حضارة بلاد رافدين معلومات أسرار


بواسطة التلميذ(ة):
حضارة بلاد رافدين معلومات أسرار

١ مقدمة

بلاد الرافدين (بالآرامية: ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بين نهرين، وتعني "بلد النهرين"، بالإغريقية: Μεσοποταμία ميسوپوتاميا، بمعنى ما بين النهرين) هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا.
تعد من أولى المراكز الحضارية في العالم.
وهي تقع حاليًا في العراق، سوريا وتركيا ما بين نهري دجلة والفرات.
وأشهر حضاراتها هي حضارة سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان والتي نشأت من العراق.
ومع إزدهار الحضارات في بلاد ما بين النهرين وفي اوقات متزامنه ومتعاقبة تم احتلال الأراضي المجاورة فأحتلت شرقًا أجزاء من إيران وتحديدا حضارة عيلام (وهي تعرف حاليا بمحافظة محافظة خوزستان) وأحتلت غربًا سوريا وصولًا إلى فلسطين حيث تم السبي البابلي في عهد نبوخذنصر.
وبعد موت نبوخذنصر مرت حضارة ما بين النهرين في عهد الإنحطاط والتردي بينما نشأت وتطورت حضارة الفرس فتم احتلال بابل وما بعدها على يد قورش وأصبحت قطيسفون (حاليًا معروفة باسم المدائن) جنوب شرق بغداد عاصمة لدولة الفرس حتى جاء ما يعرف بالفتح الإسلامي لبلاد العراق والشام على يد عمر بن الخطاب.
وبقى العراق في حكم المسلمين حتى بنيت مدينة بغداد المدوّرة على عهد الحاكم العباسي المنصور، ثم أصبحت بغداد عاصمة للخلافة العباسية واعتبر ذلك العهد بالعصر الذهبي الإسلامية.
وفي عام 1920 أعلن ظهور أول حكومة مؤقتة في العراق بعد زوال حكم الدولة العثمانية، وبدأ عهد المملكة العراقية، ثم تحول إلى الحكم الجمهوري.

٢ تاريخ:

الهجرات الأولى لبلاد الرافدين

ذكر التوراة أن سفينة نوح رست في جبل ارارات في تركيا تحديدا وأن النبي نوح (ع) هو أبو البشر بعد أن بيد جميع البشر في الطوفان، وهذا مما يؤمن به اليهود والمسيحيون. وفي الإسلام يوجد ما يقاربها فيروى عن بعض علماء المسلمين أن سفينة نوح رست في الكوفة وهي قرب بابل. ومن هناك قام أول مجتمع بشري بعد الطوفان ثم انتشر البشر إلى باقي البلدان، وبهذا تكون بلاد الرافدين هي منشأ جميع السلالات البشرية الموجودة حاليًا على سطح الأرض. ولكن الحضارات البشرية الأولى ظهرت في بلاد الرافدين وكانت بعد هذه الفترة بمدة ليست بالقصيرة وأنشأتها أقوام مهاجرة من بلاد مختلفة إلى وادي الرافدين وهذه الأقوام هي أولًا من السومريين وهم أقوام مهاجرين من مناطق جبلية يفصلها عن وادي الرافدين البحر كما ورد في الألواح الطينية (ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنا في ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحرًا) ، وقد اختلف كبار المؤرخين في تحديد الموطن الأصلي لهم وإن كان الأكثر على أنه من أواسط آسيا أو من جنوب آسيا. ثم أعقبهم الآراميون والعموريون وهم قبائل سامية بدوية هاجرت من الجزيرة العربية بسبب التصحر إلى بلاد وادي الرافدين الوفيرة بالماء والصالحة للزراعة وليؤسسوا الحضارات الأكدية والبابلية والكلدانية والآشورية، وكانت نهاية السومريين على يد العيلاميين القادمين من إيران والعموريين المهاجرين من الجزيرة العربية.

٣ عصر حجري حديث:

كانت الحاجة لحماية المدن والدفاع عنها وسقي المزارع وري المحاصيل من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان ما بين النهرين القدماء، فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات. بعد سنة 6000 ق.م. ثم ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدنًا في الألفية الرابعة ق.م. وأقدم هذه المستوطنات البشرية أوروك وتل حلف في سوريا حيث أقيمت بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمشغولات معدنية وأحجار واخترعت بها الكتابة المسمارية. وكان السومريون مسؤولين عن الثقافة الأولى هناك، من ثم انتشرت شمالًا إلى أعالي الفرات، وأهم المدن السومرية كيش ولارسا وأور. وفي سنة 2330 ق.م. استولى عليها الأكديون وهم من الشعوب السامية التي كانت تعيش وسط بلاد ما بين النهرين وكان ملكهم سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) ثم أسسوا مملكة أكاد وأحلوا اللغة الأكادية محل السومرية. ودام حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور وحكم معظم بلاد ما بين النهرين.

ثم جاء العيلاميون ودمروا أور سنة 2000 ق.م. وسيطروا على معظم المدن القديمة، ولم يطوروا شيئًا حتى جاء حمورابي من بابل ليوحد الدولة لسنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة عمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. تمكن الحثيون القادمون من تركيا من إسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكوشيون لمدة أربعة قرون. بعدها استولى عليها الميتانيون (شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون أو الحوريانيون) القادمون من القوقاز. ظلوا في بلاد ما بين النهرين لعدة قرون. إلا أنهم انتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول بعد سنة 1700 ق.م.. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين والممالك الشمالية الشرقية، وهزم الآشوريون الميتانيين واستولوا على مدينة بابل عام 1225 ق.م. ثم وصلوا البحر الأبيض عام 1100 ق.م.

٤ جغرافيا:

تغطي صحراء قاحلة معظم رقعة بلاد الرافدين، وتكثر في شمالها المستنقعات والمسطحات الطينية، يتوحد في أقصى جنوبها نهرا دجلة والفرات صابين بعد ذلك في الخليج العربي، وعادة ما تتبع الطرق البرية في المنطقة نهر الفرات بسبب صعوبة وانحدار المناطق المحيطة بنهر دجلة. كما تفتقر أرض المنطقة إلى المعادن ومصادر الخشب والحجارة المناسبة للبناء إلا أن تجارة المزروعات كانت تستخدم لشراء هذه المواد.

يسمح م الأمطار في الشمال بالزراعة اعتمادا عليها، أما جنوبا فتستخدم المياه الجوفية والسيول الناتجة عن ذوبان القمم المتجمدة من جبال زاغروس ومن المرتفعات الأرمينية، واللذان هما مصدر نهري دجلة والفرات. اعتاد قاطنوا المنطقة منذ القدم على بناء وصيانة القنوات المائية لاستخدامها في الزراعة، مما أدى إلى ازدهار المنطقة وساعد في تطوير المستوطنات الحضرية والنظم السياسية. أما رعاة الأغنام والماعز (و لاحقا الجمال) فقد كانوا يتنقلون بيت ضفاف الأنهار في أشهر الصيف الجافة وبين المناطق الموسمية على حافة الصحراء في مواسم الشتاء حيث يزداد م هطول الأمطار. كما وجدت منذ العصور القديمة جماعات سكانية اعتمدت على الصيد بشكل أساسي في منطقة الأهوار جنوب البلاد.

أدت الزيادة السكانية الناتجة عن ازدهار المنطقة إلى عدد من المشكلات بسبب عدم قدرة البيئة على تأمين ما يكفي من الموارد، وترتبت على ذلك فترة من عدم الاستقرار السياسي، انهارت على إثرها الحكومة المركزية وانخفض عدد سكان المنطقة، بسبب ذلك الضعف أضحت البلاد عرضة للغزو من قبل الرعاة الرحل وقبائل التلال مما أداى إلى انهيار التجارة وإهمال أنظمة الري، ثم نشأت نزاعات على السلطة انتهت بوحدات إقليمية قبلية.  ولا يزال النسيج المجتمعي القبلي مستمرا بسبب ذلك حتى اليوم في العراق.

٥ اللغة والكتابة:

أقدم لغة مكتوبة معروفة في بلاد ما بين النهرين كانت السومرية، وهي لغة معزولة متراصة. لهجات سامية كانت تتحدث في بلاد ما بين النهرين في وقت مبكر مع السومرية. في وقت لاحق لغة سامية، الأكدية، جاءت لتكون اللغة السائدة، على الرغم من أن السومريه كان يحتفظ بها للأغراض الادارية، الدينية، الأدبية، والعلمية. أصناف مختلفة من الأكدية استخدمت حتى نهاية الفترة البابلية الثانية. ثم أصبحت الآرامية، التي كانت قد أصبحت شائعة في بلاد ما بين النهرين، اللغة الإدارة الإقليمية الرسمية للإمبراطورية الفارسية الأخمينية. توقف استخدام الأكدية، ولكن كلا من السومرية والأكديه كانت لا تزال تستخدم في المعابد لبضع قرون.

في وقت مبكر من بلاد ما بين النهرين (حوالي منتصف الألفية 4th قبل الميلاد) اخترع الكتابة المسمارية. المسمارية تعني حرفيا "على شكل وتد"، وذلك بسبب الطرف المثلث للقلم المستخدم لضغط العلامات على الطين الرطب. النموذج الموحد لكل علامة مسمارية يبدو أنه تطور من الصور التوضيحية. النصوص الأولى (7 ألواح قديمة) تأتي من أي-آنا فناء شديد القدسية مكرسة للإلهة إنانا في اوروك، المستوى الثالث، من مبنى وصف بانه المعبد (ج) من حفاريه.

النظام الرمزي المبكر من المسمارية استغرق سنوات عديدة للإتقان. لذلك فقط عدد محدود من الأفراد تم تعيينهم كتبة ليتم تدريبهم على القراءة والكتابة. لم يكن حتى اعتماد الاستخدام على نطاق واسع للنص المقطعي في ظل حكم سرجون   أن أجزاء كبيرة من سكان بلاد ما بين النهرين أصبحوا غير أميين. محفوظات ضخمة من النصوص استعيدت من السياقات الأثرية للمدارس البابلية الطباعيه القديمة، من خلالها محو الأمية نشرت.

الأدب والأساطير

في زمن الدولة البابلية كانت هناك مكتبات في معظم المدن والمعابد ؛ مثل سومري قديم يقول :/ "الذي من شأنه التفوق في مدرسة الكتبة يجب أن يستيقظ مع الفجر". النساء مثل الرجال تعلمن القراءة والكتابة،  وللبابليون الساميين، ذلك تضمن معرفة للغة السومرية المنقرضة، ومقاطع معقدة ومكثفة.

وهناك قدر كبير من الأدب البابلي قد ترجم من أصول سومرية، ولغة الدين والقانون أستمرت طويلا حيث انها اللغة القديمة المتراصة لسومر من مفردات وقواعد النحو، وترجمة بين السطور وغيرها جهزت لاستخدام الطلبة، وكذلك التعليقات على النصوص القديمة وتفسيرات الكلمات والعبارات الغامضة. وكلمات اللغة المقطعية كانت كلها مرتبة ومسماة، وتوجد قوائم مفصلة منهم تم رسمها.

هناك العديد من الأعمال الأدبية البابلية التي عنوانيها معروفة لنا. واحدة من أشهر هذه الأعمال ملحمة جلجامش، والتي كتبت في اثني عشر كتابا، مترجمة عن الأصل السومري من قبل سين-لقي-ونيني، ورتبت على أساس فلكي. وكل قسم يحتوي على قصة مغامرة واحدة في وظيفة جلجامش، القصة كلها هي نتاج مركب، ومن المحتمل أن بعض القصص مضافة صناعيا على الشكل المركزي.

فلسفة

يمكن أن ترجع أصول الفلسفة إلى حكمة بلاد ما بين النهرين القديمة، والتي جسدت فلسفات معينة في الحياة، ولا سيما الأخلاق، في أشكال جدل، حوار. شعر ملحمي، فولكلور، نشيد، كلمات أغاني، نثر، وامثال. المنطق البابلي والعقلانية تطورت تجاوز الملاحظة التجريبية.

أقدم شكل للمنطق وضع من قبل البابليين، ولا سيما في الطبيعة الغير طاقيّه الصارمة لنظامهم الاجتماعي. الفكر البابلي كان بديهي وقابلة للمقارنة "للمنطق العادي" التي وصفها جون ماينارد كينز. الفكر البابلي كان مبني أيضا على أساس علم وجود النظم المفتوحة وهو متوافق مع البديهيات الأرجوديكيه.  المنطق كان يستعمل إلى حد ما في علم الفلك البابلي

الفكر البابلي كان له تأثير كبير على الفلسفة اليونانية المبكره والفلسفة الهيلينية. على وجه الخصوص، النص البابلي حوار من التشاؤم يحتوي على أوجه التشابه مع الفكر المناهض للسفسطائيين، والمذهب الهرقليطي للتناقضات، والجدل والحوارات لأفلاطون، وكذلك المقدمة المايوتيه طريقة سقراط لسقراط.  الفيلسوف الفينيقي طاليس قد درس أيضا في بابل.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)