متحف محمد السادس ...... لتدبير الماء


بواسطة التلميذ(ة):
متحف محمد السادس ...... لتدبير الماء

١ مقدمة

متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب معلمة فتحت أبوابها رسميا في وجه العموم يوم ثاني ماي من السنة الماضية لفائدة الطلبة والجمهور، باعتباره فضاء تاريخيا يروم الحفاظ على الذاكرة وعبقرية المغاربة بخصوص تدبير الماء عبر العصور، وأرضية ملائمة لإطلاع العموم على الإشكاليات المرتبطة بهذه المادة الحيوية

٢ رأي هسبريس لهذا المتحف:

هسبريس قامت بجولة بهذا المتحف، بمناسبة اليوم العالمي للماء، والتقت مسؤولين ومرشدين وزوارا من المغرب وخارجه، أجمعوا على أن "متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب يعد فضاء علميا ومركزا للتصور المعاصر والتفاعلي، وأرضية للتعلم والتكوين، لتعدد الموارد المتحفية التي يضمها مثل السينوغرافيا والأدوات ومجسمات مصغرة وخرائط وصور ووثائق ومخطوطات، إلى جانب دعائم سمعية بصرية ومنصة متعددة الخصائص

٣ عبقرية المغاربة في إدارتها:

يوسف محيي، المدير العام للمتحف، أوضح لهسبريس أن "مؤسسة الأحباس هي أقدم مؤسسة مغربية عهد إليها بمهمة تدبير الشأن العمومي، وضمنه تدبير الماء، قبل ظهور الدولة الحديثة في القرن الماضي"./وأضاف أن "عبقرية المغاربة في تدبير الماء" ألهمت الهندسة المتبصرة المعاصرة للملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس بخصوص سياسة السدود والإنجازات المائية بالمملكة المغربية". وأوضح أن "لهذا المتحف عدة أوجه، ضمنها البعد الروحي للماء، والاستعمالات الصحية، وطقوس الماء، والاستعمال الاقتصادي والتقني التقليدي للماء، والتعريف بالموروث القانوني والتفاوضي في ميدان الماء، وتقدير الحكمة التقليدية للاقتصاد في الماء، والتذكير بالعقائد والطرق الإبداعية التقليدية المرتبطة بالماء"، مشيرا إلى أن تشييد المتحف جاء من أجل إنشاء فضاء للتفكير في الماء وأهميته، وكيفية التعامل مع مادة حيوية أبدعت الأحباس، كمؤسسة مغربية قديمة، في إدارتها

٤ طرق تقليدية لجلب الماء:

وقدم جمال معروف، المرشد بالمتحف نفسه، نماذج لهذه الوسائل والطرق القديمة كـ"الخطارات المائية"، التي شكلت أنظمة نقل نشيطة للمياه عبر أروقة تحت أرضية انتشرت في المغرب منذ زمن المرابطين، مضيفا أن "اثنتين أو ثلاث منشآت فقط لا تزال تشتغل، بصبيب ضعيف، حاليا بمراكش، في حين كانت المدينة الحمراء خلال سنوات السبعينيات تضم ما يقارب 567 خطارة، ضمنها 500 كانت مشتغلة لسقي الحدائق والقصور./أضف إلى ذلك الخزان المدفون، ومطفية المنازل لتخزين ماء الأمطار، والأبراج الرافعة بتامصلوحت". وزاد المرشد نفسه قائلا:/ "بالمتحف نموذج لآبار "أغرور" وسدود "أكوكن" بالقرية المغربية، والمعدة التي توزع الماء على أحياء المدينة العتيقة كمراكش وفاس، وغيرها من الطرق التي وظفت لتوفير هذه المادة الحيوية في حاضرة بهجة الجنوب، التي قدر لها أن تشكل عاصمة للمرابطين بمنطقة ذات مناخ حار، فيما كل المدن العالمية أسست بالقرب من الأنهار ومجاري المياه العذبة"./لذا يمكن تسمية مراكش بهبة "الخطارات"، يقول مدير المتحف يوسف محيي. وتعرض في متحف الماء أدوات ومخطوطات أصلية ذات قيمة تراثية مضافة تم جمعها من مختلف تراب المملكة، تسرد مختلف الأوجه المرتبطة بالماء، من حيث الاستعمال، والجمع، والتصريف، والتدبير والطقوس، لتعريف الجيل الجديد وزوار المغرب بموروثنا الحضاري الذي وجب الافتخار به، وفق تعبير يوسف محيي، الذي أوضح بأن لكل هذه الإبداعات بعدا روحيا يمتح من الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن "المطفية" كانت تسقي عابري السبيل. وأوضح مدير المتحف أن وظيفة "هذه المعلمة التي تجمع الملحمة المائية هي تقديم معرفة دقيقة حول حقيقة حضارة الماء كمدخل لفهم حضارة المغاربة، والتحسيس بأهمية اقتصاد الماء، والتفكير في أنواع وطرق تقنية لتدبيره"، استلهاما للأعراف والطرق التقليدية التي اعتمدت في توزيعه، كتقنية الظل "تاناست" و"توكالت" بالمناطق الأمازيغية، وهي عبارة عن عصا تعتمد لتوزيع حصة الماء، حسب مساحة الحقول.

٥ خاتمة:

ولا غرو أن فكرة إحداث هذه المعلمة الفريدة من نوعها لم تأت من فراغ بل أملاها الوعي الراسخ بالأهمية البالغة التي يكتسيها التحسيس بالحفاظ على الماء في ظل تزايد الحديث عن ضرورة ترشيد استعمال هذه المادة الحيوية ضمانا لمستقبل الأجيال الصاعدة وخاصة مع ما يشهده العالم حاليا من تغيرات مناخية تزداد حدتها يوما بعد يوم.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ هسبريس
    ٢ المؤسسة الوطنية للمتاحف