رواية الحي الخلفي


بواسطة التلميذ(ة):
رواية الحي الخلفي

١ مقدمة

من بين ما يلفت النظر في روايات وقصص محمد زفزاف، هو استجلاء نفسية الشخصيات التي تنتمي إلى الشرائح الاجتماعية المستضعفة .
وغالبا ما يعالج هذا الجانب من منظور النقد النفسي، بحكم تخصصه في الكشف عما تستضمره العوالم الداخلية من تموجات واضطرابات نفسية.
لكن يمكن أن يصبح موضوعا لسيميائية الأهواء التي تسعى إلى البرهنة على استقلالية البعد الانفعالي داخل النظرية السيميائية العامة.
وفي هذا السياق يتوخى هذا الفصل تحقيق ما يلي

٢ موضوعها:

يبدو عنصر المكان أهم مكون تثبته الرواية (الحي الخلفي) والكاتب يؤمي من خلال العنوان بإشارة قبلية وعلنية على أهمية الفضاء الذي تتفاعل فيه العوالم وشحنه بشبكة غنية من الدلالات./إنه الحي الخلفي نقيض الحي الأمامي الراقي../إنه الخلفية الحقيقية لزيف التمظهرات الأمامية../هو فضاء للمفارقات والتناقضات، يؤكد سلطة الواقع وخيبة الحلم، وهو بشكل عام “مكان منته، مقفول وغير مستمر ولا متجانس، يعيش على محدوديته كما أنه فضاء مليء بالحواجز والثغرات وغاص بالأصوات والألوان والروائح باختصار أنه ليس فيه أي شيء “إقليدي”.” فـ”الأمور كلها تسير على ما يرام في هذا الحي لكن الأمور تسير على ما يرام مثلما تسير مياه بركة آسنة” ص89. يولد فينا هذا المقطع انطباعا أوليا كما لو أننا بصدد قراءة السطور الأولى للرواية، إلا أن عكس هذا هو ما يحصل فالكتاب واعتمادا على مناورة سردية تراجعية على مستوى النسق الزماني آثر إدراج تلك السطور في نهاية الرواية مما يوهم للمتلقي كما لو أن حركية السرد ستنطلق من جديد ضمن مسار لولبي لا متناهي يجعلنا داخل فضاء مقفول على نفسه وتحكمه العديد من العلاقات الإنسانية الضيقة حيث الحياة تبدأ بالالتفاف حول نفسها فكلما انتهينا من قراءة الرواية إلا ونشعر بانفتاح عالمها علينا من جديد. يتوزع النسق المكاني في الرواية بين عنصرين:/ 1- الحفرة كدلالة مهيمنة على سطح المتن الروائي ككل. 2- أمكنة أليفة/أمكنة معادية حين يتم استحضار (الحفرة) كمكون فضاء ضمن مسار السرد فإنها كمكان متميز تحضر بكل أبعادها الفيزيقية والمجردة معا وفي أن واحد، أي أنها تحضر بعناصرها الحسية والذهنية./فهي ترتبط في مخيلتنا وذاكرتنا الجماعية بمجموعة من الدلالات الرهيبة (القبر –المقوع –الإنحدار –الغدر – التكتم- التعفن..
إلخ) ولقد ترددت في أعمال أخرى عند محمد زفزاف ونسوق هنا على سبيل المثال ما جاء في قصة العربة “فالبشر يقتات من تلك الحفر دون أن يعبأ بالذباب والذباب لم يكن يؤذينا على الإطلاق فقد كان يقتات مثلنا من تلك الحفر) ص31

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ النهضة