوب. • العلاقات الاجتماعية:/ الاجتماعية فقد كان لانفتاح افراد المجتمعين المصري واليمني على بعضهما البعض وانتشارهم في معظم أحياء وشوارع وقرى ومدن البلدين دور في الاحتـكاك والتعامل اليومي من خلال الأنشطة الاقتصادية المختلفـة إلى توطيد العلاقات الاجتماعية بينهم، ومن ثم التشابه في الكثير من العادات والتقاليد والتي لا تزال تمثل جزءاً من الموروثات الشعبية. تتسم العلاقات المصرية اليمنية بعمق تاريخي متميز ودور مصري لا يمكن تجاهله خلال فترات طويلة ومساندة مصرية. وتشكلت الخصوصية في العلاقات اليمنية المصرية، من تداخل عدة عوامل ارتباط أبرزها العامل التاريخي والثقافي، والعامل الاستراتيجي والأمني العلاقات المصرية اليمنية قديمة للغاية ولعل من أقدم الشواهد الذي يشير إلى تواصل البلدين كان تلقي الإمبراطور المصري تحتمس الثالث هدية من تجار سبئيين  وكان التجار اليمنيون المورد الرئيس للبخور إلى المعابد المصرية القديمة 

٧ الزراعة:

ساهمت مجموعة من المعالم الجغرافية المواتية في نجاح الثقافة المصرية القديمة، والتي من أهمها كانت التربة الخصبة الغنية والناجمة عن الفيضان السنوي لنهر النيل. ولذلك كان المصريون القدماء قادرون على إنتاج كمية وافرة من الغذاء، والتي تسمح للسكان بتكريس مزيد من الوقت والموارد للأنشطة الثقافية والتكنولوجية والفنية. كما كانت إدارة الأراضي أمر بالغ الأهمية في مصر القديمة بسبب الضرائب المقررة على أساس مساحة الأراضي المملوكة للشخص.

اعتمدت الزراعة في مصر على دورة نهر النيل. عرف المصريون ثلاثة فصول في السنة؛ أخت (الفيضان)، بيريت (الزراعة)، شيمو (الحصاد). ويستمر موسم الفيضانات من يونيو وحتى سبتمبر، حيث يرسب على ضفاف النهر طبقة من الطمي الغنية بالمعادن المثالية لزراعة المحاصيل. بعد انحسار مياه الفيضان، يبدأ موسم النمو من أكتوبر وحتى فبراير. ثم يزرع ويحرث المزارعون البذور في الحقول، والتي كانت تُروى من المصارف والقنوات. وكان اعتماد المزارعين على مياه النيل بشكل أساسي لكون نصيب مصر السنوي من الأمطار قليلٌ نسبياً بالمقارنة بحجم الفيضان.  وفي الفترة من مارس إلى مايو، يستخدم المزارعون المنجل لحصد محاصيلهم، ثم تدخل الحبوب في عملية لفصل القش من الحبوب، بعد ذلك تقشر الحبوب وتخمر لصنع الجعة أو تخزن لاستخدامها لاحقاً.

قام المصريون القدماء بزراعة قمح ايمر والشعير، وعدد آخر من محاصيل الحبوب، والتي تستخدم لصنع مكونان الغداء الرئيسيان، الخبز وشراب الشعير.  واقتلعوا نباتات الكتان قبل ازدهارها، والتي تزرع من أجل ألياف سيقانها. ثم تنقسم هذه الألياف على مدى طولها وتنسج إلى خيوط والتي تستخدم في نسج أقمشة الكتان لصنع الملابس. كما استخدام البردي النامي على ضفاف النيل لصنع الورق. أما الخضروات والفاكهة، فقد كانت تزرع في حدائق مخصصة، بالقرب من منطقة سكنية ومرتفع، وكانت لابد أن تسقى باليد. وشملت الخضراوات الكراث والثوم والبطيخ والقرع والبقول، والخس وغيرها من المحاصيل، بالإضافة إلى العنب الذي صُنع منه الخمر.

٨ الحالة الاجتماعية:

كان المجتمع المصري مجتمعًا طبقيًّا بدرجة عالية، وكانت الفئة الاجتماعية عنصر مهم في كيان وشخصية المرء. احتل المزارعون النصيب الأكبر من السكان في ذلك الوقت، إلا أن المنتجات والأراضي الزراعية كانت مملوكة من قبل الدولة أو المعبد أو في بعض الأحيان تكون مملوكة من قبل أحد الأسر النبيلة.  كما خضع المزارعون لضريبة العمل، وكانوا يعملون في مشاريع البناء أو الري بنظام سخرة|السُخرة.  أما الفنانين والحرفيين، فقد كانوا بمركز أعلى وأرقى من فئة المزارعين، إلا أنهم كانوا أيضاً تحت سيطرة الدولة المباشرة، حيث كانوا يعملون في معابد الدولة، ويتلقون رواتبهم مباشرةً من خزينة الدولة. وشكل الكُتاب والمسؤولون الطبقة العليا في مصر القديمة، أو ما يسمى "طبقة التنورة البيضاء" في إشارة إلى الملابس البيضاء التي كانت بمثابة علامة على مكانتهم.  وصور الأدب والفن بشكل واضح وضع الطبقة العليا من الشعب، حيث حظوا بنصيبٍ وافرٍ من الذكر والإشارة في مجالات الثقافة المختلفة. واحتل الكهنة والأطباء والمهندسين المدربين على اختصاصات معينة المرتبة ما قبل مرتبة النبلاء. وقد عرفت مصر القديمة العبودية في ذلك الوقت، لكن لا تزال المعلومات والدلائل عليها ذات نطاق ضيق.

ساوى قدماء المصريون قانونياً بين جميع الطبقات الاجتماعية، من الرجال والنساء إلا العبيد، حيث كان لأقل الفلاحين التقدم بالالتماس إلى الوزير وحاشيته طلباً لل .  وجعل لكلٌ من الرجال والنساء الحق في امتلاك وبيع الممتلكات، وتنظيم العقود والحق في الزواج والطلاق، بالإضافة للحق في الميراث وإنشاء محاكم للفض بين المنازعات القانونية. وقد أمكن للمتزوجين التملك معاً، وبصورة مشتركة. بالإضافة إلى حماية المرأة عند الطلاق، حيث تنص عقود الزواج على الالتزامات المالية للزوج على زوجته وأولاده حتى بعد الطلاق. وبمقارنة النساء مع نظرائهم في اليونان القديمة، بل وحتى مع حضارات أكثر حداثة، كانت للمرأة المصرية في ذلك الوقت حرية اختيار، وفرص متاحة للتحقيق أكثر من أي امرأة أخرى في تلك الحقبة. فأصبحت نساء مثل حتشبسوت وكليوباترا من الفراعنة، في حين أن البعض الآخر مارس سلطة كبيرة مثل زوجات آمون المقدسة. وعلى الرغم من كل تلك الحريات، لم تشارك المرأة المصرية القديمة في الأدوار الرسمية الرئيسية، وخدمت كعنصر ثانوي في المعابد، وعموماً، لم تكن المرأة تحصل على نفس القدر من التعليم مقارنةً مع الرجال.

٩ النظام القانوني:

رأس الفرعون النظام القانوني رسمياً، وكان مسؤولاُ عن سن القوانين وتحقيق العدالة، والحفاظ على القانون والنظام، وهو مفهوم لدى المصريين القدماء ويشار إلى بالآله ماعت.  وعلى الرغم من عدم وجود أي قوانين باقية حتى الآن من مصر القديمة، أظهرت وثائق إحدى المحاكم أن القانون المصري كان قائم على وجود نظرة عامة حسية بالصواب والخطأ، حيث كان يشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاقات وتسويات سلمية للنزاعات والصراعات.  وكان مجلس الشيوخ المحلي، المعروف باسم الكينبيت في الدولة الجديدة، المسؤول عن البت في القضايا والخلافات الصغيرة التي تعرض على المحكمة.  أما عن النزاعات والصراعات الأشد خطورة، مثل القتل، واختلاس أراضي الدولة، والسطو على المقابر فكانت تحال إلى ما يسمى الكينبيت الكبير الذي يترأسه الوزير أو الفرعون نفسه في بعض الحالات. وكان من المتوقع أن يمثل المدعون والمدعى عليهم بأنفسهم ويُطلب منهم قسم اليمين على قول الحقيقة. في بعض الحالات، أخذت الدولة دور كل من المدعي العام والقاضي، وكان تعذيب المتهم بالضرب للحصول على اعتراف وأسماء أي من المتآمرين أمرٌ لا بآس به. ولا يهم إذا ما كانت التهم تافهة أو خطيرة، حيث يقوم كتبة المحكمة بتوثيق الشكوى، والشهادة، والحكم الصادر في القضية للرجوع إليها في المستقبل عند الحاجة.

٪ الإدارة والتجارة:

كان الفرعون -من الناحية النظرية على الأقل- العاهل المطلق للبلاد، ويملك السيطرة الكاملة على الأرض ومواردها. وكان الملك القائد الأعلى للجيش ورئيس للحكومة، والذي اعتمد على مسؤولين بيروقراطيين في إدارة شؤونه. الرجل الثاني في القيادة والمسئول عن الإدارة هو الوزير، الذي يعد نائب الملك وممثله، حيث نسق عمليات مسح الأراضي، والخزانة، وبناء المشاريع، والنظام القانوني والمحفوظات.  وعلى الصعيد الإقليمي، كانت البلاد مقسمة إلى ما يصل إلى 42 منطقة إدارية تسمى كل منها قطاعات يحكمها رئيس القطاع، الذي كان مسؤولا أمام الوزير عن نطاق سلطته. وشكلت المعابد العمود الفقري والبنية الأساسية للاقتصاد. حيث لم يقتصر دورها على أنها دور العبادة فقط، ولكن كانت مسؤولة أيضاً عن جمع وتخزين الثروة الوطنية في نظام من مخازن الحبوب والخزانات التي يديرها المشرفين ثم يقوموا بإعادة توزيعها.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia