مفهوم الحضارة الهندية


بواسطة التلميذ(ة):
مفهوم الحضارة الهندية

١ مقدمة

الهند "أصل الكلمة" من "هندو" وهو ما أطلقه الفرس نسبة لنهر الهندوستان وأخذها اليونانيون وكانوا يعتقدون بأنها "الهند".

٢ حضارة الهند:

قامت حضارة الهند في الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد كان لها باع طويل في مسيرة الإنسانية، حيث ابتكروا -على الأغلب- الأرقام التسعة، وكان لهم الفضل في علم المثلثات، حيث استعملوا نصف الوتر، وحصلوا على جدول الجيوب، كما عرفوا كذلك الطب والرياضيات والفلك.  ورغم ما وصلت إليه حضارة الهند من ازدهار ومجد إلا أنها وفي القرن السادس ميلادي بدأت تخطوا خطوات سريعة نحو الانحدار في كل شيء، وبالأخص في النواحي الدينية والخلقية والاجتماعية، وكان لذلك أسباب عديدة. ويصور ذلك أبو الحسن الندوي -وكيل ندوة علماء الهند- حيث يقول عن حضارة الهند في القرن السادس الميلادي إتفقت كلمات المؤلفين جميعهم في تاريخ الهند على أن أشد ادوراها انحطاطاً في الديانة والخلق كان في ذلك العهد الذي يبتدئ في القرن السادس الميلادي، وبعدما صور الندوي فساد العقيدة عندهم قال:/ ظهر في الهند نظام الطبقات في أبشع صوره، ولم يعرف التاريخ أن أمة من الأمم كانت تطبق نظام طبقي أشد قسوة وأكبر ظُلماً وأعظم فصلا بين طبقة وأخرى وأشد استهانه بشرف الإنسان منه، فقبل ميلاد المسيح بثلاث قرون ازدهرت في الهند الحضارة البرهمية ووضع فيها مرسوم جديد للمجتمع الهندي واتفقت البلاد عليه. ويُقسم هذا القانون البلاد إلى أربع أقسام ويُعرف حالياً في الهند باسم منو شاستر وينقسم إلى:/

  1. البراهمة :/ طبقة الكهنة ورجال الدين.
  2. الكشتريا :/ رجال الحرب.
  3. الويشيا :/ رجال الزراعة والتجارة.
  4. الشودرا :/ طبقة الخدم والعبيد.

ومنح هذا القانون طبقة البراهمة امتيازات وحقوقاً ألحقتهم بالآلهة فقال:/ "أن البراهمة هم صفوة الله وهم ملوك الخلق وأن لا يوجد في الأرض ملكاً عليهم، فهم الخلائق وسادة الأرض ولهم أن يأخذوا من مال عبيدهم الشودرا -الطبقة الرابعة- ما شاءوا لأن العبد لا يملك شيئاً وكل ماله ونفسه لملك سيده.

٣ العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع:

تروي أسطورةالخلق أن الخالق الأكبر لحظة تكوين الرجل نفذت منه كل المواد في صياغته و لم يتبقَ شئ لصياغه المرأء لهذا استعان بالفضلات و القصاصات لهذا فالمجتمع الهندي ينظر للرجل علي أنه الاسمي و الأفضل، مما كان له تأثير كبير علي كل مظاهر الحياة ، لهذا كان مجتمع أبوي من الدرجة الأولي، فالرجل هو مالك كل شئ و سيد كل شئ فهو يملك أسرته و أولاده و زوجته بالمعني الحرفي للكلمه فيحق له بيعهم .

كما جاء علي لسان أحد المؤرخون أن الهنود هم أكثر شعوب الأرض تهذيبا، فالأخلاق لديهم من أهم السمات التي يتميزون بها و من أساسيات هذه الأخلاق هو احترام براهما و تقديس البقر و تأتي بعدها أهمية النسل و أنه من الأخلاق و يعد مهمة يحملها كل فرد علي كتفه لزيادة البشرية، فكما جاء في تشريع "مانو" فالنسل وحده يعمل الرجل " ، فالزواج أجباري لدي الهنود و أن سب الصبي دون زواج يعد هذا خطأ فادح و كذلك حال الفتاة و يعتبر عارا علي الأهل، لهذا مثلت العقيدة البوذية شرخا كبيرا في أسس العقيدة الهندية القديمة حيث أن البوذية دعت للرهبنة، حيث أن الأعزب لدي الهنود هو من الطريد من الطبقات .

و من قواعد الزواج أنه لا يخضع للحب فهي عملية حيوية لازمة و هي في ذاتها عبادة و لا يتطلب الحب و إنما الرفق بالزوجة من قبل الزوج و كذلك الطاعة الواجبة من الزوجة لزوجها . حيث يبدأ الأب بالبحث علي زوجة لولده الذي يمكن إلا يتعدي عمره الخامسة عشر عام و بعد تأمين الزوجة تبقي في بيت أهلها حتي مرحلة النضج الكامل و بعدها تنتقل للعيش مع الأسرة الجديدة و تصبح هذه عائلتها و يمكن ان تنفصل بشكل كامل عن اسرتها الأصلية، كل هذا لحماية الأبناء من خطر علاقات قبل الزواج لأن هذا خطيئة كبيرة يمكن ان تؤدي بدمار المجتمع ككل .

و إيضا من قواعد الزواج أنه لابد أن يتزوج من داخل طبقته لكن يمكن أن يتزوج من خارج العائلة، و كما جاء في التشريعات القديمة أن زوجة واحدة كافية و لكن هذا لا ينفي التعددية بالزوجات، فالزواج هو حماية أبوية للزوجه و راحه للزوج، و كما هو معروف أن الزوج تقوم بالتضحية بنفسها مع زوجها فتحرق معه حتي تصير رمادا و تدفن معه في النهاية و هذا يسمي بالسوتي " و هي تعني الزوجة المخلصة لزوجها " .

هذه الطقس السوتي لم يكن في الهند القديمة حيث أن الفيدا الشريعة الأولي كانت تحترم المرأة و تكن لها مكانة عظيمة فكانت تحي من بعد زوجها حياة كريمة بها رفاهية و حرية حتي أنها كانت تشارك في المناظرات الفلسفية و من اشهرهن " جانتي " فهذه الأرمله تفرغت بعد وفاه زوجها للفلسفة و التعبد، علي عكس ما جاء بعد ذلك فأنحطط مكانة المرأة لتصل لكونها مجرد ظلا للرجل حتي أنه لا يجب لها ان تجيد القرأة و من تفعل تكون من المحظيات أو الدافيداس " العاهرات " . تدهور وضع المراه حتي انها في البوذيه لا يجوز لها التعبد مثلهم و الرهبنة و انها شيطان يوسوس للعابد و يتضح هذا في خطاب اناندا أحد العباد و بوذا نفسه .

لكن أيضا في مسؤله تعدد الزوجات يقال في التشريعات أن زوجة واحدة كافية و ذلك حتي لا يقلب شرور العالم نتيجة لغضب الزوجة ، ففي التشريعات الجديدة بالمقارنة بالفيدا بنظر للمرأة انها ظل و لكن يحترم فأن جاز للرجل الزواج لا يجوز له ضرب الزوجة حتي في اسوء اسوء الظروف حتي و لو بزهره، و لا بد من احترام المرأة في الطرقات و افساح المجال لها و غض البصر عنها حتي انه يمكن لها السير عارية و لا أحد يتعرض لها، و في الموائد لابد من اطعام النساء قبل الضيوف انفسهم .

كذلك لا يمكن رفع الكلفة بين الرجل و المرأة. لابد للمراه أن تتزين و تكون في أبهي مظهرها لزوجها حيث أنه يعتقد أنها حينما تكون جميله سيكون بيتها جميلا مما يعود بالسعادة علي الأسرة و كذلك الزوج لذاته و لزوجته، لهذا كانوا يرتدوا أفضل الأثواب و أفضل الحلي، فالزوجة ترتدي كل حلتها، ففي الهند يعتقد أن الزوجة عاريه ما أن ارتدت حليها كاملا .

تعد النظافة من أهم عناصر الأخلاق فهي بمنزله بعد العبادة مباشره فلا يجوز للهندي أن يرتدي ملابسه مرتين دون غسيل، كذلك لابد أن يستحم كل يوم و يتطهر لبيقي متطهرا دائما، كذلك لابد له من غسيل يديه و رجليه و غرغره فمه عقب الطعام، فلا يمكن أن يظل دون نظافه .

في العام اتسم الهنود بصفات حميده ما بين الكرم و الشجاعة و كذلك هم حساسون وخياليون و يحبون التأمل كثيرا و لا يهون الأداره، و هذا ينبع من فكرة زوال الحياة فهم لا يهتمون للأمور الدنيويه كثيرا و يفضلون جياه العبادة لهذا تفوقوا في الفلسفة و الديانات فالإله كان يشغلهم كثيرا هذا المحرك للكون العليم بكل شي لهذا حتي الشخصيات الحكيم كانت بمنزله الإله و إيضا الأجداد كانوا يقدسون أجدادهم لدرجه العبادة فالأسرة هي أصل كل شئ، لهذا لا يضعوا حدا للنسل، فالحياه لابد أن تستمر، لهذا حرموا الإجهاض و يعتبر جريمه توازي في فداحتها قتل براهمي . فالروح لا يمكن منعها من الحياة .

٤ طرق العيش والظروف الطبيعية:

الظروف الطبيعية :/ تبلغ مساحة الهند القديمة قرابة 3 مليون كيلو متر مربع، التضاريس :/ تنقسم الهند لمناطق عدة و جغرافيا منوعه فهي تحمل علي ارضها الجبال كالهمالايا، و انهار كنهر الجانج المقدس و كذلك نهر الدكن و كذلك بحر العرب من الغرب، و من الشرق خليج البنغال ، و الصين من الشمال، و اطلالة واسعة علي المحيط الهندي من الجنوب ، تطلق علي الهند في الوقت الحالي " شبه القارة الهندية " هذا المسمي يعود للمساحة الشاسعة لهذه الدولة علي خريطة القارة الآسيوية التي تعد أكبر قارات العالم من حيث المساحة .

كان لهذا الموقع تأثيره علي تضاريس و مناخ البلاد فتأتي الرياح الباردة من الشمال من جبال الهمالايا ، و تدفء شمس الجنوب البلاد، إلي جانب السهول الخصبة بالبنغال، هذه السهول كانت حقول غنيه بالمنتجات الكثيفه، التي لم يسمح مناخ الجنوب بزراعتها نتيجه للجفاف هناك، كذلك هناك غابات تحوي بداخلها حيوانات مفترسه كالأسود" حيوان مقدس " و الثعابين و الذئاب .

هذا من الناحية الجغرافية أم علي المستوي المعيشي فنتيجة لهذه الظروف البيئية تقسمت الهند و تنوعت بها سبل الحياة و المعيشة فهناك العديد من المهام لديهم الزراعة و كذلك الصناعة و التجارة ، لنتحدث عن الزراعة، نمت الزراعة بالشمال أكثر من الجنوب نتيجه للظروف البيئية المذكورة مسبقا، في العهد الفيدي لم يكن معروف لديهم الأرز و استعاضوا عنه بالشعير و كانت الحقول تقسم حسب مالكيها، فحسب المعتقدات القديمة لا يجوز بيع الأرض لأجنبي أو غريب فهي ملك لأصحابها تتوارثها الأجيال في العائلات، كذلك من العار أن يعمل شخص في أخر شخص أخر لهذا كان لابد من امتلاك الأراضي . أما عن حياتهم فلم يكون الفلاحون من أصحاب الملايين أو من الملوك مثلا و إيضا لم يكونوا متسوليين أو معدمين فكانوا بحال وسط . هذا في الزراعة التي انتشر في الحقول .

أما عن الصناعة التي انتشرت بالمدن فيعد العمل بها من النقائص لأنه يتقاضي أجر علي ما يفعل و لا يملكه، شهدت الصناعة ازدهار واضح و ملحوظ فبرع الهنود في العديد و العديد من الصناعات و منها " الأخشاب و العاج ، صناعات المعادن و الذهب و الفضة و الزجاج و الصباغة و الطهاة و الصيادين و صناعة الجلود و الحرير و المتجات القطنية و الثياب بمختلف انواعها و التوابل و العطور بأنواعها، فكما جاء في وصف الرحالة " برتييه" الذي جاب الهند بالقرن 17 يقول ان الهند تطن بأصوات الصناعة طنينا .

ونتيجة لهذه التعددية بالعمل ظهرت النقابات حسب كل مجال، وهذا يدل على التطور الوظيفي والوعي بالحقوق الممتهنين، مما يعكس تمدين هذا الشعب، كذلك لم تكن هذه النقابات لحل النزاعات المهنية فحسب وإنما كل نقابة كانت مجتمع في ذاتها، يتضافر أفراده، حتى في حل المشكلات الزوجية.

أما عن التجارة ونبدأها بتحديد الأسعار لم يكن السوق يخضع لسياسةسياسة العرض والطلب وإنما يتم تحديد وتسعير المنتجات من قبل القصر المكلكي وهناك فرد منوط بهذا العمل ويسمى "المثمن" وهو يضع الأسعار ويكون حلقة الوصل بين الصناع والتجار.

ازدهرت التجارةالتجارة بالتباعية خاصة التجارة الخارجية وهذا مع تطور سبل المواصلات واستخدام العربة ذات العجلات، ففي 860 كان هناك سفن تتحرك من الهند لشبه الجزيرة ومصر وتحمل معها منتجات الهند كالعطور والاقمشة والتوابل والمجوهرات، كذلك كانت تجارتهم متينه بدول الشرق الأدنى كالعراق وحضارة بابل وكذلك الفرس والدليل على ذلك العثور على أختام وهدايا هندية باللغة الهندية في قبور الفرس وغيرهم، إلى جانب المزخرفات، مما يدعم العلاقات الفنية والتجارية.

كذلك هناك ملامح دينية مشتركة من خلال طقس "عصير السوما " و الذي يتوافق مع طقس "عصير الهوما " كذلك فهو يجمل نفس الاسم لان في اللغة الفارسية حرف ال"س " ينطق " ه " و هذا هو الحال مع كلمة " الهند " فالفرس من اطلقوا عليها هذا لكنها كانت " السند " .

هذه القوافل كانت تدفع الضرائب و كذلك كانت تتعرض للهجمات و السرقة لهذا كان السفر بحرا أرقي و آمن .

كذلك كانوا يستخدموا ما يعرف ألان بالشيكات و هو صك مكتوب به المبلغ المدفوع و الباقي، و كانت أغلب العهود شفهيه فلدي الهنود لا يمكن برم اتفاق و العودة به .

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia