موضوع حول التحرش الجنسى ... الوقاية والعلاج


بواسطة التلميذ(ة):
موضوع حول التحرش الجنسى ... الوقاية والعلاج

١ مقدمة

التحرش الجنسي هو تنمر أو إكراه على فعل جسدي، أو وعد غير لائق أو غير مرحب به بمكافآت مقابل خدمات جنسية.
وفي معظم القوانين الحديثة يعد التحرش الجنسي غير قانوني، وتقول عنه لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية: "أنه لمن المؤسف تعرض شخص (موظف أو متقدم للعمل) للمضايقة فقط بسبب جنسه.
يمكن أن يتضمن "التحرش الجنسي" التلميحات الجنسية، أو طلب خدمات جنسية وأي مضايقات لفظية أو جسدية لها طبيعة جنسية.
وتختلف عقوبة التحرش القانونية باختلاف السلطة القضائية.
والتحرش الجنسي هو رهن توجيه الأتحاد الأوروبي.
يمكن أن يحدث التحرش في العديد من البيئات الاجتماعية المختلفة مثل: أماكن العمل، المنزل، المدرسة، الأماكن الدينية، وغيرها.
يمكن أن يكون المتحرش أو الضحية من أى جنس.

٢ أصل الكلمة وتاريخها:

يعتبر مصطلح التحرش الجنسي في ظل فهمه الحديث مصطلحًا جديدًا نسبيًا، يبدأ من 1970 فصاعدًا، رغم وجود مصطلحات أخرى تعبر عنه قبل تلك الفترة. مصطلح "التحرش الجنسي" تم استخدامه في 1973 في "حلقات زحل" و هو تقرير قدمته ماري رو-Mary Rowe الرئيس والمستشار لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا-MIT حينها عن الأشكال المختلفة للقضايا الجنسية.  أعلنت رو أنها ليست أول من استخدم هذا المصطلح حيث أنه كان في التجمعات النسائية في ماساشوستس في بدايات السبيعنات. ولكن MIT قد تكون من أول المؤسسات الكبيرة التي تناقش هذا الموضوع (طبقًا للمجلس الأكاديمي لMIT) و تُطور سياسات وإجراءات تخص الموضوع. وتعرفت أيضًا في وقتها على إصابات بسبب التحرش العرقي ومضايقات السيدات بسبب اللون والذي يعتبر تحرش عرقي وجنسي في نفس الوقت. وصرح رئيس MIT بأن التحرش (التحيز) مناقض لرسالة الجامعة وأنه غير مسموح للأفراد.

في كتاب وقتنا:/ مذكرات ثورة-In Our Time:/ memoir of a revolution في عام 1999، تقتبس الصحفية سوزان براونميلر-Susan Brownmiller عن ناشطي جامعة كورنل-Cornell  -الذين اعتقدوا أنهم صاغوا مصطلح التحرش الجنسي في 1975-:/ " كان يجلس ثمانية منا في مكتب... نفكر فيما سنكتبه على ملصقاتنا في حديثنا العلني. و كنا نشير إليه بمصطلحات التخويف الجنسي أو الإكراه الجنسي أو الاستغلال الجنسي في العمل. و لكن أيًا من تلك الأسماء لم يكن صحيحًا تمامًا. لقد أردنا اسمًا يتضمن كل الأفعال المستمرة الواضحة والمخفية. وجاء أحدهم بكلمة "التحرش". "التحرش الجنسي" واقفنا جميعًا، وكان هذا ما كان."

هؤلاء الناشطين (لين فارلي-Lin Farley و سوزان ماير-Susan Mayer وكارين سوفينييه-Karen Sauvigne) شكّلوا معهد المرأة العاملة والذين كانوا جنبًا إلى جنب مع الاتحاد ضد الإكراه الجنسي-والذي تم تأسيسه بواسطة الناشطين فريدا كلاين-Freada Klein ولين ويرلي-Lynn Wehrli و إليزابيث كونستونز-Elizabeth Cohn-Stunz في 1976- وهم بعض المؤسسات الرائدة التي احضرت مصطلح التحرش إلى انتباه العامة في أواخر السبعينات. تتوافق أول صيغة قانونية لمصطلح التحرش الجنسي مع التمييز الجنسي -و لذلك تم اعتبارها تصرف محظور تحت المادة السابعة من قانون الحقوق المدنية لعام 1964- وظهرت في 1979 في كتاب "التحرش الجنسي للنساء العاملات" لكاثرين ماكينون-Katharine Mackinnon.

وظل هذا المصطلح غير معلوم للكثيرين (خارج الدوائر الأكاديمية) حتى بداية التسعينات عندما أدلت أنيتا هيل-Anita Hill بشهادتها ضد كلارينس توماس-Clarence Thomas المرشح للمحكمة العليا في الولايات المتحدة، ومنذ أن شهدت هيل في 1991 زاد عدد شكاوي التحرش الجنسي في أمريكا وكندا بنسبة 58% وارتفعت بشكل مطرد.

٣ المواقف:

يحدث التحرش الجنسي تحت العديد من الظروف كأماكن العمل المتنوعة مثل:/ المصانع والمدارس والأكاديميات وهوليوود وشركات الموسيقى.  غالبًا ما يكون المتحرش ذو وظيفة أو سلطة أعلى من الضحية (بسبب اختلاف السن والعلاقات الاجتماعية والسياسية والوظيفية) أو متوقع له أن يصل إلى تلك السلطة عن طريق الترقية وقد تتضمن طرق التحرش:/

- أن يكون المعتدي أي شخص كزبون أو زميل في العمل أو والد أو والدة أو وصي قانوني أو قريب أو مدرس أو طالب أو صديق أو شخص غريب.

- يمكن أن يختلف مكان الاعتداء من المدرسة إلى الجامعة إلى العمل وغيرها.

- قد يوجد أو لا يوجد شهود وحضور.

- يمكن ألا يكون المعتدي مدرك تمامًا أن افعاله عدوانية أو تشكل تحرش جنسي أو أنها غير قانونية.

- يمكن أن يحدث الاعتداء وتكون الضحية غير مدركة للفعل أو معناه.

- يمكن أن يحدث الاعتداء مرة واحدة فقط ولكن غالبًا ما يكون حدث متكرر.

- التأثيرات العكسية تظهر على الضحية عموما على شكل ضغط نفسي وتوتر وانعزال عن الحياة الاجتماعية والنوم وصعوبات في الأكل وبوجه عام تدهور في الحالة الصحية.

- يمكن أن يكون المتحرش والضحية من أي جنس (ليس شرطاً أن تكون امرأة).

- ليس من الضرورة أن يكون المعتدي من الجنس الآخر.

- يمكن أن تحدث الواقعة لاعتقاد المتحرش أنه فسّر أفعاله ولكنها لم تُفهم بالشكل المطلوب. و يمكن أن يكون عدم الفهم مبرر أو غير مبرر ومثال على الغير مبرر:/ عندما تُعجب امرأة برجل لدرجة أنها لا تفهم رسالته الواضحة بالتوقف.

ومع تقدم الإنترنت والعلاقات الاجتماعية يزداد التحرش الجنسي عبر الإنترنت مثلًا في الألعاب الإلكترونية.

وطبقًا لدراسة إحصائية أجراها المركز البحثي بيو-PEW، فإن 25% من السيدات و 13% من الرجال في أعمار تتراوح بين ال18 وال24 تعرضوا لمضايقات جنسية عبر الإنترنت.

٤ السلوكيات المتنوعة:

أحد صعوبات فهم التحرش الجنسي هو أنه يتضمن نطاق من الأفعال. في معظم الحالات يكون من الصعب على الضحية أن تصف الحادثة، وقد يكون ذلك بسبب صعوبة تصنيف الموقف أو بسبب الضغط والإذلال الذي تعرضت له الضحية. علاوة على ذلك، التصرفات والدوافع تختلف بين الحالات الفردية.

قسمت Dzeich it al المتحرشين إلى قسمين رئيسيين:/

- متحرش عام ويكون فاضح في أفعاله الجنسية والمغرية ضد زملاؤه في العمل وتلاميذه...إلخ.

- ومتحرش خفي يزرع صورة محترمة أمام الناس ولكن عندما يكون وحيدًا مع الضحية يتغير سلوكه.

توضح Langelan  أربعة أنواع من المتحرشين:/

- المتحرش المفترس والذي يحصل على إثارة جنسية بإذلال الآخرين وقد يتورط في ابتزاز جنسي وقد يتحرش عادة ليرى رد فعل الضحية. والضحايا الذين لا يقاومون قد يتعرضوا للاغتصاب.

- المتحرش المسيطر وهو النوع الأكثر انتشارًا والذي يتحرش ليزيد من ثقته في نفسه وغروره.

- المتحرش الإستراتيجي والمحلي:/ والذي يحاول المحافظة على امتيازاته في العمل. كمضايقة رجل لامرأة موظفة في وظيفة ذكورية.

-  متحرش الشارع وهو نوع آخر من المضايقة في الشارع بواسطة غرباء ويتضمن السلوكيات اللفظية والجسدية، والتعليقات الجنسية على المظهر الجسدي أو وجود شخص في مكان ما.

٥ الوقاية:

يتم منع التحرش الجنسي بواسطة المدارس الثانوية  و الكليات  وفي أماكن التدريب للطلاب. العديد من الجمعيات النسائية والأخويات في الولايات المتحدة تأخد تدابير وقائية ضد المعاكسات في أوقات جمع التبرعات.  العديد من المؤسسات اليونانية والجامعات لها سياسات ضد المعاكسات والتي تُعرِّف المعاكسات وأمثلتها تعريفًا صريحًا وتعرض تدابير وقائية لتلك الحالات.  برامج تدريب مكافحة التحرش الجنسي لديها دليل على فعالية تلك السياسات، وتقترح بعض الدراسات أن التدريب يمكن أن يعطي نتائج عكسية ويعزز الأنواع النمطية الأجتماعية التي تضع المرأة في وضع مسئ.

٦ التأثير:

يختلف تأثير التحرش الجنسي. ففي بحث لوكالة الحقوق الأساسية بالاتحاد الأوروبي، سُؤلت 17335 امرأة من ضحايا التحرش عن الشعور الناتج عن التعرض لأخطر حادثة تحرش تعرضن لها، وكانت أكثر الشعور انتشارًا هي الغضب والإحراج والمضايقة، بنسبة 45% من النساء شعرن بالغضب و41% شعرن بالمضايقة و36% شعرن بالإحراج.

وعلاوة على ذلك، فإن حوالي واحدة من ثلاثة نساء (29%) من الذين تعرضوا للتحرش الجنسي يقلن أنهم شعرن بالخوف عند التعرض لأخطر حادثة تحرش، بينما شعرت حوالي واحدة من خمس نساء (20%) بالعار مما حدث. في مواقف أخرى  قد يؤدي التحرش إلى الضغط والاكتئاب المؤقت أو الدائم على حسب قدرة الضحية النفسية على التأقلم ونوع التحرش ووجود الدعم الأجتماعي للضحية أو عدم وجوده.

يقول علماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين أن التحرش الجنسي الحاد أو المتكرر قد يكون له نفس التأثير النفسي كالاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.  والضحايا الذين لا يستسلمون للتحرش قد يتعرضوا لأنواع مختلفة من الرغبة في الانتقام ومن  ضمنها الانعزال والتنمر.

يحرم التحرش الجنسي النساء من النشاط الاجتماعي والمشاركة الاقتصادية كتأثير اجتماعي واقتصادي شامل كل عام، ويكلف ملايين من الدولارات في فرص تعليمية ومهنية ضائعة خاصة للبنات والسيدات.  ومع ذلك فإن عدد الرجال المتأثرين بهذه الصراعات لابد أن يُأخذ في الاعتبار.

٧ التأقلم:

على حسب تعريف التحرش الجنسي فهو غير مرغوب فيه ولا يُحتمل. ولكن مع ذلك، هناك طرق تلجأ إليها الضحايا للتغلب على التأثيرات النفسية الناجمة والبقاء في المجتمع أو العودة إليه واسترجاع المشاعر الصحية في نطاق العلاقات الخاصة واسترجاع الموافقة الاجتماعية واستعادة القدرة على التركيز والإنتاج في الأجواء الدراسية والمهنية. وتتضمن تلك الطرق التحكم في الضغط وإزالة الصدمة  والإبلاغ عن الحادث قد لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة وقد يتم تجاهله أو قد يؤدي إلى زيادة سوء حالة الضحية.

عام 1991، ظهرت دراسة بواسطة كيه أر يانج-K.R.Young عن وجود ثلاث طرق تم تطويرها بواسطة مجموعة من النساء يعملن كعمال لمناجم فحم لمعالجة التحرش الجنسي في العمل وهن:/ "السيدة" و"المُغازِلة" و"المسترجلة". "السيدات" لقد كن النساء الأكبر في السن الذين اتجهوا للبعد عن الرجال وإبقاء مسافة بينهم وتجنبوا استخدام الشتائم أو أداء أي تصرف قد يُفهم على أنه مثير ويميلن للتأكيد من مظهرهن وأفعالهن على أنهم سيدات. الآثار الناتجة "للسيدات" أنهن كن أقل من يتعرضن للمضايقات والتحرش ولكنهن أيضًا قبلن أن يكن الأقل مقامًا والأقل في الرواتب.

"المُغازِلات" كانوا غالبًا النساء الصغيرة العازبات. كوسيلة للدفاع عن النفس تظاهروا بالشعور بالإطراء عندما تم التعليق عليهن بتعليقات جنسية. وبناءًا على ذلك، نُظِر إليهن على أنهن "تجسيد للمرأة النمطية"، واعتبارهن فاقدات الإمكانية وبالتالي أُعطين أقل فرص لتطوير مهارات العمل وتأسيس علاقات اجتماعية وهويات شخصية كعمال مناجم.

أما عن "المسترجلات" فكن غالبًا سيدات عازبات ولكن أكبر سنًا من "المُغازِلات". حاولن أن يبعدن أنفسهن عن الصورة النمطية وركزن على مكانتهن كعاملات مناجم وحاولن تكوين "جلد سميك". كانوا يردون على المضايقات بالمزاح أو الردود وأيضًا بالكلام الجنسي والمعاملة بالمثل. وكنتيجة لذلك، كان يتم رؤيتهم غالبًا كعاهرات أو فاسقات  وكنساء خرقن الأزدواجية الجنسية. وبناءًا على ذلك، تعرضن لمضايقات أكثر بواسطة بعض الرجال، ولم يكن من الواضح إن كانت تلك الطريقة قد أدت للحصول على مهام عمل أفضل أم أسوأ.

نتائج تلك الدراسة قد يكون قد طُبقت على أماكن عمل أخرى كالمصانع والمطاعم والمكاتب والجامعات. وتستنج الدراسة أن الطرق الفردية للتعامل مع التحرش الجنسي غالبًا ما تكون غير فعالة ومن الممكن أن يكون لها آثار عمل سلبية على مكان العمل وقد تؤدي أيضًا إلى زيادة التحرش الجنسي. فالنساء اللاتي يحاولن التعامل مع التحرش بمفردهن غالبًا ما يكنّ خاسرات بغض النظر عما يفعلنه.

٨ الآثار الشائعة لدى الضحايا:

الآثار النفسية والمهنية والأكاديمية والمادية والاجتماعية الشائعة الناتجة عن التحرش الجنسي والثأر:/ . أن تصبح الضحية معروفة "جنسيًا" (أي أن بعض الناس "يقيّمون" الضحية ليروا ما إن كانت "تستحق" الأهتمام الجنسي أو التأثير على مهنة المتحرش).

·        أن تتعرض الضحية للإذلال بسبب التفحص والنميمة.

·        انخفاض الأداء الدراسي أو المهني كنتيجة للضغط النفسي وزيادة الغياب خوفًا من تكرار الحادثة.

·        الافتراء على الضحية وسمعتها.

·        التأثير على الحياة الجنسية والعلاقات، حيث يزيد الضغط على العلاقات الخاصة وقد تؤدي أحيانًا إلى الطلاق.

·        الطرد أو رفض فرص العمل مما يؤدي إلى خسارة الحياة المهنية والدخل.

·        أن تُعرض حياة الضحية الخاصة لتفحص العامة، حيث تُتهم الضحية بسبب الملابس ونمط الحياة وتتعرض حياة الضحية الخاصة للهجوم.

·        الاضطرار إلى ترك الدراسة وتغيير الخطط الأكاديمية وخسارة الرسوم الدراسية بسبب الخوف من تكرار التجربة أو كنتيجة للضغط النفسي.

·        الاضطرار للانتقال لمدينة أخرى وعمل آخر ومدرسة أخرى.

·        خسارة التوصيات والمراجع.

·        خسارة الثقة في البيئات المماثلة لبيئة الحادث.

·        خسارة الثقة في الأشخاص المماثلين للمتحرش والذين يشغلون نفس المنصب -خاصة إن كانوا غير متفهمين- وصعوبات وضغط في العلاقات مع الزملاء والأقران.

·        ضغط نفسي وخسائر صحية.

·        ضغط الناتج من شبكات الدعم والنبذ في المحيط المهني والأكاديمي (الأصدقاء والزملاء و العائلة قد يبعدون نفسهم عن الضحية أو يتجنبوها تمامًا).

بعض التأثيرات النفسية والصحية التي تحدث للضحية نتيجة للضعط والإذلال:/ الاكتئاب والقلق ونوبات الفزع وقلة النوم والكوابيس والخجل والشعور بالذنب وصعوبة التركيز والصداع والإرهاق وخسارة الحافز ومشاكل المعدة واضطراب الأكل (خسارة أو زيادة الوزن) والإدمان على الكحول والشعور بالخيانة وبالاعتداء والغضب والعنف تجاه الجاني والعجز وزيادة ضغط الدم وخسارة الثقة في النفس والناس عمومًا والانسحاب والانعزال والشعور بالضعط الناتج عن الصدمة والأفكار والمحاولات الانتحارية والانتحار.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Wikipedia